لا شك أن النجوم الكوميديين السعوديين يحققون حضوراً لافتاً في بلادهم من خلال الأعمال التي يقدمونها فالكوميديا السعودية تمتلك نقاط قوة كثيرة تستطيع من خلالها إثبات حضورها القوي والمميز على ساحة الكوميديا العربية.
ومما لا شك فيه أيضاً أن الدراما السعودية تحقق تطوراً لافتاً وحضوراً قوياً على الشاشات من خلال الوجوه المكرسة أو من خلال المواهب الشابة التي تبرز من خلال تطور متسارع وتبحث عن هوية فنية حقيقية لها وسط أجواء تتيح لكل ذي موهبة أن يقول أنا موجود وقادر على العطاء، فكل وسائل التطور والأجواء المناسبة متوفرة بقوة لصناعة درامية سعودية حقيقية وفق قواعد وتقاليد مهنية عالية.
"طاش" و"سندس" تجارب مضيئة
وبالعودة إلى الكوميديا فإن المثال الصارخ على النجاح الكوميدي السعودي هو مسلسل "طاش ما طاش" للنجمين ناصر القصبي وعبد الله السدحان ومؤخراً مسلسل "سندس" للنجمين حسن عسيري و إلهام علي.
هذان العملان ليسا سوى مثال على عدد من الأعمال السعودية والممثلين السعوديين الذين حققوا نجاحاً كبيراً في الكوميديا وأسعدوا الجمهور بالأفكار التي قدموها بأداء لافت وصبغة كوميدية مميزة.
وبالعودة إلى عسيري والقصبي والسدحان وإلهام علي فإن الرباعي المذكور يتميز بموهبة كبيرة وأداء ملفت للنظر، لهم شخصيتهم الكوميدية المميزة والتي تجذب المتابع كما أن قدرتهم على التنويع في أدائهم الكوميدي صعوداً وهبوطاً تلفت النظر بالإضافة إلى أن ما يميزهم هو الاشتغال الحركي النفسي والجسدي على الشخصيات فهؤلاء يمثلون بكل تفاصيل جسدهم ويكسبون الشخصيات بعداً شكلياً مختلفاً فتراهم يقتربون من القلوب والعقول معاً.
البساطة والتفرد عنوان الأداء
يقدم هؤلاء النجوم شخصياتهم ببساطة وسلاسة وهدوء بعيداً عن الاستعراض المجاني.. يجسدون أدوارهم بأداء كوميدي محبب ومضحك لكنه عميق فيشعرون المشاهد بأنهم جزء من تفاصيله اليومية التي يعيشها وجزء من الصعوبات التي تعترضه أو تواجهه.
اللهجة السعودية المحببة
وبالانتقال إلى اللهجة السعودية، فمفرداتها جميلة وسهلة الفهم كما أنها تتمتع بالسلاسة والقدرة على فهم كل معانيها وهو ما لا يجعل المتابع يحس بحاجز بينه وبين الدراما التي يتابعها بل على العكس يمكن الاندماج معها بسهولة.
المحلية بوابة الانتشار
قد يغلب الطابع المحلي على الكوميديا السعودية من ناحية الأفكار والمعالجات المقدمة ولكن بنظرة سريعة على الدراما العربية ككل نجد أن كل النجاحات التي تحققت في الدراما السورية أو المصرية أو في بلد كانت هويتها الأساسية هي الهوية المحلية فالمتابع للتاريخ الدرامي العربي يدرك أن المحلية ومعالجة الكثير من الأفكار والقضايا المحلية هي بوابة الانتشار عربياً والوصول إلى الجمهور العربي أينما كان ولعل كل ذلك يعطينا مؤشراً ان هذه الكوميديا قادرة على أن تفرد جناحيها على الجمهور العربي وتشكل جزءاً فاعلاً من الحالة الدرامية العربية لما تملكه من مقومات وأسس وقواعد تعطيها هذا البعد وتمكنها من كسب مكانها بكل قوة إذا ما توفرت النصوص المميزة القادرة على صياغة شخصيات ومواقف كوميدية حقيقية وهو ما شاهدناه في "طاش ما طاش" و "سندس" وغيرها من الأعمال.