🔻 إلى الرفيق الأعلى (1)
🍃كانت هناك علامات على قرب رحيل الرسول صلى الله عليه وسلم ، منها إنه اعتكف في رمضان من السنة العاشرة عشرين يوما، بينما كان لا يعتكف إلا عشرة أيام فحسب، وتدارسه جبريل القرآن مرتين، وقال في حجة الوداع: «إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا» ، وقال وهو عند جمرة العقبة: «خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا» ، وأنزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف أنه الوداع، وأنه نعيت إليه نفسه.
🍃وفي أوائل صفر سنة 11 هـ خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف إلى المنبر فقال: «إني فرطكم، وإني شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها »
متفق عليه
🍃🌸
🍃وخرج ليلة في منتصفها إلى البقيع فاستغفر لهم، وقال: «السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى. وبشرهم قائلا: إنا بكم للاحقون» .
📌بداية المرض
🍃وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 11 هـ وكان يوم الإثنين شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع، فلما رجع وهو في الطريق أخذه صداع في رأسه، وارتفعت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون شدتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه.
وقد صلى النبيّ صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض 11 يوما، وجميع أيام المرض كانت 13 أو 14 يوما.
🍃وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض، فجعل يسأل أزواجه: «أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟» ففهمن مراده، فأذن له يكون حيث شاء، فانتقل إلى عائشة رضي الله عنها ، يمشي بين الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، عاصبا رأسه تخط قدماه في الأرض حتى دخل بيتها، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته.
🍃وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت تنفث على نفسه، وتمسحه بيده رجاء البركة.