قديم 7 - 10 - 2023, 04:16 PM   #1
 
الصورة الرمزية ناطق العبيدي
 
تاريخ التسجيل: 10 - 9 - 2015
الدولة: العراق
المشاركات: 4,681
معدل تقييم المستوى: 100
ناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond repute
افتراضي الناقد والباحث الموسوعي محمد مهدي البصير

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

محمد مهدي البصير
الولادة والبدايات

ولد الشاعر والناقد والباحث الموسوعي والخطيب والسياسي محمد مهدي محمد عبد الحسين البصیر عام 1895 في مدینة الحلّة القديمة في محلة الطاق ، وهو ینتمي إلی أسرة ینحدر نسبها إلی قبیلة کلاب، و توارث أفرادها الخطابة علی المنبر الحسیني ، وهو إبن الشیخ محمد بن عبد الحسین بن شهاب الدین. وقد أصیب شاعرنا بمرض الجدري وهو في الخامسة من عمره ،فکفّ بصره ،ولقب بـ(البصير) من باب تسمية الشيء بضده بسبب العمى الذي أصيب به ،وعرف بهذا اللقب دون لقب عائلته، ومما يروى عنه في هذا المجال أنه زار الدكتور والأديب المصري المعروف طه حسين في القاهرة وقد كان قريب الشبه له بكل شيء في العمر والأدب والشعر وحتى الدراسة في فرنسا وقد كان صديقاً حميماً له وحين استقبله وسأله عن صحته قال البصير له: “هل تعلم بأن هذه الجلسة ينقصها الشاعر أبي العلاء المعري فهو تماماً يكملنا”. والمعروف أن المعري قد أصيب وهو طفل بالجدري وفقد بصره تماماً كطه حسين والبصير.
المؤثرات الثقافية:

تلقّی البصیر علوم العربیة في مسقط رأسه ، وأکثر من المطالعة ، ونظم الشعر في صباه فأجاد فیه ،وكان معجباً إلى حد كبير بشعر السيد جعفر الحلي الشاعر الحسيني المعروف ، ومن بين الشعراء القدامى الذين تأثر بهم المتنبي والشريف الرضي وأبو العلاء المعري حيث قرأ دواوينهم وحفظ الكثير من أشعارهم حيث كان يتمتع بذاكرة قوية بلغت من الحدة بحيث إنه كان يحفظ القصائد الطوال بمجرد أن يسمعها لأول مرة.
النشاطات السياسية:

و في عام 1919 تألفت في العراق جمعية سرية سياسية تدعى (جمعية حرس الاستقلال) كان من أهدافها استقلال العراق ومساندة الملك. وتوحيد كلمة العراقيين على اختلاف مللهم ونحلهم وطوائفهم, وطُلِب من البصير أن يؤسس لها فرعاً في مدينته (الحلة) فأسس الفرع وكان أمين سره. وقد استمر في عمله السياسي حتى قامت ثورة العراق الكبرى عام 1920م ضد الإنجليز فكرس أدبه وشعره وخطابته لتأجيج حماسة الجماهير الثائرة وقد ترك تأثيراً مباشراً فيها وصارت كلماته تدوي وتسمِع كما يدوي المدفع, وكان دوره فيها بارزا وصار يسمى بشاعر ثورة العشرين وخطيبها ويروي السيد ممتاز عارف نجل المرحوم عارف حكمت احد مؤسسي الجمعية السرية الثورية (حرس الاستقلال) في بغداد جانبا من ذكرياته عن المرحوم د. محمد مهدي البصير وخطبه في جامع الحيدرخانة قائلا:
اذكر الشيخ محمد مهدي البصير وانا في الصف الرابع الابتدائي في المدرسة الاهلية مدرسة التفيض بعدئذ” فكان بعض الطلبة وانا منهم نحضر حفلات المولد النبوي التي كانت تقام في جامع الحيدرخانة وغيره من المساجد ايام كان الوطنيون يعقدون هذه الاجتماعات، وهي المناسبات التي هيأت المناخ لقيام ثورة العشرين المسلحة ضد الانكليز. كنا نحضر هذه اللقاءات بصحبة اوليائنا واقربائنا متلهفين للاستماع الى خطب وقصائد هذا الشيخ الشاعر القادم من الحلة. فكان عندما يعتلي المنبر يصل التصفيق له الى عنان السماء. وكانت الاكف تلتهب من شدته وتكراره والحناجر تبح من صيحات طلب اعادة انشاد قصائده المثيرة البليغة، فكان حقا واحداً من ابرز المساهمين بثورة العشرين… ولن انسى مشهد غضبه مرة في احد الاجتماعات الاولى في جامع الحيدرخانة اذ تقدم منه بعضهم لوضع خلعة على كتفه، فصرخ فيهم قائلا:”ارفعوا عني هذه الخلع فلست ممن يدافع عن الوطن لقاء المادة”. وكانت العادة في السابق ان يخلع على خطباء الجوامع بعض الهدايا كقطعة من القماش او عباءة او غيرها”.
ويعد البصير اول شاعر عراقي دعا إلى ان تكون الثورة على المحتل البريطاني ثورة مسلحة لا مجرد خطب على المنابر واهازيج وخطب في الجوامع، بل كان من الدعاة الرئيسين الذين اشعلوا ثورة العشرين، وقدم إلی بغداد في 1920م حیث کانت الثورة العراقیة علی أشدّها ، فشارک فیها مشارکة فاعلة من خلال الخطب والقصائد الحماسیة في المناسبات الإجتماعیة والدینیة حتی اشتهر وسارت أشعاره وخطبه علی الألسنة حتى لقبته الجماهير بخطيب ثورة العشرين وقد مثل العراقيين لعرض مطالبهم أمام الملك فيصل الاول بعد تتويجه بيوم واحد وخطب ثائراً: ”نقبل بك.. علي أن .. ثم نقبل بك .. بعد أن… “وكان الحاكم البريطاني يستمع بتوجّع وغيظ ، بينما أخذ البصير يصعّد من نبرته، وما ان خرج البصير من القصر حتي أصدر الحاكم البريطاني امراً فورياً باعتقاله ووضع في سجن إنفرادي كتب فيه البصير واحدة من أروع قصائده الثورية »البرلمان – اوديوانة«.، وقد حرّر في جریدة الإستقلال وغیرها، فحکم علیه بالسجن تسعة أشهر سنة 1921م، وخرج من السجن في العام نفسه لیواصل کفاحه الوطني، فنفي إلی جزیرة هنجام في الخلیج العربي عام 1922م، وعاد إلی بغداد بعد تسعة شهور.
التفرغ للدراسة والتدريس

