همس للخيمة الرمضانية ![](http://up.hamsalshok.com/do.php?img=22084) |
![إضافة رد](hams2022/buttons/reply.gif) | |
14 - 9 - 2014, 05:06 PM
|
#81 | ![](images/nams/52.gif) ![](http://up.hamsalshok.com/do.php?img=4264) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif)
14 - 9 - 2014, 05:07 PM
|
#82 | ![](images/nams/52.gif) ![](http://up.hamsalshok.com/do.php?img=4264) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](hams2022/post/post-h.gif) | عضويتي
» 2702 | جيت فيذا
» 15 - 12 - 2012 | آخر حضور
» 2 - 11 - 2014 (08:40 PM) |
فترةالاقامة »
4435يوم
| مواضيعي » 203 | الردود » 4733 | عدد المشاركات » 4,936 | نقاط التقييم » 145 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 0 | الاعجابات المرسلة » 0 |
المستوى » $51 [![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ] |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
سنة
| الحالة الاجتماعية » | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سيارتي المفضله » | |
رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد
عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
أما بعد :
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته شكر الله لكم حضوركم ونسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم في هذا المجلس العلم النافع
والعمل الصالح وشكر الله لأخواني في جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة عنيزة هذا المنشط المبارك هذا الملتقى الذي هو الملتقى الثاني للقرآن الكريم
وهكذا دائما كتاب ربنا جل وعلى بركات تلوى بركات وخيرات تلوى خيرات نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن وممن يتدبر القرآن ويعمل به
أيها الأخوة والأخوات ( أفلا يتدبرون القرآن ..) إنه القرآن كلام الرحمن
أنت الذي يا رب قلت حروفه....... ووصفته بالوعظ والتبيان
ونظمته ببلاغة أزليـــة .......تكييفها يخفى على الأذهان
وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه .......من قبل خلق الخلق في أزمان
أشرح به صدري لمعرفة الهدى....... وأعصم به قلب من الشيطان
يسر به أمري وقض مآربي....... وأجر به جسدي من النيران
واحطط به وزري واخلص نيتي .......واشدد به أزري وأصلح شأني
امزجه يارب بلحمي مع دمي .......واغسل به قلبي من الأضغان
هكذا معاشر المؤمنين هكذا أيها المسلم هكذا يا عبد الله بقلبك قبل اللسان إقراء القرآن لتجد عذوبة ترويك من ماء البيان ورقة تستروح منها نسيم الجنان
(ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ))
القرآن هو الذي يحقق السعادة للإنسان ..القرآن ينشر الأمن والاطمئنان عز وفخر ورفاهية وأمان كل هذا يحققه تطبيق القرآن وسنة خير الأنام عليه
الصلاة والسلام ((لقد تركت فيكم أمرين ما أن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي كتاب الله
وسنتي )) يتساءل الناس عن المخرج في زمن الفتن والشبهات والشهوات في زمن المغريات كيف نحافظ على إيماننا في الغربة ؟ كيف نحافظ على
إيماننا في غربة الشهوات وغربة الشبهات في زمن العولمة والانفتاح والتقنيات ؟ كيف نربي أبنائنا وبناتنا في مثل هذه الأوقات ؟ لماذا انصرفت
القلوب عن علام الغيوب ؟ لماذا تكالب الناس على الدنيا حتى ربما ظن البعض أنا لا نموت ؟ يشكو الناس من قسوة القلوب ومن كثرة الذنوب ..يشكو
الناس من الخواء خواء الروح والفراغ الإيماني ..وأقول الطريق أن يتعرف الناس على الله حق المعرفة أن تملئ القلوب بمحبة الله عز وجل
أشار القلب نحوك والضمير....... وسر السر أنت به خبير
وإني إن نطقت بكم أنادي .......وفي وقت السكوت لكم أشير
من لم يعرف الله حق المعرفة فهو جاهل ومسكين وهو معدم وفقير وأعظم طريق لمعرفة الله هو معرفة كتاب الله جل وعلا من عرف الله من كلامه
وآياته فإنه يعرف رب قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال منزه عن المثال برئ من النقائص والعيوب له كل اسم حسن وكل وصف
كمال ..فعال لما يريد ..أكبر من كل شيء ..وأجمل من كل شيء ..أرحم الرحمين .. وأقدر القادرين .. وأحكم الحاكمين .. القرآن أنزل للتعريف للتعريف
به جل جلاله لتعريف عباده به وبصراطه الوصل إليه وبحال السالكين بعد الوصول إليه فآيات الله القرآنية تنطق بالتعريف بالله تعالى كما أن آيات الله
الكونية تنطق بعظمة الله التفكر ..التدبر .. طريق لمعرفة الله سبحانه وتعالى معرفة الله طريق لمحبة الله محبة الله طريق السعادة والراحة والاطمئنان ..
فأين الباحثون عن السعادة ؟ أين القلوب التي تعلقت بغير الله تعالى ؟ أين هي عن الله ؟ نعم أين هي عن الله ؟ فالله محسن يحب المحسنين ..شكور يحب
الشاكرين .. جميل يحب الجمال .. طيب يحب كل طيب .. كريم يحب الكرم.. تواب يحب التائبين .. حيي يحب أهل الحياء .. يستحي من عبده إذا مد
يديه إليه أن يردهما صفرا عفو يحب العفو عن عباده .. غفور يغفر لهم إذا استغفروه .. تكثر الذنوب تعظم العيوب تقسو القلوب ويخشى الإنسان من
الخسران ويخاف من الحرمان فيناديه الرحيم الرحمن ((قل يا عبادي الذين أسرف على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه
هو الغفور الرحيم )) ينادي عبده نداء المتلطف به ..من الذي يناديك ؟ إنه ملك الملوك جل وعلا .. إنه الغني عن العالمين .. من الذي يناديك أيها العبد
الفقير ؟ إنه اللطيف الخبير ينادي عبده نداء المتلطف به يدعوه دعاء المشفق عليه (( يا ابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان منك
ولا أبالي , يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي , يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني
لاتشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة , ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا , ومن تقرب إلي ذرعا تقربت إليه باعا , وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت
إليه أهرول )) هكذا هو ربنا جل وعلا الباب مفتوح ولكن من يلج ؟ المجال مفسوح ولكن من
يقبل ؟ الحبل ممدود ولكن من يتشبث به ؟ الخير مبذول ولكن من يتعرض له ؟ أين من يملئ قلبه هيبة من الله ؟ أين من يملئ قلبه خشية من الله ؟ أين
من يعظم الله ؟ فالله عظيم .. الله عظيم والعظمة صفة من صفاته وآية من آياته وتعظيم الله يعني تعظيم حرماته (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى
القلوب )) من كان بالله أعرف ..من كان بالله أعرف كان لله أخوف .. تأملوا تأملوا آية عظيمة في كتاب الله تعظم الله آية جليلة القدر عظيمة الشأن
رفيعة المنزلة بعيدة المكانة لها حلاوة وعليها طلاوة تنزل على القلب برد وسلام يسعد بها الفؤاد تأنس لها النفوس تستروح بها الروح حبيبه إلى الرحمن
حافظة للإنسان طاردة للشيطان حفظها أمن وأمان وقراءتها روح وريحان الترنم بها نعيم وسلوان هي أعظم أجل و آية في القرآن سأل النبي صلى الله
عليه وسلم أبي ابن كعب (( أي آية في كتاب الله أعظم )) فقال أبي : الله ورسوله أعلم فرددها عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم ثم قال أبي : آية
الكرسي يا رسول الله . فقال عليه الصلاة والسلام : ((ليهنك العلم أبا المنذر , والذي نفسي بيده إن لها لسان وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش ))
كما عند أحمد . أيها المسلم يا عبد الله يا أمة الله أيها الحبيب هل فكرت في معانيها وأنت ترددها ؟ هل سألت نفسك لماذا سميت بآية الكرسي ؟ وما
المقصود بالكرسي ؟ ولماذا هي أعظم آية ؟ ولماذا نقرأها في الصباح والمساء وعند النوم وربما في أدبار الصلوات ؟ هل تدبرتها ؟ هل وقفت مع
معانيها ؟ أليس الله تعالى يقول ( أفلا يتدبرون القرآن ) ألست تقرأها في اليوم مرات ؟ آية الكرسي بعيدة أسرارها .. عظيمة أخبارها حتى الشياطين
عرفت مقدارها ((الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وسع كرسيه
السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم )) إذا أويت إلى فرشاك فإقراء آية الكرسي فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولايقربنك
شيطان حتى تصبح هكذا علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ((الله لا إله إلا هو الحي القيوم...)) يكفي هذه الآية العظمة عظمة استفتاحها بلفظ الجلالة
الله .. العلم الخاص بذات الله عز وجل لا يطلق على غيره سبحانه وتعالى (( هل تعلم له سميا )) لقد ورد هذا الاسم الله ورد في القرآن أكثر من ألف
وسبع مئة مرة وهو التعريف الذي عرف الله جل وعلا به نفسه (( أنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ))
الله يا أعذب الألفاظ في لغتي....... ويا اجل حروف في معانيها
الله يا أمتع الأسماء كم سعدت نفسي .......وفاض سروري حين أرويها
الله كلمة جميلة وعظيمة قريبة من النفس ساكنة في الوجدان ,,الله محفورة في الضمير ممتزجة بالدم واللحم والعصب .. الله تطمئن بها القلوب تأنس بها
النفوس تسكن بها الآلام والهموم .. الله تعلقت بها القلوب عظمتها النفوس لهجت بها الألسن ..الله ..الله .. الله .. ما أعذب الكلمة ما أحسن الاسم ما أجل
المسمى
فاستمع يا زمان هذا محب .......سوف يتلو أنشودة للرواة
يا خلايا الفؤاد يا كل نبض....... هات ما عندكم من الحب هات
تاه لبي وذاب قلبي لربي...... فهو حبي وسلوتي وحياتي
