:: تحميل برنامج تسريع المتصفحات SpeedyFox مجانا (آخر رد :عيونها لك)       :: كود احسب عمرك بالسنه واليوم والدقيقة والثانيه (آخر رد :عيونها لك)       :: رواية دخيلك خلني جنبك تراني جد احتاجك (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا اميرج السماء (آخر رد :عيونها لك)       :: تهنئة بالعام الجديد 2025 سنة مليئة بمسرات لا تنتهي (آخر رد :عيونها لك)       :: قصيدةسبحان رب صوره غاية في الجمال (آخر رد :الــســاهر)       :: سورة الكهف علاء عقل جودة عالية كلها خشوع وطمأنينة (آخر رد :عيونها لك)       :: تلاوة خاشعة سورة طه (آخر رد :عيونها لك)       :: سورة الكهف حسن الفاضلي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: لشيخ سعد الغامدي سورة البقرة النسخة الأصلية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: علامات الساعة الكبرى التي أخبر عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: صور لادعيه اسلاميه (آخر رد :تووفه الحربي)       :: صور دينية واسلامية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: شؤم اللعن خطبة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: التقوى وأثرها في حياة المسلم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: لعلكم تتفكرون (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قيمة العمر في الإسلام (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الحث على شكر النَّعماء والصبر عند البلاء. (آخر رد :همس الشوق)       :: كود الايام والساعات والثواني من عمر المنتدى (آخر رد :تووفه الحربي)       :: مفاهيم حقوق الإنسان ومنطلقاتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/مهنة النجار اصولها من بلاد الرافدين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: هاك البسملة و السلام في بداية كل موضوع (آخر رد :تووفه الحربي)       :: هاك شريط متحرك يظهر لعضو معين الاصدار الثاني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: هاك مواعيد مباريات (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: هاك حاله الباسوورد (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: هاك إحصائية عمر المنتدى (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصص من التراث العراقي/الرجل الصالح والمراة الفاسدة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: معركة فتح الديبل والسند (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سيرة التابعي الجليل/طاوس بن كيسان (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سيرة الصحابية الجليلة/15/عاتكة بنت عبدالمطلب (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قصيدة لله يشكي مكسور الجناح (آخر رد :حمدفهد)       :: احذر الجلوس الطويل إلى مكتبك (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سيرة الصحابي الجليل/18/الطفيل بن عمرو (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تفسير ايات سورة التين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سلسلة الاخلاق الاسلامية/13/التعفف (آخر رد :تووفه الحربي)       :: هاك منع عضو معين من استخدام الرسائل الخاصه (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سامح غيابي (آخر رد :همس الشوق)       :: هاك عداد المواضيع والردود والزيارات والمرفقات للعضو (آخر رد :تووفه الحربي)       :: هاك اظهار الوان الاعضاء في كافه انحاء المنتدى (آخر رد :تووفه الحربي)       :: مدونات المنتديات مدونة خاصة لكل عضو (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قصيدة قلت لها روحي (آخر رد :حمدفهد)       :: نبارك للأخت جوهرة بغداد على الفيتها الـ9,000 (آخر رد :الــســاهر)       :: نبارك للأخت البارونه على الفيتها الـ 2,000 (آخر رد :الــســاهر)       :: نبارك للمتألقة دوما تووفة الحربي على الفيتها الـ 75,000 (آخر رد :حمدفهد)       :: هاك رتب المجموعات بالالوان (آخر رد :تووفه الحربي)       :: مشاهدة الفيديو فى منتداك يظهر الفيديو من حوالى 28 موقع معرب (آخر رد :تووفه الحربي)       :: هاك التحكم بعدد الالبومات (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية شياطين تدوس الارواح واو احلا رواية قريتها (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قصيدة في وادي النعمان مكة المكرمة (آخر رد :حمدفهد)       :: أو تبكي السماء والأرض (آخر رد :أسير الصمت)       :: تهنئه بـ الالفيه الرابعه للشاعر حمد فهد والف مبروك (آخر رد :البارونة)       :: قصيدة غريبة شكل (آخر رد :حمدفهد)       :: قصيدة الإعجاب يسرني والتعليق يزيد الطاقة (آخر رد :حمدفهد)       :: وتكبر الدنيا بعيوني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: اللحوم والدهون تسرطن الجلد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حين يكسرك القريب ويجبرك الغريب (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سلسلة احداث السيرة النبوية/الحلقة السادسة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سفراء النبي صلى الله عليه وسلم/5/العلاء بن الخضرمي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الشاعرة والاديبة الفلسطينية مي زيادة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: علماء وعباقرة العرب/10/ابن ابي اصبيعة اخلاقيات الطب وتاريخه (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/البابليين يلجاون للاختباء خوفا من الاشوريين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/اتفاقيات الاشوريين للتجارة مع الاناضول (آخر رد :تووفه الحربي)       :: بغداد ياحسرة قلوب السلاطين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه نور في غسق الدجى (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: روايةقلب المحب دليله رواية سعودية رومنسية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قصيدة هيضت خافي أحزاني (آخر رد :حمدفهد)       :: ابسط وجهك للناس تكسب ودهم (آخر رد :همس الشوق)       :: روائع الشعر العراقي/سعدي يونس/لزوم ما لا يلزم (آخر رد :الــســاهر)       :: روائع الشعر العراقي/نازك الملائكة/اغنية الهاوية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي/كريم العراقي/سبحان الله الغفار (آخر رد :تووفه الحربي)       :: يا نصفي الثاني من العمر مسموح (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصيدة شوقي وذوقي (آخر رد :حمدفهد)       :: حدود دول وأقاليم غريبة تقع فعليًا داخل دول أخرى/بارل هرتوغ وبارل ناسو (آخر رد :عيونها لك)       :: توائم عن أشهر المعالم السياحية التاريخية في العالم/معبد أنغكور وات / معبد بوروبودور (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قبائل منسية اختار البقاء بعيدا عن الحضارة /قبيلة تورومونا السكان الاصليين في بوليفيا (آخر رد :تووفه الحربي)       :: علاجات غريبة كان يعالجون فيها قديمًا /علاج جميع الامراض المزمنة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا الأصيله (آخر رد :تووفه الحربي)       :: بر الوالدين (وبالوالدين إحساناً) (آخر رد :أسير الصمت)       :: التفسير الموضوعي للجهل في القرآن: دراسة لآية “يحسبهم الجاهل أغنياء” (آخر رد :أسير الصمت)       :: قصيدةفي الجو الرهيب (آخر رد :حمدفهد)       :: قصيدة هلاك المحبين (آخر رد :حمدفهد)       :: طريقة عمل خبز الثريد (آخر رد :عيونها لك)       :: هل خطر ببالك يوما الأعمى ماذا يرى (آخر رد :عيونها لك)       :: عظمة بعض الكلمات (آخر رد :عيونها لك)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ابو طلال (آخر رد :الــســاهر)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ثلوج دافئة (آخر رد :الــســاهر)       :: قصيدة عزاه لمن دكه الهوجاس (آخر رد :حمدفهد)       :: سلسلة اعلام المسلمين/الامام الثقة عبدالله بن ابي نجيح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ السلالات في التاريخ/11/الصفويون (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سيرة العشرة المبشرة/11/عمر بن الخطاب/ج2 (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سلسلة التعريف بسور القران الكريم/سورة العصر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تفسير اسماء الله الحسنى/الحكيم (آخر رد :أسير الصمت)       :: كلمات متوهجه (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: أصدقاؤك مثل أسنانك (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: رواية ليتني عرفتك باول العمر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايةسئمت المثاليه فقررت الانحراف (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية ذكريات قصر عمي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سالم يقود الأخضر في خليجي 26والعقيدي يعودويعتذر (آخر رد :أسير الصمت)       :: التفاوت بين البشر وأعمالهم (آخر رد :أسير الصمت)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا أسير الصمت (آخر رد :عيونها لك)      

همس الشوق من شبكة همس الشوق : إدارة المنتدى ترحب بالعضو الجديد اميرج السماء شرفتنا بإنضمامك لنا ونتظر ان تسعدنا بمشاركاتك التي راح تكون محل تقديرنا واهتمامنا فأهلا وسهلا بك بين اخوانك

 

{ شبكة همس الشوق  )
   
 
 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 
Elegant Rose - Double Heart
 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


همس للخيمة الرمضانية



مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية

همس للخيمة الرمضانية


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم ممنوع دخول الفضوليين مدونة القران الكريم
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 9 - 2014, 12:43 AM   #101



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم


إ ن الحمد لله ...نحمده و نستعينه ونستغفره ونتوب إليه .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ... من يهدي فلا مضل له من يضلل فلا هادي له ... وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ..

~*{ يا أيها الذين آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تموتن إلا وأنتم مسلمين }*~

~*{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رقيبا}*~

~*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سديداًيُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }*~...

أمـا بـعــــــد ...

فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر ألأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة وكل ظلالة بالنار ...

مـعــاشر الأحـبـة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

طبتم وطاب ممشاكم وتبوئتم من الجنة منزلا ...
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجمعني وإياكم في دار كرامته إخوان على سرر متقابلين ...
أسأله سبحانه ان يحفظني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن ...

هذا لقاء من لقاءات مواعظ القلوب ...
العلاج الذي لابد منه لقسوة القلوب...وقسوة القلوب مرض خبيث يقعد عن الخير ويصد عن الهداية..

قال تعالى ~*{فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله }*~

والقلوب ما بين رقة وقسوة ... إذا رقت تذكرت علام الغيوب ... وإذا قست نست فكان لابد لها من التذكير إذا غفلت .. لابد لهامن مواعظ القرآن والمواعظ النبوية ..
مواعظ القرآن التي تحيي القلوب القاسية لأن كلام الرحمن إذانزل على جبل لرأيته خاشع متصدع من خشية الله ..

نحن في لقاء بعنوان ~*{ أين دارك غدا }*~ ...

أنت الأن تسكن القصرالفسيح وتقطن الدارالرحيبة وغداً ستكون في مكان أخر طال الزمان اوقصر..

فليس للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
إن بناها بخــير طاب مــسكــنه *** وإن بنـاها بشـر خاب بانـيــها

إن مواعظ القرآن أعظم ما يحي القلوب .. والمواعظ النبوية الموجزة البليغة من اعظم المواعظ التي
تحيي القلوب ....
فتعال أعطني السمع والقلب والجوارح وألأركان نمر في موعظة قرآنية ..

قال الله جل في علاه ~*{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)5( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)6( }*~

ترى ما الذي غر الناس من الدنيا ؟!...
ترى ما الذي غرهم من الدنيا وهذه سهامها تصيب كل يوم أحدهم بسهم تودي به إلى القبر المظلم المطبق عليه .. سالكاً سبيل من سبقوه من الأموات الهالكين وقد خرقت قبورهم الأكفان ومزقت الأبدان ومصت الدم وأكلت اللحم ...
ترى ما صنعت بهم الديدان ؟!
أليست قد محت الألوان وعفرت الوجوه الحسان وكسرت الفِقار... وأبانت الأعضاء ومزقت الأشلاء..!!
أليس الليل والنهار عليهم سواء ؟!
أليسوا في مدلهمة ظلماء ؟! ..
قد فارقوا الحدائق فصاروا بعد السعة إلى المضايق ...

إن المنادي كل يوم ينادي يا ساكن القبر غداًماالذي غرك من الدنيا !
أين دارك الفيحاء ؟... أين رقاق ثيابك ...؟
ليت شعري كيف ستصبر على خشونة الثرى .. وبأي خديك يبدأ البِِلا ...!!
والموت فأذكره وما ورائه فما لأحد عنه براءه
وإنه للفيصل الذي به يعرف ما للعبد عندربه
والقبر روضة من الجنان او حفرة من حفر النيران
إن يكن خيراً فالذي من بعده خير منه عند ربنا لعبده
وإن يكن شراً فما بعده أشد ..
ويل لعبد عن سبيل الله صد ...

قال تعالى ~*{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)19(ألمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ)20( فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ)21( إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ)22( فَقَدَرْنَا فنِعْمَ الْقَادِرُونَ)23( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)24( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً)25( أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً)26( وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً)27( وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)28( انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ)29( انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ)30( لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ)31( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ)32( كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ)33( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)34( هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ)35( وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ)36( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)37( هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ)38( فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ)39( )}*~

وقال سبحانه ~*{ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا َشْعُرُونَ)*~

وقال سبحانه ~*{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ)12( وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)13( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)14( }*~

إنها المواعظ القرآنية التي تحيي القلوب ..

قال تعالى ~*{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }*~

نعم أيها الغالي .....
القرآن و مواعظ القرآن هي علاج قسوة القلب فإذا غفل القلب فلا يحيا إلا بمواعظ القرأن ...
وليس أحسن للقلب من مداومة ذكر الله بشرط ان يتواطىء القلب واللسان .. وليس أحسن من سماع المواعظ النبوية والتدبر والعمل بما تسمع يا رعاك الله ....
حتى تنتفع بالمواعظ.... لابد من العمل ...

قال سبحانه ~*{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً)66( وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً)67( وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً)68( }*~

فبالإتباع هدى وثبات و إستـقامة و حياة لأولي الألباب ...

القبر .... اعظم موعظة .. ما وقف على القبر واقف إلا تذكر ... وما نظر إلى القبر ناظر إلا تفكر ...
هي الدار التي ستسكنها طال الزمن او قصر ... ثم بعد السكنى الثانية ستخرج من تلك الدار ...

~*{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ)43( خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)44( }*~

لاحظ الفرق حين تغادر فراشك في سفراو رحلة قريبة كيف يصيبك الأرق ويصيبك من الهم والغم...

فارقت مرقدي يوماً ففارقني السكون *** القبر اول ليلة قلي بالله ماذا يكون

القـــبــر أول منازل الأخرة ...

لماذا الحديث عن القبر ؟!

لأن في القبر يتحدد المصير .... إما إلى جنة وإما إلى نار .....
القبور على نوعين أيها الغالي ....
القبور على نوعين أيتها الغالية ....
إماروضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران ...
لابد من الإستعداد ....لابد من من عمار الدار قبل سكناها ....
عندما تموت ... و تموتين سيتبعك و يتبعكِ ثلاثة ... العمل - المال – الولد .....
سترجع الدنيا وما فيها وستبقى رهين العمل ... من وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد
ومن وجد دون ذلك فلا يلومن إلا نفسه ..

قال صلى الله عليه وسلم *{مارأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه }*

فإن تنجومنها تنجومن ذي عظيمة*** وإلا فإني لا أخالك ناجيا

عن ابن ماجة عن البراء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر وبكى بأبي هو و أمي ... بكى وابكى حتى بل الثرى ثم قال ..(ياإخواني لمثل هذا فأعدوا )

دخل أحد العباد وهو كعب القرضي على عمر بن عبدالعزيز بعد توليه الخلافة.. فجعل ينظر في وجهه ... فإذا هو وجه شاحب وبدن ناحل .. كأن جبال الدنيا قد تساقطت عليه فقال يا عمر ما الذي دهاك يا عمر ما الذي أصابك والله لقد رأيتك أجمل فتيان قريش تلبس اللين وتجلس على الوثير... لين العيش ..نظر البشرة...
والله يا عمر لو دخلت عليك في غير هذا المكان ما عرفتك ! فتنهد عمر باكياً وقال : اما إنك لو رأيتني بعد ثلاث ليال من دفني وقد سقطت العينان وإنخسفت الوجنتان وعاثت في الجوف الديدان وتغير الخدان لكنت لحالي من حالي أشد إنكاراً وعجبا .. فبكى عمر وبكى الناس حتى ضج مجلسه بالبكاء ...
بكى عمر من حاله في القبر... ونحن على ماذا نبكي!!
بكى عمر بن عبدالعزيز من حاله في القبر ونحن على ماذا نبكي ...؟!
قال تعالى ~*{ فل يضحكوا قليلا .وليبكوا كثيراً جزاء بما كانوا يكسبون افا من هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فأسجدوا لله وأعبدوه}*~

ضعوا خدي على التراب ضعوه *** ومن عفــر التراب فوســدوه
وشـقوا عـنـه أكفاناً رقاقاً*** وفي الرمس البعيد فغــيبوه
فلو أبصـرتــمــوه إذا*** تقضت صبيحة ثالث أنكرتموه
وقد سالت نواظر مقلتيه*** على وجناته وإنفض فوه
وناداه البلا هذا فلان*** هلموا فأنظروا هل تعرفوه
حبيبكم وجاركم المفدى*** تقادم عهده فنسيتموه

هل سمعت عن القبر وظمته ..؟!
هل سمعتِ عن القبر وظمته ..؟!

عند النسائي عن ابن عمر ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( هذا الذي تحرك له عرش الرحمن وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألف من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه ... يعني سعد ابن معاذ )
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أخر ( إن للقبر ظغطة لو نجى منها أحد لنجى منها سعد بن معاذ )

ســعــد ... وما أدراك ما سعد ....سعد الذي إهتزله عرش الرحمن عند وفاته ...
سعد .... الذي شيعه سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض قط ..
سعد ... الذي فتحت له أبواب السماء
سعد ... سيد الأوس والخزرج ....
سعد .... الذي منديل من مناديله في الجنة خير من الدنيا وما فيها .....
هذا حال سعد ....
فكيف يكون حالي وحالك ؟!
لقد ضُــم ضمة ثم فرج عنه .......
سبحانك يا من ذللت بالموت رقاب الجبابرة ...
سبحانك يا من أنهيت بالموت أمال القياصرة ...
فنقلتهم بالموت من القصور إلى القبور ..
ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ...
ومن ملاعبة النساء والجواري والغلمان إلى مقاساة الديدان والهوام ....
ومن التنعم بأنواع الطعام والشراب إلى التمرغ بأنواع الوحل والتراب ....

وقف علي رضي الله عنه على القبور فنادى أصحابها ... أتخبرونا أخباركم ؟ أم نخبركم أخبارنا ؟
أما أخبارنا فإنا الأموال قد أقتسمت والنساء تزوجت و المساكن قد سكنت ...

قال تعالى ~*{كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)25( وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ)26( وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ)27( كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْما آخَرِينَ)28( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ)29()}*~

قال تعالى ~*{ أفا رأيت إن متعناهم سنين ثم جائهم ما كانوا ما يعودون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون}*~

يا إبن ادم ... القبر كل يوم يناديك ...
يا إبن ادم ... تمشي في جماعة على الأرض وسوف تقع وحيداً في بطني ...
يا إبن ادم ... تفرح وتمرح على ظهري وسوف تبكي في بطني ....
يا إبن ادم ... تاكل أموال الربا والحرام واليتامى على ظهري ...وسوف يأكلك الدود في بطني ...
يا إبن ادم ... تنظر إلى الحرام بعينيك وسترى ماينتظرك في بطني...
يا إبن ادم ... تسمع الحرام بأذنيك وستسمع الأهوال في بطني ...

يــا ســاهــي .... يــا غــافــل ....

سيحملك اهلك وأخلائك إلى تلك الحفرة .. فيتبعك مالك و ولدك و عملك... فيرجع الكل وسيبقى العمل...
ستتزوج الزوجة من بعدك ...
وسوف يتقاسم الأولاد اموالك ..
وأنــت ... وأنـــت ...
ينادى عليك ... رجعوا وتركوك .. وفي التراب وضعوك وللحساب عرضوك ولو بقوا معك ما نفعوك..ولم يبقى لك إلا انا ومعنا الحي الذي لايموت ..
~* {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)6( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)7( فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ)8( كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ)9( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ)10( كِرَاماً كَاتِبِينَ)11( يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)12)}*~

كأني بك تـنحط ...
إلى اللحد وتنغط ..
وقد أسلمك الرب ...
إلى أضيق من الفم ..
هناك الجسم ممدود..
ليستاكله الدود..
إلى ان ينخر العود ...
ويُمسي العظم قدراً ..

- بسم الله الرحمن الرحيم -
~*(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ)1( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ)2()}*~

ستسمع قرع نعالهم ...وستبقى وحيداً ... فريداً إلا من العمل ..
هناك ستمتحن إمتحان شديد وعندالإمتحان يكرم المرء او يهان ....
إمتحانات الدنيا تعوض والفرص تعطى مرات ومرات ...

لكن قل لي بالله العظيم كيف سيكون الحال إذا ظهرت النتائج هناك ... كيف سيكون الحال إذا
وسدوك.... وجائك الملكان و أقعدوك ...

عن البراء بن عازب قال ..
كنا في جنازة مع النبي ... في جنازة رجل من الأنصار وجلسنا عند القبر ولم يلحد بعد .
وكانت في يده صلى الله عليه وسلم عصا نكث بها على التراب ثلاث ثم قال ( إستعيذوا بالله من عذاب القبر ... ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في ادبار من الدنيا وإقبال من الآخرة .. جاءته ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة وجلسوا منه مد البصر و جاء ملك الموت عليه السلام وجلس عند رأسه فيقول يا أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى رباً راض عنك غيرغضبان فتخرج روحه كما يسيل القطرمن السقاء فإذا قبض عمله الموت لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين حتى يلبسوه ذلك الكفن الذي من الجنة و يحنطوه بذلك الحنوط الذي من الجنة فتخرج منه رائحة كأطيب رائحة مسك وجدت على وجه الأرض ثم يعرج به إلى السماء فما يمرون على نفر من الملائكة إلا قالوا من هذه الروح الطيبة صاحبة الريح الطيب فيقال هذا فلان بن فلان ينادى بأحب أسمائه التي كان ينادى بها في الدنيا حتى إذا وصلوا إلى باب السماء وإستفتحوا لهفتحوا له ثم يشيعه مقربو تلك السماء إلى التي تليها حتى إذا وصل إلى السماء السابعة نادى مناد الله أن أكتبوا كتابه في عليين وأرجعوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيهم أعيدهم ومنها أخرجهم تارة اخرى.. فتعاد روحه في قبره فيأتيه ملكان أنفاسهما كاللهب وأبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف فيقعدانه فيقولان له من ربك وما دينك ومن هو ذلك الرجل الذي بعث بكم أما المؤمن فيقول ربي الله حقا ونبيي محمد صدقا وديني الإسلام فيقال له وعلمك فيقول تعلمت القرآن وعملت به فتظهر النتيجة فينادي منادي الله أن قد صدقت فأفرشوا له فراش من الجنة وإفتحوا له باب من الجنة فيأتيه من روحها وريحانها ويوسع له في قبره مد البصر فيأتيه رجل أبيض الوجه طيب الشمائل فيقول من أنت ؟ فوجهك والله الذي لا يأتي إلا بالخير.. فيقول أبشر بالذي يسرك فهذا يومك الذي كنت توعد أنا عملك الصالح فيقول ربي أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ...

هذا حال من ؟؟ هذا حال المؤمن الذي حافظ على الصلوات وترك النواهي والمحرمات .....

أما العبد الكافر .. أما العبد الفاجر .. إذا كان في ادبار من الدنيا وإقبال من الآخرة جاءته ملائكة سود الوجوه معهم كفن من أكفان النار وحنوط من حنوط النار وجلسوا منه مد البصر و جاء ملك الموت عليه السلام وجلس عند رأسه فيقول يا أيتها الروح الخبيثه صاحبة الريح الخبيث أبشر بسخط من الله وغضب فتسل روحه كما ينزع السفود من القطن (يعني الحديد المتشابك ) فإذا قبضها لم تدعه الملائكة في يده طرفة عين حتى يلبسونه ذلك الكفن الذي من النار ويحنطوه بذلك الحنوط الذي من النار وتخرج منه رائحة كأنتن رائحة على وجه الأرض ويعرج به إلى السماء فما يمرون على ملاء من الملائكة إلا قالوا من هذه الروح الخبيثة إلا قالوا هذا فلان بن فلان وينادى بأقبح أسمائه التي كان ينادى بها في الدنيا حتى إذا جاءو إلى أبواب السماء وإستفتحوا له لم يفتح له
ثم قرأ صلى الله عليه وسلم ~*{ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ)40( لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)41( }*~

ثم ينادي منادي الله أن أكتبوا كتابه في سجين واعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيهم أعيدهم ومنها أخرجهم تارة اخرى فتعاد روحه في قبره ... يقعدانه ويسألانه فيقولان له من ربك فيقول ‏ ‏هاه ‏ ‏هاه لا أدري فيخر بالأرض سبعين خريف حتى إذا أفاق أقعداه وقالا له ما دينك فيقول ‏ ‏هاه ‏ ‏هاه لا أدري فيضربانه حتى إذا أفاق قالا له ومن ذلك الرجل الذي بعث فيكم فيقول سمعت الناس يقولون كذا وكذا فيقال له لا دريت ولا تليت فتظهر النتيجة وينادي منادي الله ان كذب ففرشوا له فراش من الناروألبسوه لباس من النار وإفتحوا له باب من النار ...فيضيق عليه في قبره حتى تختلج أضلاعه فياتيه رجل قبيح المنظر قبيح الريح فيقول من أنت فوجهك والله الذي لا يأتي إلا بالشر فيقول أبشر بالذي يسوئك هذا يومك الذي كنت توعد أنا عملك السيء ... أنا عملك السيء... فيقول ربي لا تقم الساعة ... ربي لا تقم الساعة ... ربي لا تقم الساعة ...

هذا حال من ؟! ...حال الذين ضيعوا الصلاة و إرتكبوا الفواحش والمنكرات حالهم ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول ..
حالهم ياليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل يبكون فلا يستجاب لهم ينادون فلا يسمع كلامهم ..

~*{ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }*~

روى الذهبي في كتاب الكبائر قصة رجل ماتت أخته فقبرت ودفنت ثم ذهب إلى بيته فتبين له أنه فقد كيساً من الذهب فراجع حساباته فتبين له انه سقط في القبر حيث كان يحفر ويدفن رجع ونبش القبر فإذا بالقبر ناراً تتأجج رجع لأمه خائفاً باكياً وجلاً ...أماه .. أختي تقية نقية ماعلمت عليها سوء كيف وقد وجدت قبرها نار تتأجج ...
إسمع يا صاحب القلب إسمع قبل فوات الأوان وإسمع وراجع الحسابات قبل ان تبكي دماً ..
قالت الأم أختك كانت تؤخر الصلاة عن وقتها ...
هذا إن كان حال الذي يؤخرون .. فكيف يكون حال الذين ينامون عن الصلاة ...؟؟
كيف سيكون حال الذين لا يصلون ... ؟؟
كم سمعنا عن وجوه قد إسودت .. كم سمعنا عن أبدان قد تقطعت ...

~*{ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ)50( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ)51) }*~

مر رجل على قصر من القصور إجتمع عليه نفر و ملأ من الناس ... فقال ما الخبر قالوا إن الأمير قد بنى هذا القصر وجمع الناس فقال لهم إعطي أي واحداً منكم ما شاء إذا قال لي أن في هذا القصر عيب .. زين هذا القصر وملئه بالمتاع و الأثاث ثم جمع الناس لينظروا .. فمر رجل بسيط فرأى الإجتماع فسألهم .. فقال الأمير بنى القصر وقال من ياتي بعيب فيه فله كذا و كذا .. قال ومن غير أن أدخل القصر إن فيه عيبان ..
أولهما .. سيفنى القصر وسيفنى صاحبه ...

عـش ما بدى لك جـاهداً في شاهقات القــصور
يغدى عليك بماإشتهيت من الرواح إلى البكور
فإذا النـفـوس تقعقـعت في ظل حشرجة الصدور
هنـاك تعلم مـوقناً مـا كنت إلا فـي غــرور

قال سفيان من كثرمن ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار ..

قيل لبعض الزهاد : ما أبلغ العظات ؟ قال : النظر إلى محلات الأموات ..

وسأل رجل أاحمد ما يرق قلبي ؟ قال : أدخل المقبرة ...

قال أخر ما إشتقت إلى البكاء إلا خرجت إلى المقابر ...

وما أعظم قول الصادق المصدوق في موعظة بليغة موجزة ..*( ألا إني نهيتكم عن زيارة القبر ألا فزوروها ... ألا فزوروها ... ألا فزوروها فإنها تذكركم الأخرة )*

ما أحوجنا أن نخلوا أحاد أحاد في ذلك المكان ..
إخلع النعال وإنزل وسر بين تلك القبور وألأجساد...
فيهم الأغنياء وفيهم الفقراء وفيهم الصغير وفيهم الكبير ...
الحال سواسية ...الحال سواسية ...

~*( يا ايها الناس قد جائكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور )*~

حتى تستفيد من الموعظة ... إفعل ما توعظ به ..

ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإن في زيارتها حياة للقلوب الغافلة ...
إن في زيارتها تذكير للغافــل والنــاسي والساهـــي ...

والقبر لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ولا يعرف غنياً ولا فـقــيراً ...

الكل في ذلك المكان مُرتهن بالعمل الذي عمله و بالعمل الذي قدمه ....

إتق الله أمة الله ..... إتق الله عبد الله .... إتق الله أيها الشاب في شبابك .... وإتق الله أيها الشيخ في شيبتك ...

والله الذي لا إله إلا هو إن الذي حال بين الناس وبين التوبة والصدق في التوبة طول الأمل .. طول الأمل ..
طال الأمل .. أساء العمل...

قال سبحانه ~*( ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)*~
وغره طول الأمل ... الموت يأتي بغتة... والقبر صندوق العمل ...

اللــهم هون علينا الموت والقبر وظلماته ...
اللــهم هون علينا السؤال وشدته ...
اللــهم هون علينا اللحد وضمته ..
اللـهم أمنن علينا بتوبة نصوح قبل الموت وبشهادة عند الموت وبرحمة بعد الموت يـــا رب العـــالــمين...
اللــهم إرحم ضعفنا وتقصيرنا وإسرافنا في أمرنا يارب العالمين ...
اللـــهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ... وإجعلنا يارب من الراشدين ..
اللـهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة ...
اللــهم نور على أهل القبور قبورهم ... اللـهم إغفـر لهم و إرحمهم ويسر امورهم ..
اللـهم آنس وحدتهم ونور ظلمتهم ..
اللـهم أبدلهم دار خير من دارهم و أبدلهم أهلين خير من أهليهم ...
اللـهم إرحمنا إذا صرت إلى ما صاروا إليه ... تحت التراب وحدك .. إذا نسينا الأحباب و فارقنا الأهل والأصحاب ...
اللـهم كن لنا عوناً وظهيراً ومؤيداً ونصيرا ...
واعف عن الكثير وتقبل منا اليسير إنك يا مولانا نعم المولى ونعم النصير ...
اللـهم إجمع شملنا و أصلح ولاة أمورنا .. أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل عبادك الموحدين ..
اللـهم أنصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الموحدين ....
أنصر المجاهدين في كل مكان .. ثبت أقدامهم و إربط على قلوبهم ... أفرغ عليهم صبراً ....
يارب العالمين عجل بنصرهم يا قوي يا عزيز اً أكبت عدوك وعدوهم فإنهم لا يعجزونك ...
يا جبار السموات والأرضـين ربنا إغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين ... و أستغفر الله العظيم ..

وصلـى الله على محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ....


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 21 - 9 - 2014, 12:44 AM   #102



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم

حديثنا ..
ليس عن الغارقين ..

في البحار والأنهار ..

فأولئك إن كانوا صالحين كانوا شهداء بإذن العزيز الغفار ..

ولكن حديثنا ..

رساله ..

إلى الغارقين ..

في الشهوات والملذات ..

يرتوون منها ..

وكأنهم مخلدون في هذه الدنيا..

تناسوا ..

أنَّ الدنيا ..

دار ممر ، وامتحان ..

وبعدها ..

جزاء ، وحساب ..

ووقفة ..

تشيب لها الولدان ..

أمام خالق الكون ..

وجبَّار الأرض والسماء ..

إنها رساله ..

إلى التائهين ..

الذين ..

ارتسمت على وجوههم مسحة البؤس والضياع ..

بسبب إغراقهم في الذنوب ، والمعاصي ..

التي ..

أعمت قلوبهم ..

وأنقصت عقولهم ..

وأزالت عنهم النعم ..

وأحلت بهم النقم ..

قال سعيد بن المسيب :

ما أكرم العباد أنفسهم ..

بمثل طاعة الله عز وجل ..

ولا أهانوا أنفسهم ..

بمثل معصية الله عز وجل ..

إنها رساله ..

إلى الذين ليس لهم هدف في الحياة إلاَّ ..

إشباع الغرائز ، والشهوات ..

وهم على ما هم فيه ..

من ذل المعصيه ، والهوان ..

تراهم يجاهرون ..

بأفعالهم ..

وعصيانهم ..

وتمردهم على أوامر الله ..

غاب عن حسهم قوله صلى الله عليه وسلم :

( كل أمتي معافى إلاَّ المجاهرون ) ..

قال سبحانه : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } ..

إنهم يغرقون ..

وهم لا يشعرون ..

يسيرون في طريق ..

أوله ..

خزي ، وعار ..

وآخره ..

جهنم ، وبوار ..

قبل أن ننطلق لسماع أحوالهم وأخبارهم ..

أوجه كلمه للذين ركبوا سفينة النجاه فأقول :

تعالوا نتعاون على إنقاذ هؤلاء ..

فهم بحاجة إلى ..

قلوب رحيمه

و ( الراحمون يرحمهم الرحمن )..

إنهم بحاجه إلى ..

كلمه طيبه ..

و( الكلمه الطيبه صدقه )..

إنهم بحاجه إلى ..

ابتسامه صادقه ..

و ( تبسمك في وجه أخيك صدقه )..

{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} ..

فهيا ..

نسمع بعضاً من أحوالهم ..

من أحوال الغارقين ..

ليلهم ونهارهم سواء ..

يظنون ..

أنَّ السعاده ..

في لذة ، وشهوات ..

وفي سفر ومغامرات ..

{ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ } ..

يستيقظ الواحد منهم قبل الفجر لموعد طائره ، وسفر ، وسياحة ..

ولا يستطيع أن ..

يستيقظ لصلاة الفجر ..

مع أنَّ التخلف عن صلاة الفجر من علامات المنافقين ..

تراهم في الملاعب يجوبونها طولاً وعرضاً خلف الكرة ..

