وحيدٌ .. كغيم الصيف .. كالروح .. كالردى ..
كنجمٍ أضاع الليل .. لا ضلّ .. لا اهتدى
غريبٌ .. و لا ألقى من الدرب و الخُطى
سوى ما يلاقيه الشهيدُ من العِدا
معي في وعاء العمر سبعُ مصائبٍ ..
و سبعةُ أعراسٍ .. و أفقٌ بلا مدى
و جِنّيةٌ خلف الظلام تهزّني ..
فلا آيةٌ تتلى .. و لا الصبحُ قد بدا
كأني وقد شُلَّت رؤايَ نبوءةٌ
أزاحت يدٌ في الغيب عن دربها الغَدَا
كظلٍّ لشيءٍ ما يراوغُ شكلَهُ ..
فيومًا يُرى في الورد / يومين في المُدى
كتسبيحةٍ تقتاتُ من كفِّ ميِّتٍ ..
فإن عاش ماتت .. راح نبضهما سُدى
فقل للتي جفَّتْ على نبع يوسفٍ :
سليمانُ قد وافاك صرحًا ممرّدا
أرى لعنةً في هيأة الوقتِ تقتفي
حياتي .. فيمضي الصوتُ يسبقه الصدى
كما قال حطابٌ لجذعٍ، تقول لي ..
أقول لها ما قاله العشبُ للندى
بذرتُ فمَ الشكوى إلى سفح صدرِها ..
و لم أجنِ إلا ما على وجهها شدا :
كفاكَ اغترابًا عنكَ .. ها منك قد دنَتْ
يدُ الله .. فاستغفرْكَ عنكَ و كُنْ يدا
» إياد الحكمي »