وله كل ذرة في كياني .....ومماتي ومنسكي وصلاتي
يقصر اللفظ عن بيان الحب .....ومعان في مهجتي مضمرات
الله لا إله إلا هو .. بداية مشرقة جاءت فيها أول هذه الآية آية الكرسي جاءت كالتاج على الرأس ثم أتى بعدها مباشرة بالصفة الأسما بالقضية العظمى
جاءت كلمة التقوى عنوان الدين أساس الملة الكلمة التي من أجلها أنزلت الكتب من أجلها أرسلت الرسل أقيم سوق الجنة والنار .. لا إله إلا الله .. فلا
يستحق العبودية إلا الله هو المتفرد بالإلهية على جميع الخلائق ..لا إله إلا هو ..جملة فيها النفي والإثبات تفيد الحصر بأقوى صيغة بأن لا إله إلا الله
الحي القيوم .. الحي في نفسه الذي لا يموت أبدا فحياته كاملة لم تسبق بعدد ولا يلحقها زوال (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال
والإكرام )) يقول الحق عز وجل (( توكل على الحي الذي لا يموت )) ويقول (( كل شيء هالك إلا وجهه )) سبحانه وتعالى -القيوم- أي القائم بنفسه
القائم على غيره . قيامه بنفسه يستلزم استغنائه عن كل شيء والله غني حميد . لا يحتاج إلى أكل ولا إلى شرب وهو يطعم ولا يطعم وهو يجير ولا
يجار عليه .. لا يحتاج إلى معين ولا ناصر فهو سبحانه قائم بنفسه أما غيره فمحتاج إليه الكل محتاج إلى الله عز وجل في إيجاده في إمداده فجميع
الموجودات مفتقرة إلى الله
من يعيد الرواء للأرض لما....... يطمس الجدب أوجه ضاحكات
من يعافي المريض من بعد سقم .......وقنوط من طب المستشفيات
من يبث السرور في كل بيت ......بالبنين والأطهار أو البنات
من يسلي النفوس بالصبر لما....... تبتلى بالنوازل القاصمات
من يغيث القلوب مما دهاها .......من هموم بئيسة جاثمات
إنه الله .. إنه الله الحي القيوم فيا الله .. يا لله برحمتك نستغيث فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ..لا إله لنا غيرك فنرجوه ولا رب لنا سواك فندعوه (( يا
ءايها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشاء يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز )) (( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا
مسكم الضر فإليه تجأرون )) إنه الحي القيوم ..الحي القيوم هما اسمان لله اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وقد ذكر في القرآن في ثلاثة مواضع
هذا أحدها والثاني في بداية سورة آل عمران (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) والثالث في سورة طه (( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل
ظلما )) وإنما كان اسم الله الأعظم في اجتماع هاذين الاسمين الحي القيوم لأنه فيهما الكمال الذاتي والكمال السلطاني فالذاتي في قوله .. الحي ..
والسلطاني في قوله .. القيوم .. فهما جامعان لكمال الأوصاف والأفعال
قابض باسط معز مذل .......لم يزل مرغما أنوف الطغاة
شافع واسع حكيم عليم....... بالنوايا والغيب والخاطرات
خافض رافع بصير سميع ......لدبيب النمل فوق الحصاة
ظاهر باطن حسيب رقيب....... ليس يخفى عليه مثل القذاة
أول آخر علي غني .......كيف نحصي آلائه الوافرات
باعث وارث كفيل وكيل....... وأمان للأنفس الخائفات
إنه الله ...إنه الله لا تأخذه سنة ولا نوم ..لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه بل هو قائم على كل نفس بما كسبت شهيد على كل شيء لا
يغيب عنه شيء لا تخفى عليه خافية .. ومن تمام القيومية أنه لا يعتليه سنة ولا نوم .. والسنة هي النعاس والوسن ولهذا قال .. ولا نوم ..لأنه أقوى من
السنة .. والنوم صفة نقص فلكمال حياته جل جلاله وكمال قيوميته لا تأخذه سنة ولا نوم وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال : (( إن الله عز وجل لا ينام , ولا ينبغي له أن ينام )) إنه الله .. إنه الله .. ((له ما في السموات وما
في الأرض)) إخبار بأن الجميع عبيده وفي ملكه وله أن يتصرف فينا كما يشاء لأننا وما نملك ملكه أفلا يخض العبد الفقير منا لمالكه وسيده أفلا يصبر
لقضائه وقدره .. عجبا والله .. عجبا كيف يصر العبد على معصية سيده كيف يتكبر ..كيف يطغى ويتنكر (( إن كل من في السموات والأرض إلا آتي
الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا))
كل ما في السموات السبع والأراضين السبع وما بينهما له وحده لا شريك له ..هو الذي له الملك والتصرف ..هو الذي له السلطان والكبرياء .((قل كل
من عند الله )) إنه الله ..إنه الله .. ((له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه .. استفهام
وتحدي ..وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل ..أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلا أن يؤذن له بالشفاعة .. وهل هناك أعظم جاه ومكانه
من حبيبنا وأسوتنا وقدوتنا رسولنا عليه الصلاة والسلام ؟؟ ومع ذلك لا يشفع إلا بإذن الله .. لكمال سلطان الله وهيبته جل وعلا كما في حديث
الشفاعة يقول عليه الصلاة والسلام ((فآتي تحت العرش فأخر ساجدا , فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع يا محمد وقل يسمع وسل تعطى
واشفع تشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة )) الله أكبر .. أين الوجهاء ..أين الشفعاء .. أين الكبراء أين العظماء كلهم عبيد لله جل جلاله ((وكلهم آتيه يوم
القيامة فردا )) كلهم عبيد له مماليك لا يقدمون على شفاعة حتى يؤذن لهم ولابد من رضا الله عز وجل عن الشافع والمشفوع له
يا منى خاطري وسلى فؤادي....... ليس إلا أإلى رضاك التفاتي
من حولي وقوتي و أتكالي .......يا نصيري فلا تكلني لذاتي
يا غياث الملهوف من كل كرب ......يا معين للمرء في المعضلات
اهدي قلبي يا خالقي وارض عني....... فالرضا منك منتهى الأمنيات
إنه الله.. إنه الله .. اللهم ارض عنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض .. اللهم إنا نسألك رضاك والجنة
((يعلم مابين أيديهم وما خلفهم )) دليل على إحاطة علمه .. فهو يعلم مابين أيدينا من حاضر ومن مستقبل ويعلم ما خلفنا من الماضي ((يعلم ما يلج في
الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير )) يا لها من معاني تأخذ بالألباب يا لها من
كلمات تهز النفوس يا لها من كلمات تزرع العظمة والهيبة في القلوب سبحان الله لا تغيب عنه ذرة خلجات النفوس خواطر القلوب التفاتات العيون لا
تخفى عليه خافية ((يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )) يعلم ماضيها وحاضرها ومستقبلها .. يعلم مابين أيدينا وما خلفنا ومابين ذلك(( وما كان
ربك نسيا )) فأين المفر ..أين المفر أخوة الإيمان ؟ أين الملجأ أين الملاذ ؟ سبحان الله إذا خفت من المخلوق فررت منه وإذا خفت من الخالق فررت
إليه .. انكسرت بين يديه تناجيه تدعوه تستغفر من ذنبك ترجوه ليس لكم إلا الله ففروا إليه انطرحوا بين يديه قفوا ببابه انكسروا لجنابه .. حقيقة
العبودية التي يحبها من عبده إنه الانكسار والخضوع لملك الملوك جل وعلا يوم يجد العبد لذة الانكسار والخضوع ويمرغ الجبين للرب جل جلاله
لا رب أرجوه سواك إذ...... لم يخب سعي من رجاك
أنت الذي لم تزل خفيا .......لم تبلغ الأوهام منتهاك
إن أنت لم تهدنا ظللنا .......يا رب إن الهدى هداك
أحط علما بنا جميعا....... أنت ترانا ولا نراك
إن الله يراك .. إن الله يراك ...إن الله مطلع عليك ..أتستطيع أن تختفي عن عين الله ؟ افعل ما شئت قل ماشيت تكلم بما شئت حدث بما شئت لكن أعلم
أن الله يراك يسمع كلامك مطلع على أفعالك
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل..... خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة....... ولا أن ما تخفي عليه يغيب
لهونا لعمر الله حتى تتابعت...... ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى .......ويأذن في توباتنا فنتوب
الخلق كلهم .. الخلق كلهم لا يعلمون عنه شيئا إلا ما أطلعهم عليه (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) لايطلع أحد على شيء من علم الله إلا
بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه .. ولا يطلعون على شيء من علم ذاته وصفاته إلا بما أطلعهم الله عليه كما قال (( يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا
يحيطون به علما )) فالخلق مهما أتوا من علم مهما أتوا من قدره ..مهما بلغت التقنيات مهما وصلوا للمخترعات لا يحيط أحد بشيء من علم الله ولاعن
صفات وذات الله إلا بما شاء الله وقد قال أعلم الخلق به وهم الرسل والملائكة ((سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا )) إنه الله .. إنه الله ((وسع كرسيه
السموات والأرض )) سبحان الله .. سبحان الله .. عجبا وسع كرسيه السموات والأرض هل وقفتم هنا ؟ هل فهمتم المعنى ؟ هل تدبرتم الم تتساءلوا في
يوم من الأيام في أحد الأيام وأنت يا عبد الله تقراء هذه الآية ربما كل يوم مرتين أو أكثر هل سألت نفسك ..أي كرسي هذا الذي يسع السموات السبع
والأرضين السبع ؟ ما الفرق بين الكرسي والعرش ؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما :الكرسي موضع قدمي الله عز وجل .. سبحان الله .. الكرسي
موضع قدمي الله عز وجل .. فإذا كان موضع قدمي الرحمن بهذه العظمة يسع السموات السبع والآراضين السبع فكيف إذا بالعرش الذي يستوي عليه
الرحمن ؟ ماصفته ؟ ما هيئته ؟ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((أن السموات السبع والآراضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة
