هل النداهه أسطوره أم واقع مفزع عاش فيه المصريين قديماً؟
النداهة من الأساطير الريفية المصرية، حيث يزعم الفلاحون أنها امرأة جميلة جدا وغريبة تظهر في الليالي الظلماء في الحقول، لتنادي باسم شخص معين فيقوم هذا الشخص مسحورا ويتبع النداء إلى أن يصل إليها ثم يجدونه ميتا في اليوم التالي.
قصص وحكايات كثيرة تدور حول النداهة، وهي قصص أسطورية الطابع، على الرغم من اعتقاد البعض بصحتها، حسبما يؤكد هؤلاء الذين يزعمون أنهم التقوها أو صادفوها بحياتهم، وهم بالطبع عجائز الآن، ومنهم الحاج عبد الخالق محمد، ويقترب عمره من التسعين الآن حيث يقول :التقيت النداهة زمان، وقتها لم يكن هناك بالقري نور، وكان الظلام الحالك يلف كل شيء في البلدة مع حلول المغرب، وأتذكر حينها انني كنت ذاهبا مع زوجتى إلى فرح أحد الأقارب، وتأخرنا هناك وعدنا في وقت متأخر، وفي طريق العودة، وكنا نمر بجوار ترعة ممتلئة بالماء والظلام حالك، فوجئت بصوت امرأة ينادى من خلفي بأسمى، التفت لأجد امرأة جميلة في العشرينات من عمرها، كانت جالسة بجوار الترعة، وبرغم الظلام إلا أن ملامحها كانت واضحة تماما، وجدت نفسي ذاهبا إلى حيث هي جالسة، بالقرب من الترعة، وهنا انتبهت زوجتى وصرخت، وايقظنى صوتها الصارخ، من حالة التوهان والاستسلام الغريب للنداهة التي قالت وهي تختفي في الماء: يوما ما ستكون لى، ثم ضحكت ساخرة وهي تقول لزوجتى: لقد انقذتيه منى لكنى سآخذه منك.
كما تدور الروايات، يمكن أن يقتصر ضرر النداهة على الجنون، في حين أنها يمكنها التشكل بأكثر من شكل وأكثر من حجم لنفس الشكل ومن الطرق التي يمكن قتلها بها هي ذكر الله ورش الملح عليها، مع عدم النظر إلى وجهها وعدم الرد على ندائها ولقد ظهرت العديد من القصص والحكايات حول موضوع النداهة بالإضافة إلى أحد الأفلام العربية الشهيرة.
ليس بالضرورة أن يموت الشخص في اليوم التالي أو يصاب بالجنون بشكل كامل، فقط يحدث ما يمكن أن نقول عليه بعض الهلاوس النفسية كأن تجد الشخص يتحدث مع نفسه ويبدأ بالتردد كثيرا على التجول داخل الأراضي الزراعية، ومن الصعب عليك تعقبه ومعرفة أي الأماكن التي يذهب إليها بالتحديد.