.. عنـــــــد سعـــــــود ..
كان يحس بحزن والدموع بدت تغرق عيونه .. آخر أمل عنده راح خلااص أيقن إنها ضاعــت من بين يـده .. حرك السيارة يبي يطلع من المكان بسرعــه يبي يستفرد بنفســه .. وصل قريب من سور البوابـة الخارجيـة
حس إنه مخنوق .. نزل النافذة شوي علشان تتهوى السيارة .. ما وعــــــى إلاا بصـراخ وحده تهتف بإسمــه .. ما يدري ليش قلبه قام يدق بقوة .. وقف السيارة و رفع نظرة وناظر بالمراية إلي تعكس .. جاف بنت تركض بسرعة متوجهه له .. ما قدر يناظر ملاامحها عدل لكن كل ما تقرب تبتدي ملاامحها توضح له ..
.. استغرب وزاد إستغرابـه إنه ما يعرفها و أول مرة يطالعها بحياته .. و استغرب شلون عرفت اسمه وليش بالأساس تنادي عليه .. نزل من السيارة و هو في قمة غرابتــه من إلي قاعد يصير
وصلت لين عنده وهي تلهث من التعب .. شريــن: سعوود رنيم محتاجه لك تكفى لاا تتركها
حس كأنه أحد معطــى كـــــــــــــــــــف قــــــــــــــوي .. سعود بهمس: رنيــم !!
هزت راسها .. شرين: أول ما شافتك وهي تصيح وتصرخ بإسمك وتقول لك لاا تروح .. تكفى روح لها
حس بشعور غريـــب .. قلبه يدق بقوة حتى شك إن كل أهل البحرين يسمعونه .. وقف لحظات يستوعب الوضع .. و أول ما أدرك إن حصل حبيبته على طول ركض تارك السيارة وشرين خلفه ..
.. في فلــــــة بدر ..
.. طلعت من الحمام (انتوا والكرامة) و صلت وبعدها بدلت ملاابستها لبست لها
ولمت شعرها ذيل حصان وأكتفت بمرطب على شفايفها .. تعطرت وخذت لآب توبها وطلعت واستغربت من وجود بدر لأنه بالعادة يكون هالوقت في الدوام
.. نجوى وهي تقعد يمه وتحط في حضنها اللآب : غريبة أجوفك اليوم مو مدام عسى ما شر
بدر وهو يعدل قعدته : أبد ماخذ إجازة أريح شوي
هزت راسها .. نجوى: أهااا
لف بدر عنها وقعد يناظر البرنامج إلي في التلفزيون وباله مشغول يفكر .. بدر في نفسه "أنا ليش ما أصارحها بـ كل شي مو أحسن لي من هالسالفة ذي كلها .. إي خلااص بصارحها توكلت على الله" ..
لف لها وناظرها وهي مندمجه في اللآب .. توه بيتكلم بس تراجع .. بدر في نفسه "لاا لاا أنا ما راح أعترف لها إلا لما تستسلم و تصارحني بحبها إلي أحسه في عيونها و بخليها تغاااار .. وتعترف بهـ الشي" ..
ابتسم وهو يتخيل إن كل إلي يفكر فيه يتحقق .. قطع عليه سرحانه بأفكاره بصوت نجوى : بدووور أسمع .. هذي في شعر اسمه مجنونة ودلوعة هههه حده فـــــن
عدل قعدته و واجها وكله آذان صاغية .. نجوى وهي تقرى :
مجنونة ودلوعة
قالت: ابي تختصرني في عباراتك
قلت: انتي حلوة ومجنونة ودلوعه
قالت: ابي وصف يا موهوب من ذاتك
قلت: أعذب الشعر وأوهامه وموضوعه
قلت: اجل من هي اللي في بداياتك
قلت: اعتذر.. وشهقت من جد مفجوعه:
إن كان هذي مع الماضي نهاياتك
وش ينتظر قلبي اللي يضرب ضلوعه؟!
قلت الله اكبر على ظنك ونياتك
ماني أنا الشاعر اللي خان مشروعه
هي فكرتي وان الحت بي سؤالاتك
فتحت لك من خفايا القلب موسوعه
لو الوفا غاب عن كان ماجاتك
أحلى تعابير مكتوبة ومسموعة
أخذي من الحب الأول متعة أوقاتك
لا تسأليني عن اسراره وعن نوعه؟!
لولاه ما كنت شاعر يرسم أهاتك
ولا كان لـ اسمي غياب البدر وطلوعه!!
قالت بليا زعل روعه إجاباتك
لكني أروع هزمت الصمت وجموعه
قدرت أخليك تكتبني مع أبياتك
وأصير فعلاً مثل ما قلت دلوعه!!
