يركز هذا النموذج على تفعيل الأدوار الثلاثة للمتعلم، الدور الأول وهو المتعلم النشط بحيث يكون المتعلم
نشط أثناء عملية التعلم وذلك من خلال المناقشة وفرض الفروض والاستكشاف وغيرها، أما الدور الثاني
فهو المتعلم الاجتماعي فالمتعلم لا يعيش بمفرده لذا بناء المعرفة يجب أن يكون في وسط اجتماعي معين
يساعده على بناء المعرفة، أما الدور الثالث فيركز على تفعيل دور المتعلم المبدع فالمتعلم يجب أن تهيأ له
الظروف لمساعدته على الابتكار والإبداع وبناء المعرفة بنفسه. مقال يتحدث عن نموذج TIP في التدريس
ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن تعليم من هنا.
وتم اختيار دورة التعلم الخماسية ونموذج التعلم بالاكتشاف لبرونر لدورهما الفاعل في تنمية تعلم المفاهيم
وتوليد الإبداع لدى الطلبة، حيث أن التعلم عملية نشطة بجريها الفرد بنفسه فهو يجرب ويكتشف ويبدع
ويطبق في الحياة العملية، كذلك يبحث عن المعرفة بنفسه، وفي هذا النموذج يتم مساعدة الطلاب على
بناء مفاهيمهم ومعارفهم العلمية من خلال سبع مراحل.
إجراءات الدراسة:
قامت الباحثتان باعتماد أسس النظرية المعرفية والنظرية البنائية حيث تشير نظريات التعلم إلى تغيير أدوار
كل من المعلم والمتعلم بشكل عام فلم يعد مقبولاً أن يستمر المعلم في دوره التقليدي فلم يعد المعلم
مصدر المعرفة الوحيد بل أصبح اليوم ميسراً ومرشداً للطلبة في تعلمهم كما أصبح دور المتعلم تفسير ما
حوله بناء على رؤيته الشخصية والمعرفة التي لديه فالمتعلم يبني معرفته بنفسه ويفسرها بطريقته الخاصة
من خلال التفاعل مع الظواهر الطبيعية ومع الآخرين من حولهم.
النظرية المعرفية
تعتبرالنظريةالمعرفية من النظريات الحديثة في المعرفة والتعلم التي يتمحور اهتمامها حول مساعدة الطلبة
على اكتساب وتنمية العمليات العقلية العليا كالتحليل والتركيب والتقويم كما تركز على استخدام الحواس
استخداما فعالاً للحصول على المعرفة، تهتم النظريات المعرفية بالبنية المعرفية الداخلية فهي تساعد
المتعلمين على تنظيم الخبرات وتذهب بالمتعلمين إلى ما وراء المعرفة، ويعتبر نموذج التعلم بالاكتشاف
لبرونر من أهم التطبيقات على النظرية المعرفية.
التعلم بالاكتشاف:
يعتبر “برونر” مؤسس هذه النظرية، حيث اعتبر أن التعلم بالاكتشاف يحفز المتعلمين بشكل كبير حين
يتوصلون إلى المعلومات عن طريق مجهود عملي بالتجريب المباشر. كما اشتهر “برونر” بأسلوب المنهاج
الحلزوني الذي يقوم على التدرج في اكتساب المعرفة، فكلما انتقل المتعلم إلى مستوى أعلى كلما تعمق
في دراسة الظواهر أكثر فأكثر وقد ركز في نظريته على ما يلي:
الإنسان كائن فاعل ومتفاعل مع البيئة لذا يجب أن يعكس الموقف التعليمي هذا المفهوم.
أي طفل يستطيع تعلم أي موضوع إذا قدم له بطريقة أبنية وبصورة ذهنية ملائمة.
تقديم الحقائق بطريقة تمكن من اكتشاف العلاقات فيما بينها.
نموذج التدريس عند برونر:
الميل للتعليم: يرى برونر أن الموقف التعليمي يعد موقفًا استقصائياً يقوم فيه المتعلم بالبحث عن حلول
لمشكلات يتضمنها ذلك الموقف ومن تفاعل المتعلم مع عناصر الموقف المشكل بحيث يثير الموقف
تساؤلات المتعلم ويدفعه للبحث عن المعرفة.
بناء المعرفة: يجب أن تنظم المادة الدراسية بشكل يسمح بفهمها واستيعابها.
التسلسل في عرض الخبرات: تعد بنية المعرفة المحور الرئيسي الذي تدور حوله نظرية برونر، لذا فأنه يرى
أن التسلسل في عرض المعلومات ينبغي أن يؤدي إلى فهم بنية المادة الدراسية الأمر الذي يقودهم
إلى التمكن من تحويل المعرفة إلى صورة جديدة.
التعزيــز: يتوقف التعلم الجيد من وجهة (برونر) على معرفة المتعلم نتائج نشاطه التعليمي وما يقدم له
من تعزيزات وزمان ومكان تقديمها.
لذا يجب أن توفر العملية التعليمية الناجحة الدور النشط للمتعلم والمشاركة الفاعلة في الأنشطة التي يؤدونها
بهدف بناء مفاهيمهم ومعارفهم العلمية وتوليد الإبداع الكامن في نفوسهم وتنمية قدراتهم على الاكتشاف،
من خلال وضعهم في مواقف تعليمية تمكن المتعلم من أن يجرب ويضع تساؤلات ويخطط للإجابة عليها بنفسه
واكتشافها ثم يقارن بين ما توصل إليه وما توصل إليه زملاؤه ومن ثم ترجمتها وربطها بالحياة العملية.
النظرية البنائية:
لقد جاءت النظرية البنائية مدعمة ومكملة لما جاءت به النظرية المعرفية إذ اهتمت بتغيير دور كل من المعلم
والمتعلم فلم يعد دور المعلم مجرد ناقل للمعرفة والمتعلم مجرد متلق لها بل قدمت الكثير من النماذج
التعليمية التي تجعل من الطالب مركز العملية التعليمية باعتباره باحثاً عن المعرفة وبانياً لها والمعلم موجه
ومسهل وداعم لها.
وتعرف النظرية البنائية أنها : تنظيم عملية التعلم بالشكل الذي يتيح للمتعلم تكوين بنيته السابقة وتحفزه
لبذل نشاط مقصود للمواءمة بين المعرفة السابقة والمعرفة الجديدة أثناء عملية التعلم ، ومن خلال مساعدته
في الحصول على المعلومات المناسبة يتوصل لحل القضية المطروحة مع توسيع المعرفة المكتسبة من خلال
التدريب على التطبيقات المرتبطة بمعرفته الجديدة وبذلك يتم إعادة تشكيل البنية المعرفية للمتعلم ويصبح
تعلمه ذا معنى ، وتعد دورة التعلم الخماسية لبايبي أحد النماذج التعليمية القائمة على المبادئ الرئيسية
للنظرية البنائية ، ففي هذا النموذج يتم مساعدة الطلاب على بناء مفاهيمهم ومعارفهم العلمية من خلال
خمس مراحل كالتالي :
دورة التعلم الخماسية:
ـ مراحل التعلم بدورة التعلم الخماسية
مرحلة الانشغال Engagement
مرحلة الاستكشاف Exploration
مرحلة التفسير Explanation
مرحلة التوسيع Elaboration
مرحلة التقويم Evaluation
ـ وفيما يأتي توضيح مختصر لما يتم في كل مرحلة من هذه المراحل:
مرحلة الانشغال: في هذه المرحلة يتعرف الطلبة المهمة التعليمية لأول مرة، ويربطون بين خبرات التعلم السابقة
والقائمة من خلال طرح سؤال أو حدث مثير، أو تعريف المشكلة أو ترتيب موقف ما بقصد جذب اهتمام الطلبة
للتركيز على المهمة التعليمية.
مرحلة الاستكشاف: حيث يُشارك الطالب في أداء مهمة، أو نشاط باستخدام أدوات ومواد، وفي مجموعات،
ويكون دور المعلم مسهلاً وميسراً، وفي هذه الخطوة يعطى المعلم الطلاب مواد وتوجيهات يتبعونها
لجمع بيانات بواسطة خبرات حسية حركية مباشرة تتعلق بالمفهوم الذي يدرسونه ويكون الاستكشاف
متمركز حول المتعلم.