ولا يقوون على أداء الصلاة ..

ولا تراهم في صفوف المصلين ..

رغم أنَّ المسجد لا يبعد عنهم سوى خطوات ..

قال جل في علاه عن محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ } ..

وقال صلى الله عليه وسلم :

( اكلفوا من العمل ما تطيقون ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ) ..

إنك لن تتقرب إلى الله بقربه أعظم ..

من المحافظة على الصلاة ...

إذا حزّ بك أمر يدك الجبال فتذكر ..

( أرحنا بها يا بلال ) ..

اعلم أنه ما سُميت الصلاة صلاة إلا ..

لأنها تصل بفاعلها ..

والمحافظ عليها ..

إلى الجنه ..

وتصل بتاركها ..

والمتهاون فيها ..

إلى النار ..

فأي طريق تريد ؟؟!!..

قال ابن تيميه قدس الله روحه : حدثني بعض المشايخ أنَّ بعض ملوك فارس قال لشيخ رآه قد جمع الناس على رقص وغناء :

يا شيخ إن كان هذا هو طريق الجنة فأين طريق النار !!..

من أحوال الغارقين ..

أوقاتهم ..

لهو ، ولعب ..

غناء ، وطرب ..

لا يعرفون معروفاً ..

ولا يُنكرون منكراً ..

يعرفون أسماء ..

المغنين ، والمغنيات ..

والساقطين ، والساقطات ..

بل ويعرفون ..

ميولهم ، ورغباتهم ، وأخبارهم ..

بل ربما يعرفون ..

أسماء زوجاتهم ، وأبنائهم ..

ولا يعرفون ..

سيرة محمد صلى الله عليه وسلم ..

وسيرة أصحابه ..

وسيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين ..

يقرأون الصحف ، والمجلات ..

وينفقون في سبيلها عشرات ..

بل قل مئات ..

ولا يقرأون القرآن ..

ولا حتى لحظات ..

تراهم عند الإشارات قد رفعوا أصوات مكبرات السيارات على ..

موسيقى وألحان ..

وهي مزامير الشيطان ..

تهنز أجسادهم طرباً ونشوة لذلك ..

ولا يهتز لهم قلب عند سماع القرآن ..

قال الله للشيطان : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }..

قال صلى الله عليه وسلم :

( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر ، والحرير ، والخمر ، والمعازف) ..

قال ابن القيم رحمه الله وهو يرد على أهل الغناء :

ألا قل لهم قول عبد نصوح وحق النصيحة أن تُستمع :

متى علم الناس في ديننا بأنَّ الغناء سنة تُتبع ..

وأنَّ يأكل المرء أكل الحمار ويرقص في الجمع حتى يقع !.

جراحات أمتنا في كل مكان ..

في فلسطين ..

وأفغانستان ..

والشيشان ..

وهؤلاء ..

يمسون ويصبحون على الألحان ..

ها هو الأقصى يلوك جراحه ***** والمسلمون جموعهم آحاد
دمع اليتامى فيه شاهد ذلة ***** وسواد أعينهن منه حداد
يا ويحنا ماذا أصاب شبابنا ***** أوَ ما لنا سعد ولا مقداد

المجاهدون يبيتون ..

على أصوات المدافع ، والدبابات ..

وهؤلاء ييبتون ..

على أصوات المغنين ، والمغنيات ..

إنهم يغرقون ..

وهم لا يشعرون ..

من أحوال الغارقين ..

تراهم ..

في الأسواق ، والمجمعات ..

يعتنون بالمظاهر ، والشخصيات ..

والسرائر خاويه ..

فنون وأشكال من القصات ، والموضات ، والهيئات ..

شبان وفتيات {إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ }..

همهم ..

هتك أعراض المسلمين ..

ومطاردة الساذجات ..

تناسوا أنَّ لهم ..

أمهات ..

وأخوات ..

وقريبات ..

إنهم يغرقون ..

وهم لا يشعرون ..

جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : إيذن لي بالزنا ..

فثار المجلس وفار ..

فقال الرحمة المهداة للشاب بصوت حنون وقلب رحيم :

( ادنه )..

فدنا الشاب ، فقال له صلى الله عليه وسلم :

( أتحبه لأمك !)..

قال : لا والله فداك أبي وأمي ..

قال صلى الله عليه وسلم :

( وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم )..

قال صلى الله عليه وسلم :

( أتحبه لأختك !) ..

قال : فداك أبي وأمي لا والله ..

فلا زال يذكره، ويقول له :

( أتحبه لعمتك !، وخالتك !، وابنتك ! )..

والشاب يقول : لا والله جعلني الله فداك ..

فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده الشريفه عليه وقال :

( اللهم اغفر ذنبه ..

وطهر قلبه ..

وحصّن فرجه ) ..

فقام الشاب من ذلك المجلس ، وليس شيء أبغض إليه من الزنا ..

وأنت ..

يا من تغرق ..

ومن أجل ذلك ..

تخطط ..

وتدبر ..

وتسافر ..

أترضاه لأهلك !!..

سأترك الجواب لك !!..

اعلم أنه ما عُصي الله بذنب أعظم ..

من نطفه يضعها الرجل في فرج لا يحل له ..

لذلك قال الله :{ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }..

إليك خبر من أخبار المتقين ..

قال الحسن البصري : كان في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاب يلازم المسجد للعباده فعشقته امرأه ..

فأتته في خلوة فكلمته ..

- لاحظ .. هو لم يذهب إليها -..

فحدثته نفسه ..

فشهق شهقة فغشي عليه ..

فجاءه عم له ، فحمله إلى بيته ، فلما أفاق قال :

يا عم انطلق إلى عمر فأقرأه مني السلام ، وقل له :

ما جزاء من خاف مقام ربه ؟!.

فانطلق عمه فأخبر عمر..

فأتاه عمر ..

فلما رآه ..

شهق شهقة فمات ..

فوقف عليه عمر فقال : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ، فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } ..

أحسبه والله حسيبه ..

من السبعه الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله ..

( رجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال :

إني أخاف الله )..

فيا ..

دائم الخطايا ، والعصيان ..

يا ..

شديد البطر ، والطغيان ..

ربح المتقون ..

ولك الخسران ..

{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } ..

من أحوال الغارقين ..

صارت ..

الذنوب ..

والمعاصي ..

والآثام ..

لهم عادة ومنهاجاً ..

فهم في { ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ } ..

يعيشون ..

بلا أمن ..

ولا أمان ..

ولا راحه ..

ولا استقرار ..

بل قل ..

بلا حياة ..

فأي حياة ..

بلا إيمان !!..

قال جل في علاه : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }..

قلوبهم ..

تئن من الذنوب وتشتكي ..

أطفأت الذنوب نور الإيمان في قلوبهم ..

وقطعت الآهات والحسرات كبودهم ..

وأرَّقت الهموم مضاجعهم ..

يغرقون ..

في لجج المعاصي والآثام ..

من مصيبة إلى مصيبه ..

ومن همّ إلى همّ ..

ومن غمّ إلى غمّ ..

و لا هم يتوبون ..

ولا هم يذكرون ..

وصدق الله حين قال { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } - هو مع ضلاله وعصيانه وتمرده يحاجج - { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ، وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى }..

إنهم يغرقون..

ومع هذا ..

لا يفكرون بالتوبه والندم ..

اللهم ..

إلا خطرات تمر على قلوبهم ..

تناديهم ..

إلى ركوب السفينه ..

والانضمام إلى قوافل التائبين ..

يسمعون المواعظ ..

ولا يتعظون ..

يدفنون الموتى ..

ولا يعتبرون ..

يرون الحق ..

ولا يتبعون ..

يُدعون ..

ولا يستجيبون ..

نقول لهم ما قال الله : { يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } ..

هذه بعض من أحوالهم ..

فتعال نسمع بعض من أخبارهم ..

من أخبارهم المتواتره :

إذا تاب صاحب لهم ..

وركب سفينه النجاة ..

بدأوا بالحرب الإعلاميه عليه ..

يلاحقونه بنبالهم ، وسهامهم ..

يعددون أخطاءه ، وزلاته ..

فقائل منهم :

لن يصبر ..

سيعود إلى حالته السابقه ..

وآخر يقول :

أيام وأسابيع ..

وسيرجع إلى سابق عهده ..

وآخر يقدم له النصيحه ، فيقول :

مالك وهذا الطريق ..

أنت على خير!!..

سبحان الله ..

لا يصلي ..

ولا يصوم ..

ولا يقيم حدود الله ..

ويغرق في بحار المعاصي ..

ويقول له :

أنت على خير !!..

أي خير هذا ؟؟!!..

قال الله جلَّ في علاه : { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ، حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ، وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ، أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ، فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ، أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ، فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } ..

هكذا حال الغارقين ..

لا يريدون ..

أن يغرقوا بمفردهم ..

ولو حاولت إنقادذهم ..

أغرقوك معهم ..

وكما قيل ..

ودت الزانيه لو زنت جميع النساء حتى يصبحوا سواء ..

عجباً لهم ..

بدل أن يفرحوا لهداية صاحبهم واستقامته ..

يخططون كيف يردونه إلى شواطئ العصيان ..

جاءتنا الأخبار ..

أنَّ أحد الشباب ..

سلك طريق الاستقامه ..

وركب سفينه النجاة ..

وبدأ يحافظ على الصلاة ويحفظ القرآن ..

بدأ يتذكر أصحاباً له ..

لا زالوا يغرقون في لجج المعاصي والآثام ..

ودَّ لو أنهم ركبوا معه في ..

سفينة التوبة والنجاة ..

وانضموا إلى ..

قوافل العائدين ..

زارهم ..

وليته لم يفعل !!..

وهذه نصيحه لكل تائب وجديد في طريق الاستقامه :

لا تذهب لأصحاب الماضي وحيداً ..

خذ معك من يعينك على دعوتهم ..

لأنَّ الكثره ..

تغلب الشجاعه ..

زارهم ..

يريد لهم الهدايه ..

فبدأ الهجوم عليه من كل الجهات ..

أتذكر يوم كذا وكذا !!..

وعلت الأصوات ..

وانطلقت الضحكات ..

وقام من عندهم بعد أن ..

جددوا جراحاً ماضيه ..

وحركوا في القلب والنفس أشياء ..

وبدأ الصراع من جديد ..

جاؤوه بعد أيام ..

يعرضون عليه السفر إلى مكان قريب ..

بقصد شراء سياره ..

قالوا له :

نريد من يذكرنا بالله ..

ويأمنا في الصلاه ..

ويعلمنا الجمع والقصر ..

فزينت له نفسه السفر..

وانطلق معهم ..

وليته لم يفعل ..

هناك ..

حيث يُعصى الله ..

استأجروا شقه مفروشه ..

وتركوه فيها ..

وذهبوا وهم يخططون كيف يعيدونه إلى شواطئ الضياع مره ثانيه ..

أمضوا ليلتهم في سهرة ليليه ..

بين خمر وغناء ..

وهو هناك ينتظرهم ..

اتفقوا مع بغي زانيه فاجره ..

على أن يدفعوا لها الثمن أضعافاً مضاعفه ..

إن هي استطاعت أن توقع صاحبهم في الفاحشه ..

الله أكبر ..

يدفعون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ..

أدخلوها عليه ومعها ..

خمر ..

وشريط غناء ..

حتى تكون الليله حمراء..

والخمر مذهبة للعقل ..

والغناء بريد الزنا ..

خلت به ..

وخلا بها ..

( وما خلا رجل بامرأه إلاَّ كان الشيطان ثالثهما ) ..

ولا زالت به ..

حتى سقته كأساً من خمر ..

ثم ثانيه ..

ثم ثالثه ..

ثم وقع المحظور ..

وانهدم بلحظات ..

بنيان ..

لطالما ..

تعب حتى بناه ..

نام في فراشه عارياً مخموراً والعياذ بالله ..

فلما أصبح الصباح ..

جاء شياطين الإنس يطرقون الباب ..

وضحكاتهم تملأ المكان ..

فتحت الفاجره لهم الباب ..

فقالوا لها : هاتِ ما عندك ..ما الخبر ، ما البشارة ؟!.

قالت : أبشروا ..أبشروا ..

فقد فعل كل شيء ..

شرب الخمر ..

وزنا ..

ثم نام ..

وهو عريان في فراشه الآن ..

- تباً لهم ولأمثالهم -..

أيفرحون ، ويستبشرون ..

أن عُصي الله ..

يفرحون ..

أنَّ صاحبهم ..

زنا ..

وشرب الخمر ..

بعد أن كان ..

يصلي ..

ويقرأ القرآن ..

دخلوا عليه ضاحكين شامتين ..

وهو مغطىً في فراشه ..

أيقظوه : فلان .. فلان ..

فلم يجبهم ..

فكرروا النداء : فلان ..فلان ..

فلم يجبهم ..

حركوه .. قلَّبوه في فراشه ..

فلم يستيقظ ..

اسمع الفاجعه ..

صاحبنا ..

شرب الخمر ..

وزنا ..

ونام ..

ومات ..من ليلته في فراشه ..

ومات ..من ليلته في فراشه على أسوأ ختام ..

إنا لله وإنا إليه راجعون ..

يالله ..

أما كان صاحبهم ..

يصلي ..

ويصوم ..

ويقرأ القرآن ..

أليس قد جاء معهم ..

يريد لهم ..

الهدايه ؟!..

فأرادوا له ..

الغوايه !..

لقد دفعوا ..

أموالهم ..

وأوقاتهم ..

ليصدوه عن سبيل الله ..

فهل ..

سينقذونه ..

من عذاب الله ..

أي أصحاب هؤلاء !!..

وصدق الله حين قال : { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً } ..

فلا تصحب أخا الفسق وإياك وإياه **** فكم فاسق أردى مطيعاً حين آخاه

هكذا حال الغارقين ..

تريد إنقاذهم ..

فإذا هم ..

يخططون لإغراقك معهم ..

لأنهم يغرقون ..

قال جل في علاه : { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ، أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ } ..

وقال سبحانه : { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ، ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ } ..

قال صلى الله عليه وسلم :

( إنَّ من الناس ناساً ..

مفاتيح للخير ..

مغاليق للشر ..

وإن من الناس ناساً ..

مفاتيح للشر ..

مغاليق للخير..

فطوبى ..

لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ..

وويل ..

لمن جعل الله الشر على يديه ) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني رحمه الله ..

ماذا صنعت بهم الذنوب !!..

قال سبحانه : { أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ..

اسمع ..

ماذا صنعت ..

الذنوب والمعاصي والآثام ..

وكم دمرت ..

من أمم ..

وأفراد ..

وأقوام ..

وهل في الدنيا والآخره ..

شر ، وداء ..

إلا وسببه ..

الذنوب ..

والمعاصي ..

{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ..

ما الذي ..

أخرج إبليس من ملكوت السماء ..

وطرده ..

ولعنه ..

ومسخ ظاهره وباطنه ..

وجعل صورته أقبح صورة وأشنعها ..

وباطنه أقبح من صورته وأشنع ..

وبُدَّل بالقرب بعداً ..

وبالرحمه لعنةً ..

وبالجمال قبحاً ..

وبالجنه ناراً تلظاً ..

وبالإيمان كفراً ..

فهان على الله غاية الهوان ..

وسقط من عينه غاية السقوط ..

وحلَّ عليه غضب الربّ تعالى ..

فأهواه ، ومقته أكبر المقت ..

فأراد الله ..

فصار قائداً لكل فاسق وفاجر ..

رضي لنفسه بالقياده بعد تلك العباده والسياده ..

فعياذاً بك اللهم من مخالفة أمرك وارتكاب نهيك ..

قال الله له - للشيطان - : { قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } ..

ولقد حذرنا الله من مكره وكيده فقال : { يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } ..

ما الذي ..

أوصله إلى تلك الحال !..

إنها الذنوب ..

والتكبر على أوامر الله ..

ما الذي ..

أغرق أهل الأرض كلهم ..

حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال ..

وما الذي ..

سلط الريح على قوم عاد ..

حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } ..

وما الذي ..

أرسل على قوم ثمود الصيحه ..

حتى تقطعت قلوبهم في أجوافهم ، وماتوا عن آخرهم ..

وما الذي ..

أغرق فرعون وقومه في البحر ..

ثم نُقلت أرواحهم إلى جهنم ..

فالأجساد للغرق ..

والأرواح للحرق ..

إنها الذنوب ..

قال سبحانه : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ، فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ، وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ، فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ، وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ، فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً ، إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ، لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}..

ما الذي ..

أرداهم وأوصلهم إلى تلك الحال ..

إنها الذنوب ..

وما الذي ..

رفع قرى اللوطيه حتى سُمع نبيح كلابهم !..

ثم قلبها عليهم ، فجعل عاليها سافلها ...

فأهلكهم جميعاً ..

ثم أتبعهم حجاره من السماء فأمطرها عليهم ..

فجمع عليهم من العقوبه ما لم يجمعها على أمة غيرها وللظالمين أمثالها ..

تدبر في قوله { فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ، مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } ..

ما سبب هلاكهم وتدميرهم !..

إنها ..

الفطر المنتكسه التي تشتهي الرجال دون النساء ..

إنها الذنوب ..

وما أدراك ما الذنوب ..

وما الذي ..

أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل ..

فلما صار فوق رؤوسهم امطر عليهم ناراً تلظى ..

اسمع قول الجبار لما كذبوا رسوله { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } ..

وما الذي ..

خسف بقارون وداره وماله وأهله { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } ..

وما الذي ..

أهلك قوم صاحب ياسين ..

حتى خمدوا على آخرهم ..

وقد حذرهم وقال لهم : { يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } ..

إنها الذنوب ..

باختلاف أنواعها ..

وتغاير أصنافها ..

قال سبحانه : { وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } ..

قال الإمام أحمد : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا صفوان بن عمر قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه قال :

لما فُتحت قبرص ..

فُرق بين أهلها ..

فبكى بعضهم إلى بعض ..

قال : فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي ..

فقلت : يا أبا الدرداء ..

ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟!..

فقال : ويحك يا جبير ..

ما أهون الخلق على الله عز وجل ..

إذا أضاعوا أمره ..

بينما هم ..

أمه ..

قاهره ..

ظاهره ..

لهم الملك ..

تركوا أمر الله ..

فصاروا إلى ما صاروا إليه ..

قال الحكيم الخبير : { ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ ، وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ، وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ، وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ، يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } ..

حارت الأفكار في قدرة من ***** قد هدانا سبلاً عزَّ وجلّ
كتب الموت على الخلق فكم ***** فلّ من جمع وأفنى من دول
أين نمرود وكنعان ومن ***** ملك الأموال ولى وعزل؟!
أين من سادوا وشادوا وبنوا ***** هلك الكل ولم تغنِ القلل
أين أرباب الحجى أهل النهى؟! ***** أين أهل العلم والقوم الأُول؟!
سيعيد الله كلاً منهم ***** وسيجزي فاعلاً ما قد فعل

من أخبار الناجين ..

الذين ركبوا سفينة النجاه ..

في ثلث الليل الأخير ..

في صلاة القيام ..

ليلة التاسع والعشرين ..

آخر ليلة في رمضان ..

ونحن نصلي القيام ..

قرأنا ..

ب { ص } ، و { الدخان } ..

ومرت بنا آيات وعظات..

تأمل في قول رب البريات : { هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ }..

ومع تلاوة هذه الآيات ..

بدأت أصوات بكاء شاب صغير في العشرين من عمره ترتفع ..

بدأت الآيات ..

تهز كيانه ..

وتحرك قلبه ووجدانه..

قطَّع قلوب المصلين ببكائه ..

وفي الركعه الثانيه ..

بدأت آيات سورة الدخان ..

تمر على المسامع لتحرك القلوب ..

اسمع ..

كيف هانت أمة كامله على الله ..

لما عصت أوامره وخالفت رسله ..

قال سبحانه : { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ، أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ، وَأَنْ لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ، وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ ، وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ، فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ ، فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ، وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ، كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ، وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ،كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ ، فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ } ..

هانوا على الله ..

يوم خالفوا أوامره ..

لم يستطع صاحبنا التوقف عن البكاء ..

من شدة وقع الآيات عليه ..

ما أعظم القرآن ..

وما أجمل آياته ..

إذا لامست أوتار القلوب ..

اسمع بارك الله فيك ..

واسمعي رعاك لله ..

في سياق آيات سورة الدخان ..

ذكَّرنا الله بموعد عظيم ..

موعد لا تنساه ..

سيجمع الله فيه الأولين والآخرين ..

سيأتي الغارقون في لجج المعاصي والآثام { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ } ..

وسيأتي أهل الصلاح ..

تنير الحسنات طريقهم ودروبهم ..

قال سبحانه : { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ، يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ، إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } ..

فماذا أعد الله لهؤلاء ..

من العذاب؟!.

وماذا أعد الله لأولئك ..

من النعيم؟!.

{ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ، طَعَامُ الْأَثِيمِ ،كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ،كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ، خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ ، ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ، ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ، إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ }..

هذا ما أعد الله ..

للغارقين في لجج المعاصي والآثام ..

فماذا أعد الله لأولئك ..

الذين ركبوا سفينة النجاه ..

قال الله في سياق الآيات : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ، كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ، يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ، لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ، فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ } ..

صنعت الآيات في صاحبنا عجب العجاب ..

حتى أشفق المصلون على الشاب من شدة بكائه ..

ولما انتهت الصلاة ..

التفوا حوله يهدئونه ..

ويذكرونه برحمة الله ، وفضل الله ..

جلست أتحدث أنا وإياه ..

وهو مستمر في بكائه ويقول :

والله إني خجل من الله ..

سنوات طوال ..

وأنا أعصيه ..

وهو يراني ..

لم أستحي ..

من نظره إلي ..

واطلاعه علي ..

سنوات طوال ..

ما صمت فيها ..

ولا صليت ..

هذا أول رمضان في حياتي ..

أصلي ..

وأصوم ..

وأقوم ..

كنت أغرق ..

في وحل المعصيه والرذيله ..

لم يبق ذنب صغير ولا كبير ..

إلا فعلناه ..

وكررناه ..

سُكر ..

وفواحش ..

ومخدرات ..

أنام على الأغاني ..

أصحو على الألحان ..

أي حياة هذه !!..

ثم ..

وأنا على هذه الحال ..

وقبل رمضان بليلتين ..

مرَّ علي الأصحاب ..

وقد جهزت لهم ..

مسكراً ..

ومخدراً ..

وجئت معي بالعود ..

حيث أني أعزف وأغني لهم ..

كنا أربعه ..

أما اثنان منهم فقالا :

لقد مللنا من هذا كله ..

آن الأوان ..

أن نعرف معنى الحياة ..

لقد ضاع من عمرنا ما فيه الكفايه ..

ولقد صلينا الليله العشاء في المسجد ..

نريد أن تكون هذه ..

بدايه ..

لحياة استقامه ..

ونهاية ..

لحياة الضياع ..

ولقد كانت ..

بدايه ونهايه ..

يقول صاحبنا :

فنزلت أنا وصاحبي بعدتنا من خمر ، ومسكر ..

ومضوا هم في طريقهم ..

وأمام أعيننا ..

أحد الشباب المستهترين ..

يتلاعب بسيارته يمنة ويسره ..

وقد انطلق بسرعه جنونيه ..

فانحرفت سيارته ..

واصدمت بسيارة الشباب في حادث فظيع ..

ونحن نرى ، ونسمع ..

جئنا إلى السياره مسرعين ..

فإذا هم – يعني الشباب – فإذا هم قد..

تقطعت أجسادهم ..

وسالت دماؤهم ..

وتكسرت عظامهم ..

وفاضت أرواحهم إلى باريها ..

{ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ

{ قُلْ إِنَّ الْمَوْتِ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالْشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمِلُونَ } ..

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } ..

سبحان الله ..

منذ لحظات ..

كانوا معنا ..

قالوا لنا :

مللنا حياة الضياع ..

هنيئاً لهم ..

صدقوا ..

ومضوا في لحظات ..

هنيئاً لهم ..

فلقد خرجوا لتوهم من المسجد ..

بعد أن صلوا العشاء مع الجماعه ..

ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول :

( من صلى العشاء في جماعه فهو في ذمة الله حتى يصبح )..

أمسوا ..

ولكنهم ..

لم يدركوا الصباح ..

يقول صاحبنا ..

قلت لصاحبي الذي كان معي وأنا أبكي :

كيف لو كنا معهم ..

بأي وجه ..

وعلى أي حال ..

كنا سنلقى الله !!..

سنلقاه ونحن ..

سكارى ..

نحمل الخمر والمخدرات معنا !!..

ما أحلم الله علينا !..

كم ليله ..

بتناها على فواحش ، ومنكرات ..

وهو يرانا ..

أخذ يروي خبره وخبر أصحابه ..

ودموعه على خده ..

وأنا أقول في نفسي :

هنيئاً لك ..

هذه الدموع ..

هنيئاً لك ..

هذه الدموع ..

هكذا حال من يريد أن ..

يركب في سفينة النجاة ..

أخذ يقول :

واخجلي من ربي ..

كيف طريق النجاه ..

وهل يقبلني .. بعد أن فعلت وفعلت وفعلت ؟!..

هدَّأت من روعه ..

وبشرته بشارات ..

بشرته بأنَّ..

الله غفار { لِّمَن تَابَ وَآمَنَ } ..

بشرته بأنَّ ..

( التوبة تجب ما قبلها ) ..

بشرته بأنَّ ..

( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) ..

بشرته أنَّ ..

( الله يبدل السئيات إلى حسنات ) ..

بشرته أنه ..

ليس أحد أفرح بتوبته من الله ..

بشرته أنه سبحانه ..

{ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } ..

كان قد جاء من العمره منذ ليلتين ..

شهد ليلة السابع والعشرين في الحرم ..

ولأول مره يرى بيت الله ..

قلت له بعد أن هدأ قليلاً :

اذهب الآن ..

حافظ على الصلاه ..

واحمد الله ..

أن مدَّ في عمرك ..

وأمهلك ..

قال :

الحمد لله ..

الذي أمهلنا ..

ولم يأخذنا على حين غره ..

قلت :

اترك ..

صحبة السهر والضياع ..

والزم ..

أصحاب الخير ..

اركب معهم ..

سفينه النجاة ..

وأنا أنتظرك بعد أيام ..

أنتظرك بعد العيد ..

لنتحدث أنا وإياك ..

اتصل علي بعد العيد بأيام قال : سأصلي معك الفجر غداً إن شاء الله ..

جاء على الموعد ..

نظرت في وجهه ..

فإذا هو ..

بدأ يظهر عليه ..

نور الإيمان ..

ووقار الصالحين ..

قلت : صدق الله حين قال : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ..

لما تكلَّم..

ظهر من كلامه الراحه والاطمئنان ..

أول ما تكلم قال :

ما أجمل صلاة الفجر ..

وما أجمل القرآن ..

قلت في نفسي :

سبحان الله ..

بالأمس ..

معازف ..وألحان ..

واليوم ..

صلاة ..وقرآن ..

قال : جئت باثنين من أصحاب الماضي ، هم على استعداد لركوب سفينة النجاة ..

فلقد ملوا حياة الضياع ..

قلت له : كيف ، ومتى بدأ الضياع ؟!..

قال : بدأ وأنا في الأول المتوسط ..

بدأ ..

بسيجاره ..

ثم ..

حبوب للمذاكره ..

ثم ..

سهر ..

وتخلف عن الصلوات ..

ثم ..

حشيش ..

وخمر ..

وفواحش ..

ومنكرات ..

ثم ..

سفر ..

وضياع ..

سبع سنوات على هذه الحال ..

{ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ } ..

ما أحلم الله علينا !!..

كم ليله ..

بتناها على فواحش ومنكرات ..

أخذ يقول :

واخجلي من ربي جل في علاه ..

قلت :

احمد الله ..

واستقم على طريق الاستقامه ..

وأنا أقول :

أنت ..

يا من لا زلت تغرق ..

أما آن الأوان ..

لتتوب ..

ولتندم ..

وتقلع عن الذنب ..

وتعزم ..

هل سنراك تسابق المصلين إلى الصف الأول !!..

أم ستبقى ..

على تخلفك تتقاذفك الأمواج ..

حتى يتخطفك الموت ..

على حال لا ترضي ولا تسر ..

أما آن الأوان ..

أن تنطرح على بابه ..

وتفر إليه ، وتقول :

وقفت ببابك ياخالقي ***** أقلّ الذنوب على عاتقي
أجرُّ الخطايا وأشقى بها ***** لهيباً من الحزن في خافقي
يسوق العباد إليك الهدى ***** وذنبي إلى بابكم سائقي
أتيت مالي سوى بابكم ***** طريحاً أناجيك يا خالقي
إلهي أتيت بصدق الحنين ***** يناجيك بالتوب قلب حزين
إلهي أتيتك في أضلعي ، إلى ***** ساحة العفو شوق دفين
إلهي أتيت إليك تائباً ***** فألحق طريحك بالتائبين
أعنه على نفسه والهوى ***** فإن لم تعنه فمن ذا يُعين!
أبوح إليك بما قد مضى ***** وأطرح قلبي بين يدك
بقايا الخطايا ودرب الهوى ***** وما كان تخفى دروبي عليك

تريد النجاه ؟؟!!.

سؤال أسألك إياه ولا أظنك ستقول لا ..

تريد النجاه ؟؟!!..

إذاً ..

اركب سفينة النجاه ..

تعرَّف على الله ..

تريد أن يكون الله معك !!..

فاحرص على تقواه..

إذا أردت أن تُحفظ أهلك ، ونفسك ، ومالك ..

فاحفظ الله ..

أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( احفظ الله يحفظك ..

احفظ الله تجده تجاهك ..

تعرَّف على الله في الرخاء يعرفك في الشده ) ..

أما سمعت عن خبر الثلاثه الذين أخبرنا بخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آواهم المبيت إلى غار ..

فانحدرت صخره من الجبل ..

فسدت فتحة الغار ..

فأصبحوا في ظلام دامس ..

لا يعلم بمكانهم أحد إلا الله ..

إنه الموت والهلاك المحقق إن لم يلطف بهم الله ..

فقالوا : لا ينجيكم اليوم إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ..

فدعا الأول ..

ببره والديه وأنه لا يقدم عليهم مالاً ولا ولداً ..

ودعا الآخر ..

بترك الفاحشه والزنا وكان قادراً على ذلك ..

ودعا الثالث ..

أنه أعطى الأجير أجره ..

قالوا في دعائهم وتضرعهم :

اللهم ..

إن كنت تعلم أنّا فعلنا ذلك ابتغاء وجهك ..

ففرج عنا ما نحن فيه ..

فلما علم الله ..

صدقهم ..

وإخلاصهم ..

انفرجت الصخره ..

وخرجوا يمشون ..

هم ..

تعرفوا على الله ..

في الرخاء ..

فعرفهم ..

في الشده ..

توسلوا إلى الله ..

بصالح أعمالهم ..

فأي عمل سأتوسل به ..

أنا ..

وأنت ..

إلى الله !!..

إذا أوانا المبيت إلى غار ..

أو تهنا في الصحراء ..

أو في الغفار ..

يا ربي عفوك لا تأخذ بزلتنا ***** وارحم يا ربي ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضرّ يحل بنا ***** لما تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجّي سفينتا ***** لما وصلنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة ***** وما سقطنا لأنَّ الحافظ الله

قال ابن القيم رحمه الله :

إذا استغنى الناس بالناس ..

فاستغني أنت ..

بالله ..

إذا فرحوا بالدنيا ..

فافرح أنت ..

بالله ..

إذا أنِسُوا بأحبابهم ..

فاجعل أُنسك ..

بالله ..

إذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم ، وتقرَّبوا إليهم لينالوا بهم العزه والرفعه ..

فتعرف أنت ..

إلى الله ..

تعرف أنت ..

إلى الله ..

وتودد إليه ..

وانطرح بين يديه ..

تنل بذلك ..

غاية العز ..

والرفعه ..

كما قال الله : { مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً } .

وقال : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } ..

أخيراً ..

اعلم ..

بارك الله فيك ..

( إن للتوبة باباً عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب ) ..

وفي روايه :

( عرضه مسيرة سبعين عاماً ..

لا يُغلق ..

حتى تطلع الشمس من مغربها )..

فالباب مفتوح ..

فالباب مفتوح ..

فهلَّا ..

ولجت !!..

واعلم ..

رعاك الله ..

أنَّ الله نادى فقال :

( يا عبادي ..

إنكم تخطئون بالليل والنهار ..

وأنا أغفر الذنوب جميعاً ..

فاستغفروني أغفر لكم ) ..

ولقد سمعت النداء ..

فهلَّا ..

استغفرت !!..

اعلم يا رعاك الله ..

( أنَّ الله ..

يبسط يده بالليل ..

ليتوب مسيء النهار ..

ويبسط يده بالنهار ..

ليتوب مسيء الليل )..

والله يحب الاعتذار ..

فهلَّا ..

أقبلت ، واعتذرت !!..

ردد ، وقل :

اللهم ..

اجعلني من التوابين ..

واجعلني من المتطهرين ..

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..

قل :

أنا العبد الذي أضحى حزيناً ***** على زلاته قلقاً كئيباً
أنا العبد الغريق بلج بحرٍ ***** أصيح لربما ألقى مجيباً
فيا أسفي على عمر تقضَّى ***** ولم أكسب به إلا الذنوبا
أنا المضطر أرجو منك عفواً ***** ومن يرجو رضاك فلن يخيبا

قبل أن نختم وننتهي ..

أود أن أقرأ لكم هذه الرساله التي وصلتنا من أحد الحاضرين يقول فيها :

إلى الشيخ خالد ..

أنا من أبناء المسلمين ..

لكني ..

لا أصلي ..

ولا أصوم ..

أنا كافر ..

لا أعرف معنى الإسلام ..

وها أنا اليوم أعلن توبتي ..

أمام الله عز وجل ..

ثم أمامك ..

وأمام الحضور ..

فجزاكم الله كل خير ..

أريد أن تُقرأ أمام الحضور ..

ها أنا أردد وأقول :

أشهد أن لا إله إلا الله ..

وأشهد أن محمداً رسول الله ..

