بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين هذه الرسالة – النص ، وصلتني البارحة . كنت عائدا من مشرب القرية بعد أن أديت طقسي المسائي باحتساء كأسي الكبيرة من البيرة السوداء . عند أولى درجات السلم ، في منزلي ، وجدت المغلف ، وكان شبه مدعوك . كان الأمر مفاجئا إذ ليس من بريد في مثل هذه الساعة ، كما أن المغلف كان بلا طوابع أو أختام . قلت : البريد أمر غامض عبر التاريخ . سكك البريد ( كما سماها الفرزدق ) كانت للملك . للخليفة . لظل الله . إذا ، ثمت ما يصل بين البريد واللامعقول … خذ هذه الرسالة مثلا … من كتبها ؟ المرسل لم يذكر اسمه . كلفني المشقة . ومع قراءتي الرسالة ، فهمت أن أمة كاملة من الجن كانت في المتن. خمسة عشر قرنا من الجنون … ما شأني أنا بهذا ؟ أنا المترهب في منزل ريفي ، في ربض من أرباض لندن ؟ النرجس البري مبكر جدا ، وأسراب السنونو أيضا . المطر المنهمر دوما ينهمر دوما ، وأنا شبه دائخ . قلت : فلأمض مع الرسالة . امض ، فربتما هدأت هواجسك . على أي حال … أنا لم أتوقف في قراءتي ، لأتثبت من النصوص ، وأدقق في روايتها . خذي عبرات عينك عن زماعي وصوني ما أذلت من القناع . أآلفة النحيب كم افتراق أجد فكان داعية اجتماع . وليست فرحة الأوبات إلا لموقوف على ترح الوداع . أسائلها أي المواطن حلت ، وأي بلاد أوطأتها وأية …؟ وماذا عليها لو أشارت فودعت إلينا بأطراف البنان وأومت . ولي دونكم أهلون : سيد عملس ، وأرقط زهلول وعيفاء جيهل . تمنيت أني بين روض ومنهل مع الوحش لا مصرا حللت ولا كفرا . ولما قضينا من منى كل حاجة ومسح بالأركان من هو ماسح ، وشدت على حدب المطايا رحالنا ، ولم يعرف الغادي الذي هو رائح … أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ، وسالت بأعناق المطي الأباطح . لقد زدت أوضاحي امتدادا ولم أكن بهيما ولا أرضى من الأرض مجهلا ولكن أياد صادفتني جسامها أغر فأوفت بي أغر محجلا . إذا الملك الجبار صعر خده مشينا إليه بالسيوف . كأنك لم تسمع بقتل متوج مليك ، ولم تسمع … رمى واتقى رميي ، ومن دون ما اتقى هوى . ما كان ضرك لو عفوت وربما يعفو الفتى وهو المغيظ المحنق . ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أعراض هناك تمزق ! لربيته حتى إذا آض شيظما أخا الفحل واستغنى عن المسح شاربه ، تغمط حقي ظالما ولوى يدي لوى يده الله الذي هو غالبه . ربيته مثل … حتى إذا آض كالفحال شذبه أباره ونفى عن متنه الكربا ، أضحى يمزق أثوابي يؤدبني … أبعد شيبي عندي يبتغي الأدبا؟ أعائش : لولا أنني كنت طاويا ثلاثا لألقيت ابن أمك هالكا ، غداة ينادي والرماح تنوشه كوقع الصياصي ، اقتلوني ومالكا ! قومي همو قتلوا أميم أخي ، فإذا رميت أصابني سهمي ولئن عفوت لأعفون جللا ، ولئن قسوت لأوهنن عظمي ! إليك ، إليك يا بغداد عني فإني لست منك ولست مني ولكني وإن كثر التجني يعز علي يابغداد أني … فلمن تغني والمقاهي أغلقت أبوابها ؟ مطر مطر وفي العراق جوع
آخر تعديل الــســاهر يوم
12 - 10 - 2023 في 11:55 PM.