قصـةيمنعالأسديمنعالمغروريمنعالظالميمنعوالأرنبيمنعالذكي
مكيدة وذكاء
يحكى أنه في قديم الزمان بإحدى الغابات كان هناك أسد يعيش ملكا على جميع الحيوانات التي بها، وعلى الرغم من كونه ملك الغابة إلا إنه كان يتسم بالغرور والذي كان يجعله يقتل الحيوانات بكل يوم بأعداد هائلة دون سبب ولا جدوى من ذلك.
اتسم ذلكيمنعالأسديمنعبالغرور المطلق، فكان ينقض على كل الحيوانات التي يصادفها بطريقه، لذلك كانت جميع الحيوانات تخشاه وتهابه حتى أنهم بأوقات كثيرة امتنعوا عنوة وجبرا عن جمع الطعام اللازم للحياة.
وبيوم من الأيام قررت الحيوانات أن يجتمعوا سويا لمناقشة وإيجاد حل في كل المشاكل التي يواجهون بسبب غرور ملكهم وظلمه وبطشه الشديد الذي وقع عليهم جميعا، لقد كانوا يعانون ولا يجدون أبسط حقوقهم، وبالفعل اجتمعوا سرا وبدأوا جميعا يضعون حلولا جدية للإفلات من كل العقبات التي تعيق حياتهم يوميا.
وفجأة خرج الذئب من بينهم باقتراح اعتبر الأفضل فيما قيل بينهم…
الذئب: “دعونا نقدم أنفسنا واحدا تلو الآخر بكل يوم، وبذلك نضمن الأمان لأنفسنا وعدم قتلنا بشكل جماعي حتى يأتي اليوم الذي يقدم فيه أحدنا للأسد بنفسه”.
وعلى قدر القسوة التي توجد بالاقتراح إلا أن بداخله رحمة لجميعهم، لذلك وافقوا عليه بالإجماع.
ذهب الذئب يومها للأسد، وأعلمه بقرار حيوانات الغابة، وما كان منيمنعالأسديمنعإلا أن رد عليه بكل غرور وعجرفة قائلا: “بكوني ملك الغابة وأمثل القوى العظمى فإنني أوافق على اقتراحكم، وأحترم رأيكم ولكن لدي تحذير واحد، إن تأخر عني طعامي في يوم من الأيام فإني سأقتلكم جميعا”.
وبكل خوف هز الذئب رأسه واستأذن ملكه في الرحيل، وبالفعل عمدت حيوانات الغابة لتنفيذ ما اتفقت عليه مع الأسد، فكان بكل يوم يذهب حيوان بملء إرادته لأسد فيقتله الثاني ويجعله فريسته يأكل منه على مدار اليوم، وهكذا تواترت الأيام على هذا النهج حتى جاء اليوم الذي كان فيه الدور على الأرنب.
كان الأرنب بطبعه ذكيا ويرى أنه من الظلم بعينه أن تذهب الفريسة للأسد بكامل إرادتها، وكانت تصعب عليه نفسه أن يقدمها ويضحي بها، ومن جانب آخر تصعب عليه جميع حيوانات الغابة إن لم يذهب للأسد بالموعد المحدد، لذلك قرر الأرنبيمنعالذكييمنعأن يقتليمنعالأسدالذي كان يتسبب بمقتل جميع حيوانات الغابة.
خطرت على بال الأرنبيمنعالذكييمنعفكرة جهنمية، اقترب من عرينيمنعالأسديمنعولكن بعدما مر الكثير من الوقت على موعده المحدد ليضمن حينها استشاطيمنعالأسديمنعملك الغابة غضباُ، وذهب عنده وجده بالفعل مستشيطا من شدة الغضب، وصب جل غضبه عليه، فرسم الأرنب ملامح الخوف والقلق على وجهه…
الأسد: “ألم أحذركم من قبل ألا تتأخروا عن الموعد المحدد بيننا، لقد تسببت في أذية سائر حيوانات الغابة”.
الأرنب بخوف: “أرجو منك السماح يا مولاي الملك، لم أتأخر بإرادتي ولكن رغما عني، فأثناء قدومي لفخامتكم قابلني بالطريق أسد آخر، لقد كاد أن يفتك بي، فسارعت بإخباره عن مدى عظمتك، ولكن الغريب في أمره أنه لم يصدقني!
فشرع أن يسب عظمتك ويقلل من هيبتك أمامي، فلم أستطع أن أصبر عليه ولا أرد على كلامه الجارح في حقك، فأخبرته قائلا (من أنت حتى تتحدث عن ملك غابتنا بهذه الطريقة؟!، إنك حتى لا تنتمي لغابتنا)؛ ولم يرد علي بكلمات بل انقض علي في محاولة لافتراسي، فصرخت في وجهه قائلا( سيقتلك ملكنا العظيم إن علم أنك تريد أكل وجبته)، فضحك في وجهي وقال متحديا (ألا تعلم أنني قتلت العديد من الفيلة بضربة واحدة من مخالبي هذه، اذهب لملكك وأخبره أنه التالي إن نازعني في السلطة، وأنتم أيتها الحيوانات البائسة ستخضعون جميعكم لسلطتي ولن يجرؤ أحدكم على عصيان أوامري وإلا قتلتكم جميعا وأولكم من تدعون أنه ملككم العظيم هذا”.
لقد شعريمنعالأسديمنعبالإهانة العظيمة، وفي نوبة غضب منه طلب من الأرنب أن يذهب به ويريه مكانيمنعالأسدالمتحدي له، فاصطحب الأرنبيمنعالأسديمنعلبئر مهجور قديم بالغابة، وهناك جعله يرى انعكاسه في الماء، وقد أوغر قلبه تجاه انعكاسه على أنهيمنعالأسديمنعالضخم الذي لا يهابه، فقفزيمنعالأسديمنعفي المياه ليقتل انعكاسه فغرق ومات.
فرحت جميع الحيوانات بالغابة بما فعله الأرنب الذكر حيث أراحهم جميعا من ظلميمنعالأسديمنعالمغروريمنعالذي وقع بشر أعماله