د طارق الطواري
بعد نهاية الإجازة و عودة الطيور المهاجره و استعداد الجميع لبدء عام دراسي فإن ثمة وقفات ثمانيه
الوقفة الأولى:
إعلم أنه قدسجل في صحائف أعمالك نتائج المسؤولية الملقاه على عاتقك من خلال الحديث((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأب راع و مسؤول عن رعيته)).
فسألك الله عن الطريقة و الكيفية و الأموال التي قضى بها أبناءك الإجازة التي سجلت لك أو عليك.
الوقفة الثانيه:
يستعد الناس للعام الدراسي الجديد استعدادا ماديا بشراء الكراريس و الأقلام و الملابس لكن ينسى الناس الاستعداد المعنوي و النفسي للمدرسه المتمثل في غرس الاهداف في نفوس الابناء فضلا عن وضوحها عند الأباء فالإبن يقضي في المدرسة في اليوم 5 ساعات وفي الاسبوع 25 ساعة وفي الشهر 100 ساعة وفي العام وهي الاشهر الدراسيه العشره من (9- 6) يقضي 100 ساعه ولكي يتخرج من الثانويه يكون قد قضى 14 ألف ساعه دراسيه خالصه فهل وضحت له الهدف من هذه الدراسة واحتساب الأجر عند الله والرغبة في النهوض ببلدك وامتك ودينك إلى الأحسن فتكون طبيبا أو مهندسا أو معلما أو غيره لأجل خدمة دينك وامتك وبلدك لا لخدمة ذاتك ورغباتك الخاصه إن الاهداف غير واضحه بل الشاب يضع هدفه وفق رغبته و شهوته هذا إذا وجد الهدف الذي هو الشهادة للوظيفه للسياره و المنصب و الجهاهه و الزواج ثم لا شيء فإنها يجب أن تكون واضحة عند الأباء مكتوبة و مرسومة معلنة يذكر الأبناء فيها على الدوام وهذا الفرق بين المجتمع المنتج الحي الذي يربي أبناءه على الوضوح وبين المجتمع المستهلك الميت الذي لا هدف ولا وضوح عنده فيتحول مع الزمن من مجتمع عطاء و نماء إلى مجتمع يقاء إلى مجتمع فناء من العالم الثالث.
الوقفة الثالثة:
يرتب الأباء هذه الايام نوم ابنائهم مبكرا استعدادا للمدرسه قد ضبط الساعه على السادسة استعدادا لبدء يوم جديد وهذا خطأ.
فإن الله تعالى جعل مواقيت الصلاة هي موعد بداية و نهايه فقال (إقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)
فالبدايه لصلاة الفجر في وقتها ثم ذكر الله ثمطلب العون منه والسداد بنشاط واجتهاد ثم بختم اليوم بصلاة العشاء وتترك بعدها فسحة لمن كانت له حاجة يقضيها من صلة أو ذكر أو زيارة .
وتأخير الصلاة عن وقتها عمدا فيهخطر كبير و مأخوذة من الله تعالى.لذا يجب أن يعود الابناء على القيام لصلاة الفجر وبعدها ذكر الله ثم الافطار ثم إلى المدرسه بنشاط و اجتهاد ثم النوم مبكرا بعد العشاء.
الوقفة الرابعه:
مع بداية العام الدراسي الجديد فإنه يجب على أولياء الامور أن يغرسوا في نفوس أبنائهم معنى الايثار بدل الانانيه والتسابق على المقاعد وحفظ اللسان بدل الاستهزاء بالآخرين والتعليق على المعلمين و التسامح بدل حب الذات والتعاون مع الزملاء فهم إخوه وأهل بلد واحد ومله واحده والتأكيد على ذلك باستمرار.
الوقفة الخامسة:
ينبغي للأب أن يعلم إبنه النصح للآخرين سواء للمعلم أو زملائه الطلاب بالحسنى مع بالغ الاحترام والتقدير فالدين النصيحه ويقبل الطلاب التناصح من بعضهم أكثر من غيرهم خاصة مع انتشار كثير من مواد الإفساد بأيدي ابناء هذه الجيل ووسائل التقنية الحديثة مثل التلفونات و الكاميرات و البلوتوث والانترنت والمخدرات والدخان
و حبوب الهلوسهوالصور الفاسده و غيرها لذا علم أبنك أن يكون مباركا أين ما كان وأن يستعين على ذلك بالله أولا ثم بالمربين من المعلمين وزملائه الطلاب.
الوقفة السادسة:
إذا كان أبنك يقضي في العام الواحد في المدرسه 100 ساعه في مزيج من التوجهات و الافكار و الاخلاق و الامزجه فلم لا تساهم أيها الأب في دعم الانشطه الاصلاحيه التربويه التي تقيمها مدرسة ابنك سواء دور المسجد أو الاذاعه أو الانشطه الثقافيه التي تساهم في العمليه التربيه داخل هذا المجتمع الكبير الذي يعيش فيه ابنك في اليوم 5 ساعات وفي الاسبوع 25 ساعه وفي الشهر 100 وفي العام 1000 وذلك من خلال.دعم المدرسه ماليا و معنويا و فكريا و ضخها بالكبت و الاشرطه النافعه فما كان قديما عندك فعند غيرك جديد.
الوقفة السابعة:
لم لا نجعل ابنك أو ابنتك داعية إلى الخير يصب في ميزان حسناتك فلم تدفعه لأن ينشر الخير بين زملائه ويعرفهم علىالأعمال الخيريه بل و التسويق للكتب و الاشرطه و المجلات و القنوات الاسلاميه النافعه فلا عيب في ذلك فإن أهل الباطل يسوقون باطلهم دون حياء فلم نستح من تسويق الحق الذي نحمل.
الوقفة الثامنة:
إن البحث عن المدرسة التي تتسم بطابع المحافظة ويغلب علىطابع معلميها التربية مع التعليم توفر عليك جهادا كبيرا في التربية وتثبيت ما أسسته من أخلاق حميدة ومعان رفيعة في نفس أبناءك.
وختاما :
لا شك أن التربية هي الأهم في المدرسة فممكن أن يتحصل الطالب على المعلومات من أماكن عدة وبطرق مختلفة وجامعات مفتوحة لكنه لن يتحصل على القيم والتربية إلا بالخلطة و التربية لذا سميت وزارة التربية والتعليم حرصا على تربية الأبناء وتعليمهم.