تعد متلازمة موبيوس (Moebius Syndrome) من الأمراض النادرة التي تؤثر على نمو الأعصاب، وتعد نوع من أنواع الشلل
التي تصيب الوجه، فما هي متلازمة موبيوس؟ وما هي أعراضها؟ وهل يمكن علاجها؟
متلازمة موبيوس
متلازمة موبيوس هي مرض خلقي يتمثل بحدوث ضعف أو شلل في بعض عضلات الوجه والحلق والمريء التي
تتحكم بتعابير الوجه وحركة العينين والعضلات المسؤولة عن المضغ والبلع.
يحدث شلل عضلات الوجه عند الطفل المصاب نتيجة عدم اكتمال نمو بعض الأعصاب المسؤولة عن حركة هذه العضلات
أو عدم نموها على الإطلاق خاصة العصب السادس والعصب السابع والتي من الممكن أن تؤثر على جهة واحدة من
الوجه أو كلا الجهتين.
تظهر أعراض متلازمة موبيوس منذ الولادة، وتتم ملاحظتها بشكل أكبر عند محاولة إطعام الطفل وعدم قدرته على الرضاعة والبلع.
على الرغم من عدم معرفة النسبة الدقيقة لحدوث متلازمة موبيوس، إلا أنها تعد من الأمراض الخلقية العصبية النادرة للغاية والتي
تحدث بنسبة متساوية بين الإناث والذكور.
أعراض متلازمة موبيوس
تختلف الأعراض المصاحبة لمتلازمة موبيوس وحدّتها من طفل لآخر، ولعدد الأعصاب المتأثرة دور في تحديد نوع
وشدّة هذه الأعراض. إليك في ما يأتي أبرز الأعراض الناتجة عن متلازمة موبيوس:
عدم القدرة على تشكيل تعابير الوجه مثل الضحك أو العبوس.
صعوبة الرضاعة والمضغ والبلع نتيجة تكون شق في سقف الحلق وحدوث شلل أو ضعف في العضلات المسؤولة
عن هذه الوظائف، وعدم القدرة على إمالة الرأس للخلف عند البلع.
معاناة الطفل من صعوبة النطق ومشكلات في الفم مثل التسوس نتيجة ولادته بفك سفلي وفم صغيرين، وعدم
نمو عدد من الأسنان أو نمو الأسنان بشكل مرصوص، إضافة إلى ضعف أو عدم القدرة على تحريك عضلات الوجه.
عدم القدرة على تحريك العينين أو إغلاق الجفون بشكل كامل ما قد يسبب عدد من مشكلات العيون عند الطفل
أبرزها جفاف شديد، وحساسية اتجاه الضوء، وتآكل القرنية، إضافة إلى معاناة بعض الأطفال من الحَوَل.
فقدان السمع وتكرار حدوث عدوى في الأذن نتيجة تأثر الأعصاب المسؤولة عن السمع وعلى قناة استاكيوس في الأذن.
حدوث تشوهات خلقية في عظام الأطراف، مثل: حنف القدم (Club foot)، وضعف نمو الكتلة العضلية، ما يسبب تأخر تعلم
المهارات الحركية، مثل: الحبو، والمشي.
ما سبب حدوث متلازمة موبيوس؟
تحدث متلازمة موبيوس نتيجة عدم اكتمال نمو بعض الأعصاب المسؤولة عن حركة عضلات الوجه أو عدم نموها
أصلًا خلال مرحلة نمو الجنين في الرحم.
لا يعرف إلى الآن السبب الرئيس لحدوث هذا الخلل، ولكن يعتقد أن يكون السبب ناتج عن اجتماع عوامل جينية
وعوامل خارجية مثل تناول الأدوية خلال الحمل، أو نتيجة عوامل وراثية، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع يدعم هذه النظريات.
كيف يتم تشخيص متلازمة موبيوس؟
لا يوجد فحص مخصص للكشف عن وجود هذه المتلازمة، والتي غالبًا ما يتم ملاحظة أعراضها بعد ولادة الطفل،
خاصة عند عدم قدرته على الرضاعة والبلع بشكل طبيعي والبكاء دون تغير تعابير الوجه.
عند ظهور هذه الأعراض قد يقوم الطبيب بطلب فحص جسدي كامل وفحوص الأشعة، مثل: التصوير المقطعي أو الرنين
المغناطيسي للدماغ وجذع الدماغ بهدف التأكد من التشخيص.
علاج متلازمة موبيوس
لا يوجد علاج لمتلازمة موبيوس ويرتكز العلاج في هذه الحالة على التحكم بالأعراض الناتجة عن المتلازمة وتخفيف
حدّتها على الطفل. إليك فيما يأتي أبرز العلاجات المستخدمة للتحكم بالأعراض المصاحبة لمتلازمة موبيوس:
إجراء عمليات جراحية بهدف علاج الشق الموجود في سقف الحلق، وتصحيح المشكلات البصرية، مثل: الحَوَل، وعدم القدرة
على إغلاق الجفون بشكل كامل، وتصحيح قدرة الطفل على إظهار تعابير الوجه لحد ما مثل الإبتسام، وتصحيح تشوهات الأطراف.
استخدام عبوات خاصة للرضاعة أو أنابيب التغذية في حال عدم قدرة الطفل على البلع والحصول على كمية وافية من الغذاء.
استخدام قطرات الترطيب لتخفيف من جفاف العيون، واستخدام النظارات الشمسية والقبعات العريضة للحماية من أشعة الشمس.
إدخال الطفل في برامج تعليم النطق إضافة إلى العلاج الطبيعي في حال معاناة الطفل من مشكلات في المهارات الحركية تنسيق الحركة.
العناية بأسنان الطفل وتنظيفها بشكل دوري واستخدام خيوط تنظيف الأسنان لتجنب حدوث تسوس في الأسنان ومشكلات اللثة.