ثم إنه أنتدب لتدریس الأدب العربي في المدرسة الثانویة المرکزیة وجامعة آل البیت سنة 1925، وفي سنة 1930م أرسل في بعثة دراسیة إلی مصر ثم إلی فرنسا في السنة التالیة فحصل علی شهادة الدبلوم في الدراسات الفرنسیة من جامعة مونبیلیه سنة 1932 ونال شهادة الدکتوراه في نفس الجامعة في الأدب الفرنسي عام 1937،وکان موضوع أطروحته حول الشاعر الفرنسي بییر کورناي (1606-1684م) المعروف بشعره التمثیلي الحماسي.
عاد البصیر إلی بغداد في 1938م وعیّن في السنة نفسها أستاذاً في دار المعلّمین العالیة ،وواصل التدریس فیها أکثر من عشرین عاماً حتی أحیل علی التقاعد عام 1959م.
توفّي الشاعر محمد مهدي البصیر في بغداد سنة 1974،ووري الثرى في مدينة النجف الأشرف.


آثاره

للبصیر العدید من الآثار والمؤلّفات الشعریة والنثریة نذکر منها:
مجموعة شعریة صغیرة باسم« الشذرات » 1922م؛ المختصر وهو مجموعة من الشعر والنثر 1922؛ النفثات 1925؛ دولة الدخلاء 1925؛ بعث الشعر الجاهلي 1939؛ نهضة العراق الأدبیة في القرن التاسع عشر 1946؛ في الأدب العباسي 1949؛ البرکان وهو دیوان شعر ضم قصائده السياسية 1959؛تاريخ القضية العراقية؛ شعر كورني الغنائي(الأطروحة التي تقدم بها لنيل شهادة الدكتوراه)؛سوانح(خطب ومقالات ومحاضرات)، کما نقل عن الفرنسیة إلی العربیة کتاب «أمیل» لروسو، «وجریمة سلفستر بونار» لأناتول فرانس ؛ وأصدرت له وزارة الإعلام في العراق «المجموعة الشعریة الکاملة» سنة 1977م
خصائص شعره

یعدّ الشاعر محمد مهدي البصیر شاعراً مطبوعاً ، نظم علی الطریقة التقلیدیة المدائح والمراثي والتهاني والاخوانیات، وقد تمیّزت أشعاره ببساطتها وسلاستها وخلوّها من التعقید والغموض ، وبموسیقاها العذبة الرنّانة نظراً الى اغراضها الثورية الحماسية، وکلماتها المؤثّرة ، وقد إستطاع البصیر أن یتقمّص روح الشعب العراقي لفترة من الزمان في أعقاب الحرب العالمیة الأولی ، حتی غدا لسانه الناطق في جانبه الثوري المنتفض ضد الإحتلال، فتحوّلت أشعاره إلی جزء من تاریخ العراق وثورته.
وللبصیر بالإضافة إلی ذلک شعر رائق لطیف في الموضوعات الإجتماعیة والوجدانیة والوصفیّة لا تقلّ روعة عن أشعاره الوطنیة
مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي
__________________
ناطق العبيدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس