الكنوز
تتعلق دوما كلمة
الكنوز بكلمة المخفية فلا يوجد كنز إلا وهو مخفى عن أعين الغير
وقد بين الله لنا أن بعض البشر يعملون على كنز المال من الذهب والفضة واشباههما حيث قال :
"والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"
والكنز هنا يعنى ادخار الأموال ووضعها فى مكان خفى والعديد ممن يحبون المال حبا جما يخفون تلك الأموال حتى عن أقرب الأقارب لهم وأحيانا يموتون قبل أن يعلموا الأقارب بمكان المدخرات ومن ثم يظل البعض ممن يعلمون أن أولئك البخلاء الكانزين كان معهم مال كثيرا يبحثون هنا وهناك عن ذلك المال
وقد بين الله لنا أن الكنز على نوعين :
الأول الكنز الحلال وهو ادخار مال لصرفه فى أمور مباحة كتعليم أو زواج الأولاد أو بناء بيوت لهم فى المستقبل ومن أمثلة هذا النوع الرجل الصالح الذى دفن مالا تحتد جدار فى بيته لولديه حتى يأخذاه مستقبلا لينفعهما فى حياتهما وفى هذا قال سبحانه :
"وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين فى المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك"
الثانى الكنز المحرم وهو ادخار المال مع حرمان النفس والآخرين منه وبألفاظ أخرى اخفاء المال وعدم انفاقه فى وجوه الخير ومن أمثلته كنز البخلاء فى قوله سبحانه :
"والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"
وقد بين الله لنا أن الكفار طلبوا من خاتم النبيين (ص) أن يستخرج لهم كنز يطلعه عليهم حتى يؤمنوا برسالته حيث قال :
"وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز"
وقد تضايق الرسول(ص) من هذا الطلب وبهذا أخبرنا الله فى قوله سبحانه :
"فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك"
وهذا الطلب سبق ان طلبه فرعون من موسى(ص) أمام الناس ليكون دليلا على صدق رسالته وفيه قال سبحانه :
"فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب "
وقد أخبرنا الله أنه أعطى معجزة معرفة
الكنوز وهى ألأمور المخفية فى البيوت لعيسى (ص) حيث قال :
"ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم"
وقد بين الله أن عقوبة الكانزين للمال دون انفاقه فى الخير هو :
أنه سيتم تعذيبهم بذلك المال من الذهب والفضة حيث يتم تسخينهم وكويهم بها حيث قال :
"والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون"
وعبر العصور المختلفة كان هناك اللصوص المنقبون عن
الكنوز وفى عصرنا ظهرت نوعية من البشر تدعى أنها تعلم بأماكن
الكنوز من خلال الاتصال بالجن أو من خلال ظهور قوس قزح فى منطقة ما وهم يوهمون الطماعين من اصحاب المال بذلك لكى يحصلوا على أموالهم ويهربوا بها لأماكن أخرى ليخدعوا أخرين من الأغبياء
المخادعون يشيعون فى المجتمعات قدرتهم على التواصل مع الجن الذين لا يظهرون لأحد من البشر لأن نبى الله سليمان(ص) طلب من الله منع ظهورهم لأحد من بعد موته حيث قال :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "
ومن الغريب العجيب أن يستعين بعضهم بقتل طفل يزعمون أنه ليس بشريا لأن عنده صفات خاصة يقولون أنه يظهر فى يدها خط بالعرض بديلا عن ظهور خطين يمثلان رقمى 18 و81 فى الكفوف لفتح الكنز ومع هذا يقرأ
القرآن ويصلى عند فتح الكنز المزعوم لمنع الجن الحارس للكنز كما يزعم من منعه من فتح الكنز
فأى كفر هذا ؟
يستعملون القتل وهو عصيان لله مع قراءة
القرآن وهى طاعة لله وجزاء من يفعل ذلك كم الايمان ببعض والكفر ببعض هو العذاب كما قال سبحانه :
" أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"
بالطبع لا أحد يعلم مكان كنز إلا بدليل مادى مثل رسالة يتركها صاحب الكنز لآقاربه وهناك حاليا أجهزة كشف المعادن تبحث عن المعادن المختلفة فى الأماكن ويمكن لمن يشك فى وجود كنز فى بيته أن يستخدم الجهاز ليعرف وجود أموال معدنية مخبأة عنده أم لا