لهفة تَخُونُنِي لُغَتِي كُلَّما إقتَرَبْتِ مِنْ وَهْجِ الحَنين أرْتَدي هَزيْمَتِي وأرْتَشِفُ وَجَعَ السنين حينَ أُفتِشُ عَن الوَطَنِ أَجِدُهُ شامِخاً فِي سِحْرِ العيون أَنتِ أيَّتها المُقيمَةُ فِي عُروقي جَنَةً رائعَةَ التَلْوين كيفَ يُخْتَصَرُ الزَمانُ حينَ يَقْتِلُنِي الظمَأُ عَلى الشَفَتينْ وَلَمّا أقولُكِ شِعْراً تَزُورُنِي أَرْواحُ كُلِّ العاشِقين
لكنْ.. تَخُونُنِي لُغَتِي كلَّما أقترَبتِ مِن وَهْجِ الحنين
*** أُحِبُ وَطَنِي مَرَّتَين
مَرَّةً لأنَّهُ وَطنِي
وَمَرَّةً
لأنَّكِ فيهِ تتَوهَجين
تَعِيشينَ فِي ظَمَأي
وَبِكُلِّ أَناقَةٍ تَنْـزلين
نُزولَ دَمْعَةٍ حَرَّى
فِي صَحْنِ عَين
لكنْ..
تَخُونُنِي لُغَتِي
كُلَّما أقتَرَبْتِ
مِنْ وَهْجِ الحنين
***
عَهْداً أنْ أَثأَرَ لِجُرْحي
وأَنصُبَ لَكِ
كَمِيناً تِلْوَ كَمين
وَحِينَ تَقعِين
أَرْميكِ بِوابِلٍ
مِنَ الَحَنين
وأُحاصِرُكِ
بأطْواقِ الياسَمين
وأجِدُكِ طَليقَةً
وأنا السَجين
لكنْ..
تَخُونُنِي لُغَتِي
كُلَّما أقترَبْتِ
مِنْ وَهْجِ الحنينْ
***
وأعودُ مِنْ هَزيْمَتِي
جَذِلاً
وأنتِ فِي قَعْرِ خوذَتِي
تَبْسُمين
أَبْحَثُ عنكِ
فِي شِغافِ الرُّوحِ
مِنْ بُطَينٍ الى بُطَين
وأَسْأَلُ كلَّ مَناراتِ العِشْقِ
الَّتِي فِيها تَتَعَبَدين
لكنْ..
تَخُونُنِي لُغَتِي
كُلَّمَا أقتَرَبْتِ
مِنْ وَهْجِ الحَنِيْن !!
حِيَال مَحَمَّد الأَسَدِي