أما القدر فهو تقدير الله للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته .
والإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان الستة التي لا يصحّ إيمان العبد إلا بتحقيقها .
والإيمان بالقدر خيره وشرّه ، وأنه من عند الله ،
وأن الله لم يخلق شـرّاً محضا يعني خالصاً ،
كما كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يقول في دعائه : والشرّ ليس إليك . رواه مسلم .
ولكن قد يكون الشرّ في المقضيات كما في قوله عليه الصلاة والسلام : وقِني شرّ ما قضيت .
فأضاف الشرّ إلى ما قضاه ، ومع ذلك ليس شراّ خالصاً ،
بل يكون شرّ من وجه خير من وجه .
وبالمثال يتّضح المقال : إنسان يُصاب بموت ولد له ، فهذا بالنسبة له شرّ ،
ولكن ما أعدّ الله له من الأجر ،
وما صرف عنه من الفتنة بهذا الولد لو عاش أعظم من المصيبة .
ولذا قال الله عز وجل فيما يتعلق بحادثة الإفك : ( لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ )
وأما معنى أن الإنسان مسيّر ومُخيّر في نفس الوقت فهذا يحتاج إلى تفصيل .
مسيّر فيما لا يـدَ له فيه
مُخيّر فيما له تصرّف فيه
ويُمكن أن يُقال : مُسيّر في الأمور الكونية المقدَّرة عليه .
مُخيّر في الأمور الشرعية والاختيارية .
ومثاله : إنسان ذهب بسيارته إلى مدينة أخرى ، ثم وقع له حادث
فالذهاب مُخيّر فيه
والحادث مُسيّر فيه
مثال آخر : إنسان يصعد سلّم فسقط
فصعود السِّـلّـم مُخيّر فيه لأنه بمشيئته وإرادته
والسقوط ليس باختياره فهو ليس مُخيّر فيه ، إذ لو خُيّر لما اختار السقوط .
وللإنسان مشيئة ولكنها تحت مشيئة الله
قال سبحانه : ( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )
وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : الإنسان مُسيّر وميَسّر ومُخَيّر .. وتتمة كلامه هنا :
عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من
اجل منتديات شبكة همس الشوق يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .