بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا ونبيناً محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبة الكرام ...
من أبسط الأمور أن يفقد الإنسان معنى الأمل ومن أصعب الأمور أن يولد الأمل مع الطفل
حينما ذهبت لزيارة أحد الأصدقاء الذين رزقهم الله بطفله من ذوات الأحتياجات الخاصة وبعدما رزق بعد عدت أيام
تحدثت مع الأهل بهذا الخصوص لتكون الزياره عائليه لمعرفتي بحال هذا الصديق وأهله وكونه أول طفل لهم
ذهبنا لزيارتهم في منزلهم من باب المباركه بما رزقهم الله
وجدته في حال لم تسرني وسئلته عن الحال فضحك وقال البنت وهي صحيحه محد يأخذها فكيف وهي معاقة ....!!
فقلت لإبنتي أن تحضرها لإني أنا بالأساس معروف بحب الأطفال
ولما أتت بها أبنتي تحملها ووضعتها بين يدي قلت لإبنتي وش رايك نأخذها منهم . أبوها ما يبيها ..! فقالت إبنتي بسرعتها المعروفه أي أي نأخذها معانا
فضحك أبوها وناظرت له وقلت ها ناخذها قبل أشوي تقول فيها كذا وكذا فزاد ضحكه وقال لا هذي غاليتي والله أفديها بروحي وأخذها ليقبلها ويحتضنها ...
مرت الأيام والشهور وألتقيت فيه وقال لي تصدق يا أبوفلان أن قلبي وضميري يأنبني على كلام قلته لك ودار بيني وبينك
قلت له نعم أتذكره قصدك لما قلت بنت معاقة ...!!
تفاجئ وقال كيف عرفت فقلت له إذا أنا يومها ماقدرت أنام بس هون علي لما خذيتها بالأخير وقبلتها وفديتها بروحك
فكيف أنت يا أبوها وأنت تعلم أن هذا رزق من الخالق سبحانه وتعالى كيف ترفضه حتى لو كان ما كان ما أعطاك أياه الله لا يرد ولا يمن ولا تطلب عليها الأماني بل يشكر ويشكر تتخذ من مارزقك الله أياه هدف لرضوانه وأن ما أعطاك إلا الخير فكيف لبشر مثلنا أن يرده أو يمتن ...!!
أنها الطفوله في زمن أصبحت النفوس فيها شحيحه وتكاد ترفض معنى الوصل والرحمه فيما بينها ...
أصبح الطفل في حياتنا مجرد شئ عادي وبسيط يتم تغذيته وتسمينه وتغطيت عوراته لمجرد أن يكبر لربما في هذه الحال حال بعض المخلوقات التي تعيش لمجرد أن تكون دائرة لغيرها ..
يطلب البعض البر والعطف حينما يشيخ ويكبر وهو لم يعطي لطفولة من يطلبها منهم هذه الأمور
فكيف لفاقد الشئ أن يعطيه ...
الوقت يدور ولربما تتشابه تلك الحلقات في بعض المسلسلات ولكن للأسف أنها أمور واقعيه حقيقيه لا يعاد فيها الخطأ ولا يعالج بعد كل حلقه أو موقف مضحك للأسف ...
أن لم تستفيق في حينها فلماذا تستفيق في نهايتها وتترك للندم مجال لا يفيد به إلا أن يكون ندم ...
ماتت الورده وقبل موتها كانت لها سلسله من الحلقات قبل إعلان حالة الوفاة التام والإعلان عنه
سلسله أقرب ماتكون من الحياة ومن عنق الطفوله تقول .....
تخرج من بذرتها فتشرق حياتها لتعلن مظهر جديد من الحياة الجميله يهزها روح اليوم وجمال المستقبل
فتأتي تلك الأيادي لتقطف روحها وتنتزعها من جذورها لتكون صورة جميله تعبر عن مايقصده قاطفها
فتمكث بين ألم الفراق و حزن الحال بينما يبتسم قاطفها ويهديها لمن أحب عربون المستقبل الجميل وعنوان اليوم الرائع
تفوح من بين خدودها رائحة الفراق فتذبل وتصيبها الحال بما لم يحال وتعلن حاله من الوفاة فتعانق الأطلال بشموخ الوفاة
فيا أبنتي قد ماتت الورده التي ضحت بأن تكون عنوان المحبه وهدية المشتاق ورمز الحب وعنوان الوفاء فأما أن تحسني لها الختام وتضعيها بين أوراق الكتاب أو تنزعيها من بين الأحشاء وترمينها بين النفايات ....