من الأرض , وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة )) فلا إله إلا الله (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم
القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)) سبحان الله السموات السبع والآراضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة
ونسبة الكرسي إلى العرش كحلقة ألقيت في فلاة .. فكيف إذا بمن يستوي على العرش .... إنه الله ..إنه العظيم جل جلاله فتفكر أخي فالله تفكر في آلاء الله
و لا تفكر في الله املئوا قلوبكم بالهيبة والإجلال والتعظيم والخشية ولكن لا تتصورا الكيفية ولا تمثلوه بالمخلوقين
حاشا الإله بأن تكيف ذاته....... فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله شيء...... تعالى الرب ذي الإحسان
فالله على كل شيء قدير (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) إنه الله .. إنه الله العظيم يطوي عز وجل السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيمينه ثم
يقول (( أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الآراضين بشماله ويقول أنا الملك أبن الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟)) كما في صحيح
مسلم . وعند مسلم أيضا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال ((يأخذ الله عز وجل سماواته وأراضيه بيديه فيقول أنا الله ويقبض أصابعه ويبسطها
ويقول أنا الملك يقول ابن عمر: حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأني لأقول : أساقط هو برسول الله
صلى الله عليه وسلم . وروي عن ابن عباس قال : ما السموات السبع والأراضون السبع في كف الرحمن إلا كخردله في يد أحدكم .... إنه الله .. إنه
الله ..(( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))
فهو رب من يضاهيه.... في صفات وذات
ما أتى من صفاته فهو حق ......وكمال برغم أنف النفاة
إنه الواحد الذي لا يضاها .....في معاني اسمائه والصفات
إذن في آية الكرسي أعظم آية يخبر الله عن عظمته وجلاله أن كرسيه شمل وأحاط السموات والأرض وهذا يدل على عظم هذه المخلوقات وعظم
المخلوق يدل على عظم الخالق فالله تعالى عظيم ..الله تعالى عظيم فملئوا القلوب بعظمته ((ولا يئوده حفظهما )) لا يثقله ولا يشق عليه حفظ السموات
والأرض ومن فيها ومن بينهما بل ذلك سهل عليه يسير جل جلاله عليه فهو الفعال لما يريد الذي (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) إنه الله .. لا إله
غيره ولا رب سواه وهو- العلي – ذو العلو المطلق .. علي بذاته على جميع مخلوقاته وهو العلي بعظمة صفاته وكمالها ولله المثل الأعلى فصفاته كلها
عليا ليس فيه نقص بوجه من الوجوه هو العلي الذي قهر المخلوقات ودانت له الموجودات وخضت له الصعاب وذلت له الرقاب .. إنه الله .. إنه الله
العظيم ..العظيم .. العظمة الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء ... العظيم الجامع لجميع صفات المجد والبهاء فمالكم لا تملئون القلوب بمحبته ..مالكم
لا تملئون النفوس بعظمته ..مالكم لا تملئون الأرواح بهيبته وخشيته ((ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ))
إنه الله جل جلاله .. إنه الله العظيم ..إن آية الكرسي تملئ القلب مهابة من الله وجلاله وكماله فهل وقفنا معها ؟ أفلا يتدبرون القرآن هذه آية وحدة في
كتاب الله كم فيها من المعاني كم فيها من العظمة ؟ كم فيها من الإيمان ؟ كم فيها من علو الإيمان وعلو الروح ؟ لمن تدبر حقا القرآن . السنا نرددها
صباح مساء ؟ أليس البعض منا ربما رددها في أدبار الصلوات ؟ فأين نحن من التدبر فيها وفي معانيها ؟أين نحن ونحن نتلوها ؟ ونرددها من أثرها
في قلوبنا وخشية الله تعالى وتعظيمه من أراد تعظيم الله حقا فليقرءا بتدبر آية الكرسي .من أراد حفظ الله له فليقرءا بتدبر آية الكرسي من أراد أن يعتمد
في كل شئونه على الخالق لا المخلوق فليردد آية الكرسي فحق لآية الكرسي أن تكون أعظم آيات القرآن لما احتوته من المعاني وحق لمن قرأها متدبرا
متفهما أن يمتلئ قلبه من اليقين ومن العرفان والأيمان وحق لمن قراء آية الكرسي بتدبر أن يكون محفوظا بها من شرور الشيطان .. فلنحفظ هذه الآية
نحفظها في صدورنا ولتعظم في قلوبنا ولتهز وجداننا ولتسر في عروقنا ودمائنا ولنربي عليها أنفسنا وأهلنا وأزواجنا ولنحفظها بناتنا وأولادنا
ولترتوي عليها نفوسنا وأرواحنا هكذا آيات القرآن هكذا هو كتاب الله عز وجل
إنني أسمو بروحي حين أتلو .......آية الكرسي والسبع المثاني
اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا اللهم أجعلنا من أهل القرآن وممن يتدبر القرآن وممن يعيش مع القرآن وآيات
القرآن اللهم أرفعنا بالقرآن اللهم عظم قلوبنا بالإيمان وبهيبتك وجلالك يا رحمن السموات والأرض
سبحانك الهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
| | |
14 - 9 - 2014, 05:09 PM
|
#83 | ![](images/nams/52.gif) ![](http://up.hamsalshok.com/do.php?img=4264) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif)
19 - 9 - 2014, 04:05 AM
|
#84 | ![](images/nams/52.gif) ![](http://up.hamsalshok.com/do.php?img=4264) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif)
19 - 9 - 2014, 04:06 AM
|
#85 | ![](images/nams/52.gif) ![](http://up.hamsalshok.com/do.php?img=4264) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif)
19 - 9 - 2014, 04:07 AM
|
#86 | ![](images/nams/52.gif) ![](http://up.hamsalshok.com/do.php?img=4264) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif)
19 - 9 - 2014, 04:08 AM
|
#87 | ![](images/nams/52.gif) ![](http://up.hamsalshok.com/do.php?img=4264) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](hams2022/post/post-h.gif) | عضويتي
» 2702 | جيت فيذا
» 15 - 12 - 2012 | آخر حضور
» 2 - 11 - 2014 (08:40 PM) |
فترةالاقامة »
4435يوم
| مواضيعي » 203 | الردود » 4733 | عدد المشاركات » 4,936 | نقاط التقييم » 145 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 0 | الاعجابات المرسلة » 0 |
المستوى » $51 [![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ] |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
سنة
| الحالة الاجتماعية » | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سيارتي المفضله » | |
رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
إن الحمد لله نعبده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فأشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد بأن محمداً عبده ورسوله
﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ﴾
﴿ ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ﴾ سورة النساء
﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾ سورة الأحزاب
أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
معاشر الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيَاكم الله وبيَاكم وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم , أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في ذلك الدار إخواناً على سرر متقابلين, أسأله سبحانه أن يحفظني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
المؤمن الفذ من ضمت جوارحه ديناً تأرقه دوماً قضاياه
ومن تطاوله الأيام فهو على ثباته تزرع الأيام يمناه
وإن دعا للجهاد طفل داعية بالروح والمال والأقدام تلقاه
قال ابن القيم :
من منازل قوله تعالى ﴿إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ سورة الفاتحة
منزلة الصادقين
نحن في ليلة بعنوان كونوا مع الصادقين العملة النادرة التي نحتاجها هذا الزمان وكل زمان ...المنزلة التي فرقت بين المسلمين وبين المنافقين
المنزلة التي فرقت بين أهل النار وبين أهل الجنان.
الصدق من صال به لم تُرد صولته ...الصدق من جال به لم تُرد جولته
وهو باب دخول على الرحمة قال تعالى ﴿ هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ﴾
فلا ينجو في ذلك اليوم إلا الصادقون أهل الصدق أما أهل الكذب والمنافقين فلقد أُعرض عنهم ويوم القيامة وجوههم مسودة ﴿ أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ﴾مرتبة الصدق مرتبة رفيعة مرتبة الصادقين هي مرتبة الأنبياء كما قال الله تعالى عن أنبياءه ﴿واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا﴾ سورة مريم
وقال عن إدريس علي السلام﴿ واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا ًنبيا﴾ سورة مريم
وعن إسماعيل قال ﴿ إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا﴾ سورة مريم وقال عن يوسف﴿ يوسف أيها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان...﴾ سورة يوسف
فالصدق مرتبة الأنبياء هي أدنى من مرتبة النبوة وأعلى من مرتبة الشهداء قال الله تعالى ﴿ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾ سورة النساء
اللهم أجعلنا منهم واجعلنا معهم .
الصدق عملة نادرة نفتقدها في هذا الزمن ... في الرخاء يدَعي الكثير بالصدق أما في وقت الشدة فتظهر معادن الناس
قال الله تعالى ﴿ ولو صدقوا الله لكان خيراً لهم ﴾
قال الله آمراً المسلمين أن يلتحقوا بقافلة محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾ سورة التوبة
إن لم يكن محمد ومن معه فمن يكن ... ليس بالكلام ولكن الأفعال تصدق الأقوال .