ها أنا أردد :

اللهم اجعلني من التوابين ..

واجعلني من المتطهرين ..

ادعو الله لي بالثبات ..

ادعو لي بالثبات ..

اللهم أحي قلوباً أماتها البعد عن بابك ..

ولا تعذبنا بأليم حجابك ..

يا أكرم من سمح بالنوال ..

وأوسع من جاد بالإفضال ..

اللهم أيقظنا من غفلتنا بلطفك وإحسانك ..

وتجاوز عن جرائمنا بعفوك وإحسانك ..

اللهم اسلك بنا مسالك الصادقين الأبرار ..

وألحقنا بعبادك المصطفين الأخيار ..

وآتنا في الدنيا حسنه وفي الآخره حسنه وقنا عذاب النار ..

اللهم اقبل توبة التائبين..

اللهم اقبل توبة التائبين..

اللهم اقبل توبة التائبين ..

واغفر ذنوب المذنبين ..

ودلَّ الحيارى واهدي الضالين ..

واغفر للحاضرين والغائبين ..

واغفر للأحياء وللميتين ..

اللهم آمنا في أوطاننا ..

أصلح أئمتنا وولا ة أمورنا ..

اجعل بلدنا هذا آمناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ..

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، وقاعدين ، وراقدين ..

نسألك اللهم توبه نصوحاً قبل الموت ..

وشهادة عند الموت ..

ورحمة بعد الموت يا ربَّ العالمين ..

اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ..

اللهم عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله ..

إنك أنت أهل التقوى والمغفره ..

اللهم صلي على محمد في الأولين ، وصلي على محمد في الآخرين ، وصلي على محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين ..

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 21 - 9 - 2014, 12:45 AM   #103



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ..
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }..
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }..
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }..
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
وشرَّ الأمور محدثاتها ..
وكل محدثة بدعة ..
وكل بدعة ضلالة ..
وكل ضلالة في النار ..

عباد الله ..
يقول الحق تبارك وتعالى : ﴿ وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ، أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴾ ..يعني : والسماء رفعها ووضع الميزان : أي وضع العدل وجعله أساس كل شيء ..
كما قال سبحانه : ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ ..
وكذا قال : ﴿ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴾..
فأمر الله بالعدل في كل شيء ..
وهو العدل سبحانه الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين الخلق محرماً ..
ومن عدله سبحانه أنه ينصب للعباد يوم القيامة ميزاناً توزن فيه أعمالهم والحكمة من ذلك إظهار عدله جل في علاه ..
قال شارح الطحاوية رحمه الله : ويا لخيبة من ينفي وضع الميزان القسط يوم القيامة كما أخبر الشارع وذلك لخفاء الحكمة عليه ويقدح في النصوص بقوله لا يحتاج إلى الميزان إلا البقال والفوال ، وما أحراه بأن يكون من الذين لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزناً ، ولو لم يكن من الحكمة في وزن الأعمال إلا ظهور عدله سبحانه لجميع عباده فإنه لا أحد أحب إليه العذر إلى الله ومن أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين فيكيف ووراء ذلك من الحكم ما لا إطلاع لنا عليه ..انتهى رحمه الله ..
والميزان عباد الله ..
اسم للآلة التي يوزن بها الأشياء ..
أو هو ما تقدر بها الأشياء خفة وثقلاً ..
وفي الشرع ..
هو ما يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد ..
دلَّ على ذلك الكتاب والسنة والإجماع ..
فقال تعالى في كتابه : ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ ..
وقال سبحانه : ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ﴾ ..
وقال جل في علاه : ﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾ ..
وثبت ذلك أيضاً في السنة الصحيحة فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((كلمتان ..
خفيفتان على اللسان ..
ثقيلتان في الميزان ..
حبيبتان إلى الرحمن :
سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده ))..
فثقلوا موازينكم عباد الله بهذه الكلمات العظيمة ..
أخرج الحاكم وصحهه من حديث سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه أنه قال :
(( يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعهن ..
فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟..
فيقول : لمن شئت من خلقي ..
فتقول الملائكة : ما عبدناك حق عبادتك ))..
أما دليل ذلك من الاجماع ..
فلقد أجمعت الأمة على ثبوت الميزان يوم القيامة لوزن أعمال العباد ..
عباد الله ..
وجاء لفظ الميزان مفرداً وجمعاً ..
كقوله تعالى : ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ ﴾ ..
وقوله : ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ﴾ ..
وكقوله صلى الله عليه وسلم :
(( ثقيلتان في الميزان ))..
فكيف نجمع ونوفق بين الجمع الافراد ..
قال ابن عثيمين رحمه الله :
إنها جمعت باعتبار الموزون حيث أنه متعدد ..
وأفردت باعتبار ان الميزان واحد ..
وقوله : ثقيلتان في الميزان : أي في الوزن ..
فالذي يظهر _ يقول رحمه الله _ فالذي يظهر والله أعلم أن الميزان واحد وأنه جمع باعتبار الموزون بدليل قوله : ﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾ ..
ثم قال رحمه الله : ولكن يتوقف الإنسان هل يكون ميزاناً واحداً لجميع الأمم أو لكل أمة ميزان ..
لأنَّ الأمم كما دلت عليه النصوص تختلف باعتبار أجرها واختلاف أعمارها أيضاً ..
فكانت أمة محمد ..
من أقصر الأمم أعماراً ..
لكنها من أكثرها أجوراً ..
عباد الله ..
هل الميزان حسي أو معنوي ؟..
قال في لمعة الاعتقاد : والميزان الذي توزن به الأعمال حسي حقيقي له كفتان ولسان ..
وقال في الطحاوية : والذي دلت عليه السنة أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان ..
روى أحمد من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً ، كل سجل مد البصر ..
ثم يقول الله : أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ ..
فيقول : لا يا رب ..
فيقول : ألك عذر أو حسنة ؟ ..
فيبهت الرجل فيقول : لا يا رب ..
فيقول الله : بلى إن لك عندنا حسنة واحدة ، لا ظلم عليك اليوم ، فتُخرج له بطاقة فيها :
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
فيقول : أحضروه ..
فيقول العبد : يا رب وما عسى أن تصنع هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟!.. أو مع هذه الجبال من السيئات ..
فيقال : إنك لا تظلم ..
قال : فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة..
قال : فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ، فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ..
فلا يثقل مع اسم الله شيء ))..
فأكثروا عباد الله ..
أكثروا عباد الله من قول :
لا إله إلا الله بصدق وإخلاص ويقين ..
فإنها من أعظم الحسنات ..
وفي سياق آخر :
توضع الموازين يوم القيامة فيؤتي بالرجل فيوضع في كفة ..
قال : وفي هذا السياق فائدة جليلة وهي أن العامل يوزن مع عمله ويشهد لهذا ما روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة )) ..
(( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح
بعوضة ، وقال : اقراوا إن شئتم : ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ﴾ ))..
فقيمة العبد عند ربه ليس بحسبه ولا بنسبه ..
ولكن ..
بتقواه ..
وإيمانه ..
وحسن خلقه ..
ولقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) ..
فلا أنساب ولا أحساب ..
ولكن تقوى وأخلاق وإيمان ..
فلا أنساب ولا أحساب ..
ولكن تقوى واخلاق وإيمان ..
بها تثقل الأوزان ..
روى الإمام احمد عن ابن مسعود بسند حسن أنه كان يجني سواك من الأراك وكان دقيق الساقين فجلعت الريح تكفأه فضحك القوم منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ممَ تضحكون ؟!))
قالوا يا نبي الله من دقة ساقيه ، فقال :
(( والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان عند الله من جبل أحد )) ..
(( والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان عند الله من جبل أحد )) ..
وقد جاء مما يثقل الميزان الأخلاق الحسنة والأخلاق الفاضلة ..
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله يبغض الفاحش البذيء )) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ..
والبذئ : هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الجنة فقال :
(( تقوى الله وحسن الخلق ))..
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال :
(( الفم والفرج )) )) رواه الترمذي وقال صحيح ..
وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )) رواه أبو داود ..
فحسنوا أخلاقكم عباد الله ..
حسنوا أخلاقكم عباد الله تثقل موازينكم عند لقاء ربكم ..
فلا تحقرن من الأعمال شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ..
فالابتسامات إذا كانت لله ثقلت في الميزان يوم الندامة والحسرات ..
قال شارح الطحاوية رحمه الله : والذي دلت عليه السنة أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان ..
لكن سؤال آخر :
ما الذي يوزن في الميزان أيضاً ؟..
الجواب ..
هو أن الذي يوزن هو أعمال العباد فهي وإن كانت أعراضاً إلا أن الله عز وجل يقلبها أجساماً فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة ..
قال البغوي رحمه الله : روي نحو هذا عن ابن عباس كما جاء في الصحيح من أن (( البقرة وآل عمران يأتيان يوم القيامة غمامتان أو غيايتان ، أو فرقان من طير صواف تظلان صاحبهما ))..
وفي رواية ((يحاجان عن أهلهما يوم القيامة ))..
والغيايتان : ما أظلك من فوقك ..
والفرق : القطعة من الشيء ..
والصواف : المصطفة المتضامة ..
وفي الصحيح (( أن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة في صورة شاب شاحب اللون ، فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا القرآن .. أنا القرآن ..
أنا الذي أسهرت ليلك ..
وأظمأت نهارك ))..
وفي حديث البراء (( أن العبد المؤمن في قبره يأتيه رجل حسن الوجه طيب الريح طيب الشمائل ..
فيقول : من أنت فوجهك لا ياتي إلا بالخير !..
فيقول : أبشر بالذي يسرك .. أبشر بالذي يسرك .. أنا عملك الصالح ..
أما العبد الفاجر فيأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الرائحة ..
فيقول : من أنت فوجهك لا يأتي إلا بالشر ..
فيقول : أبشر بالذي يسؤوك أنا عملك السيء ))..
فالأعمال تجسم وتوزن في الميزان ..
وجاءت أدلة تبين أن الذي يوزن صاحب العمل أيضاً كما ذكرنا من خبر ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه ..
قال ابن عثيمين رحمه الله :
والجمع بين هذه النصوص بأن الجميع يوزن ..
وأن الوزن حقيقة بالصحائف ..
وحيث أنها تخف وتثقل بحسب الأعمال المكتوبة ..
فصار الوزن كأنه للأعمال ..
وأما صاحب العمل ..
فالمراد به قدره وحرمته وهذا جمع حسن والله أعلم ..
قال شارح الطحاوية : فثبت وزن الأعمال والعامل ، وصحائف الأعمال ..
وثبت أن الميزان له كفتان والله تعالى أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات ..
فعلينا عباد الله الإيمان بالغيب كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان ..
قال الله : ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ، فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ، وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ﴾ ..
اعلم بارك الله فيك ..
أن الناس عند الميزان على ثلاثة أحوال ..
منهم من ..
رجحت حسناته على سيئاته مثقال حبة فيدخل الجنة ..
ومنهم من ..
رجحت سيئاته على حسناته مثقال حبة فيدخل النار ..
ومنهم من ..
تستوي حسناته وسيئاته فأولئك أصحاب الأعراف وفيها نظر وأقوال وخلاف ..
أما الكفار ..
فكفرهم أحبط أعمالهم فيدخلون النار من غير حساب ولا ميزان ..
وقيل أن حسناتهم توزن فتخفف عنهم العذاب في النار ..
أما الجنة فمحرمة عليهم كما قال القهار : ﴿ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴾ ..
وهناك عباد الله ..
من يدخلون الجنة بلا حساب ولا ميزان ..
وهناك عباد الله ..
من يدخلون الجنة بلا حساب ولا ميزان ..
قال صلى الله عليه وسلم :
(( أعطيت من أمتي سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب )) ..
وفي رواية (( فاستزدت ربي، فزادني مع كل واحد سبعين ألفا )) ..
اللهم لا تحرمنا فضلك ..
قال أبو حامد رحمه الله : والسبعون ألف الذين يدخلون بلا حساب لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفاً ..
إنما هي براءات مكتوبة إلى الجنة ..
اعلموا عباد الله ..
اعلموا عباد الله ..
ان الميزان إذا نصب للعبد فهو من أعظم الأهوال يوم القيامة ..
لأن العبد إذا نظر إلى الميزان ..
انخلع فؤاده ..
وكثرت خطوبه ..
وعظمت كروبه ..
فلا تهدأ روعة العبد حتى يرى أيثقل ميزانه أم يخف ..
فإن خف ميزانه ..
فقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ..
وإن خف ميزانه ..
فقد خسر خسراناً مبيناً ولقي من العذاب أمراً عظيماً ..
وتسأل عائشة رضي الله عنها تقول : يا رسول الله أيعرف الناس أهليهم يوم القيامة ؟!..
أيعرف الناس أهليهم يوم القيامة ؟!..
قال : (( نعم .. إلا في ثلاثة مواضع .. إلا في ثلاثة مواضع ..
إذا تطايرت الصحف ..
وإذا نصبت الموازين ..
وإذا ضرب الصراط على جهنم ))..
نعم عباد الله ..
إن العباد إذا قدموا إلى الميزان ..
عظمت كروبهم ..
حين أظهرت لهم قبائحهم وعيوبهم ..
ووزنت أوزارهم وذنوبهم ..
وضاقت حيلهم ..
وتغيرت أحوالهم ..
الأماني هناك ..
يتمنى كل واحد حين ذاك أن لو يزداد في رصيد الحسنات ولو حسنة واحدة علها تكون سبباً في نجاته من البليات ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ، فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ،وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ، أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ، قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ ، رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ، قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ ..
اللهم بيض وجوهنا ..
وثقل موازيننا ..
وزحزحنا عن النار ..
وأدخلنا الجنة يا عزيز يا غفار ..

أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..
واعلموا ..
أن الحياة الحقيقية هي ..
حياة القلوب ..
وأن حياة القلوب هي ..
قصر الأمل ..
وأن قصر الأمل هو ..
الاستعداد للآخرة ..
وأن الاستعداد للآخرة ..
فعل الطاعات وترك الفواحش والمنكرات ..
اسمع معي وقل وردد ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ ..
في الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قلنا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟!..
قال : (( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحواً )) ..
قلنا : لا ..
قال : (( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما )) ؛ ثم قال ؛ ينادي مناد _ في ذلك اليوم العظيم _ قال يناد مناد : ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ..
فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم ..
وأصحاب الأوثان مع أوثانهم ..
وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم ..
حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر ..
وغبرات من أهل الكتاب ..
ثم يؤتى بجهنم تُعرض كأنها سراب ..
فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟ ..
قالوا : كنا نعبد عزير ابن الله ..
فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟_ من هول ذلك اليوم وشدته وحرارته _ فيقول : ماذا تريدون ؟ ..
قالوا : نريد أن تسقينا ..
فيقال : اشربوا ..فيتساقطون في جهنم ..
ثم يقال للنصارى : ما كنتم تعبدون ؟ ..
فيقولون : كنا نعبد المسيح ابن الله ..
فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ ..
فيقولون : نريد أن تسقينا ..
فيقال : اشربوا ، فيتساقطون في النار ..
حتى يبقى من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر ..
فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ ..
فيقولون : فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم ، وإنا سمعنا منادياً ينادي : ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربنا ..
قال : فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ..
فيقول : أنا ربكم ..
فيقولون : أنت ربنا ..
فلا يكلمه إلا الأنبياء ..
فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ..
فيقولون : الساق فيكشف عن ساقه ..
فيسجد له كل مؤمن ..
ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً _ مصداق قوله تعالى ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ، فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ _ ..
ثم قال صلى الله عليه وسلم : ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم ..
قلنا : يا رسول الله ، وما الجسر ؟ ..
قال : مدحضة مزلة _ أي تزل فيه الأقدام ولا تستقر _ ، عليه خطاطيف وكلاليب _ جمع كلوب وهي حديدة معقوفة الرأس _ ، وحسكة مفلطحة _ شوكة صلبة من حديد _ لها شوكة عقيفاء _ ملوية _ ، تكون بنجد ، يقال لها : السعدان _ نبت له شوك عظيم _ ، يمر المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح ، وكأجاويد الخيل والركاب ..
فناج مسلم ، وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم _ على وجهه _ ..
حتى يمر آخرهم يسحب _ إلى الجنة _ سحباً ..
فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار ..
وإذا رأوا أنهم قد نجوا ، في إخوانهم ..
يقولون : ربنا_ الناجون يقولون _ ربنا إخواننا ، كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويعملون معنا ..
فيقول الله تعالى : اذهبوا _ اذهبوا إلى النار _ فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ، ويحرم الله صورهم على النار ، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه ، وإلى أنصاف ساقيه ..
فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ..
فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من إيمان فأخرجوه ..
فيخرجون من عرفوا ثم يعودون ..
فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان..
فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ..
قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني فاقرؤوا : ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ﴾ ..
قال صلى الله عليه وسلم : (( فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون ..
فيقول الجبار : بقيت شفاعتي ..
فيقول الجبار : بقيت شفاعتي ..
فيقبض قبضة من النار ، فيخرج أقواماً قد امتحشوا _ أي احترقوا _ ، فليقون في نهر بأفواه الجنة يقال له : ماء الحياة ..
فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل ، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة ، إلى جانب الشجرة ..
فما كان إلى الشمس منها كان أخضر ..
وما كان منها إلى الظل كان أبيض ..
فيخرجون كأنهم اللؤلؤ ..
فيجعل في رقابهم الخواتيم ، فيدخلون الجنة ..
فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن ، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه ..
فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه )) ..
وفي لفظ آخر للحديث : من حديث أبي هريرة قال :
(( حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده ، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله ، أمر الملائكة أن يخرجوهم ، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود ، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ، فيخرجونهم قد امتحشوا _ أي احترقوا _ ، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة..
، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل ..
ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار ..
فيقول : يا رب ، قد قشبني _ أي آذاني _ ريحها ، وأحرقني ذكاؤها _ يعني لهبها _ ، فاصرف وجهي عن النار ، فلا يزال يدعو الله ..
فيقول الله له : لعلك إن أعطيتك أن تسألني غيره ..
فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، فيصرف وجهه عن النار ..
ثم يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب الجنة ..
فيقول : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ، ويلك ابن آدم ما أغدرك ، فلا يزال يدعو ..
فيقول العلي : إن أعطيتك ذلك تسألني غيره ..
فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره ، فيقربه إلى باب الجنة ، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت ..
ثم يقول : رب أدخلني الجنة ..
ثم يقول : أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ..
فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله _ وربي لن نعدم خيراً من رب يضحك _ ..
فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها ..
فإذا دخل فيها قيل : تمن من كذا ، فيتمنى ..
ثم يقال له : تمن من كذا ، فيتمنى ..
حتى تنقطع به الأماني ..
فيقول الله له : هذا لك ومثله معه )) ..
قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً .
فاستعدوا عباد الله للقاء ربكم وأحسنوا ظنكم به ..
وأحسنوا ظنكم به فإنه عند حسن ظن العبد به ..
أحسنوا ظنكم بربكم فإنه عند حسن ظن عبده به ..
ومن حسن ظن العبد بربه ..
حسن العمل ..
ومن حسن الظن أيضاً ..
التوبة الصادقة ..
وشكر النعم ..
عباد الله اتقوا الله ..
واعلموا انكم ملاقوه ..
عباد الله اتقوا الله ..
واعلموا أنكم ملاقوه ..
وبشر المؤمنين ..
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ، تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً﴾ ..
يناديهم في ذلك اليوم فيقول لهم : ﴿ يا عبادي لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، الذين آمنوا بأياتنا وكانوا يتقون ﴾ ..
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ، قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
يا من يحار الفهم في قدرتـك ********* وتطلب النفس حمـى طاعتك
تخفي عن الكون جميل طلعتك ********* وكل ما في الكون من صنعتك

اللهم بيض يوم العرض عليك وجوهنا ..
وثقل موازيننا ..
وكن على الصراط أنيسنا ..
اللهم إنا نسألك توبة صادقة قبل الممات يا رب الأرض والسماوات..
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبنا على دينك ..
ارحم ضعفنا وتقصيرنا وجهلنا وإسرافنا في أمرنا ..
لا تؤاخذنا بالتقصير واعف عنا الكثير وتقبل منا اليسير غنك يامولانا نعم المولى ونعم النصير..
اغفر لوالدينا ووالد والدينا ولكل من له حق علينا ..
اغفر لموتانا وموتى المسلمين ..
اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين يا رب العالمين ..
يا أمل التائبين ، ويا رجاء المذنبين ، ويا أمان الخائفين ، ويا ناصر المظلومين ، ويا قاصم الجبارين لا تحرمنا فضلك يا رب العالمين ..
أنت الغني ونحن الفقراء ..
أنت الغني ونحن الفقراء ..
وأنت العزيز ونحن الأذلاء ..
وأنت القوي ونحن الضعفاء ..
آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ..
انصر اخواننا في العراق وفي فلسطين والشيشان وأفغانستان وفي كل مكان
يا رب العالمين ..
انصر من نصرهم ، واخذل من خذلهم ، قوي عزائمهم ، واربط على قلوبهم وأفرغ عليهم صبراً وثبت الأقدام ..
فك أسرانا وأسراهم يا رب الأنام ..
اللهم عليك بكفر أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أولياءك ..
اللهم اشدد وطأتك عليهم ..
اللهم اشدد وطأتك عليهم ..
اللهم اشدد وطاتك عليهم ..
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم في بلاد المسلمين غاية واخرجهم منها أذلة صاغرين وعبرة للاولين والآخرين ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 26 - 9 - 2014, 12:23 AM   #104



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له..وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيِمَاً }

أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
عباد الله ..
اتقوا الله حق التقوى ، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى ، واعلموا أنَّ أجسادنا على النار لا تقوى ، وأكثروا من ذكر الموت والبلى ، وقرب المصير إلى الله جل وعلا..
عباد الله..
إنَّ الله أنعم علينا بنعمٍ عظيمة ومننٍ جليلة ..
نعمٌ لا تعد ولا تحصى ، ومننٌ لا تكافأ ولا تجزى ..
فما من طرفة عين إلا والعبد ينعم فيها بنعم لا يعلم قدرها إلا الله جل وعلا.
{ وَ مَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
خلق الخلق فأحصاهم عدداً ، وقسَّم أرزاقهم وأقواتهم فلم ينسَ منهم أحداً..
فما رفعت كف طعام إلى فمك وفيك إلاَّ والله قد كتب لك هذا الطعام قبل أن يخلق السماوات والأرض ..
فسبحان من رزق الطير في الهواء ، والسمكة والحوت في ظلمات الماء ..
سبحان من رزق الحية في العراء ، والدود في الصخرة الصمَّاء ..
سبحان من لا تخفى عليه الخوافي فهو المتكفل بالأرزاق ..
كتب الآجال والأرزاق وحكم بها فلم يعقب لحكمه ولم يُرد عليها عدله ..
سبحان ذي العزة والجلال مصرف الشؤون والأحوال ..
عباد الله ..
وإذا أراد الله بعبدٍ خيراً بارك له في رزقه وكتب له الخير فيما أولاه من النعم والبركة في الأموال ، والبركة في العيال ، والبركة في الشؤون والأحوال .. نعمة من الله الكريم المتفضل المتعال ..
الله وحده منه البركة ومنه الخيرات والرحمات ..
فما فتح من أبوابها لا يغلقه أحد سواه ، وما أغلق لا يستطيع أحد أن يفتحه..
قال سبحانه : { مَّا يَفْتَّحِ اللهُ لِلِنَّاسِ مِن رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لهَاَ وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }.
لذلك عباد الله..
إذا أراد الله بالعبد خيراً بارك له في رزقه وقوته ..
إنها البركة التي يصير بها القليل كثيراً ، ويصير حال العبد إلى فضلٍ ونعمةٍ وزيادةٍ وخير ..
فالعبرة كل العبرة بالبركة ..فكم من قليل كثرَّه الله ، وكم من صغير كبَّره الله ..
وإذا أراد الله ان يبارك للعبد في ماله هيأ له الأسباب وفتح في وجهه الأبواب..
كم يشتكي الناس من قلة ذات اليد ومن البطالة في مثل هذه الأيام ..
ما أحوجنا أن نعرف أن نعرف مفاتيح البركة ومفاتيح الأرزاق فنغدو ونمشي في مناكب الأرض ..

- من أعظم الأسباب التي تُفتح بها أبواب الرحمات والبركات :
تقوى الله جل في علاه..
بتقوى الله تفتح الأبواب ، وتنزل الرحمات ، وتجزل العطايا والخيرات كما قال رب البريات : { وَلَو أنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِن السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }..
الخير كل الخير وجماع الخير في تقوى الله عز وجل وعلا ، ومن اتقى الله جعل الله له من كل همٍّ فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه الله من حيث لا يحتسب ..
فلن تضيق أرض الله على عبدٍ يتقي الله ، ولن يضيق العيش والرزق على من خاف الله واتقاه ..

عليك بتقوى الله إن كنت جاهلاً يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري

عباد الله ..
- ومن أسباب البركات ومن الأمور التي يفتح بها الله بها أبواب البركات على العباد :
الدعاء والالتجاء إلى الله جل وعلا ..
فالدعاء هو الملاذ والمعاذ ..
فإن ضاق عليك رزقك وعظم عليك همّك وكثر عليك دينك فاقرع باب الذي لا يرد الدعاء .. اقرع باب الذي لا يرد الدعاء .. واسأل الله جل جلاله فهو الكريم الجوَّاد وما وقف أحد ببابه فنحاه ..ولا رجاه عبدٌ فخيّبه في دعائه ورجاه ..
دخل النبي صلى الله عليه وسلم مسجده يوماً فنظر فإذا بأحد أصحابه وحيداً في ساعة لا يُجلس فيها في المسجد - وهو أرحم بنا من أمهاتنا وأبرُّ بنا من أنفسنا - فسأله ما الذي أجلسك يا أبا امامة ؟ ما الذي أجلسك في هذه الساعة ؟ ، فقال : يا رسول الله هموم أصابتني وديون ركبتني .. أصابني الهم وغلبني الدين - الذي هو هم الليل وذل النهار - فقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أعلمك كلمات إذا قلتهنّ أذهب الله همك وقضى دينك) .
اسمع بارك الله فيك إذا خرجت الكلمات من قلب صادق وقرعت أبواب السماء . قضى الله الحوائج وفتح أبواب البركات .
قال له صلى الله عليه وسلم : ( ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب عنك همك وقضى دينك ) .
صلوات ربي وسلامه عليه ما ترك باب خيرٍ إلاَّ ودلنا عليه ، و لا سبيل هدى ورشد إلا وأرشدنا إليه فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ..
قال له : ( ألا أدلك على كلمات إذا قلتهن أذهب عنك همك وقضى دينك ).
قال: بلى يا رسول الله ، قال :( فقل إذا أصبحت وإذا أمسيت :
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين ومن قهر الرجال ).
تعلمها أبو أمامة ثم مضى فالتقاه النبي صلى الله عليه وسلم بعدها بأيام فقال: ما خبرك يا أبا أمامة .
قال قضى ديني وفرَّج همي .. لقد قضى ديني وفرج همي ..
يوم أن خرجت الكلمات من قلب صادق يعلم أنَّ الله على كل شيء قدير ..
فالدعاء عباد الله حبلٌ متين وعصمةٌ برب العالمين .. عصمة بالذي قال : ردد صباح مساء إياك نعبد وإياك نستعين ..
فإذا أراد الله أن يرحم المهموم والمغموم والمنكوب في ماله ودينه ألهمه الدعاء وشرح صدره بسؤال الله جل وعلا الذي بيده خزائن السماوات والأرض وهو الغني الحميد { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ }.

- ومن أسباب البركات عباد الله التي يُوَّسع فيها على أرزاق العباد :
صلة الأرحام ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحب منكم أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره وأن يزاد له في عمره فليصل رحمه )..
صلوا الأرحام عباد الله .. صلوا الأرحام عباد الله ..
فإن صلتها نعمة من الله ورحمة يرحم الله بها عباده.
أدخلوا السرور على الأعمام والعمات والأخوال والخالات وسائر الأرحام والقرابات فمن وصلهم وصله الله وبارك له في رزقه ووسع له في عيشه .

- ومن أسباب البركة أيضاً التي توجب على العباد البركات:
النفقات والصدقات..
( فمن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن فرَّج كربة مكروب فرَّج الله كربته في الدنيا والآخرة )..
فارحموا عباد الله.. فارحموا عباد الله يرحمكم من في السماء والله يرحم من عباده الرحماء ( وما من يوم تصبح إلا وفيه ملكان ينزلان يقول أحدهم : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً ).
يا ابن آدم انفق ينفق الله عليك ، وارحم الضعفاء يرحمك من في السماء ..
فرِّجوا الكربات ، وتعاهدوا الأرامل والأيتام والمحتاجين .. فإنَّ الله يرحم برحمته عباده الراحمين .
قال صلى الله عليه وسلم : ( يا أسماء أنفقي ينفق الله عليه ولا توعي فيوعي الله عليك )..امرأة يقول لها مثل هذا الكلام !.. فأين أصحاب الأموال ينفقونها على الفقراء والمحتاجين فمن أنفق لوجه الله ضاعف الله له الأجر فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله ولك الخلف من الله فما نقصت صدقة من مال.
كان الناس إلى عهدٍ قريب يعيشون حياة شديدة صعبة ومع ذلك فرّج همومهم ونفَّس الله غمومهم بفضله ثم بما كان بينهم من الرحمات .
كانوا متراحمين متواصلين متعاطفين فجعل الله القليل كثيراً ..
وانظروا إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كيف كانوا رحماء بينهم فرحمهم الله رحمة واسعة ..
لما أتت المنية الزبير بن العوام رضي الله عنه وأرضاه قال لابنه عبد الله : اقضي ديني .. اقضي ديني .. فإن عجزت فقل : اللهم يا ربَّ الزبير اقضِ دينه فإنَّ ربَّ الزبير يعلم أني لم أُنفق أموالي إلا في مرضاته .. فإن ربَّ الزبير يعلم أني لم أنفق أموالي إلا في مرضاته وعلى عباده المحتاجين ..
مات الزبير فجمع عبد الله بن الزبير دينه فإذا هو ألف ألف .. فإذا هو ألف ألف.. فضاقت به الأرض .. والمال الذي تركه أبوه قطعة أرض وأربعمائة ألف لا تفي بقضاء الدين.. فتذكر تلك المقولة التي قالها له قبل أن يفارق الحياة : إذا عجزت عن قضاء الدين فقل:اللهم يا ربَّ الزبير اقضِ دينه فإن ربَّ الزبير يعلم أني لم أنفق أموالي إلا في مرضاته ..
قال فدعوت بذلك الدعاء فما هي إلاَّ أيام فإذا بتلك الأرض أصبحت ممراً تجارياً وأصبح تهافت الناس عليها فعرضتها للبيع بأسعار لا يعلم بها إلاَّ الله ففاضت الأموال وزادت الأموال في يدي ..لمدة عام كامل وأنا أخرج إلى الأسواق أنادي من كان له دين عند الزبير فليأتنا نقضيه .. لعام كامل وأنا أنادي في الأسواق من كان له دين له دين عند الزبير فلياتنا نقضي دينه .
فما انقضى العام وزعت التركة على أزواجه الأربع فإذا نصيب كل امرأة ألف ألف .
قال إذا عجزت عن قضاء ديني فاسأل الله وقل له : اللهم يا ربَّ الزبير اقضي دينه فإن ربَّ الزبير يعلم أني لم أنفق أموالي إلا في مرضاته ..

عباد الله ..
- من الأسباب التي يبارك فيها بالأرزاق بل يبارك بها في الأعمار وفي أحوال الإنسان..
العمل والكسب والطيب ..
فالإسلام دين العمل دين الكسب الحلال .. الحلال الذي يعف الإنسان به نفسه عن القيل والقال وسؤال الناس ، فمن سأل الناس تكسلاً جاء يوم القيامة وليس على وجهه مزعة لحم والعياذ بالله ..
خذوا بأسباب الرزق كما قال الله تعالى : { فَامْشُوا فِي مَنْاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِزْقِهِ وَإِليْهِ النُّشُورُ} ..
بسط الله الأرض واخرج منها الخيرات والبركات فجعل الخير في العمل والشر في البطالة والكسل ، فالإسلام دين الجهاد والعمل..
قال صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى فضل الأعمال وما فيها من الخير في الأرزاق قال : ( وجُعل رزقي تحت ظل رمحي ) .
فليست الأرزاق أن يجلس الإنسان في مسجده فلا رهبانية في الإسلام فإنَّ السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة..
خذوا بالأسباب عباد الله واطلبوا الرزق الحلال من أبوابه يفتح لكم من رحماته ، وينشر لكم من بركاته وخيراته .
فالرجل المبارك يسعى على نفسه وأهله وولده فيكتب الله له أجر السعي وأجر العمل .. وليس بعار فقد عمل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين..
كان نبي الله داود يعمل صنعة لبوس فكان يعمل في الحدادة فكان منَّة من الله على عباده ..
ليس بعار أن تكون حداداً او نجاراً ولكن العار كل العار في معصية الله جل وعلا ..العار كل العار في معصية الله جل وعلا .. والخمول والكسل والبطالة حتى يعيش الإنسان على فتات غيره والعياذ بالله حين يعيش الرجل على فتات غيره مع أنه صحيح البدن قوي في جسده فهذا من محق البركة في الأجساد .
فخذوا رحمكم الله بأسباب البركة بالعمل المباح والكسب المباح فلن يضيق الرزق بإذن الله على من اكتسب
قال صلى الله عليه وسلم : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا ) فأخبر أنها تغدو ، وأخبر أنها تذهب .. فمن ذهب للرزق يسر الله أمره..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { يَا أَيَّهَا الَّذِيَنَ آَمَنُوْا اتَّقُوا اللهَ وَلَتَنْظُرْ نَفْسٌ مَاْ قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِن اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ..
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 26 - 9 - 2014, 12:36 AM   #105



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له،

وأشهد أن لا إلــــــــه الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،،

(( ياأيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون))

يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء وإتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا))))

(( ياأيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما))

أمــــــــــــا بعد :

فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

عباد الله جعل الله المحبة خالصة بين المسلمين هي أوثق عرى المحبة في الله وجمع بين المتحابين فيه تحت ظلال عرشه ، ووثق الإسلام ذلك بوجوب المحافظة على مال المسلم وعرضه ونفسه بأن لا يصيبه أذى ولا يمس بسوء ولكن تُظهربعض النفوس بنيات سيئة تتشفى ممن أنعم الله عليهم ورزقهم من خيره بالحقد والحسد فيثمر ثمرا خبثا غيبة ونميمة وإستهزاء وغيرها

والحسدعباد الله آفة عظيمة ومصيبة خطيرة بل لقد بدأت تشق طريقها بين صفوف المسلمين طهر الله قلوبنا منها ،،

ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ما يعكر صفو المحبة بين المسلمين فقال بأبي هو وأمي ،،
لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)) متفق عليه
)
تعريــــف الحســـــد:

الحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها سواء كانت نعمة دنيا أو نعمة دين

أضـــــــراره:

وهوخلق ذميم مع إضراره للبدن وإفساده للدين وفي ذلك تعدي وأذى على المسلم نهى الله ورسوله عنه

الأدلـــــــة من القران:
قال تعالى
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ماإكتسبوا فقد إحتملوا بهتانا وإثما مبينا))

وقال تعالى في ذم الحاسدين وإستنكار لفعلهم

أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)))

حقــيـقة الحســــــد:

شدة الأسى على الخيرات التي تكون في أيدي الناس

جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى:

(أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)

. قال في قوله (( أم يحسدون......)) قال هم اليهود والناس يعني النبي صلى الله عليه وسلم
وعن إبن عباس ومجاهد وغيرهما قالوا (حسدوا محمد صلى الله عليه وسلم على النبوة وحسدوا أصحابه على الإيمان به
ولا زالت آثار حسدهم تظهر يوما بعد يوم).