أما إن ضاقت بك الحياة ولم ترا فيها الا بصيص الأمل فما هو الحال ...
أتذكر الحال ...!!
قبل التوحيد ونسج الكتاب
ماذا كانت هنا الحياة ... فخذ القصة يا إنسان
تنقل الجزيرة والعربية عنوان البلطجية وشبيحة النظام
هل تعلم أن في الجزيرة العربية كان هذا في زمن فات ...!!
قبل التوحيد ونعمة الإسلام
كانت كل قبيلة تفتخر بشبيحتها وبطلجيتها وتنسج لها من الشعر كل المقام وتسلط عليها عنوان الإعلام ماهي دورة ولا لعبة برلمان ولكن هكذا كانت الحياة
شوية حرامية وكل يوم لهم إحتلال إعلان حرب وسفك دماء ....
فعلينا أن نشكر نعمة الله على الإسلام أولاً والمرسل الختام والاأمة الكرام
فهذه نعمة لا تزن بميزان والحمدلله الذي وحد البلاد على نعمة الإسلام ....
بهذه الصورة أقدر اقول أن لكل جيل مسيرة وعلينا بحسن المسيره
لا تنظر إلى حياتك بل فكر فيما سوف يتحقق بعد وفاتك لا تجعل الأمل محدود والفكر محصور
أفتح لنهجك بحار ولا تكون لنفسك سدود عش بأن تعطي وعش بأن تترك ..ولا تقل أنا ومن بعدي الطوفان ..
فما تحت الثرا إلا ما سوف ترا فكن على يقين أن لمستقبلك حق قبل وفاتك وأن لجيلك القادم أمانه سوف تحققها أن كنت أهل لهذه الأمانه
أما إذا كنت شئ فسوف تضيع من بين كثير الأشياء ...
ومد يدك لجيل قد يحقق مالم نستطع نحن تحقيقه حاول فأن الحياة لا تدوم إلا لمن يحاول ..!
يقال الحياة سجدة والسجدة حياة فما معنى أن السجود حياة ...!!!
أن لمعرفت العبد بربه أمور كثيره أولها أن الحياة لا تدوم وإن خلف هذه الحياة أمر عظيم ...
في أيام شبابي وأيام مراهقتي كنت أبحث عن شئ أسمة لذة السجود وهو ربما أعظم موقف للعبد أمام خالقه سبحانه وتعالى
كنت في صلاتي وفي النوافل والسنن أحاول أن أصل إلى هذه اللذة حاولت وحاولت حتى وصل بي الأمر بأن هناك شئ بي لا يجعلني أجد هذا الشعور
أصبحت أشك بأن هناك خطأ ما بي ربما يجعلني لا أصل إلى هذه الطاعة الإيمانية
وبعد محاولات ومحاولات وتشديد على النفس وجدتها وأدعو الله أن يجدها كل مسلم ومسلمه وأن يتذوق طعمها الذي لن يذوق بمثل جماله أي مذاق آخر ....
نعم الحياة سجدة .....