في أيام مضت وفي سنين قضت كان النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن أرض يقيم عليها هذا الدين العظيم فبايعه مجموعة من الرجال
﴿رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزى الله الصادقين بصدقهم وبعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ﴾.سورة الأحزاب
اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بأواسط أيام التشريق عند العقبة جاؤوا وقد عاهدوا وتواعدوا على أن يبذلوا كل غالي ونفيس من أجل هذا الدين ونصرته واجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مباركة ضربوا فيها فنون البيعة .
الصادق منا يحتاج أن يجدد تلك البيعة اليوم ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما﴾ سورة الفتح
فيقولون عن تلك البيعة ( تسللنا من قرشنا كما يتسلل القطر حتى جئنا المكان الموعود ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه العباس ولم يكن اسلم بعد فكان أول المتكلمين العباس رضي الله عنه {يا معشر الأوس والخزرج إن محمد منا كما تعرفون وإنه في عِزة ومنعة في قومه ولكنه أبى إلا اللحاق بكم فإن أنتم وفيتم بما وعدتموه فأنتم وما أزرتم وإلا فدعوه فإنه في عِزة ومنعة من قومه }.
قالوا: انتهيت ؟
قال : نعم
قالوا: فتكلم يا رسول الله وخذ بربك وبنفسك ما أردت.
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام قرأ عليهم القرآن الذي لو أنزل على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله فلما قرأ عليهم القرآن علموا أنها البيعة وثمنها الجنة على أن يقدموا في سبيل الله تلك الأنفس والأموال ومن ذلك بنود البيعة من بنودها :
-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في النشر وفي المكره وفي النفقة في العسر واليسر وعلى أن تمنعوني ما تمنعون منهم أسركم
قالوا : يا رسول الله إن بيننا وبين القوم [ اليهود ] عهود ومواثيق إن نحن قطعناها وأظهرك الله ترجع وتتركنا ؟
قال صلى الله عليه وسلم : بل أنا منكم وأنتم مني الدم بالدم والحد بالحد .
قال: مد يمينك نبايعك .
فقام اسعد بن زرارة أصغر القوم يبين للقوم خطورة البيعة قال: يا قومي أتدرون على ماذا تبايعون ؟؟ أنتم تبايعون على عداوة القاصي والداني , تبايعون على ترميل النساء وتيتم الأطفال وضياع الأموال إن وافقتم على البيعة وبنودها فعز الدنيا وعز الآخرة , وإلا خزي الدنيا وخزي الآخرة .
قالوا : انتهيت يا أسعد ؟
قال نعم.
قالوا: يا رسول الله مد يدك نبايعك على أن يكون الثمن الجنة .
ثم يظهر الرجال أنهم صادقون في أموالهم وأفعالهم وقالوا : يا رسول الله نحن أهل حرب ولئن شئت نميل على أهل مِنى غداً بأسيافنا,
قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نُؤمر بعد ).
الله اشترى وهم باعوا على أن يكون الثمن الجنة عبدٌ صادق ووعدٌ صادق ومن أصدق من الله قيلا ﴿رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزى الله الصادقين بصدقهم وبعذب النافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ﴾.سورة الأحزاب
في الرخاء الكل يدًَعي أنه يفعل ويفعل ويأتي وقت الشدة يبان الصادق من غير ه والخبيث من الطيب .
هم بايعوا على النصرة والبذل... في المدينة يمتحن الله هؤلاء الرجال في بيعتهم...عندما هاجروا المؤمنين من مكة المكرمة خلَفوا ورائهم أموالهم عند قريش واستولت قريش عليها وفي يوم خرجت قريش لقافلة لها تريد بلاد الشام رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه من باب استرداد بعض ما خلفوه في مكة أن يستولوا على القافلة فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع رجاله ولم يرد الحرب أرادوا العير وإذ هم يلاقون النقيض ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ﴾ سورة الأنفال
خرج 300 رجل خرجوا يريدون العير وإذا الأمور تغيرت وإذا الأوضاع تبدلت مرت القافلة من طريق آخر عندما علم سفيان بالخبر استنفر قريش ومن معها خرجوا بجيش عظيم خرجوا ب1000 مقاتل و700 بعير ينحرون كل يوم 10 من الجزور جيش قوي بالسلاح والعدة والعتاد أما الفريق الآخر قلة قليلة لا تتجاوز 300 رجل يزيدون أو ينقصون معهم من الإبل 70 ومعهم فرس واحد أو فرسان ما معهم وسائل الحرب لأنهم لم يخرجوا للحرب أصلاً فرت القافلة ولجت بمن فيها وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم بالموقف ﴿ وإذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن يقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحي منحي عن بينة وإن الله لسميع عليم ﴾ سورة الأنفال
لما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الوضع قد تغير شاور أصحابه لأن المبدأ الرباني المشورة قال أشيروا علي أيها الناس فتكلم أبو بكر وأجاد الكلام وتكلم عمر وأجاد الكلام وتكلم المقداد وأحسن بالكلام هؤلاء المهاجرون ما خرجوا إلا للبذل والعطاء مستعدون للقتال والرسول يريد الأنصار فثقل المعركة يقع عليهم هؤلاء المبايعين داخل المدينة والآن خارج المدينة لكن الصادق عنده استعداد على البذل في أي وقت وفي كل مكان طاعة لله ولرسوله ﴿ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا في الشدة وفي الرخاء.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أشيروا علي أيها الناس
فقال سعد بن معاذ: كأنك تعنينا يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك وبايعناك ..صل حبل من شئت واقطع حبل من شئت ,عادي من شئت وسالم من شئت ,خذ من أموالنا ما شئت واترك ما شئت فوالله الذي أخذته أحب إلينا مما تركته والله لو أمرتنا أن نرمي بأنفسنا من أعالي الجبال لرميناها ما تخلف منا احد والله لو خضت بنا البحار لخضناها أمامك ما تخلف منا أحد , والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لنبيهم موسى عليه السلام( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون ,فلما رأى الله صدقهم قال ﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدّكم بألف من الملائكة مردفين وما جعلهم الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم.﴾ سورة الأنفال
﴿إذ ّيوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاّقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ﴾ سورة الأنفال
صدقوا مع الله فصدق الله معهم في الشدة والرخاء رجال .
فرضي الله عنهم ورضوا عنه وأنت فيهم آية ثبت مكانتك عند الله ﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا﴾ سورة الفتح
إن قلوبهم مليئة بالصدق والحب لله ولرسوله فنزلت الآيات تزكيهم وتبشرهم بما عند الله ﴿ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا ًسجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ...﴾ سورة محمد
وكثير من الآيات التي تزكي هؤلاء الرجال .
في يوم من الأيام تطاول الكفار على المؤمنين وقتلوا رسول النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم من يعذبهم من المؤمنين أرسل 3000 رجل وحين ما وصلوا أرض المعركة وإذ القوم 100000 رجل, فنظم الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش كما ينبغي فجعل الإمارة لزيد ثم لجعفر ثم لعبد الله بن رواحه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينقل المعركة مباشرة لمن معه فكان يخبرهم ..حمل الراية زيد ثم قتل ثم حمل الراية جعفر ثم قتل ثم ابن رواحه فقتل ثم سكت ,فقال : ولقد رُفعوا إلى الجنة جميعاً ,ثم رجع إلى أرض المعركة وأخبره بأن ثابت بن أقرط حمل الراية ,
وقال ثابت : يا خالد بن الوليد أحمل الراية
اعتذر خالد وقال له:
أنت أكثر مني خبرة وأكبر مني سناً .
فقال ثابت: لكنك أعلم مني بفنون القتال ,
ثم شاوروا المسلمين أترضون أن يحمل خالد الراية ويكون القائد فرضوا المسلمين فحملها خالد ,
نرجع للمدينة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أما الآن حمل الراية سيف من سيوف الله ولقد حمي الوطيس .
قال خالد بن الوليد :تكسر بيدي تسعة أسياف ولم يبقى معي سوى صحيفة يمانية .
كم صدقوا هؤلاء الرجال في تلك المعركة وأبلوا بلاءً حسناً . ولقد رأى خالد بحنكته وحكمته العسكرية أن الجيش قدّم ما يستطيع ومن الانتصار أن يخرج من تلك المعركة بأقل الخسائر أعاد تنظيم الجيش فجعل الميمنة ميسرة ووضع خطة عسكرية تدرس إلى اليوم , وانسحب الجيش بأقل الخسائر إلى المدينة .
كيف أُستقبل الجيش عندما عاد من ارض المعركة ؟؟
أُستقبلهم أطفال المدينة بالحجارة يقولون لهم :يا فرَار تفرون من الموت في سبيل الله ؟؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس بالفرَار بل الكرَام إن شاء الله
انظروا الفرق بين الأمس واليوم ,بالأمس كانوا صغارنا يستقبلون خالداً بالحجارة تفرون من الموت يا فرَار .
واليوم يستقبلون غانياً ومطرباً ولاعباً في صالة المطار بالورود والأزهار
مختار يا مختار هذا زمان العار من طنجة إلى قندهار
معتقد يعيش حالة احتضار أمتنا ليس لها قرار
ملعوبه باليمين وباليسار نرجو بصلاح الدين
ندور في مأساتنا حتى أصابنا الدوار
لكن لا خيار من موتنا فوق الشجار
حتى يصير الشوك سجناء أهو فنون يا مختار من نهاية المشوار
فإن النصر مع الصبر واضطراب فوق النار
هذا باختصار كلمة اعتذار عن أمة تعداده مليار ليت لها قرار .
الصادق مستعد في كل حال من الأحوال مهما كانت الروابط والضوابط في الشدة والرخاء .
