إنّ طريقة التدريس المتبعة لها تأثير قوي في نظرة الطالب للقراءة وميله إليها، فهناك طرق يتم من خلالها تطوير عملية البحث
عن الأفكار والمعلومات، وهناك طرق يتم من خلالها تطوير وجهة نظر القراءة على أنّها مجرد تعرف على الرموز المكتوبة والنطق بها دون فهم المعاني،
وأن تنويع طريقة التدريس من قبل المعلم من الحصة إلى أخرى وتعد عامل مهم في الحفاظ على حيوية الطالب وفعالية الدرس.
هناك أربع طرق أساسية لتعليم القراءة يستخدمها المعلم في تعليم الطلاب، الطريقة التركيبية الجزئية وتتكون
من ثلاث طرق فرعية وهي الطريقة الهجائية و الصوتية والمقطعية، والطريقة التحليلية الكلية وتشمل طريقة الكلمة والجملة
والعبارة والقصة، الطريقة المزدوجة المدمجة، وأخيراً الطريقة الفردية.
طرق تعليم و تدريس القراءة لذوي صعوبات التعلم:
1- الطريقة التركيبية الجزئية:
وهي من أقدم الطرق في تعليم القراءة للطلاب، حيث نبدأ بتعليم الطالب القراءة بدءاً من الجزء إلى الكل، أي يتعلم الطالب الحروف
أولاً ثم الكلمات ثم العبارات ثم الجمل ثم الموضوع، ويقوم المعلم في هذه الطريقة بتعليم الطالب الحروف الهجائية
وأصواتها وحركاتها الأساسية، ثم يتدرج إلى تهجئة الكلمات التي تتكون من حرفين أو أكثر.
2- الطريقة التحليلية الكلية:
إذا كانت الطريقة التركيبية تعتمد على تعليم الطالب من الجزء إلى الكل الحرف ثم الكلمة ثم الجملة، فإن الطريقة
التحليلية تكون معاكسة تماماً، حيث تبدأ من الكل إلى الجزء أي تعليم الطالب الجملة ثم الكلمة ثم الحرف، وأن هذه
الطريقة تركز اهتمامها على إدراك وتعرف وفهم الطالب ككل.
واستناداً إلى نظرية (الجشتالت) في الإدراك، ويراعى في استخدامها عدد الكلمات والتحكم في هذا العدد الذي يستعمله الطالب
خلال فترة دراسية معينة، ويركز المعلم في هذه الطريقة على مهارات التعرف على المفردات أكثر من أي شيء آخر، فيجب تدريب الأطفال
على استخدام السياق أو استعمال الصور المرافقة للكلمات وملاحظة أوجه التشابه والاختلاف بين الكلمات.
الأقسام التعليمية للطريقة التركيبية الجزئية في تعلم القراءة:
1- الطريقة الأبجدية الألفبائية:
تركز هذه الطريقة على تعليم الطالب رسم وتمييز الحروف الأبجدية بأسمائها ونطقها في بداية ووسط وأواخر الكلمات
(ألف، باء، جيم، حاء، سین، شین، كاف، نون، لام)، ثم تنتقل إلى مرحلة تركيب كلمات بسيطة من هذه الحروف تبدأ بحرفين ثم ثلاثة
ثم تزداد تدريجياً مثل (با، باب، سا، سوس، سي)، ثم الانتقال إلى مرحلة تشكيل الكلمات من حروف إلى مرحلة تركيب الكلمات معاً
لتكوين جمل متدرجة في مستويات مختلفة مثل (قل، خد) ثم الانتقال إلى ثلاث حروف مثل (ك، ت، ب، کتب).
2- الطريقة الصوتية:
وهي تتفق مع الطريقة الأبجدية في خطواتها باستثناء تعلم أسماء الحروف، من خلال التركيز على الصوت المجرد المقابل
لكل رمز مكتوب، بمعنى أن الحروف تدرس هنا بأصواتها لا بأسمائها، فمثلا يعلم حرف الألف (أ) وحرف الميم (م)
والكاف (ك) والجيم (ج) وهكذا بالنسبة لبقية الحروف في اللغة.
مع ملاحظة أنّ الطالب يتعلم نطق كل حرف بصوته، ثم يوضع بقية الحروف تدريجياً بجانب بعضها البعض حتى يتمكن من نطق أحرف
الكلمة بالكامل، مثل (أمي) تهجئتها بعد جمعها (أمي) ولتعليم الطالب القراءة، بهذه النظام يقوم المعلم بعرض حرف الكلمة على الطالب
وينطقها بصوته ثم يربطها باسم حيوان أو جماد، مما يعرفه الطالب مثل (أ – أب) (ب- باب) (ك- كلب).
يفضل أن يبدأ المعلم بتعليم الطلاب الحروف المكتوبة بشكل منفصل عن كلماتها ليتدربوا على نطقها منفردة، بحيث تتشكل
هذه الحروف بحركة الفتح مثل (زَرَعَ) (دَرَسَ)، ثم يتدرج إلى الكلمات ذات الحروف المتصلة مثل (كَتَبَ) (جَلَسَ) (حَصَدَ)
ثم يتدرج المعلم إلى الحركات الأساسية المتبقية مثل الضمة والكسرة.
وكذلك يتجه المعلم إلى اختيار الكلمات الأخرى التي تتميز بالصعوبة والطول، وأن كلا الأسلوبين الأبجدية والطريقة الصوتية
لا تستعملان منفصلتين في تعليم القراءة للطلبة، بل إن معظم المعلمين يخلطون بين الطريقتين أثناء تعليمهم القراءة للمبتدئين
ولكن يقع الخلاف بينهم في آلية البدء أن تكون بأسماء الحروف أم بأصواتها.
3- الطريقة المقطعية:
وتعتمد الطريقة المقطعية على مقاطع الكلمات کوحداتها في تعليم القراءة للطلاب بدلاً من الحروف، فيبدأ المعلم بتعليم الطالب
مقاطع الكلمات مباشرة، فيلفظ الكلمة كاملة مثل (ش ر ب، أ ك ل، ر ق د، ح ض ر، دخ ل).