بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سعد بن أبي وقاص
أحد العشرة المبشرين بالجنة
"يا سعد : ارم فداك أبي و امي"
حديث شريف
سعدبن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو اسحاق فهو من بنيزهرةأهل آمنة بنت وهب أم الرسول - صلى الله عليه وسلم- فقدكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعتز بهذه الخؤولة فقد وردأنه -صلى الله عليه وسلم- كان جالسا مع نفر من أصحابه فرأىسعدبن أبي وقاص مقبلا فقال لمن معه :"هذا خالي فليرنيأمرؤ خاله"
اسلامه
كان سعد -رضي الله عنه- من النفر الذين دخلوا في الاسلام أولماعلموا به فلم يسبقه الا أبوبكر و علي وزيد و خديجة قالسعد بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوا الىالاسلام مستخفيا فعلمت أن الله أراد بي خيرا وشاءأن يخرجنيبسببه من الظلمات الى النور فمضيت اليه مسرعا حتى لقيته فيشعب جياد وقد صلى العصر فأسلمت فما سبقني أحد الا أبي بكروعلي وزيد -رضي الله عنهم- ، وكان ابن سبع عشرة سنة كما
يقول سعد -رضي الله عنه- لقد أسلمت يوم أسلمت وما فرضالله الصلواتثورة أمه
يقول سعد -رضي الله عنه- : (وما سمعت أمي بخبراسلامي حتىثارت ثائرتها وكنت فتى بارا بها محبا لها فأقبلت علي تقوليا سعد ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمكوأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموتفي تفطر فؤادك حزنا علي ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلتوتعيرك الناس أبد الدهر ) فقلت : لاتفعلي يا أماهفأنا لا أدع دينيلأيشيء الا أن أمه اجتنبت الطعام ومكثت أياما على ذلكفهز لجسمها وخارت قواها فلما رأها سعد قال لها يا أماه انيعلى شديد حبي لك لأشد حبا لله ولرسوله ووالله لو كان لك ألفنفس فخرجت منك نفسا بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء)فلما رأت الجد أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كره منهاونزل قوله تعالى :"ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك الي المصير*وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلاتطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب اليثم الي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون"
أحد المبشرين بالجنة
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجلس بين نفر من أصحابه،فرنا ببصره الى الأفق في إصغاء من يتلقى همسا وسرا ، ثم نظرفي وجوه أصحابه وقال لهم يطلع عليكم الآن رجل من أهلالجنة ) وأخذ الصحابة يتلفتون ليروا هذا السعيد ،فإذا سعد بنأبي وقاص آت وقد سأله عبدالله بن عمرو بن العاص أن يدلهعلى ما يتقرب به الى الله من عبادة وعمل فقال لهلا شيء أكثر مما نعمل جميعا ونعبد ، غير أني لا أحمللأحد من المسلمين ضغنا ولا سوءا(
الدعوة المجابة
كان سعد بن أبي وقاص إذا رمى عدوا أصابه وإذا دعا الله دعاءأجابه ، وكان الصحابة يردون ذلك لدعوةالرسول -صلى الله عليه وسلم- له اللهم سدد رميته، وأجبدعوته )ويروى أنه رأى رجلا يسب طلحة وعليا والزبيرفنهاهفلم ينته فقال له إذن أدعو عليك )فقال الرجل أراكتتهددني كأنك نبي !) فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين ثمرفع يديه قائلا اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواماسبقتلهم منك الحسنى ، وأنه قد أسخطك سبه إياهم ، فاجعلهآيةوعبرة ) فلم يمض غير وقت قصير حتى خرجت من إحدىالدور ناقة نادّة لا يردها شيء ، حتى دخلت في زحام الناس ثماقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها ،ومازالت تتخبطه حتى مات
أول دم هريق في الإسلام