.. نجوى: شرايـــك حلووو مووو
اتسعت ابتسامته وهز راسه .. بدر: حلوو .. بس تصدقين إنتي إلي لازم ينكتب فيج أبيات تليق فيج .. بدلعج وجنونج
حمرت خدودها من كلاامه .. بس أول ما قال دلوعة ومجنونه بوزت ومدت البوز بزعل .. نجوى بدلع: أنا الله يسامحك
حب يغيضها .. بدر: آمين ويسامح الجميع
.. وعلى طول قام ودخل لمكتبه .. تاركها وهي منقهره منه ..
.. في سيـــارة أحمد ..
.. توه راكب السيارة وشغلها وينتظرها لما تسخن علشان يروح لدوامـه .. وهو قاعد ومسترخي على الكرسي .. سمع صوت تلفونه يدق ..
رفع تلفونه و أول ما جاف المتصل شق حلجــه شــــــــق من الوناسة (يعني ابتسم ابتسامة واسعة) .. على طول رد بلهفـة
أحمد: هلااا وغلاااا بـ غلاااااي كلـه .. هلاا بعمري وحياتي .. هلااا بإلي أصبحت على ذكراه ..
انحرجت منه وما عرفت شتقول له بعد كل الكلاام إلي قاله لها .. دلال: ... هلاا فيك
ابتسم بحنان وهو يحس بنبرت الخجل بصوتها إلي يعشقه . .أحمد: شخبارج يا قلبي
دلال : بخير ....
أحمد: وأنا بعد بخير الله يسلمج ..
دلال:...............
أحمد:...............
دام السكوت لحظات وكل واحد يسمع انفاس الثاني على الخط .. لين قرر إن يقطع هالصمت.. أحمد: قلبي معااي
دلال: هلااا
أحمد: أممم شفيج؟ .. أحس من صوتج فيه شي
دلال بتردد:أ .. أممم .. لاا ما في شي
أحمد: علي أنا .. قولي يا قلبي إلي بـ خاطرج
دلال وهي مو عارفة شـ تقول له: أممم بصراحة أنا طول الليل ما رقدت و أنا أحاتي .. والله هالسحر راح تجنني .. ما أدري هي على شنو ناويه عليه
أحمد بخوف: ليش شنو مسوية لج ؟
دلال: مطرشه لي مسج مثل ويها يسد النفــس وتهدد إن مثل ما صدقت عيب ما هو فيني وتركتني .. راح ترجع وتصدق بس بشكل نهائي ..
حس إن دمه بيفور من قهره عليها .. أحمد: أنا أراويها الحيوانـة .. بس إنتي يا قلبي لاا تشغلين بالج انا والله لو شنو يصيــر مستحيل أفرط فيج أو اتركج
دلال:....................
أحمد وهو يبتسم بحب: يعني أفهم من كلاامج إنج تبيني وخايفة أتركج
دلال تلعثمة وما عرفت ترد:.....................
أحمد بفرحه: لااا تخافيـــــن ولاا تشغلين بالج أنا الموت أرحم لي على تركج .. وهذي الحيوانة دواها عندي
دلال:....................
أحمد بوناســة: ياااااااااااه ما تدرين مكالمتج هذي شكثر أسعدتني .. قولي آميــن
دلال بخجل بصوتها: آميــن
أحمد من قلب: إن ربي يقدرني أسعدج و أهنيـــج طول العمر وما يفرقنا إلاا الموت
بعد غياب
جسّ نبض الباب قبل الطرقتين ، وجسّ لوحه
قال : يا كثر اليدين اللي تقول الدار خالي
ما صحى في الباب بعد الطرقتين إلا الملوحة
والغبار اللي على الدرفة حثى وجه الليالي
صاح : يا أهل الدار ، واشعل في الفراغ الشرس بوحه
وانمحى في دمعتين وحسّ شي مـن التعالي
في يدينه كان مفتاح الغياب يشد روحه
للغبار ، وخندق الجدران حول الباب عالي
قال : غاب الدار مدري غاب عني في وضوحه
هو أنا اللي جيت صوب الدار والا الدار جالي
والغبار اللي على المدخل تقضّب فـي جروحه
ما لفيت الا على ريح تذره فـي سؤالي
اسمع ايامٍ تردد مـن ورا الباب السموحة
ما نعرفك ، من تكون ؟ وليش ثاير وانفعالي ؟
كم ذبل في الروح نجم وضاقت النفـس الطموحة
والحياة اللي طوتك هناك صلفة مـا تبالي
وانمحت فيك الدروب وصارت الخطوة شحوحة
وجيت لا حادي ولا خيـّال مظهرك ارتجالي
هز راسه في برود وصمت واوغل في نزوحه
قال يلقى الـدار بعـد الطرقتين احدٍ بدالي
كان وجه الباب راكد مـا عليه الا الملوحة
والغبار اللي على الدرفة يقـول الـدار خالي