حكم الاستلقاء والنوم في المسجد
المفتي : الشيخ أحمد أبو وائل أيمن عمير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاستلقاء والنوم في المسجد من الأمور الجائزة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- استلقى في المسجد،
فعن عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستلقياً
في المسجد واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.
أما النوم في المسجد فإنه كذلك يجوز على أن يحافظ على حرمة المسجد، وآدابه،
ولكن لا يتخذ ذلك عادة. ولا يصبح المسجد فندقاً بحجة الجواز.
كما أنه يجوز حتى للمرأة أن تنام في المسجد، ولكن هذا إذا أُمنت الفتنة وعرضها،
كأنْ جُعل مكان خاص للنساء، فلا يدخل عليهن الرجال.
والأدلة على ذلك كثيرة خاصة في نوم الرجال: فقد بوب الامام البخاري في صحيح "باب نوم الرجال في المسجد"
وأتى بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في
مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-".
كما بوب البخاري -رحمه الله تعالى- باباً بعنوان "نوم المرأة في المسجد" وذكر حديث عائشة -رضي الله عنها-
أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها... فجاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسلمت،
قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد أو حفش- وهو البيت الصغير الضيق-.
وقد نام علي ابن أبي طالب في المسجد كما في الصحيحين، ..وأيقظه النبي -صلى الله عليه وسلم-؛
وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسحه عنه ويقول:
"قم أبا تراب قم أبا تراب".
وقد ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء باللمملكة العربية السعودية حرسها الله شعبا وأرضا:
ما هو حكم الذي يضع رجليه ويوجهها إلى القبلة في المسجد، وهل يجوز الأكل والنوم
في المسجد؟
فأجابت اللجنة: "لا حرج على المسلم أن يمد رجليه أو رجله إلى القبلة، سواء كان بالمسجد أم في غيره،
ولا حرج عليه أن يأكل بالمسجد أو ينام به إذا احتاج إلى ذلك، وينبغي له أن يحافظ على نظافة المسجد،
وإذا احتلم وهو نائم به أسرع بالخروج منه حين يستيقظ ليغتسل من الجنابة".
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على
المرسلين، والحمد لله رب العالمين. |
|
|
|