حوار بين الليل و الفجر
:..\n
أختصم الليل والفجر على الزعامة ,\n
وتنافسا على السلطة والاستئثار بالافضلية,\n
فدعتهم الدمعة إلى المناظرة كأسلوب للحوار بدلاً\n
عن التنازع والإصرار على فرض الذات,\n
فرضخا لرأي الدمعة واحتكما للحوار كمخرج للخلاف\n
على أن تكون الدمعة الفيصل بينها,\n
فرضت الدمعة بذلك وقالت الأسبقية لليل بالكلام,,
\n
\n
\nأستر العراة , أجير الهارب الخايف,
\nأخفي تحت جنحي المطارد المطلوب,
\nأما أنت تكشف أسراري ,
\nوتنكر جميل أفعالي,
\nألا تكون لي الأفضلية؟؟؟
\n
\nقال الفجر,
\nأنا مفرج الهموم, مجلي الغيوم,
\nفيني يجد المنتظر ضآلته,
\nوالسائل حاجته,
\nأما أنت ملجأ للمعاناة,ومأوى للأحزان,
\nكيف أجازيك على مآسيك؟
\nألا تكون لي الافضلية؟؟؟؟
\n
\n
\nأنا مصدر للعظماء , ملهم الشعراء,
\nيجد فيني القادة مجالاً للتفكير,
\nومن سكوني يصنع الشعراء نبض المشاعر,
\nأما أنت يكثر فيك الغوغاء,
\nوظهورك يبدد الأجواء,
\nألا تكون لي الافضلية؟؟؟؟
\n
\nقال الفجر,
\nأنا محقق الآمال, مترجم الأقوال أفعال,
\nخطوطي تبشر التائه الضائع,
\nومن ضوئي يستمد الطامح الطالع,
\nأما أنت يحاك فيك الغدر,
\nفي ظلمتك تكمن أباطيل السحر,
\nألا تكون لي الافضلية؟؟؟؟
\n
\n
\nأنا رفيق الأتقياء الاخفياء,
\nصديق الصالحين الأولياء,
\nيكثر فيني الذكر,
\nفي جوفي يرتفع الشكر,
\nأما أنت معكر صفاء الخلوة ,
\nتأتي من وراك كل بلوه,
\nألا تكون لي الافضلية؟؟؟؟
\n
\nقال الفجر,
\nأنا واحة للجهاد, تلتحم في ساحاتي الجياد,
\nمن حولي تتسابق الفرسان,
\nوقد تعلقت قلوبهم بالجنان,
\nأما أنت تعانق الجبناء,
\nتخذل الحكماء والنبلاء,
\nألا تكون لي الافضلية؟؟؟
\n
\n
\nسماني الخالق سباتا,
\nتأوي إلي العيون,
\nوجعلني للذاكرين قياما,
\nأحتضن أرواح التائبون,
\nأما أنت مفرق الحسنات,
\nتجتمع فيك السيئات,
\nألا تكون لي الافضلية؟؟؟؟
\n
\nقال الفجر,
\nخصني الرحمن بقرآن الفجر,
\nبتلاوته يحط الذنوب,
\nوجعلني للعاملين معاشا,
\nلتعمير الجيوب,
\nأما أنت مضلة للمعاصي ,
\nفيك تتغير المعاني,
\nألا تكون لي الافضلية؟؟؟؟
\n
\n
\nلي قمراً ,
\nيتغنى بها العشاق,
\nولي نجوماً ,
\nحديثها الأشواق,
\nأما أنت يبغضك المحبين,
\nيا قاطع سلوة العاشقين,
\nألا تكون لي الأفضلية؟؟؟
\n
\nقال الفجر,
\nلي شمساً,
\nيفرح بها المظلومين,
\nولي نسيماً,
\nتستنشقه أنوف الصامدين,
\nأما أنت بعد النصف تتوارى قمرك,
\nوببزوغ شمسي ينتهي ظلامك,
\nألا تكون لي الأفضلية؟؟؟
\n
\nفقاطعتهما الدمعة وقالت يكفيكما جدال فلن
\nتتفقا أبدأ,
\nقالا لماذا ؟؟؟
\nقالت ما زلتما تتعاقبان علي,
\nبل تتعاونان على أن لا أجف مادامت سماتكم
\nتحمل ما ينغص الحال,,
\nفرجعا إلى التخاصم كعادتهما
\n
\nوبقت الأفضلية للدمعة
\n
فيا ترى .. أيهم تفضل أنت ... اللــــيل ام الفجر ؟
\n
\n
\n
\n
\n