مرحلة التفسير: مرحلة التفسير هي أقل تمركزا حول الطالب ويزود المتعلم بالاستيعاب المعرفي، ويهدف
إلى جعل المعلم يوجه تفكير الطلبة بحيث يبني هؤلاء المفهوم بطريقة تعاونية، ولتحقيق ذلك يقوم
المعلم بتهيئة بيئة الصف المطلوبة عندها يطلب المعلم من الطلبة تزويده بالمعلومات التي جمعوها
ويساعدهم على معالجتها وتنظيمها عقليا، ويقوم بعد ذلك بتقديم اللغة المناسبة واللازمة للمفهوم.
مرحلة التوسيع: يكون التوسع متمركزاً حول المتعلم ويهدف إلى مساعدة المتعلم على التنظيم العقلي
للخبرات التي حصل عليها عن طريق ربطها بخبرات سابقة مشابهة حيث تكتشف تطبيقات جديدة لما جرى
تعلمه لمساعدة الطلبة على تطبيق ما تعلموه وذلك بإثراء الأمثلة أو بتزويدهم بخبرات اضافية لإثارة
مهارات استقصاء أخرى لديهم.
مرحلة التقويم: في هذه المرحلة يتم توظيف التقويم المستمر ولا يقتصر على التقويم في نهاية الفصل،
ويتم استخدام أدوات تقويم مختلفة ويجب أن تتخذ إجراءات متعددة لإجراء تقويم مستمر للتعلم ولتشجيع
البناء المعرفي للمفهوم والمهارات العلمية.
وقد قامت الباحثتان باقتراح نموذج تدريسي جديد يسعى إلى توظيف المفاهيم والمهارات في الحياة العملية
للوصول إلى مرحلة من الاتقان والتمكن والإبداع وقد تم تأسيس هذا النموذج بالاعتماد على النموذجين
السابقين من خلال سبع مراحل كالتالي:
الميل للتعلم: يتم خلال هذه المرحلة تهيئة التلاميذ لاستقبال درسهم الجديد.
استدعاء الخبرات السابقة: يتم خلال هذه المرحلة تهيئة الخبرات السابقة ومعالجتها بما
يتلاءم مع موقف التعليم الحالي.
مرحلة الاكتشاف: يكون في هذه المرحلة التمركز حول المتعلمين وكيفية تفاعلهم مباشرة مع احدى
الخبرات الجديدة المتعلقة بالمفهوم الذي يدرسونه، ويقتصر دور المعلم على التوجيه والتشجيع.
بناء المعرفة: يحاول الطلبة الوصول إلى المفاهيم بالمناقشات الهادفة وبمساعدة المعلم بهدف
الوصول إلى حالة من الاتزان المعرفي بين الخبرات السابقة الخبرات الجديدة.
مرحلة النشاط: يتم خلال هذه المرحلة مساعدة المتعلمين على انتقال أثر التعلم وربط
ما تعلموه بالحياة اليومية للوصول إلى درجة الاتقان.
مرحلة التغذية الراجعة: يتم خلال هذه المرحلة التحقق من مدى تنمية المفاهيم والمهارات وتحقيق الأهداف.
مرحلة الإبداع: وفي هذه المرحلة يكون التركيز على اكساب الطلبة الاتجاهات الإبداعية بحيث يوظف ما تكتسبه
من معارف في حل مشكلات واقعية بطرق إبداعية.
خطوات نموذج T.I.P
الميل للتعلم:
يتم خلال هذه المرحلة تهيئة التلاميذ لاستقبال درسهم الجديد من خلال:
إثارة دافعية وفضول المتعلمين وتشويقهم نحو الدرس الجديد من خلال ما يلي (تقديم الأنشطة المختلفة –
طرح المشكلات والموقف – سرد قصة – استغلال حدث جاري – أسئلة عصف ذهني – عرض عملي – عرض لغز –
لعبة تعليمية – قصة مخترع عظيم – أقوال مأثورة – آيات قرآنية – حديث شريف).
مشاركة الطلبة في التخطيط لعملهم التعليمي الجديد.