وماشهدته أرضنا في فلسطين بالأمس أكبر دليل على ذلك وإن والله الذي يحدث هناك على مرأى ومسمع من العالم كله لهو خزي وعار للعالم أجمع .
بحكامه وشعوب.

قال قتادة (الناس هم العرب حسدتهم اليهود على النبوة) ، وقال الضحاك ( حسدت اليهود قريشا لان النبوة فيهم ).

والحسد مذموم وصاحبه مغموم وهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.


وقال عبد الله ابن مسعود: (لا تعادوا نعم الله. قيل له ومن يعادي نعم الله , قال: الذين يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله يقول الله تعالى في بعض الكتب :( الحسود عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راضٍ بقسمتي.....)

ولمنصور الفقيه :
ألا قل لي من ضل حاسدًا * * أتدري على من أسأت الأدبا
أسأت على الله في حكمه * *إذ أنت لم ترضى لما وهبا


بدايــــــــة الحســـــد:

ويقال الحسد أول ذنب عصي الله به في السمـــاء ، وأول ذنب عصي الله به في الأرض

فأما في السمــــــاء فحسد إبليس لآدم عليه السلام ، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل


قال بعض أهل التفاسيرفي قول الله تعالى:( ربنا أرنـا اللــذين أضــلانا من الجـــن والإنـــس وإجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين)
قال إنه أراد باللذين من الـــجن إبليس
ومن الإنــــس قابـــيل
وذلك أن إبليس كان أول من سن الكفر، وقابيل كان أول من سن القتل وأنما كان أصل ذلك كله من الحسد والعياذ بالله
ولقد أحسن من قال :
إصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله.... فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله

انـــواع الحســــــد:

والحسد نوعان: مذموم ومحمود

، أما المذموم: أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك المسلم فسواء تمنيت مع ذلك أن تعود اليك أو لا
أن تتمنى زوال تلك النعمة من بين يدي أخيك المسلم سواء تمنيت أن تعود عليك هذه النعمة أم لا تتمناها المهم أن تزول من بين يدي أخيك وهذا النوع هو الذي سماه الله في كتابه وإنما كان مذموما لأنه تكذيب لله تعالى إنما كان مذموما لأنه تكذيب لله تبارك وتعالى وأنه أنعم على من لا يستحق.

وأما المحمود فهو ماجاء في صحيح الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم(لا حسد إلا في إ ثنتين رجل أتاه الله القران فهو يقوم به آناء الليل وأناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار))

فأنت تتمنى أن تكون مثله ، أنت تتمنى أن تكون مثله مع بقاء تلك النعمة عنده وهذا الحسد معناه الغبطة
_حقيقتها ان تتمنى ان يكون لك ما لأخيك المسلم من الخير والنعمه ولا يزول عنه ذلك وقد يجوز ان يسمى ذلك منافسة
ومنه قوله تبارك وتعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }

فإذا انعم الله على اخيك بنعمة فلك فيها حالتان إما حاسد وإما مغتبط ، فالأول حرام بكل حال الحسد حرام بكل حال ، إلا نعمتان اصابها فاجر او كافر وهو يستعين بها على تهييج الفتنة وإفساد ذات البين وإيذاء الخلق فلا يضرك كراهتك لها ومحبتك لزوالها فإنك لا تحب زوالها من حيث هي نعمة بل من حيث هي آلة إفساد وتدمير،
أما الغبطة لا بأس بها وهي تمني النعمة مع عدم تمني زوالها كما ذكرنا.

والحسد عباد الله في الحقيقة نوع من معاداة الله جل وعلا فإنه يكره نعمة الله على عبده _ يعني الحاسد_ وقد أحبها الله له ويحب زوالها والله يكره ذلك فالحاسد مضاد لله في قضاءه وقدره ومحبته وكراهيته ، ولذلك كان إبليس عدو الله حقيقة لأن ذنبه كان عن كبر وحسد وقلع هاتين الصفتين والتخلص منهما يعني الكبر والحسد يكون بمعرفة الله وتوحيده والرضا عنه والإنابة اليه

أسبـــــاب الحسد:

أما أسباب الحسد عباد الله فمنها العداوة والبغضاء ،، فإن من أذاه إنسان لسبب من الاسباب وخالفه في غرضه أبغضه قلبه ورسخ في نفسه الحقد ،
والحسد يلزم البغض والعداوة ولا يفارقهما فإن كان حاقدًا لزم من حقده الحسد والبغض والكراهية ولا يفارقهما فإذا أصاب عدوه بلاء فرح وإذا أصابته نعماء ساءه ذلك

ومن أسباب الحسد أيضا الكبر والعجب وهو أن يصيب بعض نظرائه مالا أو ولاية فيخاف أن يُتكبر عليه ولا يطيق تكبره أو يكون ذلك الشخص دونه فلا يحتمل ترفعه عليه اومساواته
وكان حسد الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم قريبا من ذلك ،،

قال تعالى( وقالوا لولا نزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم)

وقالوا عن المؤمنين: ( أهؤلاء من الله عليهم من بيننا))

ومن أسباب الحسد أيضا وهو ما تفشى اليوم حب الرئاسة والجاه ومثاله أن الرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير في مجال من المجالات أو فن من الفنون إذا سمع بنظير له في مكان ما ساءه ذلك وأحب هلكه أو زوال نعمته التي يشاركه بها وذلك لحب الرئاسة والجاه والإنفراد به.

ومن الأسباب أيضا خبث النفس وبخلها وهذا يحب الإدبار لغيره ويبخل بنعمة الله على عباده ، فإذا وُصف له حسن حال عبد من عباد الله شق ذلك عليه ، وإذا وصف له أمرسوء وتنغيص عيش الناس فرح بذلك والعياذ بالله
قال بعض العلماء: البخيل من يبخل بمال نفسه والشحيح الذي يبخل بمال غيره.

سبحان الله كأنهم يأخذون ذلك من ملكه وخزائنه.

عباد الله والحسد أيضا يدخل بين الأقران والأمثال في أكثر الأحيان فالعامل يحسد العامل والتاجر يحسد التاجر والفلاح يحسد الفلاح

أصل الحســـــــد:

فأصل الحسد والعداوة التزاحم على غرض واحد ومنشأ ذلك كله،، حـــب الدنيــــــــا
فإن الدنيا هي التي تضيق على المتزاحمين وأمـــــا الآخرة فلا ضيق فيها

إعلم أخي الحبيب أنه بحسب فضل ألإنسان وظهور النعمة عليه يكون حسد الناس له ، فإن كثر فضله كثر حساده وإن قل فضله قلوا ، لأن ظهور الفضل يثير الحسد، وحدوث النعمة يضاعف الكمد.

أما من ثمار الحسد،، فاعظمها الحقد أن الحقد أعظم ثمار الحسد وذلك يثمر أمورا كثيرة منها ما فعله إخوة يوسف بيوسف من ثمار الحقد ما فعله إخوة يوسف بيوسف ، حين أظهروا ما في قلوبهم من الحقد والحسد ،،

قال تعالى مخبرا عنهم: ( ليوسف وأخوه أحب الى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين إقتلوا يوسف أو إطرحوه أرضا يخلوا لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين)))
فكان ثمرة ذلك تفكك الأسرة وتغرب يوسف عدد سنين وذلك كله بسبب الحسد والحقد .
وقُتل عثمان رضي الله عنه حسدا ،، قال أبو قتادة ما قتلوا عثمان الاحسدا أي حسدوه على الخلافة فأحبوا أن يزيلوها عنه.

ومن ثمار الحسد أيضا هجر الإخوان بعضهم بعضا وإعراضهم عن بعض وتكلم الإخوان في بعضهم بما لا يحل من كذب وغيبة وإفشاء سر وهتك ستر وقد يقود ذلك الى الإيذاء بالضرب وغيره، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يهجره ولا يحقره قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى


أثنى الله تعالى على الأنصار فقال ( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا))

أي مما أوتي إخوانهم المهاجرون , قال المفسرون: لا يجدون في صدورهم حاجة أي حسدا وغيضا مما أوتي المهاجرون وقيل من الفضل والتقدم عليهم فهم لا يجدون حاجة مما أوتوا من المال ولا الجاه والحسد يقع في هذا.

عبـــــــــــاد الله يصل الى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل الى المحسود شئ ،،
أولها : غم لا ينقطع
ثانيها:مصيبة لا يؤجر عليه
ثالثها : مذمـة لايحمد بها
رابعها :سخط الرب
خامسها : عدم التوفيق يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم قلب لا يحمل غشا ولا حسدا ولا حقدا على أحد من المسلمين

اللهم طهر قلوبنا من النفاق.... وأعمالنا من الرياء..... اللهم لا تؤاخذنا بالتقصير...... وأعفو عنا الكثير إنك نعم المولى ونعم النصير نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فإستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه
أما بعد أحبتي أوصيكم ونفسي بتقوى الله... إتقوا الله عباد الله...إتقوا الله عباد الله ( وإتقوا يوما ترجعون فيه الى الله)

قال القرطبي في تفسير قوله تعالى ( ومن شر حاسد إذا حسد))

قال العلماء الحاسد لا يضر الا إذا أظهر حسده بفعل أو قول وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود فيتبع مساوئه ويرصد عثراته ،،
قال صلى الله عليه وسلم (إذا حسدت فلا تتبع))يعني لا تتبع العثرات.., وهذه السورة أي سورة الفلق دالة على أن الله سبحانه خالق كل شر وأمر نبيه أن يتعوذ من جميع الشرور
فقال جل وعلا (من شر ماخلق))

وجعل خاتمة ذلك الحسد تنبيها على عظمه وكثرة ضرره والحاسد عدو نعمة الله ، قال بعض الحكماء :بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه ،،

أولها : أنه ابغض كل نعمة ظهرت على غيره

ثانيها:أنه ساخط لقسمة ربه، كأنه يقول ربي لما قسمت هذه القسمة.

ثالثها:أنه ضَادَّ الله بفعله أي أن فضل الله يؤتيه من يشاء وهو يبخل بفضل الله تبارك وتعالى

رابعه :أنه خذل أولياء الله أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم وهذا من الخذلان.

خامسها:أنه أعان عدوه إبليس.

وقيل عباد الله:الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامةً ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاءً ولا ينال في الخلوة إلا جزعاً وغما ولا ينال في الاخرة إلا حزنا واحتراقاً ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتًا ،،روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ثلاثة لا يستجيب الله دعائهم ، آكل الحرام، ومخبر الغيبة ومن كان في قلبه غلٌ أو حسدٌ للمسلمين)

ومما يروى عن الحسد والحاسدين قال ابن عبد الله :(كان رجل يخشى بعض الملوك فيقوم بحذاء الملك ويقول: أحسن الى المحسن باحسانه فإن المسئ سيكفيه إساءته.كان يردد هذا دائما حين يعمل على حذاء الملك ،فحسده رجل على ذلك المقام والكلام فسعى به الى الملك وقال : ان هذا الذي يقوم بحذائك ويقول ما يقول زعم ان الملك تخرج من فمه رائحة كريهة ،فقال له الملك :وكيف يصح ذلك عندي ، كيف اثبت عليه ذلك عندي؟ قال: فادعوه اليكَ . فإنه إذا دنا منكَ وضع يده على أنفه لئلا يشم رائحة البخط ـ الرائحة الكريهةـ فقال الملك :انصرف حتي أنظر.فخرج الرجل من عند الملك ودعا ذلك الرجل الذي يقوم بحذاء الملك ، فدعاه الى منزله فأطعمه طعاما فيه ثوم فخرج الرجل من عنده وقام بحذاء الملك فقال كعادته أحسن الى المحسن باحسانه فإن المسئ سيكفيه إساءته فقال له الملك ادنوا مني ، فدنا منه ووضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه رائحة الثوم ، فقال الملك في نفسه ما أرى فلانا الا صدق ، قال وكان الملك لا يكتب بخطه الا بجائزة أو صلة ، فكتب الرجل كتابا بخطه الى عامل من عماله كتب فيه،إذا اتاك حامل الرسالة هذه فاذبحه واسلكه واحشوا جلده تبنا وابعث به اليَّ ، فأخذ الرجل الكتاب وخرج وهو لا يدري ما الذي كتب في الكتاب فلقيه الرجل الذي سعى به واطعمه الثوم ، فقال ماهذا الكتاب ، قال خطَّا الملك لي صلةً ،فقال الحاسد هبه لي فقال له :هو لك ، فأخذه ومضى به الى العامل ،وقال العامل له : أتدري ماذا في الكتاب ؟قال :هبة لي. قال في الكتاب اني اذبحك وأسلخك ،فقال ان الكتاب ليس لي ، بل هو لفلان أعطاه اياه وانا اخذته منه ، فالله الله في امري حتى تراجع الملك.قال العامل : ليس لكتاب الملك مراجعة. فذبحه وسلخه وملأ جلده تبناً وبعث به الى الملك .ثم عاد الرجل كعادته الى الملك وقال مثل قوله : أحسن الى المحسن باحسانه فإن المسئ سيكفيه إساءته ، فعجب الملك وقال :مافعل الكتاب ؟ قال : لقيني فلان فاستوهبه مني فوهبته .قال له الملك : إنه ذكر لي انك تزعم أني صاحب رائحة كريهة قال: ما قلت ذلك.قال له الملك: اذا لماذا وضعت يدك على فيك حين دنوت مني .قال : لانه اطعمني طعاما فيه ثوم فكرهت ان تشمه .قال : صدقت .ارجع الى مكانك ، فقد كفا المسئ إساءته
ولا يحيق المكر السئ الا بأهله.

أما موقف المسلم عباد الله من حاسديه فأولها يكتم غيضه , ثم يعفوا عن الناس ثم يجمع بين ما سبق ، فإن الله يحب المحسنين ,

قال تعالى:(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )

فلا ترد الاساءة بالاساءة وجزاء سيئة سيئة مثلها , فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين .وان تدعوا الله لك ولهم بتطهير القلوب وقضاء السر والسريرة , فذلك طبع المحسنين ،
قال الله تعالى :( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي لأحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ).

ولكي نتخلص من الحسد لابد من الاخلاص لله ، لان المخلص لله لا يحمل حسدا ولا غلا على المسلمين ، كما يجب ان يرضى العبد عن ربه ويمتلأ القلب بذكره .

يقول ابن القيم: إن الرضا يفتح للعبد باب السلامة ويجعل قلبه نقيا من الغش والغل ولا ينجوا من عذاب الله الا من أتى الله بقلب سليم .
كما يجب علينا تدبر القرآن ففيه دواء وشفاء لما في الصدور

كما قال الذي نزل القرآن :(ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور)

كما يجب علينا تذكر الحساب والعقاب الذي ينال من يؤذي المسلمين ، كما يجب علينا الدعاء لأنفسنا ولاخواننا حتى تتكهر قلوبنا من النفاق والحسد .

قال الله تعالى( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)

إن طهارة القلوب من أعظم الطهارات ولقد سعى الاسلام الى طهارة البدن وطهارة القلب ، وطهارة القلب أولى من طهارة الابدان ، يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم .

وفي ايامنا هذه انتشرت امراض القلوب بين الناس من غل وحسد وغش وبغضاء ولن يجتمع شمل هذه الامة الا اذا طهرت قلوبها وتماسكت فيما بينها البين،

ولن يؤمن أحدنا حتى يحب لاخيه المسلم ما يحبه لنفسه .

اللهم اجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين ، حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان ، اجعلنا ياربنا من الراشدين

اللهم اعط قلوبنا تقواها وزكيها انت خير من زكَّاها إنك انت وليَُها ومولاها ، اللهم بلغنا رمضان وارزقنا صيامه وقيامه ايمانا واحتسابا ياذا الجلال والاكرام

اللهم ان ما يجري لاخواننا في فلسطين والعراق والشيشان وكشمير والفلبين وافغانستان لا يخفى عليك يارب العالمين اللهم كن لهم عونا وظهيرا ومؤيدا ونصيرا

اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم يارب العالمين ، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من اجل اعلاء كلمة دينك ، الذين يجودون عن الاعراض والمقدسات

اللهم سدد رأيهم ورميهم اللهم اجمع كلمتهم على الحق يارب العالمين, اللهم امِّنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين

اللهم عليك باعداء الملة والدين من النصارى واليهود والشيوعيين والمنافقين ومن شايعهم وعاونهم ياعليم ياخبير ياقوي ياعزيز

ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير .

عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العلي القدير يذكركم

واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون.


وصلى الله وسلم على رسولنا الكريم.


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 26 - 9 - 2014, 12:37 AM   #106



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم

أقول أحبتي قسوة القلب مرض عظيم ابتلينا به في هذا الزمان، فأصبحنا نسمع القرآن ولا نتأثر.. و ندفن موتانا ولا نعتبر.. ونسمع المواعظ والعبر و لا نتذكر..
السبب قسوة القلب يا رعاك الله..
وما من داء إلا وقد أنزل الله له دواء..
فدواء قسوة القلب يا رعاك الله هو مداومة النظر في كتاب الله بتدبر وتفكر فإن هذا الكتاب لو أُنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشيةِ الله..
" كتابٌ أنزلناهُ إليكَ مبارك ليدّبروا آياتهِ "
كم فيهِ من المواعظِ والعبر.. كم فيهِ من الآياتِ والسور..
لكن كما قال الله: " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة "
أقول موعظة بليغة و كلام موجز بسيط وعظنا بهِ النبي صلى الله عليه وسلم، أجمع أهل العلم على أن هذه من أبلغ مواعظهِ صلى الله عليه وسلم..
لقد أبلغ في الموعظة وأوجز في الكلام..
كلام بسيط ولكنه يحملُ معانٍ كثيرة و لا عجب فإنه صلى الله عليه وسلم قد أُوتي جوامع الكلم، يقول الكلام القليل فيه من المعاني الشيء الكثير..
فمن مواعظه البليغة صلوات ربي وسلامه عليه قوله:" أكثروا من ذكر هادم اللذات "
نعم أيها الغالي..
يوم أن غفلنا عن الموت و سكراته، والقبر وظلماته، والسؤال وشدته، ويوم القيامة وكرباته، والصراط وحدته؛ يوم أن غفلنا عن هذه الأشياء قست القلوب يا رعاك الله فأصبحت كالحجارة بل هي أشد قسوة.
لذلك قال بأبي هو وأمي:"أكثروا من ذكر هادم اللذات "
نعم الموت..
ما ذُكر في قوي إلا ضعفه، وما ذُكر في عزيزٍ إلا أذله، وما ذُكر في كثير إلا قلله.
الموت هو الموت.
مـــــا مـنـه مـلاذ ومهــــــــــــرب****متى حُط ذا عن نعشــه ذاك يركبُ
نشـــــــــــاهد ذا عيــن الحقـيقــــة****وكأننــا بما علمــــــنا يقيناً نكذبُ
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنـــــــا****وواعظ الموت فينـا كل يوم يندبُ
نأمل آمـــالاً و نرجوا نتاجهـــــــــا**** وعـلّ الردى ممــا نرتجيـهِ أقربُ
الموت كما قال أهل العلم.. مفارقة الروح الجسد والحيلولة بينهما.. انتقالٌ من حال إلى حال.. وانتقالٌ من دار إلى دار..
سمّى الله الموت مصيبة، كما قال جل في علاه " إذا أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت.... "
لكن المصيبة الأعظم من الموت عدم تذكر الموت وعد الاستعداد للموت أعظم من مصيبة الموت يا رعاك الله.
لذلك قال أهل التفاسير في قوله تعالى " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً "
قالوا يعني أكثركم للموتِ ذكراً..
لأنه من كان للموت ذاكراً كان للموت مستعداً.
قال أبو علي الدقداق: من أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاث، أُكرم بتعجيل التوبة ونشاط في العبادة وقناعة في القلب؛ ومن نسي الموت عوقب بثلاث، تسويف التوبة وكسلُ في العبادة وعدم قناعة القلب يا رعاك الله..
مما يُرقق القلوب التفكير في الموت وأحواله وفي القبر وظلماته.
لذلك قال بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه:" ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة "
يوم غفل الناس عن الآخرة قست القلوب وعُطّلت الصلوات وارتُكبت المحرمات وتكاسل الناس في فعل الطاعات.
فيا غافلا عن العمل وغره طول الأمل****الموت يأتي غفلة والقبر صندوق العمل
قل لي بالله العظيم.. قل لي يا رعاك الله.. هل تفكرت يوماً وأنت تخرج من البيت في الصباح أنك لن ترجع إلى بيتك مرة ثانية !!!!!
هل تفكرت أن اليوم قد يكون آخر يوم في الحياة!!!!!
هل إذا أتاك ملك الموت في هذا اليوم أنت راضٍ عن نفسك!!!!!
لا تغفل يا رعاك الله...
ممن أعرفهم اتصل على أهله في الواحدة ظهراً..
قال لهم: لقد استأذنت من العمل مبكراً.. فما هي طلباتكم ؟
قالوا نريد كذا ونريد كذا ونريد كذا.
قال: ساعة واحدة وأكون عندكم.
مرت ساعة مرت ساعتان مرت ثلاث ولم يظهر له أثر.
اتصل متصلٌ قُبيل المغرب بقليل يقول: عظم الله أجركم في فلان، في الساعة التي خرج فيها من مكان عمله ارتطمت سيارته بسيارة أخرى وانتقل من هذه الحياة إلى حياة ثانية..
قل لي بالله العظيم: هل كان يظن يوم اتصل على أهله أنه لن يصل إليهم ؟!
هل كانوا يظنون يوم أملوا عليه الطلبات أن الطلبات لن تصل ؟!
بل الذي يحمل الطلبات لن يصل ؟!
كان أحد الصالحين يقوم في هزيعِ الليل الأخير، يرقى أعلى مكان في قريته، ثم ينادي بأعلى الصوت..
الرحيل.. الرحيل.. الرحيل..
كل يوم يكرر هذه الكلمات القليلة
الرحيل.. الرحيل.. الرحيل..
حتى جاء يوم وانقطع ذلك الصوت.
فقال أمير القرية: أين فلان؟؟
قالوا: مات.
قال: لازال يذكرُ الناس بالموت حتى مات هو.
نعم.. كان يذكرهم بالموت فأتاه الموت.. لكن على أي حال أتاه ؟!
لا زال يلهج بالرحيل وذكره**** حتى أناخ ببابه الجمّال
فأتــــاه متيقظـــاً متشـــمراً **** لم تلهــــــــــه الآمــــال
قال أحدهم لصاحبٍ له وكانت حاله سيئة..
قال: أبى فلان.. الحال اللي إنت عليها ترضاها للموت؟!
قال: لا والله.
قال: وهل نويت أن تغير هذه الحال إلى حال ترضاها للموت؟!
قال: ما اشتاقت نفسي إلى هذا بعد.
قال: وهل بعد هذه الدار دار معتمل؟!
قال: لا والله.
قال: وهل تظن أن لا يأتيك ملك الموت وأنت على هذه الحال؟!
قال: لا والله.
قال: والله ما رأيت عاقلاً يرضى بهذه الحال.
ستـنقلك المنايـــــا من ديـارك **** ويبدلــــــك الردى داراً بدارك
وتترك مــا عنيت بــه زمانــــاً **** وتُنـقل من غنـاك إلى افتقارك
وفي عينيك دود القبـــر يرعى **** وترعى عينُ غيرك في ديارك
نعم أيها الغالي..
لا تغفل عن الموت..
فلقد أجمع أهل العلم على أن الموت ليس له مكان معين.. ولا زمن معين.. ولا سبب معين.. ولا عمر معين. يأتيكم بغتة وأنتم لا تشعرون.
" قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ".. " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد "
يعني ذلك ما كنت منه تفر وذلك ما كنت منه تهرب..
طال الزمان أو قصر لابد أن يأتي الموت.
والناس عند الموت على حالين يا رعاك الله..
الناس عند الموت على حالين:
إما محبٌ للقاء الله فيحب الله لقاءه.. وإما كارهٌ للقاء الله فيكره الله لقاءه.
قالت عائشة: يا رسول الله كلنا يكره الموت.
قال: لا يا عائشة ليس ذاك..
لكن هو العبد الصالح.. العبد المستقيم عند سكرات الموت تأتيه ملائكة الرحمن تبشره بروحٍ وريحان، ورب راضٍ غير غضبان، فيفرح بلقاء الله، فيفرح الله بلقاءه.
أما العبد العاصي.. أما العبد الغافل.. أما الذي تناسى الموت و سكراته فتأتيه ملائكة الرحمن، تبشره بسخط وعذاب الله، فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه.
قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: أشترط عليكم شروطاً ثلاثة لمن أراد أن يجلس في مجلسي.. شروطاً ليتنا اشترطناها في مجالسنا اليوم..
قال: إذا جلستم في مجلسي فأنا اشترط عليكم شروطاً ثلاثة..
أولها.. لا تتكلموا في الدنيا.. ثانيها: لا تغتابوا أحداً في مجلسي.. ثالثاً: لا تمزحوا عندي أبداً.
فكانوا يتذاكرون الموت و سكراته، والقبر وظلماته؛ حتى إذا انفضوا من عنده كانوا كمن قام عن جنازة.
لا عجب في آخر اللحظات ودع وهو يقول: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين "
الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة..
سيأتي اليوم الذي ستُمدد فيه على فراشك.. تريد أن تودع الصغير فلا تستطيع.. تريد أن تودع الكبير فلا تستطيع.. حيل بينهم وبين ما يشتهون..
ليت شعري كيف يكون الحال في تلك الساعة، يوم تشخص العينان وتبرد الأطراف واليدان، وتلتف الساقان، تريد أن تتكلم فلا تستطيع، تريد أن تقول فلا تستطيع..
" وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ".." ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد".."وجاءت كل نفس معها سائقٌ وشهيد "
فاتقوا الله عباد الله..
ابكوا على أنفسكم قبل أن يُبكى عليكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، احملوا أنفسكم على الطاعات قبل أن تحملوا على الرقاب، استعدوا للموت قبل أن ينادي بأعلى الصوت رباه ارجعون فلا يستجاب لنا..
لساعة تجلس تحاسب فيها نفسك خير من أيام وساعات تهدر فيها الأعمار..
هذه الأيــــــــــــــام مطايـــــــــا **** أين العدة قــــــــــبل المنايـــــا
أين الأنفة من دار الأبايـــــــــــا **** أين العزائم أرضيتم بالدنايــــا
إن بلية الهوى لا تشبه البلايـــا **** وإن قضية الزمام لا كالقضايا
يا مستورين ستكشف الخفايا
إن ملك الموت لا يقبل الوساطة **** ولا يأخذ الهدايـــــــــــــــــــــا
أيّها الشاب ستُسأل عن شبابك.. أيّها الشيخ تأهب لعتابك.. أيّها الكهل تدبر أمرك قبل سد بابك..
يا مريض القلب قف بباب الطبيب.. يا منحوس الحظ اشكُ فوات النصيب بالجناب قليلا وقف على الباب طويلا واستدرك العمر قبل رحيله وأنت بداء التفريط عليلا..
يا من نذرُ الموت عليه تدور.. يا من هو مستأنس في المنازل والدور..لو تفكرت في القبر المحفور وما فيه من الدواهي والأمور.. كانت عينُ العين منك تدور.. يا مظلم القلب وما في القلب نور.. الباطن خراب والظاهر معمور.. إنما يُنظر للباطن لا للظهور..
يا من كلما زاد عمره زاد إثمه.. يا من يدور في المعاصي فكره وهمه..
يا قليل العقل وقد رق عظمه.. يا قليل العِبَر وقد تيقن أن القبر عمّا قليل يضمه.. كيف نعظ من مات قلبه لا عقله وجسمه..
نعم أيها الغالي.. لابد من الرحيل طال الزمان أو قصر سيأتي ذلك اليوم الذي ستودع فيه الحياة..
لكن قل لي بالله.. كيف سيكون الحال عند ساعات الرحيل؟!
الذي أخر الناس عن التوبة طول الأمل..
الذي أخر الناس عن التوبة والصدق والاستعداد للآخرة طول الأمل.
ولقد قال الله عنهم" ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ".
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"
الكل سيموت لأن الله قال "إنك ميتٌ وإنهم ميتون" ولأن الله قال " وما جعلنا لبشر من قبلك الخُلد أفإن مت فهم الخالدون"
"كل نفس ذائقةُ الموت"..
مات الحبيب بأبي هو وأمي الذي كان يقول في آخر لحظات الحياة " ألا لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد..."
من وصاياه في ساعات احتضاره وفي ساعات وداعه أنه كان يقول " الصلاة وما ملكت أيمانكم "
صعد المنبر آخر ما صعد قال: من أخذت منه مالا فهذا مالي فيأخذ منه، من سببت له عرضاً فهذا عرضي فليقتص منه، من ضربتُ له جسداً فهذا جسدي فليقتص منه؛ إن رجلاً خيره الله بين ما عنده وبين زينة الدنيا فاختار ما عند الله؛ فبكى الصديق رضي الله عنه وأرضاه. فقالوا: ماالذي يبكي هذا الشيخ الكبير؟!..
لقد علم أنها آخر ساعات الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه..
في آخر ساعات احتضاره أخذ يضع يده في ركوة من الماء ويمسح على وجهه ويقول: لآ إله إلا الله.. إن للموت لسكرات.. إن للموت لسكرات.. اللهم هون علي الموت وسكراته.. اللهم هون علي الموت و سكراته..
فلما رأت فاطمة شدة البلاء على أبيها أخذت تقول: وا كرب أبتاه.. وا كرب أبتاه.. وا كرب أبتاه..
فأخذ يقول لها: لا كرب على أبيك بعد اليوم..
لا كرب يا فاطمة على أبيك بعد اليوم.
ثم أخذ يشخص ببصره إلى السماء ويرفع بيده السبابة وهو يناجي ربه وهو يقول: اللهم اغفر لي.. اللهم ارحمني.. اللهم تب علي.. اللهم الرفيق الأعلى.. اللهم الرفيق الأعلى.. اللهم الرفيق الأعلى..
ثم سكتت الأنفاس الطاهرة، وتوقف القلب الكبير؛ لأن الله قال:" إنك ميتٌ وإنهم ميتون "
لأن الله قال:" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون"
كل نفسٍ ذائقة الموت..
فلما فارقت الروح الحياة وسكت ذلك الجسد الطاهر الشريف أخذت فاطمةُ تقول: وا أبتاه.. وا أبتاه.. أجاب رباً دعاه.. وا أبتاه.. أجاب رباً دعاه.. وا أبتاه.. جنة الفردوس مأواه.. وا أبتاه.. إلى جبريل ننعاه..
فلما دُفن، قالت فاطمة لأنس: أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله؟!
يقول أنس: فقلت في نفسي والله ما طابت ولكننا ألجمناها إلجاماً..
مات الحبيب لأن الله قال: "إنك ميتٌ وإنهم ميتون"
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت..
ثم يموت الصدّيق رضي الله عنه وأرضاه خليفة الحبيب.
وفي ساعات احتضاره وكانت ساعات احتضاره بليل..
أخذ يقول لعائشة: في أي يوم نحن؟
قالت: يوم الاثنين.
قال: في أي يوم قُبض فيه النبي صلى الله عليه؟
قالت: يوم الاثنين.
ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم مراراً في منامه.
سألوه في ساعات مرضه..
سألوه في أيام مرضه: عرضت نفسك على الطبيب؟
قال: نعم
قالوا: ماذا قال؟
قال: قال إني فعّال لما أُريد..
قال الطبيب: إني فعّال لما أُريد..
فلما اشتدت عليه السكرات، ورأت عائشة سكرات الموت على أبيها..
أخذت تستشهد ببيت تقول فيه:
واعاذلٌ وما يغني الحذارى عن الفتى **** إن حشرجت يوما وضاقت بها الصدر
فقال: يا عائشًُ.. لا تقولي ذلك ولكن قولي: " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"
نعم أيها الغالي.. " قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "
أوصى أبو بكر عمر وصية..
ليتنا فهمناها..
قال: يا عمر إن لله حق بالليل لا يقبله بالنهار، وإن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل.
مات الصدّيق لأن الله قال:" إنك ميتٌ وإنهم ميتون "
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت..
ثم يموت الفاروق رضي الله عنه وأرضاه وهو يصلي الفجر، في يوم ضيع الناس صلاة الفجر..
هل لسبب شرعي ضُيعت صلاة الفجر؟!
أم بسبب المكوث ساعات وساعات أمام الشاشات والقنوات؟!
مات.. طُعن وهو يقرأ قوله جل في علاه " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله "
نعم أيها الغالي.. طُعن شهيد المحراب..
فلما أفاق..
كانت أول كلمة قالها: أصلى الناس؟
اسمع يا رعاك الله أول كلمة تلفظ بها عمر يوم أفاق من غيبوبته قال: أصلى الناس؟
ثم يوم رأى الدم ينزف منه نزفاً، تيقن أن الموت قد اقترب.
كان هناك شغلٌ يشغله وهمٌ يهمّه..
قال يا عبد الله ابن عمر اذهب إلى عائشة أم المؤمنين وقل لها: يقرؤك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست أميراً للمؤمنين بعد اليوم..
قل لها يبلّغك عمر السلام ويستأذنك أن يُدفن مع صاحبيه.
يريد أن يكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الممات.. رفيقه في روحته وجيئته.. يريد أن يرافق حبيبه حتى في الممات..
فذهب عبد الله ابن عمر وطرق الباب على عائشة وقال لها: يقرؤك عمر السلام ويقول لكِ: أتأذنين له أن يدفن مع صاحبيه؟
فقالت الصديقة بنت الصديق: والله إني كنت أريده لنفسي.. و والله لأوثرنّه على نفسي..
فلما رجع عبد الله ابن عمر.. ورآه عمر قد أقبل، قال: أجلسوني.
فقال مالخطب يا عبد الله ابن عمر؟
قال: أبشر يا أمير المؤمنين فقد رضيت.
فتهلل وجه عمر رضي الله عنه وأرضاه.
القضية كانت تشغله.. القضية كانت تهمه..
يا رعاك الله..
ما كان يوصي بمال ولا بعيال ولا بحلال.. القضية قضية مرافقة في الدنيا وفي الآخرة..
فقال عمر: إن أنا مت فغسلوني وكفنوني ثم احملوني واطرقوا عليها الباب وقولوا يستأذن عمر مرة ثانية فإن أذنت و إلا خذوني إلى مقابر المسلمين..
فلما جاءت ساعات الاحتضار وبدأت تتنزل عليه كربات الموت أخذ عبد الله ابن عمر رأسه ووضعه على فخذه، فقال عمر: ضع وجهي على التراب علّ الله أن يرحم عمر، ليتني خرجتُ منها كفافاً لا لي ولا علي، ودتُ أن أمي لم تلدني، ليتني كنتُ ورقة تعضد..
من هو ؟!
عمر الصوام القوّام يقول ودتُ أني خرجتُ منها كفافاً لا لي ولا علي..
مات عمر.. مات عمر لأن الله قال:" إنك ميتٌ وإنهم ميتون"
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت..
ثم يموت عثمان رضي الله عنه وأرضاه..
يموت وقد رأى في منامه في تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: تفطر عندنا غداً..
فأصبح صائماً رضي الله عنه وأرضاه..
تسلقوا عليه البيت وطعنوه وهو يقرأ القرآن فتدفقت تلك الدماء على لحيته الطاهرة ثم أخذ يدعوا ويقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين.. اللهم اجمع شمل أمة محمد.. اللهم اجمع شمل أمة محمد.
عثمان وما أدراك ما عثمان؟!
تلك اللحية التي لطالما تبللت بالدموع من خشية الله.. تلك اللحية التي لطالما تبللت بكاءً وخشية من الله جلّ في علاه..
عثمان الذي إذا ذُكرت الجنة والنار يبكي وإذا ذُكر القبر يبكي بكاءً شديداً..
فإذا قيل له لا تبكي للجنة والنار كبكائك للقبر؟!
قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: القبر أول منازل الآخرة.. إذا كان الذي فيه هيّنٌ فما بعده أهون.. وإن كان الذي فيه شديد فما بعده أشد..
مات عثمان قارئ القرآن الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم..
عثمان الذي نفس بأمواله كربات المسلمين عثمان الذي كان أباً للأرامل والفقراء والمساكين..
مات لأن الله قال:" إنك ميتٌ وإنهم ميتون"
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت..
وبعد ساعات الفجر تحلو دقائق الاستغفار فخرج علي مستغفر ربه بعد قيام الليل منطلق إلى صلاة الفجر.. فيطعن وهو في طريقه إلى المسجد.
شتان بين خواتيم وخواتيم.. شتان بين من مات وهو يسير إلى المسجد وشتان بين من يسير إلى معصية الله..
ثم يوم علم علي أنها النهاية قال: أبقوه فإن أنا بقيت قتلتُ أو عفوت، وإن أنا مت فاقتلوه وعجلوه فإني مخاصمه عند ربي جلّ في علاه؛ ولم يتلفظ بعدها بكلمة إلا قول لا إله الله.. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. حتى فارق الحياة.
علي المجاهد العنيد والمقاتل الصنديد يموت وهو يسير إلى صلاة الفجر.
مات لأن الله قال:" إنك ميتٌ وإنهم ميتون"
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت..
مات أبو هريرة راوي الحديث والمرافق للنبي في روحته وجيئته.
ماذا يقول في ساعات الاحتضار؟!
يقول: آه من قلة الزاد وطول الطريق
راوي الحديث ناقل السنة وناقل العلم الشرعي للأمة.. يقول: آه من قلة الزاد وطول الطريق.
فماذا يقول المفرطون أمثالنا؟!
ماذا يقول المقصرون أمثالنا؟!
ماذا يقول المذنبون والمضيّعون؟!
مات أبو هريرة لن الله قال:"إنك ميتٌ وإنهم ميتون"
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت..
ثم يموت أعلم الأمة بالحلال والحرام معاذ رضي الله عنه وأرضاه..
كانت ساعة احتضاره بليل، فقال لابنه: أصبحنا؟
قال: ليس بعد.
ثم سأله مرة ثانية: أصبحنا؟
قال: ليس بعد
ثم سأله مرة ثالثة: أصبحنا؟
قال: نعم.
قال: أعوذ بالله من ليلة صبيحتها إلى النار.. أعوذ بالله من ليلة صبيحتها إلى النار..
ثم أخذ يدعوا ربه ويناجيه ويقول: اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك، أنا الآن أرجوك.. اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك، أنا الآن أرجوك.
اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لطول البقاء ولا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لصيام الهواجر وقيام الليل ومجالسة العلماء..
أنظر على ماذا يبكون.. أنظر على ماذا يتحسرون..
ونحن:
النفس تبكي على الدنيــا وقد علمت **** أن السلامــة فيهـا ترك ما فيها
فليس للمرء دار بعد الموت يسكنها **** إلا التي كان قبـل الموت يبنيها
فإن بنـاهـــــا بخيــر طــاب مسكنـه **** وإن بناها بشـر خــاب بانيهـــا
مات لأن الله قال:" إنك ميتٌ وإنهم ميتون"
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت..
امرأة من الصالحات أُلقي في روعها أنها تموت.. أُلقي في روعها أنها تموت..
فقالت لزوجها: أريد أن أذهب إلى مكة.. أريد أن أذهب إلى مكة.. أريد أن أرى بيت الله جلّ في علاه..
ودّعت الصغير والكبير كأنها تودعهم لآخر مرة.. طافت وسعت وقصرت ودعت وتضرعت. ثم في طريق العودة انقلبت السيارة وأصيبت في رأسها إصابة بالغة، فنزل زوجها ومددها على جانب الطريق فإذا هي رافعة إصبعها السبابة تتشهد وتقول: لا إله إلا الله.. أقرِء أهلي مني السلام وقل لهم الملتقى الجنة.. أقرء أهلي مني السلام وقل لهم الملتقى الجنة..
ماتت.. ماتت لأن الله قال:" إنك ميتٌ وإنهم ميتون"
ولأن الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت..
شتان بين موت الصالحين وبين موت أهل السفور وأهل الفجور..
شاب من الشباب أعرفه تمام المعرفة، فيه من الحياء شيء قليل لا يكفي حتى يردعه عن الحرام..
لكم مررنا على بيت ذلك الشاب والشباب عنده مجتمعون في لهو وضياع للأوقات والأعمار.
كنت أمر عليهم في أوقات الصلاة و أقول: يا شباب لله حق.. لله حق فأدوا حق الله ثم اصنعوا ما تشاءون علّ الله أن يتدارككم برحمته.
كانوا لا يستجيبون..
ثم جاءت الأخبار أنهم قد نووا السفر إلى بلاد الكفار حيث يحارب الله بالمعاصي
ذكرناهم.. خوفناهم.. ولكن تمكن منهم الشيطان وزين لهم أعمالهم وقال لا غالب لكم من الناس وإني جارٌ لكم..
ذهبوا ورجعوا بعد ثلاثة أيام يحملونه في تابوت..
مالخبر.. مالقصة..مالخطب!!!!
أكثروا من اللهو والضياع والمعاصي فأصابته نوبة قلبية وخر ميتاً في مكانه..
ذهبوا وهم يسيرون جميعاً على الأقدام ورجعوا وهم يحملونه على أكتافهم..
هل كان يظن يوم أن سافر أنها آخر سفرة يسافرها في حياته!!!!!
وقفتُ على قبره.. تذكرتُ الأيام الماضية، وكم ذكرناهم وكم قلنا لهم.. ولكن لا تحبون الناصحين
كم قلنا لهم وكم وعظناهم.. ولكن إنّا لله وإنا إليه راجعون.
أهكذا يموت الشباب!!!!
قلتُ في نفسي ما جاء من أرض جهاد حتى نكون به من الفرحين..
ما جاء من أرض علاج حتى نكون عليه من المشفقين..
أما جاء من أرض يطلب فيها العلم حتى نكون فيه من المباهين..
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت..
فاتقوا الله عباد الله.. اتقوا الله عباد الله
فالعمر مهما طال فهو قصير، والدنيا مهما عظمت فهي حقيرة.
أكثروا من ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات.. وميتم البنين والبنات.. زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة..أكثروا من مجالس الذكر فإنها تحيي القلوب يا رعاك الله..
فإذا قسي القلب فلابد من الإكثار من ذكر الله وتذكر الآخرة وتذكر الموت وتذكر النهاية..

" يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون"

اللهم اجعل خير عمرنا آخره.. وخير عملنا خواتيمه.. وخير أيامنا يوم نلقاك..
اللهم أطل أعمارنا وأصلح أعمالنا..
اللهم أمنن علينا بتوبة نصوح قبل الموت وشهادة عند الموت ورحمة بعد الموت يا رب العالمين..
لا إله إلا الله الحليم الكريم.. لا إله إلا الله رب العرش العظيم.. لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم.. بها نحيا وبها نلقى الله
اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله..
اللهم هون علينا الموت و سكراته والقبر وظلماته والسؤال وشدته والقبر وضمته ويوم القيامة وكرباته..
اللهم عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله.. إنك أنت أهل التقوى وأهل المغفرة..
اللهم اغفر ذنبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين..
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا..
اللهم اجمع شملنا ووحد صفنا وأصلح ذات بيننا وانصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين

أستغفر الله العظيم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 26 - 9 - 2014, 12:38 AM   #107



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم

حياكم الله وبياكم وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن
"أخوانآ على سرر متقابلين" يجمعني وأياكم في دار كرامته

أسأله سبحانه ان يفرج هم المهمومين ويكشف كرب المكروبين ويقضي الدين عن المدينين وأن يدل الحيارى ويهدي الضالين ويغفر للأحياء وللميتين
.. أحبتي الهدف لمثل هذه الأجتماعات ليس لضياع الارصح وليست تسليه ، الهدف أننا نتعاون على البر والتقوى، الهدفان يقال لنا حين نقوم من هذا المجلس قوموا مغفورآ لكم بدلت سيئاتكم حسنات ، الهدف أن الصالح يزيد في صلاحهِ ،الهدف أن الضال يصحح مساره ان ينتبه لنفسه قبل قبل أن تزل الاقدام قبل ان نطلب وقتآ مستقطعآ في الحياة فلا يستجاب لنا ، الهدف من اللقاء كيف ننجو نحن وأياكم من عذاب الله ونفوز بجناته جنات النعيم ،الهدف ان نسلك جميعآ طريق الهدايه وطريق الاستقامه ،طريق الاستقامه الذي جعله الله صراطآ صراطآ مستقيمآ لو كان الطريق ينحرف يمنةً او يسرةً لكن في سلوكه صعوبه لكن من فضل الله علينا وعلى الناس ان جعل الصراط مستقيمآ . يقول ابن مسعود .."خطا لنا النبي صلى الله عليه وسلم خطآ مستقيمآ وخط على جوانبه خطوط وقال هذه سبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو اليه وهذا صراط الله مستقيمآ .. ثم قرأ قوله جل في علاه " وان هذا صراطِ مستقيمآ فا تبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون "..العمر فرصه العمر فرصه..إمايستغل في الطاعات إما يستغل في المعاصي والمنكرات ، الأنسان يعيش عمر واحد وهو مطالب ان يستغل هذه الساعات وهذه الدقائق واللحظات فيما يعود عليه بنفع الدنيا ونفع الاخرة ، أن الأنسان العاقل يعرف قيمة الوقت ويعرف قيمة الحياة هذه مقدمه بين يدي هذه الايات والاحاديث النبويات وهذه القصص التي أسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يترك فيها أثرآعلى وعلى كل من يسمعها .. ان الشباب مرحلة مهمه من مراحل العمر والذي بعد الشباب من العمر يبنى على ماقبل ذلك فإن أهم مرحله من مراحل العمر هي مرحلة الشباب علك تلاحظ هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم"لن تزول قدم عبدآ يوم القيامه حتى يسئل عن العمر إجمالا ثم سيسأل عن الشباب خاصه أليس الشباب قطعه من العمر بلى هو قطعه من العمر إذآ فلماذا الؤال مرحلة الشباب خاصةً لأنها أحلى مراحل العمر ، اقوى مراحل العمر يستطيع الشاب في فترة شبابه ان يعطي مالا يستطيع ان يعطيه في فترات قادمه ولا في الفترات الماضيه ان الكوكبه التي كانت حول الرسول صلى الله عليه وسلم هم الشباب ماقام هذا الدين الا غلى أكتاف الشباب ومااستطاعت هذه الامه ان تسود الارض وتغير معالم الارض الا بعمل الشبابالا بهمم الشباب لكن أي شباب الشباب الذي تربى على القران الشباب الذي تربى على هدي النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الذي حين أختار القدوه عرف من يختار أختار محمدآ وأصحابه عليه صلوات ربي وسلامه عليه أختار اولئك الرجال وسار على دربهم والناظم يقول :.

لابد من صنع الرجال .*. ومثله صنع السلاح
وصناعة الابطال علما.*. علمه أؤلوا الصلاح
من ام يلقن اصله من .*.اهله فقد النجاح
لايصنع الابطال الا في .*. مساجدنا الفساح
في روضة القران في ظل.*. الاحاديث الصحاح
شعبٌ بغير عقيدةٍورق .*. يذريه الرياح
من خان حي على الصلاة.*. يخون حي على الكفاح

لايصنع الابطال الا في مساجدنا الفساح..**..في روضة القران في ظل الاحاديث الصحاح هناك في تلك الاماكن المباركه يصنع الابطال ويصنع الرجال ،فالعمر فرصه فالعمر فرصه وكل يوم يقربنا الى النهايه والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والجاهل من أتبع هواها وتمنى على الأماني يقول الحسن البصري" أن اقوامآ غرتهم الحياة الدنيا فخرجوا منها بلا رصيد من الحسنات يقولون أننا نحسن الظن بالله قال:كذبوالو احسنوا الظن لأحسنوا العمل قال الله " نبأ عبادي أني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم"ان صلاح الشباب مرتبطب الشباب انفسهم ان سبب صلاح الشباب هم الشباب انفسهم وسبب ضياع الشباب هم الشباب انفسهم "ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ياويلاته لم أتخذ فلانآ خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جائني وكان الشيطان للأنسان خذولا"فالصحبه لها دور كبير في استقامة الشاب وصلاحه وهدايته ..مامررنا على سجن من السجون او اصلاحيه من الاصلاحيات وتكلمنا عن الشباب وعن سبب مأسيهم الا ذكر ان السبب مافيه من الضياع وسبب ماوصل اليه من هذه الامور سببه الشباب انفسهم كم زين شاب لشابالمعصيه فلم زلت الاقدام قال أني بريء اني بريءمنك كم تخلى صاحبآ عن صاحبه بعد ان وقع الفأس على الرأس ان احوج مايحتاجه الشباب اليوم الصحبه الصالحه التي تعينهم على الخير اذا فعلوه وتذكرهم به به اذا نسوه شاء الله جل في علاه ان نجتمع انا وانسان في منطقة عمل هو ينتمي الى تيار ةانا انتمي الى تيار الى تيار اخر ليس هناك اي نقطة توافق بيني بيني وبينه الان إما انه يئثر علي او انا اؤثر عليه لكن دائمآ الحق يعلو ولا يعلى عليه وصاحب الاستقامه المفترض انه يؤثر مايؤثر عليه الاخرون سبحان الله هو من جده وانا من الظهران نعمل في نفس العمل في مهمة عمل في منطقة جيزان أمرنا انا وهو بالأجتماع هناك حتى نؤدي العمل سبحان الله اجتمعت انا واياه ، منظره تمامآ يختلف عن منظري توجه يختلف تمامآعن توجهي افكاره تختلف تمامآ عن افكاري قلت لنفسي كيف ستكون هذه المده مع هذا الشاب وهو قال في نفسه نفس الكلام قال ثلاثة اشهر فترة عمل مع هذا لاادري كيف ستمر الايام وتنقضي جمعنا مكتب واحد وجمعنا مكان نوم واحد وجمعتنا سياره واحدهنروح ونجيْْء انا واياه سبحان الله ان كنت من اثر تركته عليه فهو آني لااقبل في الصلاة الا في المسجد ان كان هناك اثر اقول اني وضعته عليه اني لااقبل بالصلاة الا في المسجد سبحان الله في بعض المؤسسات وفي بعض المباني قد تكون هناك غرف كامصليات مع العلم ان المسجد قريب اذا لم يتعود الانسان ان يحث الخطا الى المساجد فما قيمة هذه الاقدام إن لم تتعود ان تخطو وتسير الى المسجد الى الطاعات الى الجمعه والجماعات فما قيمة هذه الاقدام سبحان الله اول صلاة حلت وانا واياه في المكتب قلت هيا نصلي قال الغرفه قريبه قلت لا انا لااصلي في الغرف انا مااصلي في الغرف انالا اصلي الا في المسجد قال كلهم يصلون في الغرفه قلت انا لااصلي الا في المسجد.. احبتي المسجد لايبعد اكثر 100 متر او 200 متر فكيف نستثقل الخطى الى المساجد انك ماخطوت لله خطوة الا رفعك الله بها درجه وحط عنك بها خطيئه متى ستعرف هذايوم تضع الموازين يومتضع الموازين ستعرف قيمة الخطى التي كنت تخطوها "بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة " اجر الخطوات الى الله والى الطاعات ابآ ماتضيع ابدآ ماتضيع"فستجاب لهم ربهم اني لااضيع عمل عاملاٌ منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض" سبحان الله بدأيخطو معي الى المسجد مع كل صلاة بدأ يتعود على الذهاب والروحه الى المسجد سبحان الله معي في غرفه واحده فهو مضطر ان يقوم لصلاة لصلاة الفجر سبحان الله ثقيله جدآ صلاة الفجر كانت عليه يستغرق وقت طويل حتى يستطيع ان ينفض الفراش وينتبه من رقدته ومن غفلته حتى يجيب منادي الصلاة خير من النوم سبحان الله كم هي ثقيله الطاعات على ضعاف الايمان وكم هي سهله على من سهلها على من سهله الله عليه سبحان الله بدأ يتعود يستيقظ لصلاة الفجر بدأيتعود يذهب ويروح الى المسجدوبدأت حياته تتغير صاحبي كان على موعد مع حياة جديده بدايتها انطلاقه من المسجد وهكذا ينطلق الشباب مع الهدايه من المساجد يرعاك الله أي هدايه ليس مبناها المسجد وبيت الله فليست بدايه حقيقيه اي هدايه لاتربطك ببيت الله فهي ليست بهدايه حقيقيه.. انما يصنع الابطال مفي مساجدنا الفساح في روضة القران في ظل الاحاديث الصحاح سبحان الله الشهر كان شوال بعد رمضان ومن هديه صلى الله عليه وسلم انه امرناان ننتهي من الطاعات ثم نباشر الطاعات" من صام رمضان ثم اتبعه سته من شوال كتب له كأنه صام الدهر .." سبحان الله ايام معدوده ستة ايام البعض يمكن يصوم شهر كامل ثم يستثقل هذه هذه الايام السته سبحان الله كنا في احد المكاتب فقال في ذلك المكتب اليوم تفطرون معنا فقلت لم نبدأ الصيام نبدئه غدآ فقال صاحبي صيام ايضآ ذهاب الى المسجد واستيقاض لصلاة الفجر الان تريد ان تلزمنا بالصيام قلت وماالذي يؤخرك عن الصيام اما صمت رمضان قال بلى قلت اذآماالذي يمنعك ان تنال مثل هذا الاجر"لو كان عرض قريب وسفر بعيد قاطبآ لتبعوه ولكن بعدة عليهم الشقه" سبحان الله مانستثقل امور الدنياولكن نستثقل الطاعات متى سنعرف ان العمر ماأعطيناه الا لنصرفه في الطاعات والقربات والتقرب من الله رب الارض والسموات سبحان الله من اليوم الثاني بدآنا الصيام لك ان تتخيل منظر صاحبي وهو يستيقظ قبيل الفجر بنصف ساعه حتى يشرب كأس من الحليب او كوبآ من اللبن ويأكل شيء من الطعام استعدادآ للصيام سبحان الله بدأ يتعود صاحبي على اقامة الصلاة وعلى التقرب الى الله بالقربات من صيام وقرأة قران .اتممنا من الصيام خمسة ايام ثم جائتنا مهمة عمل الى جده فاضطررنا الى السفر وقطعنا الصيام تبقى علينا يوم واحد قلت نصومه ان شاء الله اذا رجعنا اذا رجعنا من السفر سبحان الله مكثنا في جده ماشاء الله ان نمكث ثم رجعنا يوم اليوم الثاني واذ بصاحبي يذكرني يقول ياشيخ باقي علينا يوم صيام باقي علينا صيام قلت سبحان الله الذهاب الى المسجد والروحه الى الطاعات والانتقال في القربات غير حياة صاحبي هذا مايحتاجه الشباب اليوم" ان الله لايغير مابقومِ حتى يغيروا مابأنفسهم" سبحان الله في تلك المنطقه ارتبطنا بكلمات ودروس ومحاضرات سبحان الله بدأ صاحبي يقول لي أنت تذهب الى المساجد بعد نهاية الدوام للكلمات ولقاء الشباب اريد ان ارافقك اريد ان ارافقك فقلت ابشر ابشر بالذي يسرك والله لن اخطو خطوة الا وانت معي كان ينتهي من دوامه وكنت احضر ثيابي معي كنت احضر ثيابي معي واغير مكان العمل ثم انطلقالى اقرب مكان يكون الاجتماع فيهارتباط سبحان الله صاحبي بدأ يخالط الاخيار وبدأ يخالط الصالحين راى ان منظرهم يختلف رأى ان كلامهم يختلف يرى ان سيماهم يختلف عن الاخرين كلامهم مظهرهم كله مرتبط بهدي النبي صلى الله عليه وسلم النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه الذي قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قال ومن يأبى يارسول الله قال من اطاعني دخل الجنه ومن عصاني فقد ابى ".. كم هي الاوامرالتي تخالف اليوم كم هي السنن التي تهمل في حياة الناس اليوم " وتحسبونه هينآ وهو عند الله عظيم" سبحان الله مع الوقت قال صاحبي انا اريد ايضآ ان اجهز نفسي قبل الذهاب الى الكلمات والدروس والمحاضرات اريد ان البس ثياب نظيفه اريد ان اتعطر واتطيب وانا اخالط الاخرين ..سبحان الله قلت لك ماتريد قال هو ايضآ يحضر ثيابه ثم نغير ونبدل وننطلق الى اقرب مكان يكون عندنا فيه ارتباط في قرية من القرى كان الارتباط عندنا من صلاة المغرب حتى العشاءثم اصرعلي وقدموني لصلاة العشاء وانا اسوي الصفوف لاحظت وانا اسوي الصفوف اذا بصاحبي في ميمنة الصف طيب ثوبه يخب في الارض شبر رأيته يكبكب ويرفعه الى ركبتيه لما انتهيناوانطلقت انا واياه راجعين الى مكان إقامتنا قال لي بصريح العباره قال ياشيخ ثيابي تفشل هكذا بالحرف الواحدقال لي ثيابي تفشل قلت غير ماالذي يحول بينك وبين التغير .. فغير صاحبي ثيابه غير نمط الحياةراسأ على عقب بعد ايام وجدته يحمل في جيبه مشطآ صغيرآ كل يوم يمشط لحيته شعيرات صغيره لاتكاد لاتكاد تظهر قلت له لماذا هذا المشط قال اريد ان تكون لي لحيه احسن من لحيتك اريد لي لحيه احسن من لحيتك سبحان الله كان يسألني ماذا يقولون في دعاء الاستفتاح ماذا يقولون في السجود ماذا يقولون في الركوع سبحان الله عمره على وشك الثلاثين لايعرف من الدين شيء وكثير هكذا يعيشون لايعرفون من دينهم من دينهم شيئآ سبحان الله اخذ صاحبي يتعلم كل يوميتعلم امور جديده كل يوم امور تحيي قلبه وتغير في حياته أشياء وأشياء كثيره سبحان الله بعد كل صلاه الناس تخرج من المسجد وهو يجلس في مصلاه يفتح الكتيب الصغير .. حصن المسلم الذي فيه أذكار الصلاة وأذكار المساء وأذكار الصباح وأذكار النوم بدا صاحبي يتعلم كيف يكون الاتصا ل بالله جل في علاه الله الذي قال " فاذكروني أذكركم " الله الذي قال "الا بذكر الله تطمئن القلوب " بدات حياة صاحبي تتغير رأسآ على عقب وبدأ صاحبي حياة جديده شعارها العوده الى الله شعارها هدايه واستقامهودعاء وتضرع الى الله وسؤال الثبات على هذه الاستقامه جمعتنا غرفه واحده كم من ليله استيقظ في ساعات الليل الاخيره وأجده فارشآ سجادته صافآ قدميه بين يدي الله لقد جرب صاحبي طعم الطاعه جرب صاحبي طعم الطاعه سبحان الله سألت بعد حين سألته قلت له انت كيف كنت تعيش ؟ قال والله كنا أموات فأحيانا الله والله الحياة من قبل لاقيمة لها ولا طعم لها ولالون لها كنا كالأنعام بل نحن أضل . قال اسمع كيف كانت طبيعة حياة صاحبي عمله يبدأ من الساعه السادسه صباحآ حتى الثانيه ظهرآ يرجع ثم يأكل ثم ينام لاصلاة ولا طاعات لاواجبات ينام حتى الحاديه عشر والثانيه عشر بالليل فوت صلاة العصر والمغرب والعشاء ثم يقول امكث ساعات وساعات أمام الشاشات والقنوات حتى يحين موعد عملي ثم اذهب أي حياة مثل هذه اي حياة هذه ايش قيمة الحياة هكذا " أفرأيت من اتخذ الهه هواه أفتكون عليه وكيلا * ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون انهم الا كالأنعام بل هم أضل سبيلا " تغيرت حياة صاحبي يوم استقام في المسجد مع صفوف المصلين تغيرت حياة صاحبي يوم بدل الأغنيه بالقران تغيرت حياة صاحبي لما بدل الرفقه السيئه بمصاحبة الأخيار أصبح مثلا يضرب في تلك البلاد والله من شدة حيائه وخوفه. والله أنه أصبح مضربآ للمثل هناك مايتناقل الناس في تلك المنطقه الا أخبار فلان الا اخبارفلان. من كان فلان كان ميت وأن كان يشرب ويأكل ويروح ويغدو مع الناس لكن الناس بلا هدايه موت بلا حياة ، الآنسان الذي يعيش بلا هدايه ميت لاقيمة له كما قال الله " اومن كان ميتآ فأحييناه وجعلنا له نورآ يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " شتان يأخوان بين أصحاب الجنة وبين اصحاب النيران ، يستوي الأعمى والبصير تستوي الظلمات والنور ، يستوي الأحياء والأموات مايستون ، أحبتي ان نعمة العقل نعمة عظيمه يمتلكها كل أنسان ولا يستعملها الا قليل أما يعرف الانسان مايضره وماينفعه

آما آن لما أنت به متاب** وهل لك من بعد الغياب غياب
تغضت بك الاعمار في غير طاعة**سوى عملآ ترجوه وتراه
وليس للمرء سلامة دينه سوى** فيه الجليس فيه كتاب
كتاب حوى العلوم بكلها ** وكل ماحوى من العلوم ثواب

يعني القران ففيه الدواء لكل داء فاظفر به فوالله

ماعنه ينوب كتاب
انطلق صاحبي يحفظ القران ويحفظ الاحاديث الصحاح بعد ان كان يمضي ساعات وساعات امام الشاشات والقنوات فيما قال لي قلت كيف كنت تخطط لقضاء الأوقات قال أحضرت معي جهاز فيديو وخمسين شريط كنت سأقضي الساعات لأشاهد الأفلام قلت أين الفيديو قال بعته قلت واين الاشرطه قال كسرتها قلت اين الاشرطه قال كسرتها وهذا من صدق توبته الصادق في توبته يتخلص من أثار المعصيهوأخوانكم في هذا المخيم يجمعون اشرطة الشر ويسجلونها بأشرطة الخير سبحان الله انك تجد من يعينك على الطاعه هذا فضل من الله جل في علاه فضل من الله ان هيأ من يقوم بمثل هذه المخيمات ويبذلون من اوقاتهم ومن اموالهم الشيئ الكثير ليه؟؟؟ ماذا يريدون مني ومنك ؟؟ ماالمقصود من الاجتماع ؟ هديه او سياره المقصد أنا وأنت نسير على طريق الاستقامه والله مااجتمعنا هنا ولا التقينا هنا الا حين نفترق يكون ملتقانا الجنه لم نلتقي هنا الا ان يكون ملتقاي انا واياك الجنه قد تكون هذه اول مره تراني واخر مره تراني لكن اللقاء هناك في جنات النعيم اسأل الله ان يجمعني وأياكم في دار كرامته .



