هذه الشخصية لملك مسلم حكم بلاد الهند قديماً وكان الملك بهلول حاكماً على لاهور ثم زحف بعد ذلك على دلهي عاصمة الهند وإستولى عليها وبايعه جميع الأفغان في ربيع الاول سنة 855هـ - 1478م .
من تطبيقه للعدل حدث أن كانت إمرأة هندوسية تمر بجوار بيت قائد الشرطة وكانت جائعة فأخذت حبة فاكهة من شجرة بجوار البيت فرآها الحرس وقبضوا عليها وسلموها لقائدهم الذي بدوره أمر بحبسها دون تحقيق .
فوصل الخبر للملك بهلول فما كان منه إلا إستدعاء رئيس الشرطة في ساحة القصر في حضور الأهالي وأمر بربطه على شجرة إهانة له حتى تحضر المرأة وتراه ليرد لها كرامتها لعلمه أن المرأة أخذت حبة فاكهة من الجوع .
فحضرت المرأة وقال الملك لرئيس الشرطة في حضورها :
أتكون أنت والجوع عليها أعوان والله الواحد الأحد لا يهان في بلادي إمراة ولا يكون فيها جائع وأنا ورجالي نأكل الطيب من الطعام.
وامر بنفقة وكسوة لكل فقير وفتح بيتاً في كل مدينة وعلى الطرق الطويلة وسماه بيت (حق الفقير) وسأل المراة هل لك حاجة ؟
قالت ليس بعد الذي أمرت به أن يكون لي حاجة يا سيدي ولكن اسال : هل الذي فعلت هو دينك وما تعتقد أم هي تدبير وسياسة ؟
فقال الملك بهلول : بل هو ديني وامر ربي.
فقالت المراة : هذا دين خاب من يتركه .
وكيف ادخل دينك فشرح له الإسلام وعلمها الشهادة فقالت : اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله.
ويذكره المؤرخون بالتقدير من ناحية اخلاقه وسيرته ومعاملته للناس ولا سيما العلماء وتواضعه مع رعيته حتى كأنه واحد منهم وكان عماله من المسلمين والهندوس على السواء .
حيث اعاد الروح إلى عرش دلهي بعد فترة ضعف حيث وسع بهلول ملكه كذلك من ناحية الجنوب في وسط الهند وبذلك إستعادت سلطنة دلهي مكانتها واتسع نفوذها.
وكان بهلول في قومه مثال الملك الصالح مقداما شجاعاً صادق القول متورعاً يجالس العلماء ويذاكرهم في مسائل الشريعة ويبذل جهده في متابعة النبي ﷺ ويحسن إلى قومه الافغان ويبالغ في إكرامهم ولا يجلس على العرش في حضرتهم وتردد إلى بيوتهم بكل تواضع ومودة.
توفي الملك بهلول حاكم الهند سنة 894هـ - 1488م وخلفه إبنه السلطان عادل نظام الدين على حكم الهند .
فهل ستتغير معاني الكلمة عندنا بعد أن علمنا ان أحد أعظم ملوك المسلمين قد حمل هذا الإسم .
فلا يعيب الإسم ولا الوصف صاحبه ولكن يعيبه قبيح الفعل والعدوان.