تخريج حديث: الحمد لله الذي نصر عبده وأعز دينه
ما يقوله المسلم إذا بلغه قتل رجل من أعداء المسلمين:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، قد قتل الله عز وجل أبا جهل، فقال: ((الحمد لله الذي نصر عبده وأعز دينه))[1].
ما يقول إذا طعنه العدو:
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما كان يوم أحد وولى الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلا من الأنصار، وفيهم طلحة بن عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((من للقوم؟)) فقال طلحة: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كما أنت» فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: ((أنت فقاتل))، حتى قتل، ثم التفت فإذا المشركون، فقال: ((من للقوم؟)) فقال طلحة: أنا، قال: «كما أنت»، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: ((أنت فقاتل))، حتى قتل، ثم لم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل، حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من للقوم؟)) فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر، حتى ضربت يده، فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون، ثم رد الله المشركين))[2].
[1] إسناده ضعيف لانقطاعه: أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (5/ 204/ 8670)، والطبراني (9/ رقم 8472)، وأحمد (1/ 406، 422) ومن طريقه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (1/ 128)، والطبراني (9/ رقم 8472)، وفي ((الدعاء)) (1077)، وابن بشران في ((الأمالي)) (2/ 292، 293/ 1543)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (8/ 265)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (562) من طريق أمية بن خالد ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود به مرفوعاً.
وأخرجه أحمد (1/ 444)، والحارث بن أبي أسامة في ((مسنده)) (2/ 699/ 686 – بغية الباحث)، والطبراني في ((الكبير)) (8473) وفي ((الدعاء)) (1075)، والبيهقي في ((الدلائل)) (3/ 88) من طريق إسرائيل وسفيان الثوري كلاهما عن أبي إسحاق به.
قال الحافظ ابن حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) (4/ 125): ورجاله رجال الصحيح، كلن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. اهـ.
وقال الهيثمي في ((المجمع)) (6/ 79): وهو من رواية أبي عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. اهـ. والله أعلم.
[2] إسناده ضعيف:
أخرجه النسائي في ((المجتبى)) (6/ 29، 30)، ((السنن الكبرى)) (3/ 20 – 21/ 4357)، و((عمل اليوم والليلة)) (619) أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو أخبرنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله به مرفوعا، ومن طريقه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (669).
وأخرجه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (25/ 73) من طريق أبي بكر بن المقرئ عن محمد بن الحسين عن عمرو بن سواد به. وقرن ابن لهيعة مع يحيى بن أيوب.
وأخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8704) وعنه أبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (1/ 96 – 97/ 371) ومن طريقه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (25/ 72 – 73) من طريق عبد الله بن صالح المصري عن يحيى بن أيوب به.
قال الشيخ الألباني رحمه الله: في ((الصحيحة)) (6/ 701): وهذا إسناد على شرط مسلم، إلا أن فيه عنعنة أبي الزبير، وقد سكت عنه الحافظ ابن كثير في ((البداية)) (4/ 26). اهـ.
قلت: لكن شطره الأخير له شواهد، جمعها وتكلم عليها الشيخ الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)) (6/ 701 – 702، و 1278 – 1279) فانظره غير مأمور. والله أعلم.