أخترنا لكم قصصآ وأيات وأحاديث وأخبار .
من أخبار أولئك الذين اشتاقت نفوسهم الى ماعند الله أولئك الذين يسيرون في الارض ويرددون قوله جل في علاه " وفي السماء رزقكم وماتوعدون" سماويون لاأرضيون لا دنيويون لا طينيون يمشون في الارض وقلوبهم معلقة في السماء، قال الله عنهم " وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونآ واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامآ*والذين يبيتون لربهم سجدآ وقياما* والذين يقولون ربنا أصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما " هذا ليلهم وهذا نهارهم هذا ليل وهذا نهار ، عباد الرحمن الذين يريدون ان يفوزو بجنات بجنات الرحمن اسمع من أخبار المشتاقين الى جنات النعيم ثم قل اين نحن من هؤلاء في مجلس من مجالس الذكر والقران في مجلس احد مجالس الذين يذكرون بالله يقال له عبد الواحد ابن زياد يقول عبد الواحد كنا نتذاكر فضل الشهاده في سبيل الله وفضل الشهداء والدرجه الرفيعه التي اعدها الله للمجاهدين في سبيله وقد جاء في الحديث ان للشهداء في سبيل الله مائة درجه في الجنه مابين الدرجه والدرجه كما بين السماء ولارض تأمل هذا الفضل العظيم هي صفقه هي صفقة بينه جل جلاله وبين عباده الصالحين هو اشترى وهم باعوا الانفس والاموال على ان يكون الثمن الجنه .. وعدآ سابق وعهد صادق " ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم في مجلس عبد الواحد ابن زياد قال كنا نتذاكر الشهاده في سبيل الله وفضل الشهداء والمجاهدين ثم قرأ قارئ في المجلس " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه " فقام غلام في السادسه عشرة من عمره قال ياعبد الواحد الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنه ؟ قلت نعم ياصغيري. وكان يتيمآ ورثا عن ابويه مالآ كثيرآ قال فأني اشهدك يا عبد الواحد اني بعت نفسي ومالي لله على ان يكون ثمنه هو الجنه الآن الاعمار ماتقاس بالسنين هو في السادسه عشرة من عمره نعم لكن أفعاله افعال رجال افعاله افعال رجال اليوم ابن السادسه عشره والثامنة عشر يقال عنه مراهق وفي السابق مايعرفون هذه المصطلحات التي لاتمت للأسلام لامن قريب ولامن بعيد اي مراهق شاب مكلف
شاب مكلف لابد ان يقوم بالطاعات ويترك النواهي والمحرمات سبحان الله قام الصغير يقول عبد الواحدالله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنه قلت نعم ياصغيري قال فأني اشهدك اني بعت نفسي ومالي لله على ان يكون الثمن الجنه قلت ياصغيري أخاف حين تسمع صليل السيوف ورمي السهام والرماحتفر قال بأس حامل القران انا اذا فررت من الموت في سبيل الله بأس حامل القران انا اذا فررت في سبيل الله اسمع من اخبارهم يرعاك الله يقول عبد الواحد فلما جنا الصباح كان اول من اتى اللي يحمل ماله كله معه قال ياعبد الوالحد هذا مالي كله جهزبه المجاهدين في سبيل الله وجهز نفسه واعد عدته وخرج مع من خرج يقول عبد الواحد عمره صغير لكن افعاله قال رأيت فيه العجب العجاب قوام بالليل صوام بالنهار في خدمتهميرحم الكبير ويرحم الصغير ويعطي هذا وفي خدمة هذا رأيت منه العجب العجاب قلت سبحان الله ماادري عنه يتيم ، على ماذا تربى اليتيم ؟ ان الذي تربى عليه اليتيم هو القران الذي صنع هذا الشاب الصغير صنع قبله أقوام وسيصنع القران اجيال واجيال ، القران المنزل من عند الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، أثر القران سيظل باقي في هذه الامه شاء أعدائها ام ابو كلما ظنوا أنهم استئصلوا شأسة هذا الدين رددت الامه أيات القران ورجعت فيها الروح أقوى وأقوى مما كانت .. أحبتي .. ماتعرض دين من الاديان لمؤامرات باالليل والنهار كما تعرض هذا الدين ومع هذا بقي شامخآ عزيزآ لأن الله قال " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" الشاب استعد وخرج ورأى منه عبد الواحد العجب العجاب قال فلما صفت الصفوف رأيت فارسآ مغوارآ رايت مجاهدآ صنديدآ مقاتل عنيدآ ماتوقعت هذا يخرج من هذا الصغير سبحان الله وكل يوم المعركه تزداد وهو في كر وفر تراه في الميمنه وتراه في الميسره يتحمل اعباءكثيره لايتحملها الا صناديد الرجال عمره كم ستة عشرة سنه في يوم يقول زاد علينا أذى الكفار واجتمعت علينا صفوف كثيره عند الظهيره توقف القتال وأخذتنا اغفائه استراحه كما يستريح المحارب فقلت فأغفى غلامي اغفائه ثم استيقظ وهو يقول اشوقاه للعيناء المرضيه وشوقاه للعيناء المرضيه قال أصحابي وسوس الغلام قلت مابك ياصغيري قال يا عبد الواحد رأيت رؤيا اكتمها علي حتى القى الله اكتم رؤياي ياعبد الواحدحتى القى الله قلت وماذا رأيت ياصغيري قال رأيت أني في روضة من رياض الجنة وفيها من الحور العين ماالله به عليم فاذا هن يشرن اللي ويقلن هذا زوج العيناء المرضيه هذا زوج العيناء المرضيه قلت أين هي العيناء المرضيه ؟ قالو أنطلق أنطلق فاأنطلقت حتى اذا أتيت على ماء غير آسن عليه من الحور العين مانساني ماخلفت ورائي فاذا هن يشرن اللي ويقلن هذا زوج العيناء المرضيه هذا زوج العيناء المرضيه قلت أين هي العيناء المرضيه؟ قالوا أنطلق أنطلق فاأنطلقت أمامي حتى أتيت على نهر من لبن لم يتغير طعمه فاذا على جوانبه من الحور العين مانساني ماخلفت فاذا هن يشرن اللي ويقولن هذا زوج العيناء المرضيه هذا زوج العيناء المرضيه قلت أين هي العيناء المرضيه ؟ قالوا أنطلق أنطلق فاأنطلقت أمامي حتىاذا أتيت على نهر من خمر لذة للشاربين فاذا عليه من الحور العين مانساني فاذا هن يشرن اللي ويقلن هذا زوج العيناء المرضيه هذا زوج العيناء المرضيه قلت أين هي العيناء المرضيه ؟قالوا أنطلق أنطلق فاأنطلقتحتى اذا أتيت على نهر من عسل مصفى فاذا عليه من الحور العين مانساني ماخلفت ورائي فاذا هن يشرن اللي ويقولن هذا زوج العيناء المرضيه هذا زوج العيناء المرضيه قلت أين هي العيناء المرضيه ؟ قالوا أنطلق أمامك فا أنطلقت أمامي فأتيت على خيمة من لؤلؤمجوفه مرتفعه في عنان السماء فاذا على بابها من الحور العين مانساني ماخافتفاذا هن يشرن اللي ويقولن هذا زوج العيناء المرضيه هذا زوج العيناء المرضيه قلت أين هي العيناء المرضيه؟ قالوا أنها بالداخل بانتظارك دخلت ماذا رأيت رأيت ملا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر رأيت تلك التي نصيفها على راسها خير من الدنيا ومافيها رأيت تلك التي لو ضحكت غطى نور وجهها نور الشمس والقمررأيت تلك التي اذا بصقت في البحر اللجي لآصبح عذبآ فراتا رأيت تلك التي نستني ماخلفت ورائي اردت ان أضمها قالت انتظر ياحبيبي انت فيك روح الحياة تفطر عندنا اليوم وكان صائمآ رحمة الله في أرض القتال ارض المعركه صوم وتقرب الى الله بالطاعات قالت أنت فيك روح الحياة ياحبيبي تفطر عندنا اليوم ثم افقت ياعبد الواحدفواشوقاه للعيناء المرضيه اكتم رؤياي ياعبد الواحد حتى القى الله يقول عبد الواحد فماهي الا لحظات حتى ظهرت سريه من الكفار فانطلق اليها الغلام يصول يمنة ويسره قتل منهم تسعه وكان هو العاشر قتل منهم تسعة وكان هو العاشرجئته فاذا هو يتشحط في الدم وعلى وجهه ابتسامه وهو يقول أهلآ بالعيناء المرضيه أهلآ بالعيناء المرضيه على ماذا تربى الغلام؟ على ماذا تربى الغلام؟ تربىعلى كلام الرحمن تربى على تلك الايات التي تربي الأنفس وتمنيها بماعند الله جل في علاه" ان المتقين في مقام امين في جنات وعيون يلبسون من سندس واستبرق متقابلين كذلك وزوجنهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة امنين لايذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى ووقاهمعذاب الجحيم ىفضل من ربك ذلك هو الفوز العظيم فأنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون فارتقب انهم مرتقبون" فارتقب انهم مرتقبون جنات الرحمن تحتاجالى فئه صادقه فئه مؤمنه لم تغرها الحياة الدنيا بل تريد ماعند الله جل في علاه هذه اخبارهم هذه اخبارهم فماهي اخبار الشباب اليوم هم كانوا يبيتون سجدآ وقياما فعلى ماذا يبيت الشباب اليوم هم تغنوا بالقران الكريم فبماذا يتغنى الشباب اليوم هم ملؤو العيون بأيات الرحمن فبماذا ملئ الشباب الاعين اليوم هم كانت امنياتهم واحده ان ينالوا رضى الله وجنات النعيم فماهي امنيات الشباب اليوم ان سبب صلاح الشباب هم الشباب أنفسهم وسبب ضياع الشباب هم الشباب أنفسهم
أخترنا لكم قصصآ من الماضي وقصصآ من الحاضر مطعمة بأيات بأيات لوتنزلت على جبل لرأيته خاشعآ متصدعآ من خشية الله ثلاثة من الشباب ثلاثه من الشباب كانوا على ضلاله كانوا يتعاونون على الاثم والعدوانكانوا ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر حتى اراد الله أن يمن على واحد منهم بالأستقامه أستقام وصلح حاله فأراد لصاحبيه الهداية والاستقامه أجتهد عليهما حتى هدى الله الثاني ثم الثالث بعد ان كانوا مفاتيح شر أصبحوا مفاتيح للخير تعاهدوا فيما بينهم البين ان يعوضوا الايام الماضيه أيام المعاصي وايام المنكرات ان يستغلوا مابقي من العمر في زيادة الطاعه والقربات ، أتفقوا فيما بينهم البين ان يجتمعوا كل يوم قبيل الفجر بساعه في ساعة نزول الالهي حين يتنزل الرحمن نزول يليق بجلاله ينادي هل من تئب هل من سائل هل من مستغفر " اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون مايأتيهم من ذكرآ محدثآ الا استمعوهوهم يلعبون " .. " ياأيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" والله يعطي الفرصمرات ومرات والله يبسط يديه بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يديه بالنهار ليتوب مسئ الليل الثلاثه اجتمعوا على المعاصي ثم بدل الله حالهم واجتمعوا على الطاعات قرروا فيما بينهم البين ان يجتمعوا قبيل الفجر كل يوم بساعه يجتمعون بساعه ثم ينطلقون الى مسجد من مساجد يصلون فيه اما فرادا او جماعه ماشاء الله ان يصلوا وظلوا على هذه الحاله مدة طويله يوم من الايام الذي كان عليه الدور انه يمر على الشبابتأخر حتى لم يبق على صلاة الفجر الا نصف ساعه فلم جائهم قالوا نستدرك الوقت توقفت سياره تكاد تنفجر من صوت الموسيقى والألحان ماكأنها ساعة مباركه ماكأنها ساعة استجابه سبحان الله اشار اليه الاول لم يستجب لهم اشار اليه الثاني لم يعطيهم بالآ اشار اليه الثالث لم يلتفت اليهمانطلق بسرعه يوم انطلقت الاشاره قالوا فيما بينهم البين مارأيكم نسعى في هداية هذا الشاب مارأيكم ننطلق خلفه عل الله يكتب هدايته في هذه الليله المباركه واخذوا يلحون على الله بالدعاءان يهدي هذا الشاب " لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه"وأي نعمة من نعمة الهدايه اي نعمة أعظم من نعمة الهدايه والاستقامه سبحان الله انطلقوا خلفه بدأوا يشيرون اليه بالأنوار العاليه عله يتوقفظن صاحبنا ان القضيه مضاربه ظن انها تحدي في ساعات الليل الاخيره فتوقف متحديآ نزل من الالسياره طويل القامه عريض المنكبين مفتول العضلات نعم ماذا تريدون فابتسموا في وجهه وقالوا السلانم عليكم ورحمة الله وبركاته قال اللي يريد يضارب مايبدأ بالسلام هؤلاء مايريدون المضاربه قال ماذا تريدون قالوا اما تعلم انت في اي ساعة الان الساعة التي قبيل الفجر ساعة السحر من أعظم الساعات لايرد فيها الدعاء اما عندك حاجه تطلب الله اياه الان قال ماتعرفون من انا اظنكم ماتعرفون من أنا قالوا من أنت ؟ قال انا حسان الذي لم تخلق النار الا لي انا حسان الذي لم تخلق النار الا لي قالوا اتق الله باب الرحمه واسع والرحمن يقبل من اتاني يمشي اتيته هروله ومن تقرب اللي شبرآ تقربة منه باعآ بدأو يذكرونه بواسع رحمة الله الله الذي يقول " اني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحآ ثم اهتدى" الذي يقول في الحديث القدسي " ياأبن ادم انك مادعوتني ولا رجوتني الا غفرت لك على ماكان منك ولاأبالي ياأبن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك لك على ماكان منك ولا ابالي ياأبن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا لاتشرك بي شيئا اتيتك بقرابها مغفره ولا أبالي الله الذي قال "الا من تاب وأمن وعمل صالحآ فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورآ رحيما" الله الذي بابه مفتوح بالليل والنهار الله الذي يقبل توبة التائبين الله الذي يغفر ذنوب المذنبين
أرتمي ببابه واسأله الرحمه فأخذ حسان يبكي قال يقبلني بعد ان اذنبت وفعلت كذا وكذا لم يبقى مصيبة من مصائب الا ارتكبتها ثم هو يقبلني قالوا نعم ويبدل السيئات حسنات قال انا الان سكران انا الان على معصيه وانا الان سكران فحظنوه واخذواه الى اقرب دار لهم حسان أغتسل وتطيب وتعطر ولبس احسن الثياب ثم انطلق معهم ليشهد اول صلاة منذو سنوات مضت يقول لهم سنوات لم اعرف الله امرآ ولا نهيا سنوات لم اركع لله ركعه واحده اغتسل وتطيب وتعطر ودخل المسجد حسان كان على موعد مع الهدايه حسان كان على موعد مع الهدايه فانطلق الامام يقرأ " وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا" انطلق الامام يقرأ بصوت حنون يردد تلك الايات ويرغب الناس فيما عند الله جل في علاه ويبشرهم بجنات النعيم ثم قرأ الامام ارجى ايه في كتاب الله حتى يكون وقعها على حسان ارجى ايه في كتاب الله" قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا" فما ان قرأها الامام فاذا بصوت صياح يرتفع في المسجد صوت ملاء اركان المسجد نحيبآ وشهيقآ بكاء عاليآ الامام يقرأ وحسان يزيد في البكاء لم انتهى الامام من صلاته التفت حوله المصلين يهنئونه بالتوبه والرجعه والعوده الى الله حسان الذي كان يقول ماخلقت النار الا لي ماخلقت النار الا لي حسان كان على موعد مع الهدايه وعلى يد من على يد الشباب الشباب هم صلاح الشباب والشباب هم سبب ضياع الشباببدأ حسان يحكي مأساته فعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا لي أب وأم كبار في السن لم اراهما منذو شهور طويله كم هم في حاجة الى ان اكون بجانبهم لما كبر كبرت سنهم اريد ان ارى ابي ابي يصلي في المسجد الفلاني ويمكث في المسجدحتى شروق الشمس سبحان الله انطلقوا به الى ذلك المكان فلما وصلوا قد اشرقت الشمس وارتفعت فاذا بشيخ كبير قد خرج من المسجد قال هذا ابي هذا ابي ضعيف بصرهانحنى ظهره فالخطوات متثاقله كم هذا الاب بحاجه الى مثل هذا مفتول العضلات حتى يكون في خدمته ورعايته جاءووه سلموا عليه قالوا معنا حسان فما ان سمع الاب اسم حسان حتى قال حسان الله يشوي وجهك في النار ياحسان عذبك الله كما عذبتني ياحسان فأخذ حسان يبكي وارتمى على الارض قالو لأبيه ان حسان جاءك تائبآ منيبآ راجعآ الى الله قال الاب حسان يتوب قالوا نعم وقد صلى الفجر في جماعهوغير الحياة وبدل وانظم وانظم الى قافلة التائبين والعائدين الى الله سبحان الله اخذ الاب يبكي احتضن ابنه واخذ يبكي فرحآ بتوبة حسان وعودة حسان الى ربه جل في علاه والترف الثلاثه من حولهم يبكون فرحآ بتوبة حسان واصبح منظهم في الشارع مؤثرآ شيخ كبير يحتضن مفتول العضلات ويبكي على ايش على هدايته ثم انطلقوا الى المرأة العجوزواخبروها واخذت المرأه تبكي بكاء شديدآ فرحآ بتوبة حسان اقول لا الله افرح بتوبة حسان حسان مع ان الله لاتضره معصية العاصين ولا تنفعه طاعة الطائعين" ياعبدي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم ياعبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم ياعبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم ياعبادي انكم لن تبلغوا نغعي فاتنفعوني ولن تبلغوا ضري فاتضروني ياعبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم واوفيها لكم يوم القيامه فمن وجد خيرآ فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنا الا نفسه انطلق حسانمع التائبين واقبل على بيوت الله تربى على المسجد وفي حلقات القران حتى تغير حاله رأسآ على عقب حسان الذي كان يقول ماخلقت النار الا لي سبحان الله كل يوم حال حسان يتبدل كل يوم حسان يقبل على الله اكثر من الايام الماضيه حتى قال في نفسه يومآ ان علي من الذنوب والمعاصي مالله به عليم ولا يكفر هذا الا اسيل كل قطرة من قطرات دمي رخيصه في سبيل الله لايكفر هذا ان اقدم النفس رخيصة من اجل الذي اعطاني كل شيء فجأ الى الاب الشيخ الكبير فقال ياابي انا اريد ان انطلق الى ساحات الجهاد اريد ان ارفع كلمة الله اريد ان تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى اريد ان ابذل كل قطره من قطرات دمي في سبيل الله قال الاب يالاحسان فرحنا بعودتك فرحنا باستقامتك فرحنا بهدايتك تحرمنا الان منك قال ياابي ان كنتم تحبوني فلا تحول بيني وبين الموت في سبيل الله ان كنتم تحبوني لاتحولوا بيني وبين الشهاده في سبيل الله فقال الشيخ الكبير لك مااردت اذا وافقت العجوز فانطلق اليها مقبل رأسها وقدميها أماه أئذني لي ان انطلق الى ارض الجهاد فان علي من الذنوب مالايكفره الا ان اسيل كل قطرة من قطرات دمي رخيصه في سبيل الله فقالت الأم ياحسان فرحنا بك وبعودتك وباستقامتك الان تتركنا ورحل قال أماه ان كنتم تحبوني فدعوني انطلق دعوني انطلق قالت بشرط على ان تكون شفيعى لنا عند الله يوم القيامه انطلق على ان تكون شفيعآ لنا عند الله يوم القيامه على ماذا تربي الامهات الابناء اليوم على ماذا يتربى ابنائنا اليوم على ماذا نربيهم على حب الله ورسوله على بذل كل غالي ونفيس لأن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى سبحان الله انطلق حسان الى ساحات القتال وساحات الجهاد ساحات العزه والكرامه والشرف هناك يشعر المؤمن بعزة الاسلام الجهاد وهو الذي يبدل حال هذه الامه من ذل الى عو ومن ضعف الى قوه قال ابن كثير في قوله جل في علاه " استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحيكم"قال هو الجهاد هو الذي يحي هذه الامه ولن يحيها الا ان تعيد نفسها وتبذلها من اجل مرضاة الله في ايام واشهرقليلهتعلم حسان فنون القتال علم وتعلم واعد نفسه حتى يكون جنديآ من جنود الله ماهي الا اشهر حتى كان حسان في الأقتحامات وفي الجهاد يقولون عنه شجاع مقدام ذاك المفتول العضلات طويل القامه راينا منه العجب العجاب صيام قيام خدمه هكذا حال هكذا أولئك الذين يريدون ماعند الله جل في علاه ترخص الحياة في نظرهم ويتمنون امنيه واحده ان يفوزوا بجنات جنات النعيم وجوار الرحمن الرحيم يقول الشباب في يوم من الايام كنا على قمة جبل في هجوم عنيف علينا قصف طائرات واصوات مدافع ودبابات وهم في قمة الجبل سبحان الله أخطأت القذائف كل الاهداف ولم تصب الا حسان أخطات القذائف كل شي ولم تصب الا حسان كنا نراه يسقط من قمة الجبل الى سفحة بين الصخور حسان مفتول العضلات هرعنا خلفه اسرعنا اليه في سفح الجبل فاذا هو قد تكسرت عظامه والدم يقطر من كل جنب من اجنابه قلنا كيف أنت ياحسان فقال بابتسامه أسكتوا أني اسمع صوت الحور العين تناديني من خلف الجبل قال أسكتوا والله اني اسمع صوت الحور العين تناديني من خلف الجبل حسان الذي كان يقول ماخلقت النار الا لي دخل الرحمه من اوسع ابوابها بعد ان كان يناديه منادي الشيطان اصبحت الحور العين تنادي حسان اصبحت الحور العين تنادي ترقص فرحآ طربآ وشوقآ للقاء حسان على ماذا تربى حسان غير الحال وبدل واستقام فاستقبله الله بأوسعالابواب باب التوبه وباب الرحمه وباب المغفره " افمن يعلم ماانزل من ربك من الحق كمن هو أعمى أنما يتذكر اولوا الالباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقصون الميثاق والذين يصلون ماأمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا للقاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرآ وعلانيه ويدرأون بالحسنة السيئه أولئك لهم عقب الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وأزواجهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعمى عقب الدار " القضيه قضية صبر على الطاعات القضيه قضية صبر على المعاصي والمنكرات القضيه قضية صبر على الاذى في سبيل رب الارض والسموات الذي قال " وجزاهم بماصبروا جنة وحريرا متكئين فيها لايرون فيها شمسآ ولازمهريرا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بأنية من فضة وأكواب كانت قواريراقواريرا من فضة قدروها تقديراويسقون فيها كأسآ كان مزاجها زنجبيلا عينى فيها تسمى سلسبيلا ويطاف عليهم ولدان مخلدون اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤآ منثوراواذا رأيت ثم رأيت نعيمآ وملكآ كبيراعاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلو اساور من فضه وسقاهم ربهم شرابآ طهورا ان هذا كان لكم جزاآ وكان سعيكم مشكورا " ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا سعيكم مشكوا ان صبرتم على طاعتي سعيكم مشكورا ان صبرتم على معصيتي سعيكم مشكورا ان صبرتم على الاذى في سبيلي حسان الذي كان يقول ماخلقت النار الا لي فاذا صوت الحور العين تناديه من خلف الجبل

ياخاطب الحور الحسان ** وطالب لوصالهن بجنة الحيوانِ
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبت** بذلت ماتحوي من الاثمانِ
اسرع وحث السير جهدك انما** مسرك هذا ساعة زمانِ
حمر الخدود ثغورهن لألأآ** سود العيون فواتر الاجفانِ
البرق يبدو حين يبسم ثغرها** فيضئ سقف القصر والجدرانِ
ريانة الأعطاف مماء الشباب** فغصنها بالماء ذو جريانِ
والقد منها كالقضيب الدن في حسن القوام** كأوسط القضبانِ
لظهر ملحقه وليس ثديهايلحقها**البطن ولا ثواني
لكنهن كواعب ونواهد ** وماثديهن كأسن الرمانِ
والمعصمان فانتشأ فشبههم** بسبيكتين عليهما كفاني
كالزبد لينآ في نعومة ملمسآ**اصناف ذرآ دورت بوازنِ
الريح مسكآ والجسوم نواعمآ** واللون كاالياقوت والمرجانِ
وكلامها يسبي العقول بنغمة**زادت على الاوتار والألحانِ
ياسلعة الرحمن لست رخيصة ** بل انت غالية على الكسلانِ
ياسلعة الرحمن كيف تصبر الخطاب عنك** وهم ذوا ايمانِ
ياسلعة الرحمن سوقك كاسد ** فلقد عرضتي بابخس الاثمانِ
" ياأيها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لايسمعون ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ولو علم الله خيرآ لأسمعهم ولواسمعهم لتولوا وهم معرضون"اخترنا لكم ختامآ اخترنا لكم ختامآ من يصف الصفوف النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول لاصحابه قوموا الى جنة عرضها السموات والارض قوموا الى جنة عرضها السموات والارض فتتطاير
تلك الكلمات الى اذن ذلك الشاب الذي لطالما بات وهو يسأل الله الجنه قال يارسول الله جنة عرضها السموات والارض قال نعم قال بخ بخ قال ماحملك على قول بخ بخ قال الا ان اكون من اهلها قال انت من اهلها قال انت من اهلها فاذا بيده تمرات رماها وقال والله انها لحياة طويلهان عشيتها حتى اكل هذه التمرات ثم انطلق ولسا حاله
ركبآ الى الله بغير زاد** الا التقى وعمل المعادِ
والصبر على الله في الجهاد**وكل عمل عرضة لنفادِ
الا التقى والبر والرشادِ**
من اراد الوصول فعليه بالأصول ايش الأمنيه التي تحيا من أجلها ان لم تكن الأمنيه التي تحيا من اجلها ماأعد الله فلا خير في الحياة الا لم تكن الامنيه التي نحيا من اجلهاماأعد الله فلا خير في هذه الحياة هذا ما اخترنا لكم ولكل واحد منا له الخيار هو ايضآ يختار الطريق واضح اما جنة واما نار" انا هديناه السبيل اما شاكرآ او كفورا"
ان نعمة العقل نعمه عظيمه لو استخدمناها لستخدامها الصحيح هذه اخبار السابقين واللحقين اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يلحقنا بهم في جنات النعيم اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم واعفو عنا انك انت العفو الكريم وتب علينا انك انت التواب الرحيم استغفر الله العظيم
وصلي الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 26 - 9 - 2014, 12:38 AM   #108



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي أهلا بكم ..
إن لله عباداَ أسكنهم دار السلام , فأخمصوا البطون عن مطاعم الحرام , و أغمضوا الجفون عن مناظر الحرام , قيدوا الجوارح عن فضول الكلام , و طووا الفرش و قاموا في جوف الظلام , طلبوا الحور الحسان من الحي الذي لا ينام , فلم يزالوا في نهارهم صيام , و في ليلهم قيام , حتى أتاهم ملك الموت عليهم السلام,فارقوا الدنيا على أن يكون ملتقاهم الجنة , سموا.. و سعوا إلى دار ليس فيها ما يشينها , دار لا يفني فيها ما يزينها .. دار لا يزول عزها .. و لا يزول تمكينها .. قال الله عن تلك الدار و عن ساكنيها : {إن لك أن لا تجوع فيها و لا تعرى و إنك لا تظمى فيها و لا تضحى } فيا الله ما أتم نعيمهم .. و ما أتم تكريمهم .. و ما أصون حريمهم .. و ما أكرم كريمهم .. و أظرف حديثهم .. منحوا الخلود .. أفترقو في الدنيا على أمل أن يكون اللقاء في الجنة .
دفعني إلى كتابة الموضوع : إلى تشويق النفوس إلى ما أعده الله لأهل الطاعات , و بيان خسارة أولئك الذين آثروا الشهوات ,دفعني إلى الموضوع حتى يزيد الصالح في صلاحه ,و يثبت الثابت على استقامته و على مكانه , فأي فوز أعظم من الفوز بجنات النعيم ..و رؤية الرحمن الرحيم ..قال يحي أبن معاذ ترك الدنيا شديد , و فوان الجنة أشد , و ترك الدنيا هو مهر الجنة )
لي معكم في هذا اللقاء خمس وقفات و خمس تأملات :
الوقفة الأولى : آيات و تفسير .
الوقفة الثانية : من أخبار المشتاقين .
الوقفة الثالثة : الملتقى الجنة .
الوقفة الرابعة : ما أهون ما بذلوا في عظيم ما نالوا .
الوقفة الخامسة : الطريق الجنة .

فهيا ننطلق مع الوقفة الأولى : آيات و تفسير :

جاء من ذكر الجنة في القرآن الكثير الكثير تثبيت للعاملين ,و تشويق للمشتاقين قال سبحانه { وجوه يومئذ ناعمة *لسعيها راضية *في جنة عالية * لا تسمع فيها لاغيه }
قال المفسرون: معنى قوله {ناعمة } أي في نعمة و كرامة و قوله { لسعيها راضية } أي أنها رضت ثواب عملها الذي كانت تعمله في الدنيا و قوله {في جنة عالية } أي عالية المنازل متفاوتات الدرجات و قوله { لا تسمع فيها لا غيه } أي لا تسمع فيها كلام لغوا أو باطل كما قال سبحانه { لا يسمعوا فيها لغوا و لا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما } .
ثم بين ما في تلك الجنان من نعيم فقال سبحانه :{ فيها عين جارية * فيها سرر مرفوعة *و أكواب موضوعة * و نمارق مصفوفة *و زرابي مبثوثة }
قال أبن عباس رضي الله عنه : في قوله تعالى :{ فيها سرر مرفوعة } قال : ألواحها من ذهب مكللة بالزبردج و الياقوت مرتفعة ما لم يجيء أهلها فإذا جاءوا و أرادوا الجلوس تواضعت لهم حتى يجلسوا عليها فإذا قاموا عادت و ارتفعت إلى مكانها و قوله { و أكواب موضوعة } و هي الأباريق التي لا عري لها موضوعة عندهم و قوله { و نمارق مصفوفة } هي الوسائد مصفوفة ‘إلى جنب بعضها و قوله { و زرابي مبثوثة } هي الطنافس أي البسط و الفرش كثيرة متفرقة , هذا بعض ما فيها أما الحق الذي نعرفه فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر .
و أسمع و أسمعي عن أدناهم منزلة و أعلاهم منزلة في الجنان روى مسلم في صحيحه عن المغيرة أبن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : سئل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة قال الله لموسى : هو رجلا يجيء بعدما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له : أدخل الجنة فيقول : أي ربي كيف و قد نزل الناس منازلهم و أخذوا أخذتهم؟ فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل مُلك ملك من ملوك الدنيا فيقول : رضيت ربي فيقول له : لك ذلك و مثله و مثله و مثله و مثله فقال في الخامسة : رضيت ربي فيقول : و لك هذا و عشرة أمثاله و لك ما اشتهت نفسك و لذة عينك فيقول : رضيت ربي – لا إله إلا الله هذا أدناهم منزلة فما أعلاهم منزلة – قال : - أي موسى-: ربي فما أعلاهم منزلة قال الله : أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي و ختمت عليها فلم ترى عينا و لم تسمع أذنا و لم يخطر على قلب بشر قال : و مصداقة في كتاب الله عز و جل : { فلا تعلم عينا ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } فماذا كان عملهم حتى جزاهم و نظرا و وجوههم ؟! و قال عنهم { وجوه يومئذ ناظرة * إلى ربها ناظرة } و قال وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة }
فأسمع رعاك الله عن تلك الوجوه .. وجوه طالما غسلتها الدموع .. و جوه طالما أذلها الخشوع .. وجوه ظهر عليها الاصفرار من الجوع .. وجوه إذا ذكرت أذعنت و ذلت .. وجوه ألفت الركوع و السجود فما كلت و ما ملت.. وجوه توجهت إلى ربها و ما نكصت على أعقابها و تولت .. وجوه سارت في الدنيا بين الرجاء و الخوف.. رجاء دخول الجنان و الخوف من النيران .. لسان حالهم في دنياهم كما قال ربهم جلا في علاه :{ إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقهم الله شر ذلك اليوم و لقاهم نظرة و سرورا * و جزاهم بما صبروا جنة و حريرا * متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا * و دانية عليهم ظلالها و ذللت قطوفها تذليلا * و يطاف عليهم بانية من فضة و أكواب كانت قوارير * قوارير من فضة قدروها تقديرا * و يسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا * عينا فيها تسمى سلسبيلا * و يطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا * و إذا رأيت ثم رأيت نعيما و ملك كبيرا * عليهم ثياب سندس خضر و إستبرق و حلوا أساور من فضة و سقاهم ربهم شرابا طهورا * إن هذا كان لكم جزاء و كان سعيكم مشكورا } سعيكم مشكورا إذ صبرتم على طاعتي .. سعيكم مشكورا إذ صبرتم عن معصيتي .. سعيكم مشكورا إذ صبرتم على الأذى في سبيلي ..

صبرت عن اللذات حتى تولت *** و ألزمت نفسي هجرها فاستمرت
و كانت على الأيام نفسي عزيزة *** فلما رأت صبري على الذل ذلت
و ما النفس إلا حيث يجعلها الفتى *** فإن توقت تاقت و إلا تسلت

أسمعي و أسمع بعض من سعيهم كما قال ربهم { قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * و الذين هم عن اللغو معرضون * و الذين هم للزكاة فاعلون * و الذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن أبتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * و الذين هم لأمنتهم و عهدهم راعون * و الذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون )
اللهم اجعلنا مما يقال لهم يوم العرض الأكبر { أدخلوها بسلام آمنين }

الوقفة الثانية : من أخبار المشتاقين .

روى أبن المبارك عن مولى لأبى ريحانة قال : قفل أبا ريحانة من بعث غزا فيه فلما أنصرف أتى أهله فتعشى من عشائهم ثم دعى بوضوء و توضأ منه ثم قام إلى مسجده – يعني مصلاه في بيته – فقرأ سورة ثم أخرى ولم يزل كذلك مكانه كلما فرغ من سورة أفتتح الأخرى حتى إذا أذن المؤذن من سحر شد عليه ثيابه فأتته امرأته فقالت : يا أبا ريحانة قد غزوت فتعبت فبي غزوتك ثم قدمت فلم يكن لي منك حظ و لا نصيب فقال : بلى و الله ما خطرتِ لي على بال و لو ذكرتكِ لك على لك حق قالت : فما الذي شغلك عنا يا أبا ريحانة ؟ قال : لم يزل قلبي يهيم فيما وصف الله في جنته من لباسها و أزواجها و نعيمها و لذاتها حتى سمت المؤثر , الله أكبر لما سمع القوم قوله تعالى :{ فاستبقوا الخيرات } و قوله : { و سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء و الأرض } فهموا أن المراد من ذلك أن يجتهد كل واحد منهم أن يكون هو السابق لغيره إلى هذه الكرامة .
قال الحسن : (إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسة أنت في الآخرة ) و قال رحمة الله من نافسك في دينك فنافسة و من نافسك في دنياك فألقها في نحره )
أعلم رعاك الله .. و أعلمي بارك الله فيكِ ..
أنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم , و على قدر أهل الكرم تأتي المكارم , قام رجل من الصالحين يصلي من الليل فمر بقوله تعالى :{ و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الأرض } فجعل يرددها و بيكي حتى أصبح ملما أصبح قيل له : أبكتك آيه ما مثلها يبكي إنها جنة عريضة واسعة فقال : يا أبن أخي و ما ينفعني عرضها إن لم يكن لي فيها موضع قدم }

فيا عجباَ كيف ينام طالبها *** و كيف لم يسمح مهرها خاطبها

و كيف طاب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها ؟.. و كيف قر دونها أين المشتاقين ؟.. و كيف صبرت عنها أنفس الموقنين ؟.. و كيف صدفت عنها قلوب أكثر العالمين ؟.. و بأي شي تعوضت عنها نفوس المعرضين ؟..

فسل المتيم أين خلف صبره ؟ *** في أي وادي أم بأي مكانٍ ؟
أترى يليق بعاقل بيع الذي يفنى *** و هذا وصفه بالفاني ؟!!

أعلم رعاك الله .. و أعلمي بارك الله فيكِ .. أن من جد وجد .. و من سهر ليس كمن رقد .. و من لم تبكي الدنيا عليه لم تضحك الآخرة له .. لسان حال المشتاقين ..

