الجمال عقدة النساء !!
.................................................. ........
دارت الأيام ، ومرت السنون ، والتقت صديقتها القديمة ، سلام ، وكلام ، واطمئنان على الأحوال ، كلاهما
تزوجت ، وأصبح أكبر أولادها في المرحلة الجامعية ، وبعد انتهاء اللقاء جلست مبتسمة تغمرها السعادة
للقاء صديقتها ، وعلامات التعجب تملأ رأسها للتغيرات التي طرأت علي شكلها ومظهرها ، وكانت تتساءل
بينها وبين نفسها :
· أين ذلك القوام الرشيق؟
· أين تلك البشرة الناعمة المشدودة؟
· أين النشاط والخفة في الحركة؟
· أين ذهب الجمال والأناقة؟
وبعد تساؤلات وتساؤلات أقرت بأن صديقتها تغيرت ، الجسم .. الوجه ..اللباس .. كل هذه الأشياء قد تغيرت
في شخصية واحدة !! كانت تدور حول نفسها ، وتساؤلاتها تتزايد ساعة بعد ساعة ، وقد غاب عن ذهنها
أهم ما في الموضوع ، وهو العمر !!
عشرون عاماً كفيلة بتغيير أية امرأة حتى ولو كانت حريصة على الحفاظ على جمالها ، فالعام تلو الآخر
يغير في المرأة أشياء كثيرة ، خاصة مع متاعب الحياة ، وللحمل والولادة دورهما في حدوث كثير من
التغيرات ، ولا يعني كلامنا بأن المرأة المرفهة لا تتعب أو أنها تستطيع الاحتفاظ بنضارتها ، بل على
العكس فأي امرأة ومهماً كانت ظروفها لا بد لها من التغير، والتحول من حال إلى حال بمرور الأيام.
قد يتردد على مسامعنا كثيراً تلك الخدعة التي لعبت بعقول بعض النساء ، وهي القدرة على الاحتفاظ
بالشباب والنضارة إلى أبعد مدى ، فأصابهن الهوس للمحافظة على شبابهن وحيويتهن ، وتناسين استحالة
أن تكون امرأة في الأربعين في نشاط وحيوية ابنة العشرين ، كما أن من أكملت الستين لا يمكن أبداً أن
تكون في شكل ابنة الأربعين.
قد يكون لهذه القاعدة شواذ ظاهرياً ، حيث تستخدم بعض النساء أساليب عدة للمحافظة على الشكل
الخارجي من بشرة مشدودة ، أو رشاقة مستمرة ، ولكن الحيوية والنشاط إلى ذبول وتناقص ، وهذا مقدر
ومكتوب على جميع البشر ، ولو كان من سبيل للمحافظة على الشكل أو النشاط لما ادّخر الأثرياء قرشاً
واحداً في سبيل تحقيق هذا الهدف !
وأخيرا قد يصبح الجمال موضوعا شائكا وعقدة عند النساء ، حينما يكون الحرص عليه زائدا عن الحد ،
فمن النساء من تسير لتحقيقه وتسعى للحفاظ عليه بخطوات محدودة ومقبولة ، ومنهن من تعمل ما لا يليق
في سبيل ذلك ، وقد رأينا نماذج لكبيرات يتمايلن زهواً بأصباغهن الشاذة ، وملبوساتهن البناتية ،
وتحليهن بإكسسوارات مبهرجة لا تليق بأعمارهن ، ولا يعلمن أن الجمال الحقيقي للمرأة إنما ينبع من
حسن أخلاقها وسلوكها وعملها وعطائها |