سمع النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يقال له خالد الهذلي يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم ,لم يرسل له كتيبة أو جيش بل أرسل له رجل واحد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله بن حنيف اذهب إلى مكة وآتني برأس خالد الهذلي (قال المهمة صعبة أو أعذرني أو ابحث عن غيري )قال: سمع وطاعة
قال : يا رسول الله ما اعرف الرجل ؟
قال الرسول عليه السلام :من علامات الرجل إذا رأيته تهابه (كان العرب تقول عنه رجل بألف رجل).
قال عبد الله : سمعا وطاعة .
خرج وحيداً وصل إلى مكة المكرمة وقد أقام خالد معسكر في مِنى.
جاء عبد الله إلى خالد وقال له :ضمني معك حتى نقضي على محمد
وكان عبد الله صاحب رأي ومشورة فضمه إليه وقربه منه في اليوم الثاني إذا هما يسيران بعيداً عن الخيام حتى بَعُدا عن الناس قام عبد الله وسل سيفه وقطع رأس خالد وجاء به إلى المدينة وقبل أن يصل عبد الله إلى المدينة أخبر الوحي النبي صلى الله عليه وسلم بأن الجندي أتم المهمة على أكمل وجه فلما وصل عبد الله المدينة أستقبله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (افلح الوجه)خذ عصاي هذه وتوكأ عليها أعرفك بها يوم القيامة شاهد وآية وعلامة وقليل المتوكئون من أمتي ,فلما توفي عبد الله أمر بتلك العصا أن تكفن معه آية وشاهد وعلامة ,أطاع الله وأطاع رسوله.
لسان حالهم يقول :
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاب الردى
إما حياة تسـر الصـديـق وأما ممات يغيض العدى
عسكر المسلمين في يوم تبوك يقول عبد الله بن مسعود بتنا تلك الليلة استيقظت في آخر الليل تحسست فراش الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا هو خالي من صاحبه وتحسست فراش أبو بكر وعمر فإذا هي خالية من صاحبيها نظرت في آخر المعسكر فإذا بنار موقدة انطلقت إليها فلما جئتها فإذا بالرسول عليه الصلاة والسلام وأبو بكر وعمر قد حفروا قبراً قلت: يا رسول الله من هذا ؟قال صلى الله عليه وسلم :هذا أخوك عبد الله بن جادين فر بدينه إلى الله ورسوله وقد عذبوه وضربوه وجردوه من ثيابه ,وعندما أنزله رسول الله في قبره قال: اللهم إني أمسيت عنه راض فأرض عنه ,قال عبد الله بن مسعود:والله ما تمنيت إلا أن أكون صاحب ذلك القبر .
فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
الصادق صادق في دعوته إذا ناجى ربه ناجى بقلب صادق وجوارح متوجهة إلى الله .
يوم أحد يوم صفت الصفوف قال عبد الله بن جحش لسعد بن وقاص :يا سعد أدعُ وأنا أأمن على دعوتك ,
فقال سعد : يا رب إني أسألك فارس شديد البأس شديد الحربة يقاتلني وأقتله وآخذ غنيمته .
قال: عبد الله انتهيت يا سعد
قال :نعم
فقال :أمن يا سعد ,أما أنا فأسألك يا رب فارساً شديد البأس شديد الحربة يقاتلني وأقاتله فيبطر بطني ويجدع أنفي ويقطع أذني ,فإذا سألني ربي لما فعلت هذا ؟فأقول: فعلته فيك .
فيقول سعد :فكانت دعوة عبد الله أحسن من دعوتي .
ويوم كانت المعركة رأيناه بعد المعركة وقد بُطِر بطنه وجُدِع أنفه وقُطِعت أذنه ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ﴾ سورة الأحزاب
المؤمن الصادق يعتز بدينه ويعتز بعقيدته ويعلم أن الأيام دُول وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون .
بأشد الظروف تظهر عزة المؤمنين في المواقف تظهر معادن الرجال .
لما حُصرت المدينة من كل صوب , صور الله ذلك الموقف تصويرا عجيباً قال سبحانه ﴿إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذا بلغت وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزلا شديدا وإذا يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا﴾ سورة الأحزاب
تقطعت الأسباب الأرضية كلها ولم يبقى إلا الحبل الموصل بالله تعالى
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :ابشروا إن النصر من عند الله ,
ولما رأى السلمون النصر قالوا: هذا ما وعد الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتصديقاً .عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن المؤامرة اكتملت من كل جهاتها أراد أن يخفف الحصار على أولئك الرجال الصادقين ,فأتى بقادة خطفان قال لهم:في عرض يرضيهم و يصلح فيما بينهم : ما رأيكم بأن أعطيكم ثلث ثمار المدينة على أن ترجعوا وتفكوا هذا الحصار (4000 من خطفان خرجت من المدينة ليس للثأر من المسلمين وإنما خرجت للغنيمة يريدون أن يجعلوا الصادقين غنيمة لهم ولكن الله يأبى أن يكونوا كذلك , عندما عرض النبي صلى الله عليه وسلم هذا العرض لغطفان طلب منهم أن يستشير قادة المدينة(وأمرهم شورى بينهم)فجاء بالسعدين سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فقال لهم :ما رأيكم على أن نعطي غطفان ثلث ثمار المدينة ويرجعوا ويتركوا الحصار؟
فقالوا: أمر من السماء فليس لنا إلا التسليم أم أمر تحبه لنا .
قال: بل أمر أحبه لكم .
قالا: يا رسول الله كنَا مع هؤلاء القوم وكنَا على شرك وكفر فكانوا لا يأكلون ثمارنا ويأخذون أموالنا إلا بيعاً واليوم عندما أعزنا الله والإسلام يأخذون أموالنا والله ليس بيننا وبينهم إلا السيف .
فلما علم الله صدقهم وتوكلهم عليه قال تعالى مصوراً الموقف ﴿يا أيها الذين آمنوا أذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم رياحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصير ﴾ سورة الأحزاب
بصير بما تعملون من الاستعداد فقلب الله الأمر عندما رأى عزة هؤلاء الرجال مستمدة من الله ونبيه وقال لهم ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم إن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين آ﴾ سورة آ ل عمران
عزة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه أما ترى بأننا بأمس الحاجة لمثل هذه العزة وهذا التمسك .
فلست بموت العدو تخشعاً ولا تضرعاً إني إلى الله مرجعي
ولست أبالي حين أقتل على أي جنب في الله كان مصرعي
أليس البيع تمت والثمن !! الجنة أليس الثمن قد دفع ؟؟ أليس الله اشترى وهم باعوا على أن يكون الثمن الجنة ولذلك خاطب الله الذين يقرؤون القرآن الكريم كونوا معهم﴿ياآيها الذين آمنوا أتقو الله وكونوا مع الصادقين﴾ سورة التوبة
كونوا مع محمد وأصحابه .
اسمع تضحياتهم يا رعاك الله ﴿الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وآذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا ﴾اسمع الثمن ﴿لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب لا يغرنك الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم ولبئس المهاد ﴾
اسمع تضحيات القوم وقل أين نحن من هؤلاء ؟!﴿للفقراّء المهاجرين الذين أُخرِجوا من ديارِهم وأموالِهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسولَه أولئّك هم الصادقون ﴾ سورة الحشر
هم فقط ؟؟ بل لكل من سار على دربهم ﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا ّإنك رءوف رحيم ﴾ سورة الحشر
زار أبو ذر مكة المكرمة بعد انقطاع فرأى أهلها عجبا رآهم قد تطاولوا في البنيان وتوسعوا في المأكل والمشرب فصار يطوف حول الكعبة ويقول ( ياأيها الناس ..أنا جندب بن جنادة صاحب رسول الله فأقبلوا علي فأنا لكم ناصح مشفق أمين .
فأقبلوا عليه وقالوا : ما عندك يا صاحب رسول الله ؟
قال : أرأيتم لو أن رجل أراد السفر ألم يكن يأخذ معه عدة للسفر؟!
قالوا : بلى .
قال : فإن سفر الآخرة أفضل ما تريدون , فخذوا ما يبلغكم .
قالوا : وما يبلغنا ؟
قال : صوموا يوم شديد الحر يبقى ليوم مشهود , وصلوا في ظلمة الليل لظلمة القبور , وحجوا حجة لعظائم القبور , واجعل الدنيا مجلسين مجلس لله وآخر في طلب الأمر وآخر ترده لا يضرك , واجعل الدرهم درهمين درهم أنفقه لك ولعيالك ودرهم تنفقه في سبيل الله وثالث يضرك لا ترده
ما لكم تبنون مالا تسكنون , وتجمعون مالا تأكلون , وتأملون وتطيلون قتلكم حرصا على الدنيا لستم ببالغيه , انقل إلى الله المشتكى
كيف لو جاء أبو ذر ورأى أحوالنا ورأى القصور الشاهقات لا يسكنها إلا اثنين أو ثلاثة .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى البنوك الربوية .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى أبنائنا ونسائنا كيف يتمايلون مع المعازف والألحان وساعات أمام الشاشات .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى عبّاد البقر يهدمون مساجدنا .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى عبّاد الصليب ينتهكون أعراضنا .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى أحفاد القردة والخنازير يتلاعبون بعقيدتنا .
الصادق عنده قضية يحيا من اجلها ويموت من اجلها .
