نفحات قرآنية
في سورتي الفجر والبلد
سورة الفجر
قال تعالى: ﴿ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ﴾ [الفجر: 5]
الاستفهام في هذه الآية استفهام تقريري، أي: هل بعد ذلك قسم لذي عقل، والحجر من أسماء العقل؛ لأنه يحجر صاحبه عن المهالك.
••••
قال تعالى: ﴿ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴾ [الفجر: 7]
سئل الشيخ البسام في درسه في الحرم المكي بتاريخ: 23/2/1418هـ:
من هم إرم ذات العماد؟
قال: هي بلاد عاد قوم هود، وهي الربع الخالي، قريبًا من حضرموت، والأحقاف هي النفود - أي: الرِّمال - الشبيهة بالجبال المرتفعة المتعرجة.
••••
قال تعالى: ﴿ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴾ [الفجر: 10]
قوله: ﴿ الْأَوْتَادِ ﴾، أي: الجنود، وقيل: الأهرامات.
••••
قال تعالى: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [الفجر: 22]
قوله ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ ﴾، كل الفرق الإسلامية كالأشاعرة والمعتزلة وغيرهما يؤولون بعض صفات الله تعالى، ومن ذلك صفة المجيء لله تعالى فيقولون: (وجاء ربك، أي: وجاء أمر ربك).
أما أهل السنة والجماعة فيثبتون كل ما أثبته الله لنفسه في كتابه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته؛ من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، ومن ذلك صفة المجيء فيقولون: وجاء ربك عز وجل مجيئًا يليق بجلاله لا نعرف كنهه ولا كيفيته، كما لا نعرف كيفية ذاته.
••••
سورة البلد
سورة البلد: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾ [البلد: 1]
قال تعالى:
هذا قسم تقريري، أي: أقسم بهذا البلد، وهو مكة المكرمة حرسها الله، وأقسم بالرسول صلى الله عليه وسلم حالًّا أو حلالًا في مكة، وهذا تعظيم لمكة والرسول صلى الله عليه وسلم.