جلال الدين أبو الفتح محمد أكبر هو أحد السلاطين المغول الكبار الذين حكموا الهند عاش بين عامي 1556 و 1605، وسّع رقعة بلاده فسيطر على شمال الهند وباكستان ووصل البنغال، عرف بسياسته المميزة في الحكم، حيث عامل الهنود كمواطني دولة بدل أن يعاملهم كسكان أراضي مفتوحة. ودخل هو وعائلته في علاقة مصاهرة مع المجموعات الدينية والإثنية المختلفة في الهند مما وطّد حكمه. كما منع إجبار أحد على الإسلام، خلفه بعد وفاته عام 1605، ابنه جهانگير. حفيد تيمورلنك من الدرجة السادسة. وثالث السلاطين التيموريين في الهند. مولده بإحدى قلاع السند في أثناء فرار والده «هُمايون» من مغتصب عرشه شيرشاه آل سور الأفغاني. وأمه حميدة بنت علي أكبر جامي. ترك هُمايون ابنه، وهو في عامه الأول مع زوجته في قندهار وتابع فراره إلى إيران. ولم يجتمع بابنه إلا بعد ثلاثة عشر عاماً في كابل، وهو عائد لاسترجاع ملكه. ولما وُفق إلى ذلك عام 962هـ/1555م، جعل ابنه حاكماً على الپنجاب. ولما توفي همايون نودي بأكبر سلطاناً على الهند وهو في الرابعة عشرة فتولى الوصاية عليه بيرم خان وزير أبيه. وكانت الأخطار تتهدد الدولة فهناك آل سور الطامعون باسترجاع نفوذهم، وحكام الأقاليم الطامحون إلى الانفصال، والأوبئة التي ذهبت بأعداد كبيرة من السكان.
ولد في أوماركوت بالسند وهي الآن إحدى محافظات باكستان. توفي والده الإمبراطور همايون، وكان عمره آنذاك ثلاثة عشر عامًا. أصبح حاكمًا لأجزاء من شمالي الهند وهو في مقتبل العمر. كان فخورًا باثنين من أسلافه المشهورين جنكيز خان وتيمورلنك، وهما من أبطال المغول الفاتحين، دُرِّبَ أكبر كقائد عسكري منذ طفولته، وعندما بلغ العاشرة من عمره منح القيادة العسكرية الأولى في حياته. وعلى الرغم من عدم تمتعه بقامة طويلة، إلا أنه كان قويًا وسليم الجسم. وكان يبدو مثيرًا للإعجاب في ثيابه الفخمة. نشأ اكبر مسلما علي دين اسلافه، وبعد ان تسلم الحكم ظل متمسكا بعقيدته الاسلاميه ثم ما لبث ان تأثر بالفلسفه التي كان يهواها ويمضي في سماع كتبها كثيرا من وقته، فنظر الي المجتمع الذي يحكمه نظرة فلسفية،ورأي ان تنوع الاديان والمعتقدات يفت في عضض المجتمع ويقف حائلا بين تماسكه، فعمل علي انشاء ديننا جديدا مزيجا من كل ديانات الهند يؤمن بأله واحد يعبده الجميع ويختلف من طائفه الي اخري. اعترض كبار رجال الدين الاسلامي والمسيحي والهندوسي علي هذه الافكار، ونفي كثير من رجال الدين الاسلامي، و التف بضعة الاف من الهنود حول دينه الجديد طمعا في ان يكسبوا قدما لدي الدوله. كان يؤمن اكبر بتناسخ الارواح ويظن ان كل الديانات بما فيها دينه الاسلام انما هي وحي مزعوم. لكنه تودد الي اهل الأديان جميعا فكان يظهر لابسا قميص ومنطقة مقدسين تحت ثيابه كما يلبس الزرادشتيون، وكان يظهر واضعا الوانا علي رأسه مثلما يفعل الهندوس، وانصاع للجانتيين حين طلبوا اليه ان يمتنع عن الصيد وان يحرم قتل الحيوان في ايام معلومه، ولما سمع عن الديانه الجديده المسماه بالمسيحيه، التي جائت الي الهند مع بعثة "جوا" البرتغاليه، ارسل خطابا الي هؤلاء المبشرين التابعين لمذهب بولس يدعوهم ان يبعثوا اليه باثنين من علمائهم، وحدث بعد ذلك ان قدم دلهي جماعه من الجزويت، وحببوه في المسيح حتي دعا مترجميه ان يترجموا اليه العهد الجديد، واباح لهؤلاء الجزويت ان ينصروا اليهم من شاءوا، بل عهد اليهم بتربية احد ابنائه. |