بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هو ابن أيوب عليه السلام وكان اسمه بشر وسمى ذا الكفل لأنه تكفل لقومه أن يكفيهم أمرهم يعني أي واحد محتاج يتكفل به وتكفل بنيهم أن يكون قاضي بالعدل، وتكفل بأمر لله عز وجل ووفى به، تكفل بأن يقوم الليل كل الليلة ويصوم النهار ولا يفطر وتكفل لله عز وجل ألا يغضب وعاش حياته وممات وهو موفي بهذ الأمور التي تكفل بها فسمى ذا الكفل، وكان صابرا وارثا للصبر من أبيه أيوب عليه السلام. ولم يذكر لنا من قصته هذه الأمور.
ذكره الله سبحانه وتعالى في صورة الأنبياء
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (86)
وصف الله سبحانه وتعالى اسماعيل وادريس وذا الكفل أنهم من الصابرين ومن الصالحين.
وذكره في صورة ص: وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ (48)
خلاف بين العلماء ما بين اذا كان ذا الكفل رسول ام لا
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي: إن الخلاف بين العلماء في ذي الكفل خلاف مشهور، لكن الجميع اتفق على أنه رسول، بدليل أن الله سلكه في مرتبة هؤلاء الرسل.
قال علماء ليس برسول بل هو متطوع بالموضوع، فاليسع حينما كبر أراد أن يستخلف أحد من الرجال من المسلمين ويستعمله في حياه لينظر ويعلم كيف يسير.
فلما اجتمعوا قال من يتقبلني بثلاث ( يعطيني ثلاث استخلفه على الناس )، قالوا فقام رجل تزدريه العين ( يعني ليس لديه مهابة بين الناس ) فقال: أنا، ثم جاء في الغد وقال هذا القول، فقال نفيس الرجل: أنا.
فاستخلفه بين الناس بثلاثة أشياء:
• صيام النهار.
• قيام الليل.
• عدم الغضب.
وهذه موازين الحكم الثابت لأن الصيام معناه أنه يمتنع عما أحل الله، فالذي يمتنع عما أحل الله هل يرتكب ما حرمه الله؟! لا ينفع.
والذي يقوم الليل معناه أنه يضحي براحته من تعب نهاره وهو النوم في سبيل أن يظل مع الله في صحبة ولقاء.
ولا يغضب معناه أن موازينه في الحكم بالعقل لا تتأثر بالغضب لأن الغضب يجعل ملكات النفس تختلط ولا يصح الحكم فيها.
وبهذا وافق الله على استخلاف ذو الكفل مثلما هارون اخو موسى بالتالي هو رسول مادام الله سكت عنه وأقر عمله ولكنه مرسل.
فكان رجل فسد الزمان في أيامه وكان نزيه من أجل علاج هذا الفساد. ولما تطوع ذو الكفل بمنهج الله.