بــسم الله الرحمن الرحيم
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته
____________________.*
الكسل والإهمال
كلنا يعلم أن الكسل والإهمال صفتان ذميمتان
لن يترك أحدنا الكسل إلا حين يدرك أهمية الوقت وطريقة استغلاله ، وأن العمر فرصة متاحة لكل مسلم .
فعلى المسلمين اغتنام الساعات والدقائق ، ولن يترك أحدنا الإهمال إلا إذا استشعر المسؤولية ، فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته .
وهناك علاقة وطيدة بين استغلال الوقت والمسؤولية ، فكل واحدة منهما تدعم الأخرى ، وإن غابت إحاهما تغيبت الأخرى .
_____________________
الحياة نهر جار لا يتوقف ، ولكل وقت عمل يناسبه ، لا بل لكل مرحلة عمرية أعمال لو أهملت فات أوانها ، وأثرت فيما بعدها من مراحل .
وإن أدينا في يومنا ما علينا من واجبات استغلينا غدنا بروح النجاح وعزيمة الاستمرار، وكنا أكثر مهارة في الإنجاز
وحين نؤدي واجباتنا في أوقاتهايستمر عطاؤنا ونحقق غايتنا .
______________________
لم يخلقنا الله عبثا ، هناك مهام ملقاة على عاتقنا ، ولا بد أن نُسأل عنها .
الكون لم يخلق عبتا ، وكل ما فيه متقن الصنع ، فما بالك يا غنسان تعبث ؟
تعبث بالنعم فلا تشكرها ، وتعبث بالوقت فلا تستغله ، وتعبث في مستقبلك فلا تبنيه ، وتعبث في علاقاتك الاجتماعية فلا تعطي كل ذي حق حقه
وتعبث في جسمك فتهمله ، وتعبث في روحك فلا تزكيها ، وتعبث في عقلك فلا تستخدمه .
________________________
يعيش الإنسان عمراً محدوداً وتنشغل عن واجباتك بالآخرين بدافع من الفضول .
تسأل عن فلان وفلان ، وتتحرى الأخبار ، وتنشر الأسرار ، وتوظف فلاناً على فلان كي لا تفوتك شاردة ولا واردة .
تعيش بسمع مرهف ، وبصر لا يكل ، وإحساس لا يمل من مراقبة الآخرين ، وتكيل الكلام عنهم بلا موازين ، ونفسك قد أهملتها ، وغفلت عن مساوئها
_________________________
ينظر كل منا إلى الآخر بمنظار صنعه بيده وصاغته نفسه وأهواؤه
هذا المنظار يريه أنه من أهل الكمال ، وسواه يعاني من النقصان
وليت الأمر يقف عند النظر بل يتعداه إلى الكلام الجارح والفعل القارح .
أما علمت أنك بهذا الوصف متكبر ، والمتكبر يقصمه الله ، والمتكبر لا يحسّن نفسه ولا يطورها .
________________________
الحاسد مقصّر ، مكبّل ، يتقي الناس شره ، ويقضي الحسد على حسناته
فيدمر الحسد صاحبه في الدنيا بالتكبيل ، وفي الآخرة بإحباط العمل
الحاسد ينقم على المنعم ، ولا يحب العباد ، ولا يريد لهم الخير ، بل يريد الخير كله له .
الحاسد يبث من خلال عينيه ما يصدر من أغلال قلبه وخبثه فلا هو محب ولا محبوب .
___________________________
صفة لها مسبب ، صاحبها يمتلك تميزاً حباه الله إيّاه ،
وهذا التميز يعترف به الناس .
ولكن العيب أن هذا التميز خالطه وصف الغرور ،
فنال صاحبه من الناس النفور ،
لا بل كبّل هذا الغرور صاحبه ،
فلم يعد يجدد نشاطه
ولم يعد ينمي مهاراته
لأن الغرور أوهم صاحبه أنه قد بلغ الغاية
ووصل إلى النهاية .