كان صلى
الله عليه وسلم ينام على هيئة تجنبه الاستغراق في النوم، وتساعد على سرعة
استيقاظه وانتباهه، وحتى لا يثقل به النوم؛ كان ينام أول الليل، و يحيي آخره.
وكان إذا أخذ مضجعه، وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وقال: "رب قني عذابك
يوم تبعث عبادك". ثلاثًا[1]. وكان يقول: "باسمك اللهم أموت وأحيا"[2].
وكان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما: "قل هو
الله أحد"
و"قل أعوذ برب الفلق"، و"قل أعوذ برب الناس". ثم مسح بهما ما استطاع من جسده
يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات[3].
قال النووي في الأذكار: النفث: نفخ لطيف بلا ريق.
ولقد كان صلى
الله عليه وسلم يحافظ على ذلك في الصحة والمرض
وأمر صحابته أن يواظبوا على ذلك؛ حتى لا يكونوا عرضة لتسلط الشياطين.
وعن أبي قتادة رضي
الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان إذا عرَّس بليل اضطجع
على شقِّه الأيمن، وإذا عرَّس قبيل الصبح نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه[4].
فإذا استيقظ من نومه، قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"[5].
[1] رواه أحمد في المسند عن البراء بن عازب، والنسائي في عمل اليوم والليلة
وابن حبان، وصححه الحافظ في الفتح.
[2] رواه البخاري.
[3] رواه البخاري في الطب، والترمذي عن عائشة رضي
الله عنها.
[4] رواه مسلم. والتعريس: هو نزول المسافر آخر الليل؛ للنوم والاستراحة.
[5]رواه البخاري ومسلم.
سامح محمد البلاح