استدعاء الخبرات السابقة:
يتم خلال هذه المرحلة تهيئة الخبرات السابقة ومعالجتها بما يتلاءم مع موقف التعليم الحالي.
أنشطة مرتبطة بالأهداف بحيث تنقل الطلبة بشكل تدريجي من موضوع الدرس السابق إلى موضوع الدرس الجديد.
سؤال أو موقف تعجز الخبرات السابقة عن الإجابة عليها.
اعلام الطلبة بأهداف الدرس.
مرحلة الاكتشاف:
يكون في هذه المرحلة التمركز حول المتعلمين وكيفية تفاعلهم مباشرة مع احدى الخبرات الجديدة
المتعلقة بالمفهوم الذي يدرسونه، ويقتصر دور المعلم على التوجيه والتشجيع.
استخدام مهارات الاستقصاء العلمي من ملاحظة وتجريب واستقصاء.
البحث عن حلول للمشكلة أو التساؤل المطروح.
تضمين الموقف لخبرات حسية.
يتم مناقشة تصورت الطلبة ومنظورتهم المختلفة.
تقسيم المتعلمين في مجموعات صغيرة.
التركيز على التفاعل الاجتماعي والحوار بين الطالب والطالب من جهة وبين الطالب والمعلم من جهة أخرى.
التركيز على التوصل إلى المفاهيم من خلال الاكتشاف الحر.
تقديم التوجيه والإرشاد المناسب للمتعلمين.
بناء المعرفة:
يحاول الطلبة الوصول إلى المفاهيم بالمناقشات الهادفة وبمساعدة المعلم بهدف الوصول إلى
حالة من الاتزان المعرفي بين الخبرات السابقة الخبرات الجديدة.
انتقاء أمثلة منتمية وغير منتمية للمفهوم.
تعديل ما لدى المتعلمين من مفاهيم خاطئة أو تغييرها جذريا.
تزويد الطلبة بالخبرة التي تعلموها بالصورة العلمية المناسبة وصياغتها في صورة ملائمة لنموهم العقلي.
بناء صورة المفهوم الجديد النهائية بطريقة تعاونية بين المعلم وطلابه
مرحلة النشاط:
يتم خلال هذه المرحلة مساعدة المتعلمين على انتقال أثر التعلم وربط ما تعلموه بالحياة اليومية من خلال:
ربط الخبرات الجديدة بخبرات سابقة واكتشاف تطبيقات جديدة عليها.
التوسع في أخذ أفكار الطلبة حول المفهوم الجديد.
توظيف النشاط بما يحقق نمو التفكير.
التركيز على الجانب الاجتماعي للمتعلم بحيث يتخلص من التمركز حول الذات فيبدي رأيه في نشاط زميله وهكذا.
التحقق من قدرة المتعلمين على توظيف المفاهيم الجديدة عملياً.
مرحلة التغذية الراجعة:
يتم خلال هذه المرحلة التحقق من مدى تنمية المفاهيم والمهارات وتحقيق الأهداف من خلال:
تغذية راجعة مستمرة وفورية بعد كل مرحلة من مراحل النموذج للوصول إلى درجة الاتقان.
اعلام المتعلم بنتيجة استجابته من حيث الصحة والخطأ لتقوية الاستجابة الصحيحة واضعاف الاستجابة الخاطئة.
مرحلة الإبداع:
وفي هذه المرحلة يكون التركيز على ما يلي:
اكساب الطلبة الاتجاهات الإبداعية من خلال تنفيذهم ل (مشروع صغير – قراءة كتاب أو قصة – انفتاح عقلي –
أنشطة فنية من خطوات بسيطة – اختراع كلمات جديدة لوصف ما – أتحدث بلغتي عن موضوع الدرس) بحيث
يوظف ما اكتسبه من معارف في حل مشكلات واقعية بطرق إبداعية فيصبح التعلم ذو معنى.
التركيز على مبدأ التعلم التعاوني من خلال تنفيذ مشاريع مشتركة.
التركيز على توظيف التكنولوجيا في تنمية الإبداع.
التركيز على مراعاة ميول المتعلمين عند توظيف الإبداع.