يوم أحد اجتمع اليهود لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم , قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن حوله : من يدفع عني الرجال وله الجنة وهو رفيقي في الجنة ؟ فتطايرت الكلمات إلى الشباب ممن سمعها سعد بن الربيع فقال : الثمن الجنة ورفيق الرسول بأبي هو وأمي , فأنطلق يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم فأبلى بلاء حسنا أمام الرسول حتى قتل ,فلما انتهت المعركة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع ؟ فبدا البحث بين القتلى فوجدوه في آخر رمق من الحياة ,فقالوا له : يا سعد إن رسول الله يقرأك السلام .فرد وقال : اقرأ النبي مني السلام وقل له :جزاك الله خير ما جزا الله نبي عن قومه ,فإني والله لأجد ريح الجنة , واقرأ للأنصار مني السلام وقل لهم : لا عذر لكم أمام الله أن يخلص على رسول الله وفيكم عين ( فلم يوصي بمال أو عيال ) فلما رجعوا إلى رسول الله وأخبروه عنه استقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة وهو يقول : اللهم القي سعد بن الربيع وأنت عنه راض, رحمك الله يا سعد كم نحن بحاجة إلى مثل سعد .
انظر إلى المسلمين يمنة ويسرة
ولا تلمني فلا يلام جريح
لا يلوم المظلوم حين يصيح
لا تلمني ولوم خافق بين جنبي لم تحتضنه القروح
وأنا لن ألوم من مات حسدا
وإنما ألوم لمن فيه روح
وأنا لن يضيق باللوم صدري
فإن صدر المحب للمحب فتيح
واعلم أن الطريق محفوف بالمكاره والمصائب والآلام ﴿حتى يقول الرسول والذين آمنوا متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ﴾
﴿ ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريّن من أنصاري إلى الله قال الحواريّون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ﴾. سورة الصف
أما آن النصر كما قالوا أولئك , إذا كانوا قد فعلوا فنحن نقدر أن نفعل فالمنبع واحد والمصدر واحد والطريق واحد والمعبود واحد والذي وعد بالنصر لا يخلف بالوعد .
﴿أوفوا بعهدي أوفي بعهدكم ﴾ سورة البقرة
﴿اذكروني أذكركم﴾ سورة البقرة
﴿ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ﴾ سورة محمد
اللهم اجعلنا منهم ومعهم اللهم أدخلنا مدخل صدق وأخرجنا مخرج صدق واجعلنا ممن إذا أنعمت عليه شكر وممن إذا ابتلته صبر وإذا أذنب استغفر, اللهم أبلغ بأمتنا يوما رشدا يعز أهل طاعتك ويذل أهل معصيتك ويأمر فيهم بالمعروف وينهى عن المنكر ,اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك وأطاعك واتبع رضاك , نسألك اللهم قادة مصلحين و وعلماء ربانيين ودعاة مخلصين وشباب عاملين وبنات عاملات , اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذله ,اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ومن على كلمة الدين واجمع كلمتهم على الحق . اللهم اخسف عدوك وعدوهم إنهم لا يعجزونك , اللهم اشدد وطأتك على القوم الكافرين ,الله عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا قوي يا عزيز , ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير , ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمورنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين يا قوي يا عزيز ,نستغفرك ونتوب إليك وصلي وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
| | |
19 - 9 - 2014, 04:08 AM
|
#88 | ![](images/nams/52.gif) ![](http://up.hamsalshok.com/do.php?img=4264) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](https://up.hamsalshok.com/uploads/1613115534685311.gif) ![](hams2022/post/post-h.gif) | عضويتي
» 2702 | جيت فيذا
» 15 - 12 - 2012 | آخر حضور
» 2 - 11 - 2014 (08:40 PM) |
فترةالاقامة »
4435يوم
| مواضيعي » 203 | الردود » 4733 | عدد المشاركات » 4,936 | نقاط التقييم » 145 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 0 | الاعجابات المرسلة » 0 |
المستوى » $51 [![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ![♥ Bأ©-Yأھu ♥](images/galaga/s_red.gif) ] |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
سنة
| الحالة الاجتماعية » | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سيارتي المفضله » | |
رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
إن الحمد لله نعبده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فأشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد بأن محمداً عبده ورسوله
﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ﴾
﴿ ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ﴾ سورة النساء
﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾ سورة الأحزاب
أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
معاشر الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيَاكم الله وبيَاكم وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم , أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في ذلك الدار إخواناً على سرر متقابلين, أسأله سبحانه أن يحفظني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
المؤمن الفذ من ضمت جوارحه ديناً تأرقه دوماً قضاياه
ومن تطاوله الأيام فهو على ثباته تزرع الأيام يمناه
وإن دعا للجهاد طفل داعية بالروح والمال والأقدام تلقاه
قال ابن القيم :
من منازل قوله تعالى ﴿إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ سورة الفاتحة
منزلة الصادقين
نحن في ليلة بعنوان كونوا مع الصادقين العملة النادرة التي نحتاجها هذا الزمان وكل زمان ...المنزلة التي فرقت بين المسلمين وبين المنافقين
المنزلة التي فرقت بين أهل النار وبين أهل الجنان.
الصدق من صال به لم تُرد صولته ...الصدق من جال به لم تُرد جولته
وهو باب دخول على الرحمة قال تعالى ﴿ هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ﴾
فلا ينجو في ذلك اليوم إلا الصادقون أهل الصدق أما أهل الكذب والمنافقين فلقد أُعرض عنهم ويوم القيامة وجوههم مسودة ﴿ أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ﴾مرتبة الصدق مرتبة رفيعة مرتبة الصادقين هي مرتبة الأنبياء كما قال الله تعالى عن أنبياءه ﴿واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا﴾ سورة مريم
وقال عن إدريس علي السلام﴿ واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا ًنبيا﴾ سورة مريم
وعن إسماعيل قال ﴿ إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا﴾ سورة مريم وقال عن يوسف﴿ يوسف أيها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان...﴾ سورة يوسف
فالصدق مرتبة الأنبياء هي أدنى من مرتبة النبوة وأعلى من مرتبة الشهداء قال الله تعالى ﴿ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾ سورة النساء
اللهم أجعلنا منهم واجعلنا معهم .
الصدق عملة نادرة نفتقدها في هذا الزمن ... في الرخاء يدَعي الكثير بالصدق أما في وقت الشدة فتظهر معادن الناس
قال الله تعالى ﴿ ولو صدقوا الله لكان خيراً لهم ﴾
قال الله آمراً المسلمين أن يلتحقوا بقافلة محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾ سورة التوبة
إن لم يكن محمد ومن معه فمن يكن ... ليس بالكلام ولكن الأفعال تصدق الأقوال .
في أيام مضت وفي سنين قضت كان النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن أرض يقيم عليها هذا الدين العظيم فبايعه مجموعة من الرجال
﴿رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزى الله الصادقين بصدقهم وبعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ﴾.سورة الأحزاب
اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بأواسط أيام التشريق عند العقبة جاؤوا وقد عاهدوا وتواعدوا على أن يبذلوا كل غالي ونفيس من أجل هذا الدين ونصرته واجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مباركة ضربوا فيها فنون البيعة .
الصادق منا يحتاج أن يجدد تلك البيعة اليوم ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما﴾ سورة الفتح
فيقولون عن تلك البيعة ( تسللنا من قرشنا كما يتسلل القطر حتى جئنا المكان الموعود ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه العباس ولم يكن اسلم بعد فكان أول المتكلمين العباس رضي الله عنه {يا معشر الأوس والخزرج إن محمد منا كما تعرفون وإنه في عِزة ومنعة في قومه ولكنه أبى إلا اللحاق بكم فإن أنتم وفيتم بما وعدتموه فأنتم وما أزرتم وإلا فدعوه فإنه في عِزة ومنعة من قومه }.
قالوا: انتهيت ؟
قال : نعم
قالوا: فتكلم يا رسول الله وخذ بربك وبنفسك ما أردت.
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام قرأ عليهم القرآن الذي لو أنزل على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله فلما قرأ عليهم القرآن علموا أنها البيعة وثمنها الجنة على أن يقدموا في سبيل الله تلك الأنفس والأموال ومن ذلك بنود البيعة من بنودها :
-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في النشر وفي المكره وفي النفقة في العسر واليسر وعلى أن تمنعوني ما تمنعون منهم أسركم
قالوا : يا رسول الله إن بيننا وبين القوم [ اليهود ] عهود ومواثيق إن نحن قطعناها وأظهرك الله ترجع وتتركنا ؟
قال صلى الله عليه وسلم : بل أنا منكم وأنتم مني الدم بالدم والحد بالحد .
قال: مد يمينك نبايعك .
فقام اسعد بن زرارة أصغر القوم يبين للقوم خطورة البيعة قال: يا قومي أتدرون على ماذا تبايعون ؟؟ أنتم تبايعون على عداوة القاصي والداني , تبايعون على ترميل النساء وتيتم الأطفال وضياع الأموال إن وافقتم على البيعة وبنودها فعز الدنيا وعز الآخرة , وإلا خزي الدنيا وخزي الآخرة .
قالوا : انتهيت يا أسعد ؟
قال نعم.
قالوا: يا رسول الله مد يدك نبايعك على أن يكون الثمن الجنة .
ثم يظهر الرجال أنهم صادقون في أموالهم وأفعالهم وقالوا : يا رسول الله نحن أهل حرب ولئن شئت نميل على أهل مِنى غداً بأسيافنا,
قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نُؤمر بعد ).
الله اشترى وهم باعوا على أن يكون الثمن الجنة عبدٌ صادق ووعدٌ صادق ومن أصدق من الله قيلا ﴿رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزى الله الصادقين بصدقهم وبعذب النافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ﴾.سورة الأحزاب
في الرخاء الكل يدًَعي أنه يفعل ويفعل ويأتي وقت الشدة يبان الصادق من غير ه والخبيث من الطيب .
