أغلب حالات ذبحة اللوزتين تعود إلى بكتيريا معروفة تسمى ''الستريبتوكوك'' الذي يسبب أمراضا كثيرة عند الإنسان وليس ذبحة اللوزتين فقط مثلالتهاب الرئتين، عدوى السحايا، الالتهاب الحاد للمفاصل، تعفن الدم··· أو جراثيم أخرى مثل ستافيلوكوك وغيرهم، يتظاهر هذا المرض العدوي الحليم غالبا بانتفاخ اللوزتين مع صعوبة البلع وحمى غالبا ما تكون عالية، إضافة إلى الصداع، العياء، القئ···· الخ وكذلك انتفاخ العقد المجاورة وتدوم بعض الأيام ثم تتماثل للشفاء تدريجيا والذي يسرع به العلاج المناسب الذي يتطلب مضادات حيوية إذا كان العامل المسبب هو بكتيريا· أما إذا كان فيروسا فلا داعي لتناول المضادات الحيوية، فهي في هذه الحالة تضر بدل أن تنفع، تكون اللوزتين السليمة ملساء ولونهما وردي، بينما تنتفخان حتى تكادان تسدان الحنجرة عندما تصابان بعدوى ويصبح لونهما أحمر وأحيانا تغطيهما مادة بيضاء ويسمى المرض حينئذ بالذبحة البيضاء·
تنتشر الذبحة البيضاء على شكل وباء وتصيب عددا هاما من الأطفال مثلا في مدرسة داخلية أو الجنود في ثكنة أو مجموعة من العائلات المحادية ويعود السبب إلى تناول طعام ملوث بالستريبتوكوك·
يبدأ المرض فجأة إثر نوبة زكام مثلا يتظاهر بأعراض عامة مثل الحمى، الارتعاش، العياء وأوجاع عامة وصداع،···الخ أحيانا قد يسبقه داء الحمى القرميزية وعند استقرار المرض تظهر أوجاع الحنجرة التي تصعب عليه البلع وتصعب التغذية على المريض·
عند الفحص نلاحظ احمرار شامل للفم والحنجرة مع تجمع مادة بيضاء على اللوزتين (التي هي مادة بروتينية كالتي نجدها في اللبن) والتي يمكن مسحها بواسطة محفض اللسان عكس التي نشاهدها في أداء الدفتيريا التي تكون لاصقة ويصعب قلعها· تتطلب هذه الحالة رقابة طبية عن قرب تتمثل في فحوصات متكررة للقلب والكبد والطحال على وجه الخصوص وكذلك الكلى والمفاصل والجهاز العصبي نظرا لاحتمال انتقال الجرثوم إلى هذه الأعضاء، كما تتطلب أيضا القيام بجملة من التحاليل حتى نتعرف عن الجرثوم المسبب بالضبط وحتى لا يفوتنا مرض الديفتيريا الذي يشبه دبحة اللوزتين وخاصة في بدايته· يمثل المريض بالذبحة البيضاء في أغلب الحالات إلى الشفاء باستعمال الدواء لكن تبقى المضاعفات دائما محتملة مثل تكرار المرض وبقائه طويلا كأنه مرض مزمن أو تضرر المفاصل والقلب أو إصابة الكلى التي تتظاهر بأوجاع قطنية وتسارع نبضات القلب ونقص التبوّل وارتفاع ضغط الدم·
أما داء الدفتيريا الذي قد يتبع ذبحة اللوزتين في حالة إهمالها سواء بعدم تشخيصها أو عدم معالجتها، فهو أخطر والجرثوم الذي يسببه يختلف عن الذي يسبب ذبحة اللوزتين بيضاء كانت أو حمراء ويسبب انتشارا واسعا للداء بين الأفراد الذين يعدون بعضهم البعض عن طريق التنفس والبصاق أو عن طريق تناول غذاء ملوث كالحليب مثلا· يعاني المريض في البداية بذبحة اللوزتين وحمى وعياء وفقدان الشهية ثم تظهر في اليوم الثاني أو الثالث مادة بيضاء تغطي اللوزة الواحدة ثم الثانية والتي تكون لماعة وملتصقة وتصحب بانتفاخ العقدة المجاورة في الرقبة· يحتاج هذا المرض إلى معالجة سريعة قبل تفاقم المرض وإصابة الحنجرة التي تعرّض المصاب إلى الموت بالاختناق في غياب الرعاية الطبية الاستعجالية· أما إذا تم التكفل به منذ البداية، فسرعان ما تتراجع الأعراض وتسقط المادة البيضاء أو القشرات ويتحقق الشفاء·
ينبغي في حالة إصابة اللوزتين عدم السهو واستشارة الطبيب في الحين حتى نتفادى تفاقم الداء الذي يبدو بسيطا وظهور أمراض أخرى مثل إصابة القلب والمفاصل، إصابة الكلى إصابة السحايا، الدفتيريا،···الخ