كنت أودّ ولو مرة واحدة أن أكون مكان الأشخاص الذين يمتلكون خيارات كثيرة في الحياة.
أحاول أن أتخيّل كيف يكون شكل الحياة حينَ يكون بيدكَ أن تبقىٰ في سريرك دون أن تلهث مِن الرّكض؟
كيفَ يكون شكل الأيام حين تتوقف عن العمل لأنّك تريد ذلك، وتعود لمكانٍ آخر بإرادتك.
كنت أودّ ولو مرة، حين يكونُ شعوري سيء تجاه شيء ما،
أن أتجنّبه لأنني أصدّق إحساسي... لكن يا صديقي أنا لا أملك طريقين وليسَ لديّ خيارات في هذه الحياة.
مدينتي صغيرة، في كلّ مرة أصوّب نحوَ هدف يقع أمامي... أهدافي الخائفة والوحيدة تحتاج مدينة أكبر ولغة أُخرى تعبّر عن الخوف بحريّة.
يختارون الطّريق الذي يحبونه، التّوقيت، بداية قصصهم ونهايتها... يرتّبون الحياة دون كلّ هذه العبثيّة.
كنت أود ولو مرة أن يكون عندي خيارات فأُغمض عيني واختار واحدة فأرقص لكوني فعلتها.
نحن المكرّرون الذين لا نحذف السّطور التي لا نحبها مِن أحاديثنا، نحن المكرّرون حتىٰ في أكثر اللحظات خصوصية، نستيقظ كلّ يوم بنفس التّوقيت ونلبس النّمط ذاته، نواصل السّير بجسدٍ نائم بائس مِن الطّريق المكرر،
ونفعلُ الأشياء ذاتها وينتهي يومنا بنفس الطّريقة.
كُنّا نودّ علىٰ الأقل أن نختار حفرتنا الصّغيرة بمفردنا... دونَ أن نسقط نحوها ونَعلَق.
لا مكان، لا فرص، لا زمان وبدون أيّ سبب... فليتوقّف النّاس الذين ألتقيهم عن المغادرة. 🖤