هم بايعوا على النصرة والبذل... في المدينة يمتحن الله هؤلاء الرجال في بيعتهم...عندما هاجروا المؤمنين من مكة المكرمة خلَفوا ورائهم أموالهم عند قريش واستولت قريش عليها وفي يوم خرجت قريش لقافلة لها تريد بلاد الشام رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه من باب استرداد بعض ما خلفوه في مكة أن يستولوا على القافلة فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع رجاله ولم يرد الحرب أرادوا العير وإذ هم يلاقون النقيض ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ﴾ سورة الأنفال
خرج 300 رجل خرجوا يريدون العير وإذا الأمور تغيرت وإذا الأوضاع تبدلت مرت القافلة من طريق آخر عندما علم سفيان بالخبر استنفر قريش ومن معها خرجوا بجيش عظيم خرجوا ب1000 مقاتل و700 بعير ينحرون كل يوم 10 من الجزور جيش قوي بالسلاح والعدة والعتاد أما الفريق الآخر قلة قليلة لا تتجاوز 300 رجل يزيدون أو ينقصون معهم من الإبل 70 ومعهم فرس واحد أو فرسان ما معهم وسائل الحرب لأنهم لم يخرجوا للحرب أصلاً فرت القافلة ولجت بمن فيها وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم بالموقف ﴿ وإذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن يقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحي منحي عن بينة وإن الله لسميع عليم ﴾ سورة الأنفال
لما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الوضع قد تغير شاور أصحابه لأن المبدأ الرباني المشورة قال أشيروا علي أيها الناس فتكلم أبو بكر وأجاد الكلام وتكلم عمر وأجاد الكلام وتكلم المقداد وأحسن بالكلام هؤلاء المهاجرون ما خرجوا إلا للبذل والعطاء مستعدون للقتال والرسول يريد الأنصار فثقل المعركة يقع عليهم هؤلاء المبايعين داخل المدينة والآن خارج المدينة لكن الصادق عنده استعداد على البذل في أي وقت وفي كل مكان طاعة لله ولرسوله ﴿ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا في الشدة وفي الرخاء.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أشيروا علي أيها الناس
فقال سعد بن معاذ: كأنك تعنينا يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك وبايعناك ..صل حبل من شئت واقطع حبل من شئت ,عادي من شئت وسالم من شئت ,خذ من أموالنا ما شئت واترك ما شئت فوالله الذي أخذته أحب إلينا مما تركته والله لو أمرتنا أن نرمي بأنفسنا من أعالي الجبال لرميناها ما تخلف منا احد والله لو خضت بنا البحار لخضناها أمامك ما تخلف منا أحد , والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لنبيهم موسى عليه السلام( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون ,فلما رأى الله صدقهم قال ﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدّكم بألف من الملائكة مردفين وما جعلهم الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم.﴾ سورة الأنفال
﴿إذ ّيوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاّقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ﴾ سورة الأنفال
صدقوا مع الله فصدق الله معهم في الشدة والرخاء رجال .
فرضي الله عنهم ورضوا عنه وأنت فيهم آية ثبت مكانتك عند الله ﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا﴾ سورة الفتح
إن قلوبهم مليئة بالصدق والحب لله ولرسوله فنزلت الآيات تزكيهم وتبشرهم بما عند الله ﴿ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا ًسجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ...﴾ سورة محمد
وكثير من الآيات التي تزكي هؤلاء الرجال .
في يوم من الأيام تطاول الكفار على المؤمنين وقتلوا رسول النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم من يعذبهم من المؤمنين أرسل 3000 رجل وحين ما وصلوا أرض المعركة وإذ القوم 100000 رجل, فنظم الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش كما ينبغي فجعل الإمارة لزيد ثم لجعفر ثم لعبد الله بن رواحه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينقل المعركة مباشرة لمن معه فكان يخبرهم ..حمل الراية زيد ثم قتل ثم حمل الراية جعفر ثم قتل ثم ابن رواحه فقتل ثم سكت ,فقال : ولقد رُفعوا إلى الجنة جميعاً ,ثم رجع إلى أرض المعركة وأخبره بأن ثابت بن أقرط حمل الراية ,
وقال ثابت : يا خالد بن الوليد أحمل الراية
اعتذر خالد وقال له:
أنت أكثر مني خبرة وأكبر مني سناً .
فقال ثابت: لكنك أعلم مني بفنون القتال ,
ثم شاوروا المسلمين أترضون أن يحمل خالد الراية ويكون القائد فرضوا المسلمين فحملها خالد ,
نرجع للمدينة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أما الآن حمل الراية سيف من سيوف الله ولقد حمي الوطيس .
قال خالد بن الوليد :تكسر بيدي تسعة أسياف ولم يبقى معي سوى صحيفة يمانية .
كم صدقوا هؤلاء الرجال في تلك المعركة وأبلوا بلاءً حسناً . ولقد رأى خالد بحنكته وحكمته العسكرية أن الجيش قدّم ما يستطيع ومن الانتصار أن يخرج من تلك المعركة بأقل الخسائر أعاد تنظيم الجيش فجعل الميمنة ميسرة ووضع خطة عسكرية تدرس إلى اليوم , وانسحب الجيش بأقل الخسائر إلى المدينة .
كيف أُستقبل الجيش عندما عاد من ارض المعركة ؟؟
أُستقبلهم أطفال المدينة بالحجارة يقولون لهم :يا فرَار تفرون من الموت في سبيل الله ؟؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس بالفرَار بل الكرَام إن شاء الله
انظروا الفرق بين الأمس واليوم ,بالأمس كانوا صغارنا يستقبلون خالداً بالحجارة تفرون من الموت يا فرَار .
واليوم يستقبلون غانياً ومطرباً ولاعباً في صالة المطار بالورود والأزهار
مختار يا مختار هذا زمان العار من طنجة إلى قندهار
معتقد يعيش حالة احتضار أمتنا ليس لها قرار
ملعوبه باليمين وباليسار نرجو بصلاح الدين
ندور في مأساتنا حتى أصابنا الدوار
لكن لا خيار من موتنا فوق الشجار
حتى يصير الشوك سجناء أهو فنون يا مختار من نهاية المشوار
فإن النصر مع الصبر واضطراب فوق النار
هذا باختصار كلمة اعتذار عن أمة تعداده مليار ليت لها قرار .
الصادق مستعد في كل حال من الأحوال مهما كانت الروابط والضوابط في الشدة والرخاء .
سمع النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يقال له خالد الهذلي يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم ,لم يرسل له كتيبة أو جيش بل أرسل له رجل واحد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله بن حنيف اذهب إلى مكة وآتني برأس خالد الهذلي (قال المهمة صعبة أو أعذرني أو ابحث عن غيري )قال: سمع وطاعة
قال : يا رسول الله ما اعرف الرجل ؟
قال الرسول عليه السلام :من علامات الرجل إذا رأيته تهابه (كان العرب تقول عنه رجل بألف رجل).
قال عبد الله : سمعا وطاعة .
خرج وحيداً وصل إلى مكة المكرمة وقد أقام خالد معسكر في مِنى.
جاء عبد الله إلى خالد وقال له :ضمني معك حتى نقضي على محمد
وكان عبد الله صاحب رأي ومشورة فضمه إليه وقربه منه في اليوم الثاني إذا هما يسيران بعيداً عن الخيام حتى بَعُدا عن الناس قام عبد الله وسل سيفه وقطع رأس خالد وجاء به إلى المدينة وقبل أن يصل عبد الله إلى المدينة أخبر الوحي النبي صلى الله عليه وسلم بأن الجندي أتم المهمة على أكمل وجه فلما وصل عبد الله المدينة أستقبله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (افلح الوجه)خذ عصاي هذه وتوكأ عليها أعرفك بها يوم القيامة شاهد وآية وعلامة وقليل المتوكئون من أمتي ,فلما توفي عبد الله أمر بتلك العصا أن تكفن معه آية وشاهد وعلامة ,أطاع الله وأطاع رسوله.
لسان حالهم يقول :
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاب الردى
إما حياة تسـر الصـديـق وأما ممات يغيض العدى
عسكر المسلمين في يوم تبوك يقول عبد الله بن مسعود بتنا تلك الليلة استيقظت في آخر الليل تحسست فراش الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا هو خالي من صاحبه وتحسست فراش أبو بكر وعمر فإذا هي خالية من صاحبيها نظرت في آخر المعسكر فإذا بنار موقدة انطلقت إليها فلما جئتها فإذا بالرسول عليه الصلاة والسلام وأبو بكر وعمر قد حفروا قبراً قلت: يا رسول الله من هذا ؟قال صلى الله عليه وسلم :هذا أخوك عبد الله بن جادين فر بدينه إلى الله ورسوله وقد عذبوه وضربوه وجردوه من ثيابه ,وعندما أنزله رسول الله في قبره قال: اللهم إني أمسيت عنه راض فأرض عنه ,قال عبد الله بن مسعود:والله ما تمنيت إلا أن أكون صاحب ذلك القبر .
فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
الصادق صادق في دعوته إذا ناجى ربه ناجى بقلب صادق وجوارح متوجهة إلى الله .
يوم أحد يوم صفت الصفوف قال عبد الله بن جحش لسعد بن وقاص :يا سعد أدعُ وأنا أأمن على دعوتك ,
فقال سعد : يا رب إني أسألك فارس شديد البأس شديد الحربة يقاتلني وأقتله وآخذ غنيمته .
قال: عبد الله انتهيت يا سعد
قال :نعم
فقال :أمن يا سعد ,أما أنا فأسألك يا رب فارساً شديد البأس شديد الحربة يقاتلني وأقاتله فيبطر بطني ويجدع أنفي ويقطع أذني ,فإذا سألني ربي لما فعلت هذا ؟فأقول: فعلته فيك .