من أصعب أمور الإنسان بشكل عام أن يفقد غالي مهما كان مقام هذا الغالي وعمره يبقى غالي
ومن أصعب الأمور في نظري أن يفقد الفرد فينا طفله بالنسبة لي وجدتها من أشد الأمور صعوبه
وخاصة أن كان الطفل في سن معينه تشعر بوجوده بل قد يصل بك الحال أن تستيقظ على صوته وهو غير موجود
أنا فقدت طفلتي وكانت في عمر صعب على الفرد أن ينساه وكنت أصحى من النوم في الليل وصراخها في آذني وداخل قلبي والتفت في سريرها الذي كان بجانبي ولكن مع هذا كنت أنام والحمدلله
وكان أشد على من السيف حينما أسمع أخواتها يسئلوني عنها وخاصة من هن في سن صغير لا تفقه معنى الوفاة والغياب
كانت من أصعب الأمور التي مرت في حياتي ولكن مع هذا كنت محتسب هذا عند خالقي سبحانه وبالتأكيد حتى أختها الكبرى كانت ربما أكثر حزن مني ومن أمها عليها لإنها كانت الأقرب إليها
وحينما أشاهد بعض التعذيب للأطفال من بعض الأباء والأمهات أجد بالنفس حرقه وغصه كيف لهؤلاء لا يدركون نعمة الخالق
أن بكاء الطفل حينما يشعر بالظلم لاهو أصعب من بكاء الأم على طفلها أو الأب على طفله
أقول بأن ما بين صدور هؤلاء ليس بقلب بل هو الحجر بعينه وأي حجر والله أن بعض الحجاره تتفجر منها الينابيع والأنهر
ولكن هؤلاء يمتلكون ماهو أشد من الحجره ....
لمن يجهل الحياة ومقدم عليها فله مني نصيحة أن الحياة حلوه ومره ومره وحلوه وأن دوام الحال من المحال وأن الدنيا دار الفناء وليست دار البقاء
فأقنع بما أنت فيه وأعلم أن النعم وخيرها في ظلال الإيمان وفي نور الإيمان فكيف أن يجتمع الظلال بالنور نعم يجتمع في الإيمان الذي يملك القلب فيشرح الصدر لما في هذه الدنيا من نور وظلال ...
أمن يمتلك الحال الضيقه والصدر الضيقه فله بكل وادي ضربه وصفعه وله من حال إلى حال زله وحسره
وبدل أن يقول الدنيا فانيه يقول لنفسه عليك الفناء قبل ساعة الآوان
فيضربها ويسلكها طرق الهوى والتعاسه و يسقيها من مياه البحر فلا تذق له مشرباً ولا يستسيغها طعماً
فلا هو من أصلح حالة بالإيمان ولا هو من عاشها بقناعة فضاعت عليه الدنيا والدين ...
فأصبح بين الدائن والمدين والديان لا يموت ...
عش حياتك بسعادتها و أملأ أيامك منها فلا تبخل على نفسك سعادة الدنيا ولا تحرمها لغيرك
كن أنت السبب لها أو كن أنت المسبب لها فلا تبخل على نفسك كسب السعاده لنفسك أو لغيرك
وأجعل للحياة فسحه تنظر من خلالها لجمالها ولحسنها وأعتبر بها بأن هناك وبعد الوفاة ماهو أفضل
فكيف تربط الوفاة بالسعادة أمر ربما يقول البعض غريب
ولكن حينما يغادر هذه الدنيا من حسن عمله إن شاء الله وقدم لاخرته ما قدم من الحسنات والعمل خيره فهذا إن شاء الله في قولنا من أهل السعادة وندعو له بها إن شاء الله
في وفاة جدي رحمه الله تعالى كان في شخص في المجلس من أصحابه
كان يقول لنا والله أني مانيب حزين على فراقه شايب وقدم للدنيا ما أنا رفيقه اتمنى أكون مثله وإن شاء الله رايح لجنات الخلد بأذن الله
وانتم تعرفون الشيبان الله يجزاهم خير
فقال والله اني خاويته 51سنة أشتغلت معه ورحت وجيت أنا ماني مثلكم حتى عياله ماهم بأخبر منه بي
لا ترك فرض ولا ترك واجب ولا نطق بكذبه ولا شتيمه ولا نهب ولا قال قول فيه كسر حشمه ولا ستر
وتوفاه الله وهو رايح لصلاة الجمعة ودفن بيوم الجمعة ولا دخل ثلاجة موتى ولا غيره وش بعد هذا أشوف فيه صديقي وصحيبي وأحب له الخير وياليت ربي يرزقني بمثل مارزقه والسامعين
ويشاء الله أن يستجيب له ويتوفي رحمة الله يوم الجمعة بعد مقولته هذه بسنتين وهو خارج من صلاة الفجر
والله أنه صادق إن بعض الوفاة سعادة
اللهم أرزقنا حسن الخاتمة يارب وأجعلها سعادتنا التي نلقاك بها يارب العالمين