وردت عقوبات أخرويَّة في الكتاب والسنة لمانع الزَّكاة(يحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)التوبة،
هذا مصير كانز المال الذي لا يؤدي زكاته،
قال تعالى(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)آل عمران،
وعن أبي هُرَيرة رضي الله عنه،قال،قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم(ما من صاحب ذهب ولا فِضة لا يؤدِّي منها حقَّها إلَّا إذا كان يوم القيامة،صُفحت له صفائح من نار،فأُحمي عليها في نار جهنَّمَ فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلَّما بردت أُعيدت له في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سَنة، حتَّى يُقضى بين العباد،فيرى سبيله،إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النار)صحيح مسلم،
والعقوبات الدُّنيويَّة،من الكتاب،قوله تعالى(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ) التوبة،
من السُّنَّة، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما،أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم،قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثَه إلى اليمن(فأعْلِمْهم أنَّ الله افترض عليهم صدقةً في أموالهم، تُؤخَذ من أغنيائهم وتُردُّ على فقرائهم)
حكم منكر الزكاة وعقوبة تاركها،الزكاة أحد الأركان التي بني عليها هذا الدين العظيم،وأن فرضيتها ثبتت بالكتاب والسنة،
وأن من أنكرها وجحد فرضيتها فقد كفر وخرج من الإسلام،
عقوبة تارك الزكاة في الآخرة والدنيا،
أولاً،عقوبته في الآخرة،لقد توعد الله عز وجل،مانعي الزكاة بالعذاب الشديد،فقال(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ،يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)
قال الإمام الشافعي في تفسير،يَكْنِزُونَ،هو،المال الذي لم يؤد الحق الواجب فيه من الزكاة سواء أكان هذا المال مدفونا أم ظاهراً
ثانياً،في السنة،وفي السنة ورد التوعد لكل من لا يؤدي زكاة أمواله،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته،مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع،له زبيبتان،يطوقه يوم القيامة،ثم يأخذ بلهزمتيه ثم يقول،أنا مالك،أنا كنزك،ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم،الآية(وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)والشجاع الأقرع،الحية الذكر الذي لا شعر له،لكثرة سمه وطول عمره،والزبيبتان،نقطتان سوداوان فوق العينين وهو أخبث الحيات، وقوله صلى الله عليه وسلم(ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا جعلت له يوم القيامة صفائح،ثم أحمي عليها في نار جهنم ،فيكوى بها جنبه وجبهته وظهره،في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة،حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله،إما إلى الجنة وإما إلى النار، عقوبة مانع الزكاة في الدنيا،قوله صلى الله عليه وسلم(لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء،ولولا البهائم لم يمطروا)
يشير النبي،صلى الله عليه وسلم،إلى أن منع الزكاة وعدم إخراجها،تكون عقوبته العاجلة،هي منع القطر عنهم، ولولا وجود البهائم ما نزل عليهم المطر من السماء،لأنهم لا يستحقونه، لكونهم لم يُخرجوا حق الفقراء في مالهم،
رغم أن الناس يستسقون ويستغيثون الله عز وجل،ويطلبون منه المطر، وما ذاك إلا لأن الناس صاروا يتهاونون في إخراج زكاة أموالهم، وحينما يبخل الناس بالزكاة فإن الله تعالى يمنع عنهم المطر، الذي هو وسيلة لحياتهم، ولولا رحمة الله عز وجل بالبهائم ما أُمطِرت الأرض أبداً،
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين الذين يفعلون الطاعات ابتغاء مرضاتك واجعلنا من عبادك التوابين المتطهرين.