إذا أشتغل اللهون عنك بشغلهم *** جعلت اشتغالي فيكِ يا منتهى شغلي

عن كريب أنه سمع أسامة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إلا هل من مشمر للجنة ؟ فإن الجنة لا خطر لها , و رب الكعبة نور يتلالى , و ريحانة تهتز , و قصر مشيد , و نهر مضطرد , و ثمرة نضيجة , و زوجة حسناء جميلة , و حلل كثيرة , في مقام أبد , في دار سَلِمة , و فاكهة خضراء , و حبرة و نعمة , في مجلة عالية بهية , قالوا : نعم يا رسول لله نحن المشمرون قال : قولوا إن شاء الله فقال القوم : أن شاء الله ) هنيئا لهم سمعوا الأوصاف و الأخبار .. فشمروا .. و صدقوا الأقوال بالأفعال .. علموا أن السلعة غالية.. فقدموا الثمن من الأنفس و الأموال .. لان الله أشترى وهم باعوا و الثمن الجنة .. وعد صادق .. و عهد سابق .. و من أصدق من الله قيلا ..
أسمع خبر من أخبارهم قتل يوم بدر حارثة العابد الزاهد الملازم للمساجد فجاءت أمه أم الربيع إلى الرسول صلى الله عليه و سلم جاءت شاكية باكية قالت يا رسول الله أخبرني عن حارثة أين هو في النار فأبكيه أم في الجنة فأفرح لما هو فيه ؟ قال : يا أم حارثة أمجنونة أنت؟! أهبلتي ؟! إنه ليست جنة و لكنها جنان و إن حارثة أصاب الفردوس الأعلى ) قال الله جلا في علاه :{ إن الذين أمنوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا } و قال جل في علاه :{ ‘ن الذين أمنوا و عملوا الصالحات يهديهم ربك بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم و تحيتهم فيها سلام و أخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }

لله قوم أخلصوا في حبه *** فأختصهم و رضى بهم خداماَ
قوم إذا هجم الظلام عليهم *** قاموا فكانوا سجدا و قياما
يتلذذون بذكره في ليلهم *** و نهارهم لا يفترون صياما
فسيفرحون بورد حوض محمد *** و سيسكنون من الجنان خياما
و سيغنمون عراسا بعراسِ *** و يبوءون من الجنان مكانا
و تقر أعينهم بما أخفى لهم *** و سيسمعون من الجليل سلاما
هذا طريقم فأين السالكون ؟.. و هذا وصفهم فأين المشمرون ؟..
كان رجلا من الموالي أسمه صهيب و كان يكثر القيام في الليل و البكاء فعوتب على ذلك فقال : إن صهيبا إذا ذكر الجنة طال شوقه و إذا ذكر النار طار نومه .
الوقفة الثالثة : الملتقى الجنة .

عن رافع أبن عبد الله قال : قال لي هشام أبن يحي الكناني : لا أُ حدثنك حديثا رأيته بعيني و شهدته بنفسي قلت : حدثني يا أبا الوليد قال : غزونا أرض الروم سنة ثمان و ثلاثين و كنا رفقة من أهل البصرة و أهل الجزيرة و كنا نتناوب الخدمة و الحراسة و إعداد الطعام و كان معنا رجل يقال له سعيد أبن الحرث ذو حظ من عبادة يصوم النهار و يقوم الليل و كنا نحرص على تخفيف النوبة عليه لطول قيامه و كثرة صيامه فكان يأبى إلا القيام بكل المهمات و ما رأيته في ليلا و لا نهار إلا في حالة جد و اجتهاد , فأدركني و إياه النوبة ذات ليلة في الحراسة و كنا قد حاصرنا حصنا من حصون الروم علينا فرأيت من سعيد في تلك الليلة من الجلد و الصبر على العبادة ما جعلني أحتقر نفسي أنه فضل الله يوتيه من يشاء فلما أصبح الصباح لم ينم فقلت له : خفف على نفسك فلنفسك عليك حق و النبي صلى الله عليه و سلم يقول أكلفوا من العمل ما تطيقون ) فقال لي : يا أخي إنما هي أنفاس تعد و عمر يفنى و أيام تنقضي فأنا رجل ينتظر الموت في أي لحظة فبكيت لجوابه و دعوة الله لي و له بالعون و التثبيت ثم قل : نم قليلا لتستريح فإنك لا تدري ما يحدث من أمر العدو فنام تحت ظل خيمته و تفرق أصحابنا في أرض المعركة و أقمت موضعي أحرس رحالهم و أصلح طعامهم فبينما أنا كذلك إذ سمعت كلاما يأتي من ناحية الخيمة فتعجبت فليس هنا إلا سعيدا نائما ظننت أن أحد جاءه و لم أره فذهبت إلى جانب الخيمة فلم أرى أحد و سعيدا على حاله نائما إلا أنه كان يتكلم في نومه و يضحك أصغيت إليه و حفظت كلامه ثم مد يده و هو نائم كأنه يأخذ شيئا ثم ردها بلطف و هو يضحك ثم قال: الليل إذا ثم وثب من نومه و أستيقظ و هو يرتعد من نومه خائفا فاحتضنته إلى صدري حتى سكن و هدأ و جعل يهلل و يكبر و يحمد الله فقلت: ما شانك ؟ فقد رأيت منك عجبا و سمعت منك عجبا فحدثني بما رأيت قال : أعفني من ذلك فذكرته حق الصحبة و قلت : لعل الله ينفعني بما تقول فحدثني عما رأى في منامه قال : جاني رجلان لم أرى قط مثل صورتهما كمالا و حسنا فقالا: أبشر يا سعيد فقد غُفر ذنبك , و شُكر سعيك , و قُبل عملك , و أستيجب دعائك , و عجلت لك البشرى في حياتك فأنطلق معنا حتى ترى ما أعد الله لك من النعيم قال : فأتيت على حور, و قصور, و جواري, و غلمان, و أنهار, و أشجار, فأدخلوني في قصري ثم إلى دار فيه حتى انتهيت إلى سرير عليه واحدة من الحور العين كأنها اللؤلؤ المكنون فقالت لي : قد طال انتظارنا إياك فقلت لها : أين أنا ؟ قالت : أنت في جنة المأوى قلت : و من أنتي ؟ قالت : أنا روجتك الخالدة , فمددت يدي إليها فردتها بلطف و قالت : أما اليوم فلا إنك راجع إلى الدنيا قلت : لا أريد الرجوع فقالت : لابد من ذلك و ستقيم هناك – يعني في الدنيا- ثلاثا ثم تفطر عندنا
الوقفة الثالثة : الملتقى الجنة .

عن رافع أبن عبد الله قال : قال لي هشام أبن يحي الكناني : لا أُ حدثنك حديثا رأيته بعيني و شهدته بنفسي قلت : حدثني يا أبا الوليد قال : غزونا أرض الروم سنة ثمان و ثلاثين و كنا رفقة من أهل البصرة و أهل الجزيرة و كنا نتناوب الخدمة و الحراسة و إعداد الطعام و كان معنا رجل يقال له سعيد أبن الحرث ذو حظ من عبادة يصوم النهار و يقوم الليل و كنا نحرص على تخفيف النوبة عليه لطول قيامه و كثرة صيامه فكان يأبى إلا القيام بكل المهمات و ما رأيته في ليلا و لا نهار إلا في حالة جد و اجتهاد , فأدركني و إياه النوبة ذات ليلة في الحراسة و كنا قد حاصرنا حصنا من حصون الروم علينا فرأيت من سعيد في تلك الليلة من الجلد و الصبر على العبادة ما جعلني أحتقر نفسي أنه فضل الله يوتيه من يشاء فلما أصبح الصباح لم ينم فقلت له : خفف على نفسك فلنفسك عليك حق و النبي صلى الله عليه و سلم يقول أكلفوا من العمل ما تطيقون ) فقال لي : يا أخي إنما هي أنفاس تعد و عمر يفنى و أيام تنقضي فأنا رجل ينتظر الموت في أي لحظة فبكيت لجوابه و دعوة الله لي و له بالعون و التثبيت ثم قل : نم قليلا لتستريح فإنك لا تدري ما يحدث من أمر العدو فنام تحت ظل خيمته و تفرق أصحابنا في أرض المعركة و أقمت موضعي أحرس رحالهم و أصلح طعامهم فبينما أنا كذلك إذ سمعت كلاما يأتي من ناحية الخيمة فتعجبت فليس هنا إلا سعيدا نائما ظننت أن أحد جاءه و لم أره فذهبت إلى جانب الخيمة فلم أرى أحد و سعيدا على حاله نائما إلا أنه كان يتكلم في نومه و يضحك أصغيت إليه و حفظت كلامه ثم مد يده و هو نائم كأنه يأخذ شيئا ثم ردها بلطف و هو يضحك ثم قال: الليل إذا ثم وثب من نومه و أستيقظ و هو يرتعد من نومه خائفا فاحتضنته إلى صدري حتى سكن و هدأ و جعل يهلل و يكبر و يحمد الله فقلت: ما شانك ؟ فقد رأيت منك عجبا و سمعت منك عجبا فحدثني بما رأيت قال : أعفني من ذلك فذكرته حق الصحبة و قلت : لعل الله ينفعني بما تقول فحدثني عما رأى في منامه قال : جاني رجلان لم أرى قط مثل صورتهما كمالا و حسنا فقالا: أبشر يا سعيد فقد غُفر ذنبك , و شُكر سعيك , و قُبل عملك , و أستيجب دعائك , و عجلت لك البشرى في حياتك فأنطلق معنا حتى ترى ما أعد الله لك من النعيم قال : فأتيت على حور, و قصور, و جواري, و غلمان, و أنهار, و أشجار, فأدخلوني في قصري ثم إلى دار فيه حتى انتهيت إلى سرير عليه واحدة من الحور العين كأنها اللؤلؤ المكنون فقالت لي : قد طال انتظارنا إياك فقلت لها : أين أنا ؟ قالت : أنت في جنة المأوى قلت : و من أنتي ؟ قالت : أنا روجتك الخالدة , فمددت يدي إليها فردتها بلطف و قالت : أما اليوم فلا إنك راجع إلى الدنيا قلت : لا أريد الرجوع فقالت : لابد من ذلك و ستقيم هناك – يعني في الدنيا- ثلاثا ثم تفطر عندنا
الوقفة الثالثة : الملتقى الجنة .

عن رافع أبن عبد الله قال : قال لي هشام أبن يحي الكناني : لا أُ حدثنك حديثا رأيته بعيني و شهدته بنفسي قلت : حدثني يا أبا الوليد قال : غزونا أرض الروم سنة ثمان و ثلاثين و كنا رفقة من أهل البصرة و أهل الجزيرة و كنا نتناوب الخدمة و الحراسة و إعداد الطعام و كان معنا رجل يقال له سعيد أبن الحرث ذو حظ من عبادة يصوم النهار و يقوم الليل و كنا نحرص على تخفيف النوبة عليه لطول قيامه و كثرة صيامه فكان يأبى إلا القيام بكل المهمات و ما رأيته في ليلا و لا نهار إلا في حالة جد و اجتهاد , فأدركني و إياه النوبة ذات ليلة في الحراسة و كنا قد حاصرنا حصنا من حصون الروم علينا فرأيت من سعيد في تلك الليلة من الجلد و الصبر على العبادة ما جعلني أحتقر نفسي أنه فضل الله يوتيه من يشاء فلما أصبح الصباح لم ينم فقلت له : خفف على نفسك فلنفسك عليك حق و النبي صلى الله عليه و سلم يقول أكلفوا من العمل ما تطيقون ) فقال لي : يا أخي إنما هي أنفاس تعد و عمر يفنى و أيام تنقضي فأنا رجل ينتظر الموت في أي لحظة فبكيت لجوابه و دعوة الله لي و له بالعون و التثبيت ثم قل : نم قليلا لتستريح فإنك لا تدري ما يحدث من أمر العدو فنام تحت ظل خيمته و تفرق أصحابنا في أرض المعركة و أقمت موضعي أحرس رحالهم و أصلح طعامهم فبينما أنا كذلك إذ سمعت كلاما يأتي من ناحية الخيمة فتعجبت فليس هنا إلا سعيدا نائما ظننت أن أحد جاءه و لم أره فذهبت إلى جانب الخيمة فلم أرى أحد و سعيدا على حاله نائما إلا أنه كان يتكلم في نومه و يضحك أصغيت إليه و حفظت كلامه ثم مد يده و هو نائم كأنه يأخذ شيئا ثم ردها بلطف و هو يضحك ثم قال: الليل إذا ثم وثب من نومه و أستيقظ و هو يرتعد من نومه خائفا فاحتضنته إلى صدري حتى سكن و هدأ و جعل يهلل و يكبر و يحمد الله فقلت: ما شانك ؟ فقد رأيت منك عجبا و سمعت منك عجبا فحدثني بما رأيت قال : أعفني من ذلك فذكرته حق الصحبة و قلت : لعل الله ينفعني بما تقول فحدثني عما رأى في منامه قال : جاني رجلان لم أرى قط مثل صورتهما كمالا و حسنا فقالا: أبشر يا سعيد فقد غُفر ذنبك , و شُكر سعيك , و قُبل عملك , و أستيجب دعائك , و عجلت لك البشرى في حياتك فأنطلق معنا حتى ترى ما أعد الله لك من النعيم قال : فأتيت على حور, و قصور, و جواري, و غلمان, و أنهار, و أشجار, فأدخلوني في قصري ثم إلى دار فيه حتى انتهيت إلى سرير عليه واحدة من الحور العين كأنها اللؤلؤ المكنون فقالت لي : قد طال انتظارنا إياك فقلت لها : أين أنا ؟ قالت : أنت في جنة المأوى قلت : و من أنتي ؟ قالت : أنا روجتك الخالدة , فمددت يدي إليها فردتها بلطف و قالت : أما اليوم فلا إنك راجع إلى الدنيا قلت : لا أريد الرجوع فقالت : لابد من ذلك و ستقيم هناك – يعني في الدنيا- ثلاثا ثم تفطر عندنا
فأدخلوني في قصري ثم إلى دار فيه حتى انتهيت إلى سرير عليه واحدة من الحور العين كأنها اللؤلؤ المكنون فقالت لي : قد طال انتظارنا إياك فقلت لها : أين أنا ؟ قالت : أنت في جنة المأوى قلت : و من أنتي ؟ قالت : أنا روجتك الخالدة , فمددت يدي إليها فردتها بلطف و قالت : أما اليوم فلا إنك راجع إلى الدنيا قلت : لا أريد الرجوع فقالت : لابد من ذلك و ستقيم هناك – يعني في الدنيا- ثلاثا ثم تفطر عندنا فقلت : بل الليلة فقالت : إنها أمرا كان مقضيا ثم قامت من مجلسها فوثبت لقيامها فإذا أنا قد استيقظت و أنا أسألك بالله لا تحدث بحديثي هذا و استرني ما حييت قلت : أبشر فلقد كشف الله لك ثواب عملكِ ثم قاما و تطهر و أغتسل و مسا طيبا ثم حمل سلاحه و نزل إلى أرض القتال و هو صائم و ظل يقاتل حتى الليل فلما أنصرف أصحابه و هو فيهم قالوا : يا أبا الوليد لقد رأينا من هذا الرجل عجبا حرصا على الشهادة و طرحا نفسه تحت السهام و الرماح و كل ذلك يصرف عنه قلت في نفسي: لو تعلمون خبره لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا قال : فأفطر على قليلا من الطعام و بات ليله قائما فلما أصبح صنعا كصنيعه بالأمس و بأخر النهار عاد هو و أصحابه و ذكروا عنه مثل ما ذكروا بالأمس حتى إذا كان اليوم الثالث انطلقت معه و قلت : لابد أن أشهد أمره و أرى ما يكون فلم يزل يقاتل و يكبد الأعداء الخسائر و ينكل فيهم و يصنع الأعاجيب و هو يبحث عن القتل و الموت مضانه و أنا أراه و أرعاه بعيني و لا أستطيع الدنو منه حتى إذا نزلت الشمس للغروب و هو أنشط ما كان فإذا رجل من أعلى الحصن قد تعمده بسهم فخرا صريعا و أنا أنظر إليه فصحت بالناس فحملوه و به رمق من حياة و جاءوا به يحملونه فلما رأيته قلت له : هنيئا لك ما تفطر به الليلة يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما فعضا شفته السفلى و أومأ لي ببصره و هو يضحك و قال : أكتم أمري و الملتقى الحنة ثم قال : الحمد لله الذي صدقنا وعده فوالله ما تكلم بشي بعدها ثم فاضت روحه و آيات الله تناديه { و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم و لا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله و فضله و أن الله لا يضيع أجر المحسنين }

هذه الجنان تزينت فتنفحت أبوابها فعجبت للعشاقٍ
أينام من عشق الجنان و حورها و كرام الجنات للسباقٍ
بل كيف يغفل موقنا بعظيم سلعة ربه و بذا النعيم الباقي

عن أب هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي منادي إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا , و إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا , أن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا , , أن لكم أن تنعموا فلا تبئسوا أبدا ) فذاك قول الله جلا في علاه { و نودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون }

فيا بائعا هذا ببخسا معجلا *** كأنك لا تدري بلا سوف تعلموا
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** و إن كنت تدري فالمصيبة أعظمٌ

اللهم لا تحرمنا خير ما عندك .. بأسوا ما عندنا يا أرحم الراحمين ..

الوقفة الرابعة : أهون ما بذلوا في عظيم ما نالوا

قال صلى الله عليه و سلم : ( لو أن امرأة من نساء الجنة أطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما , و لملئت ما بينهم ريحا , و لنصيف على رأسها خيرا من الدنيا و ما فيها ) الله أكبر .. إذا كان النصيف خير من الدنيا و ما فيها .. فما بلك بربة النصيف ؟!! و صاحبة الخباء .. أخرج مسلم عن أبي هريرة قال : ( إن في الجنة حورا يقال لها العيناء إذا مشت مشا حولها سبعون ألف وصيف عن يمينها و عن يسارها كذلك تنادي و تقول : أين الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر ؟ ) فابشروا يا رجال الحسبة .. و أبشر يا من تغار على هذا الدين .. و هذه همسة أهمسها في أذنيكِ أيتها الغالية .. هل تأملتي في أوصاف الحور العين و ما ذكر من حسنهن و جمالهن أقول: فأنتي أفضل من ذلك في الجنة فضلتي على الحور العين بالصلاة و القيام فكل صفة للحوراء أنتي أولاء بها فأعملي مع العاملين .. قال عطاء السلمي لمالك أبن دينار : يا أبا يحي شوقنا قال يا عطاء : إن في الجنة حوراء يتباه أهل الجنة بحسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا من حسنها و جمالها فلم يزل عطاء كمد حزين من قول مالك , عن يزيد الرقاش قال : بلغني أن نورا سطع في الجنة لم يبقى موضع في الجنة إلا دخل من ذلك النور فيه فقيلا : ما هذا ؟ قيل : حوراء ضحكت في زوجها قال صالح المري : فشهق رجلا من ناحية المسجد فلم يزل يشهق حتى مات في مكانه ..

و لقد روينا أن برقا ساطعا *** يبدو فيسأل عنه من في جنانٍ
فيقال هذا ضوء ثغرا ضاحكا *** في الجنة العليا كما ترياني

فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت من ضحكها ؟!.. و إذا انتقلت من قصرا إلى قصر قلت : هذه الشمس متنقلة في بروجها ؟!.. و إذا حاضرت زوجها فيحسن تلك المحاضرة .. و إن خاصرته فيا لذة تلك المعانقة المخاصرة ..

و حديثها السحر الحلال لو أنه *** لم يجني قتل المؤمن المتحيزا
إن طال لم يملل و إن هي حدثت *** ود المحدث أنها لم توخزا

و إن غنت فيا لذة الأبصار و الأسماع .. و إن أنست و أمتعت فيا حبذا تلك المؤانسة و الإمتاع .. و إن قبلت فلا شيئا أشهى من ذلك التقبيل .. هذا و إن سألت عن يوم المجيء .. و زيارة العزيز الحميد .. و رأيت وجهه المنزه عن التمثيل و التشبيه ..كما تُرى الشمس في الظهيرة .. و القمر ليلة البدر ..فذلك موجود في الصحاح و السنن و المسانيد من رواية جرير, و صهيب, و أنس, و أبي هريرة, و أبي موسى, و أبي سعيد, فأستمع يوما ينادي المنادي : يا أهل الجنة إن ربكم تعالى يستزيركم فحيا على زيارته فيقولون : سمعا و طاعة و ينهضون إلى الزيارة مبادرين فإذا بالنجاب قد أعدت لهم فيستوون على ظهورها مسرعين حتى إذا أتوا إلى الوادي الافيح الذي جعل لهم موعدا و جمعوا هناك فلم يغادر الداعي منهم أحدا أمر الرب تبارك و تعالى بكرسيه فنصب هناك ثم نصبت لهم منابر من نور , و منابر من لؤلؤ , و منابر من زبرجد , و منابر من ذهب , و منابر من فضة و جلس أدناهم - و حاشاهم أن يكون فيهم دني - جلس أدناهم على كثبان المسك ما يرون أن أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا, حتى إذا أستقرت بهم مجالسهم , و أطمئنت بهم أماكنهم , ناد المنادي : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون : ما هو ؟ ألم يبيض وجوهنا , و يثقل موازيننا , و يدخلنا الجنة , و يزحزحنا عن النار , فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نور , أشرقت لهم الجنة , فإذا الجبار جلا جلاله , و تقدست أسمائه , قد أشرق عليهم من فوقهم ,و قال : يا أهل الجنة سلام عليكم فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم : اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام فيتجلى لهم الرب تبارك و تعالى يضحك إليهم , و يقول: يا أهل الجنة و يكون أول ما يسمعون منه تعالى : أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب و لم يروني ؟ هذا يوم المزيد سلوني فهذا يوم المزيد ..فيجتمعون على كلمة واحدة : أن قد رضينا فأرضا عنا فيقول : لو لم أرضا عنكم لم أسكنكم جنتي , سلوني فهذا يوم المزيد ..فيجتمعون على كلمة واحدة : أن ربنا أرنا وجهك ننظر إليه , فيكشف لهم الرب جلا جلاله الحجب و يتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لم أنه تعالى قد قضى أن لا يحترقوا لحترقوا فلا يبقى في ذلك المجلس أحدا إلا حاضرة الله تعالى محاضرة و ناظره مناظرة ,حتى أنه يقول له : يا فلان أتذكر يوما فعلن كذا و كذا – يذكره ببعض غدراته في الدنيا – فيقول : يا ربي ألم تغفر لي ؟ فيقول : لو لم أغفر لك لما بلغت منزلتكِ هذه , فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة .. و يا لذة الأنظار بتلك المناظرة .. و يا قرة عيون الأبرار في الدار الآخرة .. و يا ذله الراجعين بالصفقة الخاسرة .. قال سبحانه : { وجوه يومئذ ناظرة * إلى ربها ناظرة } .
قال يزيد الرقاش لحبيب العجمي : ما أعلم شيئا من نعيم الجنة و سرورها ألذ عند العابدين و لا أقر لعيونهم من النظر إلى ذي الكبرياء العظيم , إذا رفعت الحجب و تجلى لهم الكريم , فصاح حبيبا عند ذلك و خر مغشيا عليه.. أقول لمثل هذا فليعمل العاملون ..
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك .. و الشوق إلى لقاءك .. في غير ضراء مضرة .. و لا فتنة مضلة .. اللهم زينا بزينة الإيمان .. و اجعلنا هداة مهتدين يا رب العالمين .. أسمع و قل و في ذلك فليتنافس المتنافسون ..
أخرجا مسلم روى أبو سعيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم , كما تتراءون الكوكب الدري في السماء , قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال : بلى و الذي نفسي بيده رجالا أمنوا بالله و صدقوا المرسلين قال الله : { لكن الذين أتقو ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد } اللهم إنا نسألك الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل .

الوقفة الخامسة و الأخير ..

عن عبد الله ابن سلام رضي الله عنه قال : أول ما قد رسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة أنجفل الناس إليه و كنت فيمن جاه فتأملت وجهه و عرفت إن وجهه ليس بوجه كذاب قال : فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال : يا أيها الناس أفشوا السلام , و أطعموا الطعام , و صلوا الأرحام , و صلوا بالليل و الناس نيام , تدخلوا الجنة بسلام) و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قلت : (يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة و يباعدني عن النار فقال صلى الله عليه و سلم : لقد سألتني عن عظيم , و إنه ليسير على من يسره الله عليه , - الطريق أسمع – تعبد الله و لا تشرك به شيئا , و تقيم الصلاة المكتوبة , و تؤتي الزكاة المفروضة , و تصوم رمضان , و تحج البيت , ثم قال صلى الله عليه و سلم : إلا أدلك على أبواب الخير , الصوم جنة , و الصدقة تطفأ الخطيئة كما تطفأ الماء النار , و صلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا و مما رزقناهم ينفقون } ألا أخبرك برأس الأمر و عموده و سنامه , رأس الأمر الإسلام من أسلم سلم , و عموده الصلاة , و ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ,ألا أخبرك بملاك ذلك كله- كفى عليك هذا و أشار إلى لسانه –
_ اسمع و أسمعي _ كفى عليك هذا , قال : يا نبي الله و إنا لمواخذون بما نتكلم به قال : ثكلتك أمك يا معاذ , و هل يكب الناس على وجوههم إلا حصاد ألسنتهم ) حديث صحيح .

هذا هو الطريق .. لكن في الطريق عقبات .. نعم عقبات .. فتن و شهوات لان الجنة حفت بالمكارة , و حفت النار بالشهوات قال الله : { زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة والأنعام و الحرث ذلك متاع الحياة الدنيا و الله عنده حسن المآب } هل يتجاوزونها ؟؟ نعم يتجاوزونها إذا عرفوا ثمن الثبات قال الله : { قل أئباكم خير من ذلكم للذين أتقو عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و أزواج مطهره و رضوان من الله و الله بصير بالعباد } من هم أصحاب هذه المنازل و أصحاب هذه الدرجات ؟؟ الذين يقولون { ربنا إننا أمنا فأغفر لنا ذنوبنا و قنا عذاب النار } صفاتهم .. الصابرين بقلوبهم .. و الصادقين بأرواحهم .. و القانتين بنفوسهم .. و المنفقين بأموالهم .. و المستغفرين بألسنتهم ..اللهم اجعلنا منهم و معهم ..
أسمع الطريق : ( إن الصدق يهدي إلى البر إن البر يهدي إلى الجنة و لا يزال الرجل يصدق و يتحرأ الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) ..

إليك و إلا لا تشد الركاب *** و منك و إلا فلمؤمل خابٌ
و فيك و إلا فالغرام مضيعا *** و عنك و إلا فلمحدث كاذبٌ

أعلم أنه إذا عرف الثمن هانت العقبات .. أخرج البخاري و مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أن الله يقول : لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا و سعديك فيقول لهم : هل رضيتهم ؟ فيقولون و ما لنا لا نرضى ؟! و قد أعطينتا ما لم تعطي أحدا من خلقك فيقول : أنا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا : يا ربنا فأي شيئا أفضل من ذلك ؟! أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ..

هنيئا لمن أضحى و أنت حبيبه *** و لو أن لوعات الغرام تذيبه

أيها المشتاق للقاء في جنات النعيم .. ليكن بيت الخلوة , و طعامك الجوع , و حديثك المناجاة فإما أن تموت بداك , و إما أن تصل إلى دواءك ..

أخيرا أحبتي ..

ها نحن في بيت الله التقينا .. و أوشك اللقاء على النهاية .. سنفترق في دروب الحياة و كلنا أمل و رجاء و حسن ظن بالله أن يكون الملتقى الجنة ..

لئن لم نلتقي في الأرض يوما *** و فرق بيننا كأس المنونٍ
فموعدنا غدا في دار خلدٍ *** بها يحيا الحنون مع الحنونٍ

يا من أحل الصادقين دار الكرامة .. و أورث البطالين منازل الندامة .. اجعلني و من حضر من أفضل أوليائك زلفى .. و أعظمهم منزلة و قربتة تفضلا منك علي , و على أخواني و أخواتي ..يوما تجزي الصادقين بصدقهم .. يا أكرم من رجي .. و يا أحق من دعي .. و يا خير من أتقي .. أمنن علينا بغفرانك .. و عاملنا بفضلك و إحسانك .. و هب لنا نورا من أنوارك .. و ذكرا من أذكارك .. و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين و لا أقل من ذلك .. أجعل لنا لسان صدق في الآخرين .. و اجعلنا من ورثة جنة النعيم .. و نجنا من عذابك و نيرانك .. و أغفر لنا و لوالدينا و لجميع المسلمين الأحياء منهم و الميتين .. و الحاضرين منهم و الغائبين .. اللهم أجعل ملتقنا بعد تفرقنا في دنيانا في جناتك ..أجعل خير عمرنا أخره .. و خير عملنا خواتيمه .. و خير أيامنا يوم نلقاك .. اللهم أجمع شملنا و وحد صفنا .. و أصلح ولاة أمورنا .. و أغفر لنا و ارحمنا .. و انصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين .. أستغفر الله العظيم .. و صلى الله على محمد و صحبه أجمعين ..

سبحان ربك رب العزة عما يصفون , و سلام على المرسلين , و الحمد لله رب العالمين .


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 26 - 9 - 2014, 12:39 AM   #109



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



" المؤمن بين الإخلاص والرياء"




الخطبة الأولى


إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }

{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }

{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيِمَاً }


أما بعد :

فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

عباد الله ..

إنَّ الإخلاص هو حقيقة الدين ، ومفتاح دعوة المرسلين .. قال سبحانه : { وَ مَنْ أَحْسَنُ دِينَاً مِمَنْ أَسْلََمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِن } .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( قال تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معيَ فيه غيري تركته وشركه ) رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلّم : ( من تعلَّم علماً مما يُبتغى به وجه الله عزَّ وجل لا يتعلَّمه إلاَّ ليصيب به عَرَضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة ـ يعني ريحها ـ يوم القيامة ) رواه أبو دواد .

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جداً .

أحبتي ..قد يقول قائل ماهو الإخلاص الذي يأتي في الكتاب والسنة وفي استعمال السلف الصالح رحمهم الله ..

فأقول : لقد تنوَّعت تعاريف العلماء للإخلاص ، ولكنها تصبُّ في معين واحد

ألا وهو أن يكون قصد الإنسان في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة خالصة لوجه الله تعالى لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس .

قال الفضل بن زياد : سألت أبا عبد الله ـ يعني الإمام أحمد بن حنبل ـ سألته عن النية في العمل ، قلت : كيف النية ، قال : يعالج نفسه إذا أراد عملاً لا يريد به الناس ..أن يعالج نفسه فإذا أراد عملاً لا يريد به إلا وجه الله تبارك تعالى ..

قال أحد العلماء : نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا : أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى لا يمازجه نفسٌ ولا هوىً ولا دنيا .

عباد الله ..

إنَّ شأن الإخلاص.. إنَّ شأن الإخلاص مع العبادات بل مع جميع الأعمال ، حتى المباحة لعجيب جداً ..

فبالإخلاص يعطي الله على القليل الكثير ، وبالرياء وترك الإخلاص لا يعطي الله على الكثير شيئاً ، ورُبَّ درهم سبق مئة ألف درهم ..

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والنوع الواحد من العمل ... والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمن فيه إخلاصه وعبوديته لله فيغفر الله به كبائر الذنوب ، كما في حديث البطاقة ..

وحديث البطاقة كما أخرجه الترمذي وحسنَّه النسائي وابن حبَّان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة .. يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فيُنشر له تسعة وتسعين سجلاً كل سجِّلٍ منها مدَّ البصر ، ثم يقال : أتنكر من هذا شيئاً !! أظلمك كتبتي الحافظون !! فيقول : لا يا ربي ، فيُقال : أفَلك عذر أو حسنة فيها ؟! فيقول الرجل : لا يا ربي ، فيُقال : بلى .إنَّ لك عندنا حسنة ..إنَّ لك عندنا حسنة ، وإنه لا ظلم عليك اليوم ، فيُخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، فيقول : يا ربّي ما هذه البطاقة !.. ما هذه البطاقة ، وما تصنع مع هذه السجلات من الذنوب ! ، فيُقال : إنك لا تظلم اليوم . فتوضع السجلات في كفة و البطاقة في كفة ، فتطيش السجلات وتثقل البطاقة ) صححه االذهبي رحمه الله .

قال ابن القيم رحمه الله : فالأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها ، وإنما تتفاضل بتفاضلها في القلوب ، فتكون صورة العملين واحدة ، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض .

قال : ومن تأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة ، ويقابلها تسعة وتسعين سجلاً كل سجل منها مدَّ البصر تثقل البطاقة وتطيش السجلات فلا يُعذَّب صاحبها ..

ومعلوم أنَّ كل موحد له هذه البطاقة وكثير منهم يدخل النار بذنوبه لقلة إخلاصه في توحيده لربِّه تبارك وتعالى .

ومن هذا أيضاً : حديث الرجل الذي سقى الكلب .. وفي رواية بغيٌ من بغايا بني إسرائيل ـ زانية ـ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال:( بينما رجل يمشي بطريق اشتدَّ عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي قد بلغ مني ، فنزل البئر فملاً خفه ماءً ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له ) ، قالوا : يا رسول الله إنَّ لنا في البهائم أجراً ، فقال : ( في كل كبدٍ رطبة أجر ) متفق عليه .

وفي رواية البخاري ( فشكرالله له فغفر له فأدخله الجنة ).

قد ترى أنَّ العمل بسيط ، لكن خالط من العمل الإخلاص الشيء الكثير .

ومن هذا أيضاً ما رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لقد رأيت رجلاً يتقلَّب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) ، وفي رواية : ( مرَّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال : والله لأنحينَّ هذا .. والله لأنحينَّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأُدخل الجنة ) ..

بعمل بسيط أخلصه لله ربِّ العالمين كان سبباً في دخوله الجنة .

قال شيخ الإسلام رحمه الله معلقاً على هذا الحديث ـ حديث البغي التي سقت الكلب ـ ، وحديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق .. قال رحمه الله : فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر الله لها ، وإلا فليست كل بغي سقت كلباً يُغفر لها .

فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال ..

إنه سرُّ الإخلاص الذي أودعه الله قلوب عباده الصادقين..

عباد الله ..

