المتشددون يُفتون بأن تطعيم الأطفال ضد الشلل يعارض مشيئة الله
باكستان تستدعي "السديس" لإنقاذها من شلل الأطفال والمتطرفين
خالد علي- سبق- جدة: رجحت مصادر مسؤولة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، بأن تطلب الحكومة الباكستانية من الشيخ عبدالرحمن السديس إمام الحرم المكي والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتوجيه رسائل دينية للمتعاطفين مع الجماعات المتطرفة.
وأشارت تقارير صحفية باكستانية، بأن أحد كبار المسؤولين في باكستان اقترح أن يتم الاستعانة بالشيخ عبدالرحمن السديس للمرحلة القادمة في محاربة التطرف؛ وذلك للاحترام والمكانة الكبيرة الذي يتمتع بها الشيخ السديس في قلوب الباكستانيين والمسلمين.
وقال المسؤول الحكومي الذي لم يكشف عن اسمه: إن الشيخ عبدالرحمن السديس يمكنه أن يقدم النصح والفتاوى للمتعاطفين مع الجماعات المتطرفة التي تزعم بأنها تجاهد من أجل الدين، في حين أنها تسيء للدين الإسلامي الحنيف.
وأشار إلى أن المناطق التي يكثر فيها المتعاطفون مع الجماعات المتطرفة ينتشر فيها شلل الأطفال بكثرة، وبات أمراً مخيفاً لباكستان، والسبب الفتاوى التي تصدرها الجماعات المتطرفة من فترة إلى أخرى والتي تحرم تطعيم الأطفال ضد أمراض الشلل والأمراض المختلفة بزعم أن ذلك يخالف مشيئة الله، موضحاً أن الشيخ السديس يمكنه أيضاً تقديم النصح والفتاوى الصحيحة في هذا الجانب لإنقاذ أرواح الأطفال التي يدمرها المتطرفون بفتاوى مكذوبة ومخالفة للشرع.
وطالب مدير قناة العرب، الإعلامي المعروف الدكتور جمال خاشقجي في مقالة قبل أسبوعين الشيخ عبدالرحمن السديد بإنقاذ باكستان لما يحظى به الشيخ، بوصفه إمام الحرم، من حب كبير واحترام لدى الباكستانيين. وتمنى على الحكومة السعودية أن ترتب رحلة للشيخ "السديس" وبعض علماء الحرم؛ لإقناع الباكستانيين باستخدام الملح ولقاحات شلل الأطفال.
وقال "خاشقجي" في مقاله: ثمة مشكلات ثلاث حادة هناك، تعبّر عن هذه المعضلة (ملح الطعام وشلل الأطفال والعمليات الانتحارية)، التي عجزت الحكومات الباكستانية المتعاقبة عن حلها، وبالتالي لن تحلها استثمارات متبادلة، وإنما هجمة علمية لتفكيك هذه الخرافات، يقودها علماء يثق بهم عامة الشعب هناك. ولأن علماء باكستان فشلوا في ذلك فإنهم بحاجة لمساعدة، ولا أجد أفضل من الشيخ عبدالرحمن السديس إمام الحرم المكي للقيام بهذه المهمة، وهو يتذكر الاستقبال الحافل الذي لقيه عندما زارها عام 2010، وصلاته بمسجد باد شاه التاريخي الهائل الذي امتلأت ساحاته بمئات الآلاف من المصلين، فأمَّهم ودعا لهم مثلما يفعل في ليلة ختم القرآن الكريم بالحرم المكي، فانهالت دموعهم رجاءً وتضرعاً.
وأكمل: ولو نصحهم ليلتها باستخدام ملح الطعام الذي يحوي اليود، ودعاهم إلى تعقيم أطفالهم بلقاح شلل الأطفال، وأبلغهم بفتوى علماء الحرمين بتحريم الأعمال الانتحارية، ثم كرر ذلك في مساجد أخرى، وتحدث برسالته هذه عبر وسائل الإعلام الباكستانية، وأعلن بالتعاون مع الحكومة هناك تشكيل جمعية علماء تحمل هذه الدعوة لكل أطراف البلاد، فلربما أطلق حملة علمية تداوي