من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم:
رفقه بالناس على اختلاف طبقاتهم
عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه وأصحابه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبقوا عنده أيامًا، قال مالك: وكان رسول الله رحيمًا رقيقًا، فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا، فسألنا عمن تركناه من أهلنا فأخبرناه، فقال: (ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا عندهم، وعلِّموهم ومروهم إذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبرُكم)؛ رواه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناسِ خُلقًا، وكان لي أخ، يُقال له أبو عُمير - وهو فطيم - كان إذا جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا أبا عُمير ما فعل النُّغير)،رواه البخاري، والنغير: تصغير لكلمة نغر وهو طائر كان يلعب به.
وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه يقول: (بينما أنا أُصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أميَّاه، ما شأنكم تنظرون إليَّ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يُصمتونني، لكن سكت، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فو الله ما كهرني ولا ضربني، ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن)؛ رواه مسلم.
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: (بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه وأَريقوا على بوله سجلًا من ماء، أو ذنوبًا من ماء، إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)؛ رواه البخاري.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليك، ففهمتها فقلت: عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلًا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله، فقلت: يا رسول الله، أولم تسمع ما قالوا؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد قلت عليكم)؛ متفق عليه.
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوِّل فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوَّز في صلاتي كراهية أن أشقَّ على أمِّه)؛ متفق عليه.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن دوسًا قد هلكت، عصت وأبت، فادع الله عليهم، فظن الناس أنه يدعو عليهم، فقال: (اللهم اهد دوسًا وأت بهم)؛ متفق عليه.