-
,
الطبيب راشد بن عميرة
الذي تم إدراجه في برنامج اليونسكو للذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية والشخصيات
المؤثرة في دورتها 37 لمؤتمرها العام في عام 2013م باعتباره أبرز شخصية عمانية مؤثرة في مجال
الطب والصيدلة، وهو من الأعلام البارزين الذين أسهموا إسهاماً كبيراً في المسيرة الحضارية لعمان
عبر تاريخها العريق؛ فكان طبيباً حاذقاً، استطاع أن يعالج كثيراً من الأمراض المستعصية حتى ذاع
صيته وأصبح وجهة يقصده القاصي والداني، ولم يكتف بممارسة الطب؛ بل نقل العلوم الطبية عبر
تعليم الطب والتأليف فيه. بالإضافة إلى كونه فقيهاً وأديباً وشاعراً،
استعمل هذه المواهب في تعليم الطب ووضع الوصفات الطبية، وخير شاهد على ذلك مخطوطاته
وأراجيزه التي ألفها بأسلوب سهل يجمع بين العلم والأدب، وبين الشمولي والتخصصي؛ فنجد أنه
نظم قصائد مطولة لتشريح جسد الإنسان كاملاً، وخصص أخرى لتشريح مواضع معينة كالعين فقط،
ومن أهم مؤلفاته: كتاب منهاج المتعلمين: وهو عبارة عن جواب لابنه عميرة ذكر فيه الكثير من
الأمراض وعلاجها،
واشتمل على فصول عدة ذكر فيها الكثير من الأمراض وعلاجها ومنها أمراض القلب والمعدة والنخاع
والرئة والرحم والمثانة والثديين والكلى والعين والأنف والأذن والظهر والكبد والطحال والمرارة.
وكتاب (فاكهة ابن السبيل): وهو كسابقه في وصف الأمراض وأنواعها وطرق علاجها، وكتاب مختصر
فاكهة السبيل: هو اختصار لما دونه من أدوية مجربة في علاج الكثير من الأمراض وكتاب مقاصد
الدليل وبرهان السبيل، وله كتاب زاد المسافر: في الطب. ومنظومات مشروحة في ذكر الأعضاء
الرئيسة في بدن الإنسان، وتشريح جسد الإنسان من الرأس إلى القدم. وغير ذلك من الكنوز المعرفية
التي أفاض بها على المكتبة العلمية والتي ما زالت مخطوطة بانتظار من يجتهد ويثابر في تحقيقها
من طلبة الطب وأعلامه، لترى النور، حالها حال من سبقها من أمهات الكتب المحققة.
وقد عاش الطبيب راشد بن عميرة في نهاية القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر.
أي أنه عاش في الفترة الأخيرة لدولة بني نبهان (549هـ – 1034هـ الموافق 1154-1624م).
~