وفي المقابل نجد أنَّ أداء الطاعة بدون إخلاص وصدق مع الله لا قيمة لها ولا ثواب لها عليها ، بل صاحبها معرَّض للوعيد الشديد ، وإن كانت هذه الطاعة من الأعمال العظام كالإنفاق في وجوه الخير ، والقتال ، بل وطلب العلم الشرعي ، كما جاء في حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلَم يقول : ( إنَّ أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ اُستشهد فأُتي به فعرَّفه نعمته فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟! قال : قاتلت فيك حتى اُستشهدت ، قال : كذبت ، ولكنك قاتلت ليقال جرئ و لقد قيل ، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار ..

وآخر تعلَّم العلم وعلَّمه ، وقرأ القرآن . فأُتي به فعرَّفه الله بنعمته عليه فعرفها ، قال : فما عملت ؟! قال : تعلَّمت العلم وعلَّمته وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت .ولكن تعلَّمت ليقال عالم و قارئ و قد قيل ، ثم يؤمر به فيُسحب على وجهه في النار فيُلقى فيها والعياذ بالله.

وآخر وسَّع الله عليه وأعطاه من صنوف المال. فأُتي به فعرَّفه الله نعمه عليه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ، ألا أنفقت فيها ؟!، قال : ما تركت من سبيل تحبُّ أن يُنفق فيها لك إلا أنفقت فيه ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال جواد وقد قيل ، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار )

إنه الإخلاص الذي يجعل للأعمال قيمة عند الله تبارك وتعالى ، فلا إنفاق، ولا استشهاد ، ولا قراءة قرآن ... إلا بالإخلاص لله ربِّ العالمين

عباد الله ..

من أجل ذلك فقد كان سلفنا الصالح من أشدِّ الناس خوفاً على أعمالهم من أن يخالطها الرياء أو تشوبها شائبة الشرك فكانوا رحمهم الله يجاهدون أنفسهم في أعمالهم وأقوالهم كي تكون خالصة لوجه الله تبارك وتعالى .

ولذلك لما حدَّث يزيد بن هارون بحديث عمر رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات ) والإمام أحمد جالس ، فقال الإمام أحمد ليزيد : يا أبا خالد : هذا والله هو الخناق ..هذا والله هو الخناق أن تجعل عملك خالصاً لوجه الله تبارك وتعالى.

وقال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشدّ عليَّ من نيتي لأنها تتقلب عليَّ في كل حين .

وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.

وقال بعض السلف : من سرَّه أن يُكمَّل له عمله فليُحسِّن نيته فإنَّ الله عز وجل يأجر العبد إذا أحسن نيته حتى باللقمة يأكلها

قال سهل بن عبدالله التستري : ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب .

وقال ابن عيينة : كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله : اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت .

وهذا خالد بن معدان رحمه الله إذا عظمت حلقته من الطلاب ، قام خوف الشهرة والرياء.

وهذا محمد بن المنكدر يقول : كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت على طاعة الله.

وهذا أيوب السختياني كان يقوم الليل كله فإذا جاء الصباح رفع صوته كأنه قد استيقظ من حينه .

وكان رحمه الله إذا حدَّث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم يشتدُّ عليه البكاء وهو في حلقته ، فكان يشدُّ العمامة على عينه ويقول : ما أشدَّ الزكام.. ما أشدَّ الزكام..

وهذا عبد الواحد بن زيد يخبرنا بحديث عجيب حصل لأيوب وقد عاهده ألاَّ يخبر إلا أن يموت أيوب ـ إذ لا رياء يومئذ ـ ، قال عبدالواحد : كنت مع أيوب فعطشنا عطشاً شديداً حتى كدنا نهلك ، فقال أيوب : تستر علي ، قلت : نعم إلا أن تموت، قال : عبد الواحد فغمز أيوب برجله على حِراءٍ فتفجَّر منه الماء فشربت حتى رويت وحملت معي.

كانت بينهم وبين الله أسرار لو أقسم منهم على الله أحد لأبرَّه إلا لإخلاصهم وصدقهم مع الله تبارك وتعالى .

وقال أبو حازم :لا يحسن عبدٌ فيما بينه وبين ربه إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ، ولا يعوِّر ما بينه وبين الله إلا أعوَّر الله ما بينه وبين العباد ، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها.

هذا داود ابن أبي هند يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله .. كان له دكَّان يأخذ طعامه في الصباح فيتصدق به ، فإذا جاء الغداء أخذ غداءه فتصدق به ، فإذا جاء العشاء تعشى مع أهله ...

أربعين سنة وهم لا يدرون بصيامه .

وكان رحمه الله يقوم الليل أكثر من عشرين سنة ولم تعلم به زوجته .

سبحان الله..انظر كيف ربّوا أنفسهم على الإخلاص وحملوها على إخفاء الأعمال الصالحة.. فهذه زوجته تضاجعه وينام معها ، ومع ذلك يقوم عشرين سنة أو أكثر ولم تعلم به وبقيامه ..

أي إخفاء للعمل كهذا ! ، وأي إخلاص كهذا !، وأي أسرار كانت بينهم وبين الله !.

فأين بعض المسلمين اليوم ؟! أين بعض المسلمين اليوم الذي يحدِّث جميع أعماله ، ولربما قام ليلة من الدهر لعلم به الأقارب والجيران والأصدقاء ..

ولو تصدَّق بصدقة أو أهدى هدية أو تبَّرع بمال أو عقار أو غير ذلك لعلمت الأمة في شرقها وغربها.

إني لأعجب من هؤلاء! أهم أكمل إيماناً وأقوى إخلاصاً من هؤلاء السلف ، بحيث أنَّ السلف يخفون أعمالهم لضعف إيمانهم وهؤلاء يظهرونها لكمال الإيمان ..

عجباً ثم عجباً ...

أوصيك أيها الغالي ..

إذا أردت أن يحبك الله ، وأن تنال رضاه فما عليك إلا بصدقات مخفية لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك فضلاً أن يعلمه الناس .

وما عليك إلا بركعات إمامُها الخشوع ، وقائدها الإخلاص تركعها في ظلمات الليل بحيث لا يراك إلا الله ، ولا يعلم بك أحد ..

فلما أخفوا أعمالهم أخفى الله لهم من الأجر ما الله به عليم { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِنْ قُرَةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

إنَّ تربية النفس على مثل هذه الأعمال لهو أبعد لها عن الرياء وأكمل لها في الإخلاص.

وقد كان محمد بن سيرين رحمه الله يضحك في النهار حتى تدمع عينه ، فإذا جاء الليل قطعه بالبكاء والصلاة .. ومن خير الناس ( بسَّام بالنهار بكَّاءٌ في الليل )

الإخلاص سرٌّ بين العبد وبين ربّه لا يعلمه مَلَكٌ فيكتبه ، ولا شيطانٌ فيفسده .


اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا واجعلها خالصة لوجهك ثواباً على سنّة رسولك

آمين يار بَّ العالمين


أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفورالرحيم



الخطبة الثانية


الحمد لله .. الحمد لله الذي خلق فسوَّى ، والذي قدَّر فهدى ، والذي أخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ..

عباد الله ..أوصيكم ونفسي بتقوى الله

اتقوا الله عباد الله ..

ومن تقواه إخلاص العبودية لله ربِّ العالمين..

اعلموا أنَّ الإخلاص ينافيه عدة أمور. من حبِّ الدنيا ، والشهرة ، والشرف ، والرياء ،والسمعة ، والعُجب .

والرياء : هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس فيحمدوا صاحبها...فهو يقصد التعظيم والرغبة أوالرهبة فيمن يرائيه.

وأما السمعة : فهي العمل لأجل إسماع الناس.

وأما العُجب : فهو قرين الرياء ، والعُجب : أن يُعجب الإنسان بعبادته ، ويرى نفسه بعين الإعجاب ..

وكل هذه من مهلكات الأعمال

وهناك أحبتي مسالك دقيقة جداً من مسالك الرياء يوقع الشيطان فيها العبد المؤمن من حيث يشعر أو من حيث لا يشعر..

سأذكر بعضاً منها .. سأذكر بعضاً منها وإلا فالحديث طويلٌ جداً عن الرياء والعجب، ولكن حسبي أن أورد لك ثلاثةً من تلك المسالك الدقيقة للرياء ، وهذه المسالك غالباً ما يقع فيها الصالحون إلا من رحم الله.

أما أولها :

فما ذكره أبو حامد الغزالي حيث قال أثناء ذكره للرياء الخفي ، قال : وأخفى من ذلك أن يختفي العامل بطاعته بحيث لا يريد الإطلاع ، ولا يُسرُّ بظهور طاعته . ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدأوه بالسلام ، وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير، وأن يثنوا عليه ، وأن ينشطوا في قضاء جوائجه ، وأن يسامحوه في البيع والشراء ، وأن يوسعوا له في المكان .. فإن قصَّر فيه مقصِّر ثقل ذلك على قلبه ، ووجد لذلك استبعاداً في نفسه كأنه يتقاضى الاحترام على الطاعة التي يفعلها ..كأنه يتقاضى الاحترام على الطاعة التي يعملها.. أخفاها عن الناس ولكنه أراد ثوابها توقيراً واحتراماً من الناس.

وذلك أمر يوشك أن يقع فيه الكثير من الناس إلا من رحم الله.

أما ثانيها :

فهو أن يجعل الإخلاص لله وسيلة لا غاية ولا قصداً ، فيجعل الإخلاص وسيلةً لأحد المطالب الدنيوية .

وقد نبَّه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على تلك الآفة الخفية فكان مما قال رحمه الله :

حُكي أنَّ أبا حامدٍ الغزالي بلغه أنه من أخلص لله أربعين يوماً تفجَّرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ..قال : فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجَّر شيء .. فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجَّر شيء ، فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي : إنما أخلصت للحكمة ولم تخلص لله تبارك وتعالى .. إنما أخلصت لتتفجَّر الحكمة بين يديك وعلى لسانك ولم تخلص لله ربّ العالمين.

وهذا مسلك خطير كما سمعت وقليل من يتفطَّن له.

والأمثلة عليه كثيرة من الواقع .. فتجد بعض الناس يكثر من الأعمال الصالحة في أيام الاختبارات كصيام النوافل ، وقيام الليل ،وكثرة الصلاة ، والخشوع .. وقلبه منعقد على أنه إذا أكثر من العبادات سيُوفق في اختباره ، أو سيفوز بوظيفة ما ..

فهذا إنما أخلص للإختبارات والوظيفة ، وما أخلص لله ربِّ العالمين .

ومن ذلك أيضاً أن يذهب بعض الناس إلى المسجد ماشياً ، أو يحج كل سنة ، أو غير ذلك من العبادات التي فيها رياضة..

إنما أراد أن ينشِّط جسمه ، وما أراد وجه الله تبارك وتعالى .

قال الحافظ بن رجب رحمه الله : فإن خالط نية الجهاد مثلاً نية غير الرياء مثل أخذ أجرة

للخدمة ، أو أخذ شيء من الغنيمة ، أوالتجارة ، نقص بذلك أجر جهادهم ولم يبطل بالكلية ..

بل اجعل مشيك وحجك وجهادك عبادة خالصة لله تعالى .

وهذه الأشياء تحصل تبعاً للإخلاص .. وهذه الأشياء تحصل تبعاً للإخلاص الذي ينعقد في القلب.

أما ثالث هذه المسالك الدقيقة :

وهو ما أشار إليه الحافظ بن رجب رحمه الله بقوله : ها هنا نكتة دقيقة وهي أنَّ الإنسان قد يذمّ نفسه بين الناس.. أنَّ الإنسان قد يذمّ نفسه بين الناس يريد بذلك أن يُري الناس أنه متواضع عند نفسه ، فيرتفع بذلك عندهم و يسقط من عين الله .. فيرتفع عند الناس ويسقط من عين الله ، فيمدحونه وهو ساقط من عين الله.

وهذا من دقائق أبواب الرياء ، وقد نبَّه عليه السلف الصالح ..( يأتي أقوام يوم القيامة بأعمال مثل جبال تهامة بيضاء يجعلها الله هباءً منثوراً ) { الذِّي خََلَقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }




اللهم اجعل عملنا في رضاك خالصاً لوجهك الكريم

اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلمه ونستغفرك اللهم مما لا نعلم.

اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..

اللهم حبّب إلينا الإيمان ، وزيّنه في قلوبنا ، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان

اجعلنا يا ربنا من الراشدين

و أرنا الحق حقَّاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اجمع شملنا ، وحّد صفنا ، أصلح ولاة أمورنا

انصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين

آمنا في أوطاننا

أصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك

يا ربَّ العالمين

انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك ..

انصر من نصرهم واخذل من خذلهم ..

قوي عزائمهم ..

واربط على قلوبهم..

وثبِّت الأقدام ..

اللهم فك أسرانا في فلسطين، وفي الشيشان، وأفغانستان، والعراق ، وفي كل مكان

يا ربَّ العالمين

اللهم هيئ لهم من أمرهم رشداً ، وهيء لهم من أمرهم مرفقاً

يا ربَّ العالمين

اللهم عليك بأعداء الملة والدين من االنصارى واليهود الغاصبين ومن الشيوعيين والوثنيين والمنافقين .

اللهم اشدد وطأتك عليهم إنهم لا يَخفون عليك

ياقوي يا عزيز ، يا عليم يا خبير

ربَّنا ظلمنا أنفسنا وإلا تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

عباد الله

{إِنَّ اللهَ يَأمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإيتََاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَكُم تَذَكَّرُونَ}

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم

{ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنعُونَ }


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 26 - 9 - 2014, 12:40 AM   #110



 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4397يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله.يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة خلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا. واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. أما بعد، فإن اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
معاشر الأحبة غدا يدخل البنون والبنات قاعات الامتحانات. وإننا لنرى من الاستعدادات في البيوت الشيء الكثير تغيرت مواعيد الطعام والشراب، تغيرت مواعيد الاستيقاظ ومواعيد المنام، الآباء في قلق والأمهات على حذر. والبنون والبنات أعصابهم متوترة. مكوث في المساجد ودعاء بعد الصلوات وطلب الدعاء من فلان ومن فلان. غدا الامتحانات. غدا الامتحانات. أقول أربعوا على أنفسكم. فما من امتحان إلا وهناك امتحان أصعب واشد منه. القضية هينة القضية من استعد منذ بداية العام فلن يحمل هم، على مدى عام وهو على أتم الاستعداد، على ثقة بنفسه وقبلها على ثقة برب العالمين انه سيكون معه وسيثبته ويؤيده.وكذلك هي. أما من فرط وسوف وأخر حتى قبل الامتحان بأيام فهذه أو هذا أحوالهم أحوال، أحوال لا يعلم بها إلا الله من جد وجد ليس كمن نام ورقد، ومن طلب العلى سهر الليالي، وقضية الاستعداد للامتحان لا تأتي قبل الامتحان بيوم أو بيومين فالقضية استعداد منذ بداية العام أقول أربعوا على أنفسكم فمن وفق فبتوفيق من الله تبارك وتعالى ومن لم يوفق يرضى بقضاء الله وقدره. وإمكانية التعويض موجودة فدور أول ودور ثاني وان لم يوفق في الدور الثاني هناك فرصة على أن يعيد العام مرة ثانية. ماذا يتقرر على النجاح في هذه الامتحانات؟ انتقال من مرحلة إلى مرحلة! ثم ماذا؟ إن أنهى السنوات الدراسية سيتقدم إلى الوظيفة، وظيفة تدر عليه في كل شهر آلاف معدودة . ثم على فرض انه وفق ونال الشهادة ونال الوظيفة. ثم ماذا، ماذا بعد هذا كله؟ غدا سيدخل البنون والبنات قاعات امتحان مجهزة مكيفة الإضاءة فيها على أكملها وأوجها يخدمون في القاعات تقرأ عليهم الأسئلة ويهون عليهم من أمرها ويمر عليهم من يخدمونهم ويسقونهم الماء البارد ويذكرونهم أن الوقت كذا وكذا. فالأمر هين. ولكن كيف بي وبك وقد انتقلنا الى لجنة اختبارات اخرى، والى قاعة امتحانات اخرى والى لجان غير اللجان التي نعرفها. لجنة ومكان امتحان سيدخله القاصي والداني ولا فرق هناك بين غني وفقير ولا ذكر ولا انثى ولا عزيز ولا ذليل. اللجنة هناك تختلف تمام الاختلاف ومكان الاختبار ايضا يختلف تمام الاختلاف. كيف بك اذا عالجت سكرات الموت وبدأت ساعات الامتحان الرهيبة ساعة لا بد ان تنزل لكل واحد منا. انت تفعل كل شيء باختيارك، تغدو الى السوق باختيارك وتذهب الى الوظيفة باختيارك بل تأتي الى المسجد باختيارك، لكنك لن تموت باختيارك ولن تدخل القبر باختيارك. ستموت رغما عنك وستدخل القبر غصبا عنك رضيت ام لم ترضى. هذا هو الامتحان الذي لا بد ان نستعد له في كل لحظة. ان كانوا قد حددوا لامتحانات الدنيا موعدا فامتحان القبر ليس له موعد محدد. ليس له موعد معين يأتيكم بغتة وانتم لا تشعرون. هناك اللجنة تختلف تمام الاختلاف وايضا مكان الاختبار يختلف تمام الاختلاف. مكان الاختبار القبر طوله اذرع قليلة وعرضه اذرع قليلة لا تستطيع الحركة فيه كما تشاء. حين تدخل استعدادا للامتحان انت لا تدري كيف ستكون النتيجة. ولكنك على مدى عمر كامل وانت تستعد لذلك الامتحان. اسئلة الامتحان معروفة أعطيتها وتعطاها في كل يوم. اسئلة ثلاثة ستقدم لك في ذلك المكان. النور والاضاءة غير موجودة. لا خدمة ولا مكيفات بل انقطع الهواء وانقطع كل شيء وانقطعت عن العالم تماما. انت الان في عالم آخر. انت الان في عالم القبور. في عالم الظلمة. في عالم التراب. التراب يحيط بك من كل الجهات والظلام يحيط بك من كل الجهات. وانت لا تدري ماذا سيحصل لك في تلك اللحظات، لكنك اعطيت اسئلة ثلاثة حتى تستعد للاجابة عليها في ذلك الوقت. من قالها وافلح في الاجابة عنها فقد فاز وأري مقعده من الجنة، ومن لم يفلح وتردد وتلعثم في الاجابة أري مقعده من النار. لا مجال للتعويض ليس هناك دور ثاني تعطى. أعطيت الفرصة عمر كامل من اربعين او خمسين او ستين سنة حتى تستعد للاجابة. اللجنة تختلف ليست كلجان القاعات بشر امثالنا نتكلم معهم ويتكلمون معنا ويهونون علينا الامر. هناك ستوسد التراب وسيحيط بك الظلام من كل ناحية وسيذهب عنك الاهل والاحباب. يا مسكين ستسمع قرع نعالهم سينادى عليك ذهبوا وتركوك وفي التراب وضعوك وللسؤال اربوك ولو بقوا معك ما نفعوك ولن ينفعك الا انا وانا الحي الذي لا يموت. وجاءت سكرة الموت بالحق. الحق انك ستموت. الحق انك ستأتيك ملائكة اما ملائكة رحمة او ملائكة عذاب. الحق انك ستعرض للسؤال. الحق انك سترى اما جنة واما نار. فكيف سيكون الحال؟ وكيف سيكون السؤال؟ بل ليت شعري كيف سيكون الجواب؟ واين سيكون المصير؟ هل ترى مقعدك من الجنة ام ترى مقعدك من النار؟ ان ساكن الدنيا لا بد ان يعلم انه سينتقل من هذه الدار الى دار اخرى يا ساكن الدنيا ان مثواك القبر غدا. فماذا اعددت للقبر؟ والقبر كل يوم يناديك. يا ابن ادم القبر كل يوم يناديك. تمشي في جماعة على الارض وسوف تقع وحيدا في بطني. تسرح وتمرح وتضحك على الارض وسوف تبكي وحيدا في بطني. يا ابن ادم تاكل الحرام وتاكل اموال اليتامى وتاكل اموال الربا وسوف ياكلك الدود وحيدا في بطني. يا ابن ادم تنظر الى الحرام وتسمع الى الحرام وسوف ترى الاهوال في بطني. والقبر فاذكره وما وراءه فما لاحد عنه براءة وانه للفيصل الذي به يعرف ما للعبد عند ربه والقبر روضة من الجنان او حفرة من حفر النيران. الاسئلة معروفة يعرفها الصغير والكبير. من ربك؟ وما دينك؟ ومن هو ذلك الرجل الذي بعث فيكم؟ انه اختبار للتوحيد اختبار للصدق اختبار للاتباع صدق الاتباع. انها رحلة سيمر بها كل واحد منا شاء ام أبى. رحلة تبدأ منذ الاحتضار بل قل منذ ان تخرج من هذه الحياة تخرج من دار اولى هي بطن امك تخرج تبكي على فراقك لبطن امك فلما ترى النور تفرح انك خرجت من بطن امك ثم سنواتوسنوات وتاتيك ساعة الاحتضار فتنقل من تلك الدار التي فرحت بالخروج اليها الى دار اخرى. ان كنت قد استعددت لها ستفرح انك فارقت الحياة. فما عند الله خير وابقى للذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون. ثم ستنتقل ايضا من تلك الدار الى الدار الابدية اما جنة واما نار. مراحل واطوار يمر بها كل واحد منا
يا ابن ادم انت الذي ولدتك امك باكيا والناس حولك يضحكون سرورا. فاعمل لنفسك ان تكون اذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا. عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال(( بينما كنا في جنازة مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار ولما يلحد بعد جلسنا عند شفير القبر وكان بيده صلى الله عليه وسلم عصاة نكث بها على التراب ثلاثا ثم قال استعيذوا بالله من عذاب القبر استعيذوا بالله من عذاب القبر استعيذوا بالله من عذاب القبر ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان في ادبار من الدنيا واقبال من الاخرة _ يعني في ساعة الاحتضار_ جاءته ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة وجلسوا منه مد البصر ثم جاء ملك الموت عليه السلام وجلس عند رأسه فيقول يا ايتها النفس الطيبة اخرجي الى رب راض عنك وغير غضبان ايتها النفس الطيبة ابشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فتسل روحه كما يسل القطر من السقاء حتى اذا قبضها ملك الموت لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين حتى يلبسوه ذلك الكفن الذي من الجنة ويحنطوه بذلك الحنوط الذي من الجنة فتخرج منه رائحة كأطيب رائحة مسك وجدت على وجه الارض فما يمر على ملأ من الملائكة الا قالوا من هذه الروح الطيبة صاحبة الريح الطيب فيقال هذا فلان ابن فلان ينادى عليه باحب اسمائه التي كان ينادى بها في الدنيا ثم يعرج به الى السماء حتى اذا جاؤوا الى السماء الاولى واستفتحوا له فتح له وشيعه مقربوا تلك السماء الى السماء التي تليها حتى اذا بلغوا السماء السابعة نادى منادِ الله ان اكتبوا كتاب عبدي في عليين وارجعوه الى الارض فاني منها خلقتهم وفيها اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى فتعاد روحه في قبره فياتيه ملكان- يبدأ الامتحان تدخل قاعة الامتحان راغما غير راغب- انفاسهما كاللهب اصواتهما كالرعد القاصف وابصارهما كالبرق الخاطف. قال الصحابة من يستطيع ان يجيب وهذا هو منظر الملكين؟ فقال صلى الله عليه وسلم يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله من يشاء. فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان من ربك؟ وما دينك؟ ومن هو ذلك الرجل الذي بعث فيكم؟ اما العبد المؤمن اما العبد الصادق اما العبد المحافظ على الصلوات التارك للفواحش والمنكرات فيقول ربي الله حقا ونبي محمد صدقا وديني الاسلام. فينادي منادي الله ان صدق –تظهر النتيجة ان صدق- فافرشوا له فراشا من الجنة والبسوه لباسا من الجنة ويحنطوه بحنوط من الجنة ويوسع له في قبره مد البصر فياتيه رجل ابيض الوجه طيب الشمائل. فيقول من انت؟ فوجهك والله الذي لا ياتي الا بالخير فيقول ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد انا عملك الصالح فتفتح له نافذة من الجنة فياتيه من روحها وريحانها ويرى مقعده من الجنة فيقول ربي اقم الساعة ربي اقم الساعة ربي اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي فيقال نام كما تنام العروس. هذا حال من؟ هذا حال الذي صلى الفجر في جماعة هذا حال الذي طهر السمع والبصر لا اغاني ولا شاشات ولا قنوات ولا اشرطة المحرمات . انه اختبار للتوحيد. من ربك؟ من يستطيع ان يقول ربي الله الا من اطاع الله وتعرف على الله لم يخدع الله لم يستعن الا بالله لم يعطي الا لله ولم يمنه الا لله ولم يغضب الا من اجل الله حياته كلها لله فيثبته الله لم يشرك بالله. لا سحرة لا كهنة لا شعوذة لا عرافين. لم يقسم الا بالله. وما قدم النذور الا لله وما ذبح الا لله ولم يستغث الا بالله. فينجح باختبار التوحيد ثم اختبار للصدق. وما دينك؟ قال ديني الاسلام. الاسلام المبني على خمسة اركان على شهادة التوحيد على اقامة الصلوات فاين المصلون؟ صلاة الفجر تئن وتشتكي وباقي الصلوات تئن وتبكي والمسلمون يمرون على المساجد كأن الامر لا يعنيهم فتسأل يا مسكين. اذا وسد العبد في قبره جاءته الاعمال الصالحة جاءته صلاته جاءه قرآنه جاءه ذكره وتسبيحه وتهليله يدرؤون عنه العذاب. فيرسل الله عليه طائفة من العذاب فتاتي من رأسه فيردها القران فتقول والله بالليل والنهار يقرأ القران والله اتعب ليله ونهاره وهو يقرا القران فلا مدخل لك عليه. فيأتي العذاب من بين يديه فترده الصدقات والصلوات تقول عنك والله ما ارتاح إلا الآن في قبره. حتى وضوءه يدافع عنه في قبره. فماذا اعددنا للامتحان؟ وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان. يا عجبا للناس لو فكروا حاسبوا انفسهم اظفروا وعبروا الدنيا إلى غيرها إنما الدنيا لهم معبر. لا فخر إلا فخر أهل التقى غدا إذا ضمهم المحشر. ليعلمن الناس أن التقى والبر كان خير ما يدخر.
نفعني الله وإياكم بالقران العظيم . ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله فمن تقوى الله الاستعداد للامتحان قال جل في علاه (( افحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)) فتعالى الله الملك الحق لا اله إلا هو رب العرش الكريم. الخسارة ليست الخسارة في الدنيا لكن الخسارة أن تنادي بأعلى الصوت رباه ارجعون فلا يستجاب لكم حيل بينهم وبين ما يشتهون. أما العبد الكافر فقال صلى الله عليه وسلم (( أما العبد الكافر أما العبد الفاجر إذا كان في إقبال من الدنيا إذا كان في إدبار من الدنيا وإقبال من الآخرة جاءته ملائكة سود الوجوه معهم كفن من أكفان النار وحنوط من حنوط النار وجلسوا منه مد البصر فيأتيه ملك الموت فيقول يا أيتها الروح الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتسل روحه كما ينزع السفود من القطن فإذا قبضها ملك الموت لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين حتى يلبسوه ذلك الكفن الذي من النار ويحنطوه بذلك الحنوط الذي من النار فتخرج منه رائحة كأنتن رائحة وجدت على ظهر الأرض ثم يعرج به إلى السماء فما يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا من هذه الروح الخبيثة؟ صاحبة الريح الخبيث فيقال هذا فلان ابن فلان ينادى بأقبح أسمائه التي كان ينادى بها في الدنيا حتى إذا وصلوا إلى أبواب السماء واستفتحوا له لم يفتح له ثم قرأ صلى الله عليه وسلم (( إن الذين استكبروا عن آياتنا لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)) - ان الذين استكبروا عن آياتنا لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط إنها رحلة سأمر بها أنا وأنت شئت أم أبيت- فيستفتحون له فلا يفتح له ثم ينادي مناد الله أن اكتبوا كتابه في سجين وأعيدوه إلى الأرض فاني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في قبره فيأتيه الملكان فيقعدانه فيقولان من ربك؟ فيقول هاه هاه لا ادري - ما صلى الفجر في جماعة ولا حفظ الجوارح والأركان وما قدروا الله حق قدره- ويقولان من ربك؟ فيقول هاه هاه لا ادري فيضربانه بمطرقة على رأسه فيخر في الأرض سبعين خريفا حتى إذا أفاق قالا له وما دينك؟ قال هاه هاه لا ادري فيضربانه حتى يخر في الأرض سبعين خريفا حتى إذا أفاق أقعداه وسألاه ومن هو ذلك الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول قد سمعت الناس يقولون كذا وكذا فيقال فتظهر النتيجة لا دريت ولا سليت وينادي مناد الله أن كذب فافرشوا له فراشا من النار والبسوه لباسا من النار وحنطوه بحنوط من النار ويضيق عليه في قبره حتى تختلج أعضاءه فيأتيه رجل قبيح المنظر قبيح الرائحة فيقول من أنت؟ فوجهك والله الذي لا يأتي إلا بالشر فيقول ابشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد أنا عملك السيئ أنا تركك للصلوات أنا نومك عن الفجر والعصريات أنا الأغاني أنا الربا أنا الغيبة والنميمة أنا السب واللعان أنا الشاشات والقنوات فيقول من أنت؟ فوجهك والله الذي لا يأتي إلا بالشر وقال الذين امنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة. فكيف سيكون الحال إذا سئلت وتلعثمت تطلب الرجوع الى الدنيا فلا يستجاب لك أو لم نعمركم؟ ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ينادون بأعلى الصوت رباه ارجعون فلا يستجاب لهم ويفتح له نافذة من النار فيأتيه من حرها وسمومها فيقال له هذا مقعدك من النار فيصيح بأعلى الصوت ربي لا تقم الساعة ربي لا تقم الساعة ربي لا تقم الساعة أنت الآن في فترة الإعداد للاختبار والامتحان. أسألك بالله العظيم لو جاءك ملك الموت اليوم من الذي يحول بينك وبينه؟ فهل أنت على أتم الاستعداد؟ هل أعددت للسؤال جوابا وللجواب صوابا؟ أسئلة ثلاثة سأقرؤها عليك اكتبها عندك واستعن بمن تشاء حتى تحل هذه الأسئلة . من ربك؟ وما دينك؟ ومن هو ذلك الرجل الذي بعث فيكم؟ هذه هي الأسئلة. هذا هو الامتحان وليست بامتحان الغد يدخلون يروحون يجيئون كيفما يشاءون. وصيتي لك وصية جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم (( أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت فانك ميت وأحبب من شئت انك مفارقه واعمل ما شئت فانك مجزي به واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وان عزه استغناءه عن الغير – رأيت أن العز لا في الشاشات ولا في القنوات لكن بالدعاء والتضرع في الظلم طلبنا الدشوش طلبنا الأطباق من المصلين مرات ومرات استعدادا للاختبار من الذي ألهاك استعدادا للاختبار من الذي ألهاكم أليست الشاشات والقنوات التي دمرت أخلاق البنين والبنات حتى أصبحت الأعراض والمحارم تنتهك في البيوت- من وجد خيرا في قبره فليحمد الله ومن وجد دون ذلك فلا يلومن إلا نفسه. وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
ها نحن نكرر النداء استجيبوا لله وللرسول أطيعوا الله ورسوله من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير استجيبوا لله فلا تتمسك بالأطباق مرة ثانية استعد للاختبار لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله واستعد للامتحان قبل أن تنادي بأعلى الصوت رباه ارجعون فلا يستجاب لك
اللهم وفق البنين والبنات في امتحانات الدنيا والآخرة اللهم ثبتنا وإياهم في القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم ارحمنا إذا وسدونا وفي التراب وضعونا وفي ظلمة القبر تركونا اللهم ثبتنا في القول الثابت يا رب العالمين اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنان ولا تجعلها حفرة من حفر النيران اللهم ثبتنا بالقول الثابت يا رب الأنام حبب إلينا الأيمان زينه في قلوبنا كره إلينا الكفر والفسوق والعصيان اجعلنا يا ربنا من الراشدين أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه آمنا في أوطاننا أصلح أأمتنا وولاة أمورنا اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم امنن علينا بتوبة نصوح قبل الموت وبشهادة عند الموت وبرحمة بعد الموت يا ارحم الراحمين اغفر لنا ولوالدينا ولوالد والدينا ولكل من له حق علينا اللهم نور على أهل القبور قبورهم اغفر لهم وارحمهم ويسر أمورهم اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين يا ارحم الراحمين اجمعنا وإياهم في جناتك جنات النعيم.
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مدونة, والخطب, المحاضرات, الاسلامية

جديد منتدى همس للخيمة الرمضانية

مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية لموضوع: مدونة المحاضرات والخطب الاسلامية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مع الله من اروع المحاضرات محمد العوضي همسة الشوق همس الصوتيات و المرئيات الإسلامية 20 27 - 9 - 2021 11:23 PM
من اجمل المحاضرات للشيخ نبيل العوضي بعنوان هموم الشباب (ياسمين) همس الصوتيات و المرئيات الإسلامية 12 25 - 3 - 2019 01:03 AM
قسم طلبات المحاضرات والدروس التائب إلى الله همس الصوتيات و المرئيات الإسلامية 5 4 - 7 - 2017 12:33 AM
روع المحاضرات المغربية - الشيخ كمال فهمي - تارك الصلاة نسائم خير همس الصوتيات و المرئيات الإسلامية 7 29 - 12 - 2015 08:56 PM
هم المعالم الاسلامية في اسبانيا همسة الشوق همس للسياحه والسفر 2 22 - 4 - 2015 12:48 AM

Google Pagerank mérés, keresőoptimalizálás

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 03:15 PM



شبكة همس الشوق ترحب بكل العرب

SEO by vBSEO