العقل البشرى ينقسم إلى عقل تحليلى وعقل عاطفى، والعقل التحليلى فيه تحليل الأمور والمنطق وفيه الأحلام والطموحات الشخصية والأهداف المستقبلية، أما العقل العاطفى ففيه العواطف من حب وحزن وغيره من العواطف، وهنا يؤكد خبير التنمية البشرية أحمد عز ، أنه من الضرورى تحقيق التوازن بين العقل العاطفى والتحليلى.
وأوضح خبير التنمية البشرية أحمد عز ، أن جهاز المناعة من وظائفه محاربة الأجسام الضارة فى الجسم للمحافظة على حياة الإنسان والخطورة تكمن فى أن هنالك علاقة بين مرض السرطان واشتعال العقل العاطفى، حيث أن الخلايا السرطانية موجودة أصلاً فى جسم الإنسان ولكن جهاز المناعة يقضى عليها لحظة بلحظة، وحينما تثير العقل العاطفى بغضبك من شيء تافه فإنك بذلك تجعله يجند جميع طاقة الجسم لمهاجمة عدو وهمى ليس موجود، وبالتالى تترك الخلايا السرطانية تنتشر فى الجسم وجهاز المناعة غافل عنها، فيصاب الإنسان بمرض السرطان بسبب (فقدان المهارة لدى العقل التحليلى).
وأضاف أن العقل التحليلى هو الذى يميز الإنسان عن الحيوان، وهو الجزء التحليلى والمنطقى فى المخ (التفكير، التمييز، الإدراك، الملاحظة).
وأشار إلى أن العقل التحليلى هو المنطق وفيه المعنى والإدراك والأهداف والتخطيط للمستقبل والتقييم وفيه الفعل والتنفيذ، والعقل التحليلى يأخذ المعلومات والخبرات السابقة ويحللها ويعطيها أفكار إيجابية.
وشدد على ضرورة تحقيق الاتزان بين العقل العاطفى والتحليلى، فالعقل التحليلى يأخذ قدرات العقل العاطفى ويحولها إلى إنجازات، أى يأخذ الطاقة الجسمية والجنسية والعاطفية وغيرها من العقل العاطفى ويعمل بها ويوظفها فالروعة تكمن فى الاتزان ما بين الاثنين.
وأوضح أنه من واجبنا أن ندرب العقل التحليلى على أن يكون لديه المهارة والتمييز لكى لا يثير العقل العاطفى، ويجعلنا نغضب من أشياء لا تستحق الغضب مما يعود علينا بالضرر الكبير، فالعقل التحليلى إذا لم يكن مدربا جيدا ولديه المهارة سيترتب على ذلك أن العقل العاطفى سيصبح دائما مشتعل.
وضرب مثالأ لتدريب عقلك التحليلى، اسأل نفسك بالعقل التحليلى هل التحديات التى تواجهنا فى حياتنا تستحق أن نشعل العقل العاطفى ويعمل عمله فى أجسامنا؟ وهل يستحق الأمر أن نصاب من أجله بالسرطان؟، وليس هذا فحسب بل أن أكثر من 90% من الأمراض العضوية سببها أن العقل العاطفى يشتعل لأسباب واهية، ولكن العقل العاطفى رائع لو استخدمناه بالشكل الصحيح لأن فيه المشاعر، التى هى وقود الأفعال والعقل التحليلى فيه المنطق والأحلام والتخطيط والأهداف، فلو استخدمناهم معا فى صالحنا ووضعنا المشاعر وحولناها إلى وقود ودوافع لهذه الأحلام لكان لذلك نتائج رائعة فى حياتنا