﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ﴾
اِحذرْ من دعوة أولئك الذين ليس لهم إلا الله:
العامل المسكين الذي أكلتَ أجره،
والزوجة الضعيفة التي أهنتها،
والأخ الذي غصبته ميراثه،
والجار الذي اعتديتَ على أرضه،
فلربما نمتَ أنتَ ليلتكَ،
وقام هو وتوضأ، فدعا بدعاء نوحٍ عليه السلام هذا،
فتلقى الله سبحانه دعوة المظلوم، وأصدر أمره لملائكته أن ينصروا عبده،
سأل جعفر البرمكي أباه وهما في السجن:
يا أبتِ بعد الأمر والنهي والأموال صرنا إلى هذا،
فقال له أبوه: يا بُني، دعوة مظلوم غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها!
#####
﴿قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء﴾
الذي تربَّى في بيتِ نبيٍّ غرِقَ بالطوفان،
والذي تربَّى في بيتِ فرعون شَقَّ البحر بعصاه،
ليس المهم أين تعيش بل كيف؟
ليس المهم البدايات بل النهايات!
#####
﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا﴾
تأمّلها جيداً: برحمةٍ منا!
فإذا جاءكَ الفَرجُ بعد الضيق، تذكّرْ أنه برحمة الله!
وإذا جاءك الشفاء بعد المرض،
فليس بالدواء والطبيب، وإنما برحمة الله!
وإذا جاءتكَ الوظيفة بعد بطالة،
فليست بشهادتكَ وقدراتكَ، وإنما برحمة الله!
وإذا جاءك الولدُ بعد انقطاع ويأس،
فليس بالعلاج وقوتك، وإنما برحمة الله!
كل هذه أسباب لا تضرُّ ولا تنفع، حتى يأذن الله!
فكم من مريضٍ تداوى ولم يشفَ،
وكم من حامل شهادةٍ لم يتوظّف،
وكم من متزوجٍ لم يُنجبْ،
كلّ خيرٍ أنتَ فيه برحمة الله، فاعترِفْ بالفضل لصاحب الفضل!
.
#####