قال ابن القيِّم - رحمه الله -: "ما مضى من الدنيا أحلام، وما بقي منها أمانيّ، والوقت ضائع بينهما"
من حديث علي - رضِي الله عنه - أنَّه قال: "ارتَحَلت الدنيا مُدبِرة، وارتَحَلت الآخرة مُقبِلة، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل"رواه البخاري
قال عمر - رضِي الله عنه -: "حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا، وتهيَّؤوا للعرض الأكبر على الله".
قال شعبة : "لا تجلســـوافارغين فإن الموت يطلبكـــم"
وقال ابن قيم الجوزية: وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم
وهو يمر مر الحساب فما كانمن وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوباً من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم
فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه بهالنوم والبطالة فموت هذا خير له من حياته "
وقد ذكر الله موقِفَيْن للمرء يَنْدَم فيهما على إضاعة الوقت:
الأول: عند ساعة الاحتِضار، حين يَستَدبِر الإنسان الدنيا ويَستَقبِل الآخِرة، يَتَمنَّى لو مُنِحَ مهلة من الزمن وأُخِّر إلى أجلٍ قريب
قال - تعالى -: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99-100]
الثاني: في الآخرة؛ حيث تُوَفَّى كل نفس ما عملت ويدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ
قال - تعالى -: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 12]
وقال - تعالى -: ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ﴾ [الزمر: 55-56]
قال ابن كثير - رحمه الله -: أي: يوم القيامة يَتحَسَّر المُجرِم المفرِّط في التوبة والإنابة، ويَوَدُّ لو كان من المحسِنين المُخلِصين المُطِيعين لله عزَّ وجلَّ
أخواني وأخواتي لنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ونتفادى ما وقعنا فيه في الماضي جميعنا نخطىء ولاأحد ينكر ذلك ولكن خير الخطائين التوابين ليكن عامنا الجديد افضل من العام الماضي ونكون فيه أقرب إلى الله