بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد عاش الاكديون و السومريون جنباً الى جنب في بلاد الرافدين خلال فترة عصر فجر السلالات التي تزعّم فيها السومريون سياسياً وثقافياً ولغوياً.
وعندما اطاح الإمبراطور سرجون الاكدي بالسلطة السومرية وبدأ عصر الامبراطورية الاكدية ، تبدلت ملامح حضارة وادي الرافدين تدريجياً من جميع النواحي.
فعلى الصعيد القضائي والسياسي مثلا ؛ فقد اخذ الملك الاكدي (مانشتوسو) بعض الاراضي من ملاكها السومريين واعطاها لاخرين اكديين ، غير انه لم يغتصب هذه الاراضي ، بل عوَّضَ اهلها تعويضاً قانونياً عادلاً كما تذكرها مسلته التاريخية الشهيرة.
ويلاحظ اختفاء الصراع القومي بين الدويلات المختلفة في بلاد الرافدين؛ اذ ان الملك سرجون الاكدي قد عين اتباعاً له لحكم المدن المختلفة والغى نظام الوراثة بالحكم ، وايضاً فقد ازال اسوار المدن ، مما يشير بوضوح الى توقف النزاعات المختلفة في بلاد وادي الرافدين.
كذلك تحول النظام الاقتصادي والاجتماعي من حكم المعبد الى النظام العلماني ، فبعد ان كان القضاة مجرد محكمين ، اصبح حكمهم في عهد الاكديين الزامياً نافذاً ، فهم يحكمون باسم الملك.
وبذلك تقلصت سلطة الكهنة و رجال الدين في عهد الملك سرجون الاكدي.
_______________________
المصدر: مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة _الاستاذ طه باقر