\n
\n
\n
\nلَيْلَا أَو نَهَارا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيْدا كَأَن لَم تَغْن بِالْأَمْس كَذَلِك نُفَصِّل الْآَيَات لِقَوْم يَتَفَكَّرُوْن} [يُوْنُس:24]
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\nوَقَال تَعَالَى أَيْضا :
\n
\n
\n
\n{وَاضْرِب لَهُم مَّثَل الْحَيَاة الْدُّنْيَا كَمَاء أَنْزَلْنَاه مِن الْسَّمَاء فَاخْتَلَط بِه نَبَات الْأَرْض فَأَصْبَح هَشِيَما تَذْرُوْه الْرِّيَاح }
\n
\n
\n
\n[الْكَهْف: مِن الْآَيَة45]
\n
\n
\n
\n.
\n
\n
\n
\n.
\n
\n
\n
\n
\nفِي الْآَيَات الْسَّابِقَة شَبَّه الْلَّه تَعَالَى الْدُّنْيَا بِالْمَاء!!
\n
\n
\n
\nفَلِمَاذَا هَذَا التَّشْبِيْه ؟!
\n
\n
\n
\n
\nفلنتأمل ما قِيَل :
\n
\n
\n
\nقِيَل لِأَن الْمَاء لَيْس لَه قَرَار وَكَذَلِك الْدُّنْيَا !!
\n
\n
\n
\nوَقِيْل لِأَن الْمَاء إِن أَمْسَكْتَه تَغَيَّر وَنَتْن وَكَذَلِك الْدُّنْيَا لِمَن أَمْسَكَهَا بَلِيَّة !!
\n
\n
\n
\nوَقِيْل لِأَن الْمَاء يَأْتِى قَطْرَة قَطْرَة وَيُذْهِب دُفْعَة وَاحِدَة وَكَذَلِك الْدُّنْيَا !!
\n
\n
\n
\nوَأَيْضا الْمَاء يَسْتُر الْأَرْض وَكَذَلِك الْمَال ( وَهُو رَمْز لِلْدُّنْيَا ) يُغَطَّى عَيْب الْرَّجُل !!
\n
\n
\n
\nوَأَيْضا الْمَاء طَبْعُه الْنُّقْصَان كَذَلِك الْدُّنْيَا !!
\n
\n
\n
\nوَأَيْضا الْمَاء يَكُوْن فِى مَوْضِع كَثِيْر وَفِى مَوْضِع قَلِيْل كَذَلِك الْدُّنْيَا !!
\n
\n
\n
\nوَأَيْضا لَا يَقْدِر أَحَد أَن يَرُد الْمَطَر كَذَلِك لَا يَقْدِر أَحَد أَن يَرُد الْرِّزْق !!
\n
\n
\n
\nوَقِيْل الْمَاء قَلِيْلُه رَى لِلْعَطْشَان وَكَثِيْرِه دَاء كَذَلِك الْدُّنْيَا !!
\n
\n
\n
\nوَقِيْل الزَّرْع يُفْسِد بِالْمَاء الْكَثِيْر كَذَلِك الْقَلْب يُفْسِد بِالْمَال الْكَثِيْر !!
\n
\n
\n
\nوَأَيْضا الْمَاء كُلَّه لَا يَكُوْن صَافِيا كَذَلِك الْمَال فِيْه الْحَلَال وَالْحَرَام وَالْشُّبْهَة !!
\n
\n
\n
\nوَأَيْضا الْمَاء يُطَهِّر الْنَّجَاسَات كَذَلِك الْمَال الْطَّيِّب الْحَلَال يُطَهِّر دَنَس الْآَثَام !!
\n
\n
\n
\nقَال الْلَّه تَعَالَى {خُذ مِن أَمْوَالِهِم صَدَقَة تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيْهِم بِهَا}
\n
\n
\n
\n[الْتَّوْبَة: مِن الْآَيَة103]
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\nوَعَلَى الْجُمْلَة فَإِن هَذَا التَّشْبِيْه يُفِيْد أَن:
\n
\n
\n
\nكَلَّا مِن الْمُشَبَّه وَالْمُشَبَّه بِه (الْدُّنْيَا وَالْمَاء) إِذَا نَزَل وَأَثْمَر ثَمَرَتُه
\n
\n
\n
\nيَمْكُث مَا شَاء الْلَّه وَهُو فِى إِقْبَال وَبَرَكَة ثُم عَمَّا قَلِيْل
\n
\n
\n
\nيَضْمَحِل وَيَزُوْل وَالْعِلْم عِنْد الْلَّه تَعَالَى .
\n
\n
\n
\n..
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\nفَاجْعَل يامن تقرأ هذه السطور نَفْسِك فِي الْدُّنْيَا كَمَا
\n
\n
\n
\nدَلَّنَا رَسُوْلُنَا الْكَرِيم عَلَيْه الْصَّلَاة وَالْسَّلَام فِي قَوْلِه :
\n
\n
\n
\n" مَالِي وَلِلْدُّنْيَا ؟ مَا أَنَا فِي الْدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِب اسْتَظَل
\n
\n
\n
\nتَحْت شَجَرَة ، ثُم رَاح وَتَرَكَهَا ."صَحِيْح الْأَلْبَانِي
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\nوَلَقَد جَاء فِي الْأَثَرمِن وَصَايَا عِيْسَى عَلَيْه الْسَّلَام:
\n
\n
\n
\n[الْدُّنْيَا قِنْطَرَة فَاعْبُرُوْهَا وَلَا تَعْمُرُوهَا]
\n
\n
\n
\nوَقَوْلُه أَيْضا :
\n
\n
\n
\n[ مَن ذَا الَّذِي يَبْنِي فَوْق مَوْج الْبَحْر دَارا ؟!
\n
\n
\n
\nتِلْكُم الْدُّنْيَا فَلَا تَتَّخِذُوْهَا قَرَارا ]
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\n
\nوَقِيْل لِنُوْح عَلَيْه الْسَّلَام:
\n
\n
\n
\nيَا أَطْوَل الْأَنْبِيَاء عُمْرَا كَيْف رَأَيْت الْدُّنْيَا؟ ..قَال :
\n
\n
\n
\n[ كَدَّار لَهَا بَابَان دَخَلْت مِن أَحَدِهِمَا وَخَرَجْت مِن الْآَخَر ]
\n
\n
\n
\n.
\n
\n
\n
\n.
\n
\n
\n
\nفَطُوْبَى لِمَن كَان صَمْتُه فِكْرَا وَنَظَرِه عِبْرَة
\n
\n
\n
\nجَعَلَنِي الْلَّه وَإِيَّاكُم مِنْهُم ..
\n
\n
\n
\n