تفكرت :
في حال ذلكَ الإنسان وهو يتقلب في مناكب الحياة من غير من غير قيود أو حدود ،
ومن غير هدى ، جعل من مفاجآت الأيام النفس الذي بها يتنفسه ،
متخبط يجر أذيال الغموض لا يدري أين تقع به قدمه ،
يعيش :
وقد فقد بوصلة الحقيقة التي توصله للغاية التي خلق من أجلها ،
ليعيش بين أكناف الترقب ، تتناهشه الهموم والغموم ،
وبعد هذهِ المقدمة تعالوا لنعيش معا قصة ذلكَ الشاب الذي عاش تلك الحياة
التي كانت عبارة عن سجن يذوق فيه أصناف الويلات وعذابات الهموم ،
بالرغم من تحرره من قيود المسؤوليات ،
فهو :
شاب عرفته من قريب كان صديق دراسة ، عشق المغامرة ، يقتحم أسوار المخاطر ،
يتفنن في إتيان المشاكل ، امتهن العراك ، وأدمن التدخين ، والمخدرات ، وأخذ من الخمر نصيب ،
ومن المعاكسات نفسا يتنفسه ، ويدعي بأنه بذاك يكون التنفيس والتفريج ، خرج من المدرسة ولم يكمل التعليم ،
هام :
بوجهه في الشوارع يتعلم فيها من كل نقيصة ، أتعب أهله ، وأرق نفسه ،
وأبكى من ذاك حتى عدوه ، دخل عالم الإدمان على المخدرات حتى عد من الزعماء في ذلك المجال ،
فكانت له اليد الطولا ، وكلمته وأمره ونهيه يقابلان بالسمع والطاعة ،
ففي :
يوم من الأيام وبينما كان أخو بطل قصتنا يمشي في طريقه ، فاعترضته عصابة أخرى فأشبعوه ضربا ،
وعندما انتهت حفلة الضرب أخذ يهددهم بأنه سيخبر أخاه ، فضحك الجميع فسألوه ومن يكون أخوك ؟!
فقال :
أخي فلان بن فلان فلما نطق بإسم أخوه جثو على ركبهم ، وقاموا يقبلون رأسه وقدمه ويتوسلون له
على أن لا يخبر أخاه بما حصل ، لأنهم يعلمون بأن نهايتهم ستكون الموت ! وفي المقابل كان لبطل قصتنا أخو شفيقا يذكره بالله ،
ويحثه على أن يسعى لعيش الطمئنية والسعادة ، فانقطعت عني أخبار صاحبنا ،
وبعد :
مرور سنوات رأيته وقد ارخى لحيته ، وتبدلت حالته ، فلقد خالطت حلاوة الإيمان بشاشة قلبه ،
فدار بيتي وبينه حوار تبينت منه عن سبب هدايته ، وفوق هذا علمت عنه أنه حفظ القرآن كاملا عن ظهر قلب ،
حتى أصبح اليوم إماما لأحد المساجد ، يخبرني بأنه يعيش حياة الراحة النفسية ، بعدما طلّق حياة الأنعام
التي ليس لها هم غير إشباع شهواتها واشباع بطنها .
" كانت تلك إشراقة على صفحة الحياة التي عاشها ذلك الشاب ،
لنأخذ منها الفوائد والعبر "