لونٌ أخضرٌ بَاهِت .
-
يَ الله .. هذه ” الصاعقة ” كَجُرحٍ عُمرهُ ” شَهْرَين ”
تخيَّلي يا صديقتي أنْ تَكونَ حياتكِ مُعلّقة في شَـهْرَين
ثُمَّ تنتهي ..
شهرٌ وآخر فَقَط
لِبقاءِ الحياة مُضيئة ؛ مُلوَّنة وَ جميلة !
شهرٌ وَ بعدهُ شَهْر
وسيكونَ المقعدَ لِسواكِ
والقلبُ لِسواكِ
وأريكةُ الحُجْـرة البيضاء لِسواكِ
وكُلُّ ما يُمكن أنْ يُقَال لِسواكِ
ذاكرتكِ
خِزَانة لا شَاغِـر داخلها لجُرْحٍ جديد
لكنّكِ دوماً تتركين رفاً فارغاً لِجرحٍ طارئٌ ومُفاجئ
تتركينَ شقّاً لِطعنةٍ طَريّـةٍ ” حنوُّنة”
تأتيكِ لحظة عناق
لحظة حُبّ .. أو لحظة كتابة قصيدة جديدة !
تعرفينَ مرارة ُالموت ؟!
مذاقَ الانكسار ِالّذي تعتادهُ حواسَّـكِ مرَّةً بعدَ أُخرى
المذاق ذاته
وَ المرارة ذاتها الَّتي تُواجهكِ
وأنتِ تقطعين الشارع
تقفين .. كشجرةٍ تُولَد أغصانها من باطنِ الإسفلت الدَّافئ
تقفين .. كَلوّنٍ أخضرٍ بَاهِت يَميل لِلونِ الخريف حينَ تُجفَّـفُه الريح !
تقفين .. كَصَـبرٍ جبَّارٍ كسَرهُ صَبْرَه !
كَحُزنٍ مـلَّهُ حُزنه !
كَدمعَــةٍ كبيرةٍ تَسقط فَوقَ خَــدَ الطريق المُعـبَّد
فتنزلق فوقها سنواتنا الماضية !
تقفين .. كَحُلمٍ أبـَى أنْ يَنحني لِمقصلةِ كَـسْـرِه !
تقفين .. لتَعبُركِ السَّيارة القادمة والَّتي تقولينَ في سِرّكِ :
” سوداء .. نوافذها بجرية ومقاعدها مُريحة كصَالوننا القديم ؛ أُريدها ! “
تقفين في المُنتصف بكاملِ أناقتكِ لِتدهسكِ سيارة طائشة
لكنّها تتوقَف فجأة ة ة ة ة بسببِ ثُقب في إطارها الخلفي !
هذه هي مرارتي .. : )
لا شيء يقتلني الآن.. حتّى الأُغنيات ♪!
لا شيء يُميتني بإتقانٍ حتّى هذا الوجع الغائر داخلي
لا شيء يُنهي حياتي رغم أنّي أسمعُ جيَّداً صوت الجَرس
الّذي يُعلن انتهاء اللُعبة !
هذا الجُـرح عميــق وأنا مَــدفــونة داخله ؛
كحُفرةٍ ابتَلعت العُــمــر كُلَّــهُ
طمَرها أحدَهُم بِالـتُّــرابِ ………. ثُمَّ مَـضَى .