يحكى في مدرسة ما يوجد أثنين من الطلاب .
الطالب الأول : يشع من عينيه الذكاء ، تتفرس في وجهه النباهة ، يمتلك فهم سريع و ذاكرة حفظ قوية .
الطالب الثاني : ذكاءه بسيط ، يفتقد لقدرات الفهم والحفظ .
تخرج الأثنان من الثانوية العامة .
الطالب الأول : حصل على مقعد في الجامعة بحكم درجته العالية .
أما الطالب الثاني : درجته المتدنية جعلته يتوه في الأشهر الأولى باحثا عن وظيفة ثم لاحقا ضجر من عمل الشركات .. فقرر العودة إلى بلدته .
أستقر به حال العمل في محل لبيع الفواكه و الخضار ، مهمته بالضبط حمالي أي أنزال الصناديق من السيارة إلى المحل و ترتيبها ، و أيضا تلبية طلبات الزبائن .
خلال خمسة أعوام .
الطالب الجامعي :
في العام الأول تعلم اللغة الانجليزية بكثافة .
في العام الثاني بدأ في التخصص ثم مكث فيه إلى العام الرابع .
بعدها تخرج من الجامعة بامتياز .
قضى أشهر قليلة ثم حصل على وظيفة جيدة في قطاع حكومي .
الطالب الثاني : في العام الأول كان حمالي .
في العام الثاني لنشاطه و استيعابه للعمل تم ترفيعه إلى محاسب .
في العام الثالث أوكل رب العمل له إدارة المحل لانشغاله بالمقاولات .
مرت عدة أشهر .. المثير أن صاحب المشروع عرض المحل للبيع لعدم التفرغ ، هنا بادر صاحبنا في شراءه ، حيث دفع ما أدخره ، والباقي بالتقسيط .
في العام الرابع و الخامس أستطاع صاحبنا شراء سيارة نقل كبيرة ، وبتالي زاد من صناديق الفواكه في الكمية و النوع ، مع أعادة تأهيل المحل بأثاث جديد .
بعد العام الخامس .
جمع القدر بين الأثنين ، تبادلا الأخبار و الحال .
قال الموظف الجامعي : راتبي الشهري من الوظيفة ألف ريال .
قال تاجر الفواكة : صافي ربحي من محل الفواكة شهريا ألف ريال ! .
قال الموظف الجامعي : حاليا أفكر جديا في مواصلة دراسة الماجستير لأحصل على ترقية ترفع من راتبي الشهري .
قال تاجر الفواكة : حاليا أخطط لتوسعة المحل وتحويله إلى براد ضخم ، لأرفع من دخلي الشهري! .
الدروس المستفادة :
أبواب النجاح في الحياة متعددة ، هناك النجاح الوظيفي ، النجاح الإجتماعي ، النجاح التعليمي ، النجاح الأسري ، ...
فإن أخفقت في نجاح معين .. فاطرق باب آخر .
إذا أغلق الله دونك باب .. فأعلم أنما أغلقه ليفتح لك باب آخر خيرا منه . فلا تيأس .. كن متفائلا .
كل أنسان يختزن من القدرات والمهارات ما تختلف عند غيره .. لذا يجب علينا أكتشافها لنستغلها في ابداعاتنا التي تحلق بنا إلى مستقبل زاهر و حياة كريمة .
الطموح المقرون بالتخطيط المدروس والأصرار ، يضمن لك خطوات ثابتة إلى النجاح لا تعرف الأنزلاق .
عند قراءة السيرة الذاتية للعظماء والمشاهير ، تجد منهم من نجح خارج مقاعد الدراسة ! .
أكتشف مهارات أبنك ثم أسلك به الطريق الصحيح .
دمتم بنجاح و طموح