فيقول سعد :فكانت دعوة عبد الله أحسن من دعوتي .
ويوم كانت المعركة رأيناه بعد المعركة وقد بُطِر بطنه وجُدِع أنفه وقُطِعت أذنه ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ﴾ سورة الأحزاب
المؤمن الصادق يعتز بدينه ويعتز بعقيدته ويعلم أن الأيام دُول وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون .
بأشد الظروف تظهر عزة المؤمنين في المواقف تظهر معادن الرجال .
لما حُصرت المدينة من كل صوب , صور الله ذلك الموقف تصويرا عجيباً قال سبحانه ﴿إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذا بلغت وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزلا شديدا وإذا يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا﴾ سورة الأحزاب
تقطعت الأسباب الأرضية كلها ولم يبقى إلا الحبل الموصل بالله تعالى
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :ابشروا إن النصر من عند الله ,
ولما رأى السلمون النصر قالوا: هذا ما وعد الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتصديقاً .عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن المؤامرة اكتملت من كل جهاتها أراد أن يخفف الحصار على أولئك الرجال الصادقين ,فأتى بقادة خطفان قال لهم:في عرض يرضيهم و يصلح فيما بينهم : ما رأيكم بأن أعطيكم ثلث ثمار المدينة على أن ترجعوا وتفكوا هذا الحصار (4000 من خطفان خرجت من المدينة ليس للثأر من المسلمين وإنما خرجت للغنيمة يريدون أن يجعلوا الصادقين غنيمة لهم ولكن الله يأبى أن يكونوا كذلك , عندما عرض النبي صلى الله عليه وسلم هذا العرض لغطفان طلب منهم أن يستشير قادة المدينة(وأمرهم شورى بينهم)فجاء بالسعدين سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فقال لهم :ما رأيكم على أن نعطي غطفان ثلث ثمار المدينة ويرجعوا ويتركوا الحصار؟
فقالوا: أمر من السماء فليس لنا إلا التسليم أم أمر تحبه لنا .
قال: بل أمر أحبه لكم .
قالا: يا رسول الله كنَا مع هؤلاء القوم وكنَا على شرك وكفر فكانوا لا يأكلون ثمارنا ويأخذون أموالنا إلا بيعاً واليوم عندما أعزنا الله والإسلام يأخذون أموالنا والله ليس بيننا وبينهم إلا السيف .
فلما علم الله صدقهم وتوكلهم عليه قال تعالى مصوراً الموقف ﴿يا أيها الذين آمنوا أذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم رياحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصير ﴾ سورة الأحزاب
بصير بما تعملون من الاستعداد فقلب الله الأمر عندما رأى عزة هؤلاء الرجال مستمدة من الله ونبيه وقال لهم ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم إن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين آ﴾ سورة آ ل عمران
عزة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه أما ترى بأننا بأمس الحاجة لمثل هذه العزة وهذا التمسك .
فلست بموت العدو تخشعاً ولا تضرعاً إني إلى الله مرجعي
ولست أبالي حين أقتل على أي جنب في الله كان مصرعي
أليس البيع تمت والثمن !! الجنة أليس الثمن قد دفع ؟؟ أليس الله اشترى وهم باعوا على أن يكون الثمن الجنة ولذلك خاطب الله الذين يقرؤون القرآن الكريم كونوا معهم﴿ياآيها الذين آمنوا أتقو الله وكونوا مع الصادقين﴾ سورة التوبة
كونوا مع محمد وأصحابه .
اسمع تضحياتهم يا رعاك الله ﴿الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وآذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا ﴾اسمع الثمن ﴿لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب لا يغرنك الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم ولبئس المهاد ﴾
اسمع تضحيات القوم وقل أين نحن من هؤلاء ؟!﴿للفقراّء المهاجرين الذين أُخرِجوا من ديارِهم وأموالِهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسولَه أولئّك هم الصادقون ﴾ سورة الحشر
هم فقط ؟؟ بل لكل من سار على دربهم ﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا ّإنك رءوف رحيم ﴾ سورة الحشر
زار أبو ذر مكة المكرمة بعد انقطاع فرأى أهلها عجبا رآهم قد تطاولوا في البنيان وتوسعوا في المأكل والمشرب فصار يطوف حول الكعبة ويقول ( ياأيها الناس ..أنا جندب بن جنادة صاحب رسول الله فأقبلوا علي فأنا لكم ناصح مشفق أمين .
فأقبلوا عليه وقالوا : ما عندك يا صاحب رسول الله ؟
قال : أرأيتم لو أن رجل أراد السفر ألم يكن يأخذ معه عدة للسفر؟!
قالوا : بلى .
قال : فإن سفر الآخرة أفضل ما تريدون , فخذوا ما يبلغكم .
قالوا : وما يبلغنا ؟
قال : صوموا يوم شديد الحر يبقى ليوم مشهود , وصلوا في ظلمة الليل لظلمة القبور , وحجوا حجة لعظائم القبور , واجعل الدنيا مجلسين مجلس لله وآخر في طلب الأمر وآخر ترده لا يضرك , واجعل الدرهم درهمين درهم أنفقه لك ولعيالك ودرهم تنفقه في سبيل الله وثالث يضرك لا ترده
ما لكم تبنون مالا تسكنون , وتجمعون مالا تأكلون , وتأملون وتطيلون قتلكم حرصا على الدنيا لستم ببالغيه , انقل إلى الله المشتكى
كيف لو جاء أبو ذر ورأى أحوالنا ورأى القصور الشاهقات لا يسكنها إلا اثنين أو ثلاثة .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى البنوك الربوية .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى أبنائنا ونسائنا كيف يتمايلون مع المعازف والألحان وساعات أمام الشاشات .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى عبّاد البقر يهدمون مساجدنا .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى عبّاد الصليب ينتهكون أعراضنا .
كيف لو جاء أبو ذر ورأى أحفاد القردة والخنازير يتلاعبون بعقيدتنا .
الصادق عنده قضية يحيا من اجلها ويموت من اجلها .
يوم أحد اجتمع اليهود لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم , قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن حوله : من يدفع عني الرجال وله الجنة وهو رفيقي في الجنة ؟ فتطايرت الكلمات إلى الشباب ممن سمعها سعد بن الربيع فقال : الثمن الجنة ورفيق الرسول بأبي هو وأمي , فأنطلق يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم فأبلى بلاء حسنا أمام الرسول حتى قتل ,فلما انتهت المعركة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع ؟ فبدا البحث بين القتلى فوجدوه في آخر رمق من الحياة ,فقالوا له : يا سعد إن رسول الله يقرأك السلام .فرد وقال : اقرأ النبي مني السلام وقل له :جزاك الله خير ما جزا الله نبي عن قومه ,فإني والله لأجد ريح الجنة , واقرأ للأنصار مني السلام وقل لهم : لا عذر لكم أمام الله أن يخلص على رسول الله وفيكم عين ( فلم يوصي بمال أو عيال ) فلما رجعوا إلى رسول الله وأخبروه عنه استقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة وهو يقول : اللهم القي سعد بن الربيع وأنت عنه راض, رحمك الله يا سعد كم نحن بحاجة إلى مثل سعد .
انظر إلى المسلمين يمنة ويسرة
ولا تلمني فلا يلام جريح
لا يلوم المظلوم حين يصيح
لا تلمني ولوم خافق بين جنبي لم تحتضنه القروح
وأنا لن ألوم من مات حسدا
وإنما ألوم لمن فيه روح
وأنا لن يضيق باللوم صدري
فإن صدر المحب للمحب فتيح
واعلم أن الطريق محفوف بالمكاره والمصائب والآلام ﴿حتى يقول الرسول والذين آمنوا متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ﴾
﴿ ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريّن من أنصاري إلى الله قال الحواريّون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ﴾. سورة الصف
أما آن النصر كما قالوا أولئك , إذا كانوا قد فعلوا فنحن نقدر أن نفعل فالمنبع واحد والمصدر واحد والطريق واحد والمعبود واحد والذي وعد بالنصر لا يخلف بالوعد .
﴿أوفوا بعهدي أوفي بعهدكم ﴾ سورة البقرة
﴿اذكروني أذكركم﴾ سورة البقرة
﴿ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ﴾ سورة محمد
اللهم اجعلنا منهم ومعهم اللهم أدخلنا مدخل صدق وأخرجنا مخرج صدق واجعلنا ممن إذا أنعمت عليه شكر وممن إذا ابتلته صبر وإذا أذنب استغفر, اللهم أبلغ بأمتنا يوما رشدا يعز أهل طاعتك ويذل أهل معصيتك ويأمر فيهم بالمعروف وينهى عن المنكر ,اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك وأطاعك واتبع رضاك , نسألك اللهم قادة مصلحين و وعلماء ربانيين ودعاة مخلصين وشباب عاملين وبنات عاملات , اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذله ,اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ومن على كلمة الدين واجمع كلمتهم على الحق . اللهم اخسف عدوك وعدوهم إنهم لا يعجزونك , اللهم اشدد وطأتك على القوم الكافرين ,الله عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا قوي يا عزيز , ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير , ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمورنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين يا قوي يا عزيز ,نستغفرك ونتوب إليك وصلي وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
| | |
19 - 9 - 2014, 04:10 AM
|
#89 |
19 - 9 - 2014, 04:11 AM
|
#90 | مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
| لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع |
تعليمات المشاركة
| لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك كود HTML معطلة | | | ![](hams2022/pnar/24.gif) الساعة الآن 10:13 AM
| | | | | | | | | | |