في بداية الدعوة ، كان أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-إذاصلوا ذهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم ،فبينما سعد بن أبي وقاص في نفر من الصحابة في شعب منشعاب مكة ، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ،فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم ،فضرب سعد-رضي الله عنه- يومئذ رجلاً من المشركين بلحي بعيرفشجه
( العظم الذي فيه الأسنان ) ، فكان أول دم هريق في الإسلام
أول سهم رمي في الإسلام
بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سرية عبيدة بن الحارثرضي الله عنه- الى ماء بالحجاز أسفل ثنية المرة فلقوا جمعامن قريش ولم يكن بينهم قتال إلا أن سعد قد رمى يومئذبسهم فكان أول سهم رمي به في الاسلام
غزوة أحد
وشارك في أحد وتفرق الناس أول الأمر عنرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووقف سعد يجاهد ويقاتل فلمارآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يرمي جعل يحرضه ويقولله يا سعد ارم فداك أبي وأمي ) وظل سعد يفتخر بهذه الكلمةطوالحياته ويقول ما جمع الرسول -صلى الله عليه وسلملأحد أبويه الا لي ) وذلك حين فداهبهما
إمرة الجيش
عندما احتدم القتال مع الفرس ، أراد أمير المؤمنين عمر أن يقودالجيش بنفسه ، ولكن رأى الصحابة أن تولى هذهالإمارة لرجل آخرواقترح عبد الرحمن بن عوف الأسد في براثنه ، سعد بنمالك الزهري ) وقد ولاه عمر -رضي الله عنه- امرةجيشالمسلمين الذي حارب الفرس في القادسية وكتب الله النصرللمسلمين وقتلوا الكافرين وزعيمهم رستم وعبر مع المسلميننهردجلة حتى وصلوا المدائن وفتحوها ، وكان إعجازا عبور
النهر بموسم فيضانه حتى أن سلمان الفارسي قد قال: إنالإسلام جديد ، ذللت والله لهم البحار ، كما ذللت لهم البر ،والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجا ، كمادخلوهأفواجا ) وبالفعل أمن القائد الفذ سعد مكان وصول الجيشبالضفة الأخرى بكتيبة الأهوال وكتيبة الخرساء ، ثم اقتحمالنهر بجيشه ولم يخسر جنديا واحدا في مشهد رائع ،ونجاحباهرودخل سعد بن أبي وقاص ايوان كسرى وصلى فيهثماني ركعات صلاة الفتح شكرا لله على نصرهم .
إمارة العراق
ولاه عمر -رضي الله عنهما- إمارة العراق ، فراح سعد يبنيويعمر في الكوفة ، وذات يوم اشتكاه أهل الكوفة لأمير المؤمنينفقالوا إن سعدا لا يحسن يصلي ويضحك سعداقائلا: والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله ، أطيل في الركعتين الأوليين وأقصر في الآخرين واستدعاه عمر الى المدينة فلبىمسرعا ، وحين أراد أن يعيده الى الكوفة ضحك سعداقائلا
أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة ؟ويؤثر البقاء في المدينة
الستة أصحاب الشورى
و عندماحضرت عمر -رضي الله عنه- الوفاة بعد أن طعنهالمجوسي جعل الأمر من بعده الى الستة الذين مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض و أحدهم سعد بنأبي وقاص وقال عمر إن وليها سعد فذاك ، وإن وليها غيرهفليستعن بسعد
سعد والفتنة
اعتزل سعد الفتنة وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا له أخبارها ، وذاتيوم ذهب إليه ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ويقولله يا عم ، ها هنا مائة ألف سيف يرونك أحق الناس بهذاالأمر فيجيبه سعد أريد من مائة ألف سيف ، سيفا واحدا ،إذاضربت به المؤمن لم يصنع شيئا ، وإذا ضربت به الكافرقطع فتركه ابن أخيه بسلام وحين انتهى الأمر لمعاوية سألسعدا مالك لم تقاتل معنا فأجابه إني مررت بريح مظلمةفقلت: أخ أخ وأنخت راحلتي حتى انجلت عني فقال معاويةليس في كتاب الله أخ أخ ولكنقال الله تعالى وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ، فأصلحوابينهما ،فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتىتفيء إلى أمر الله
وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة معالباغية فأجاب سعد قائلا ما كنت لأقاتل رجلا -يعني علي بنأبي طالب- قال له الرسول : أنت مني بمنزلة هارون من موسىإلا أنه لا نبي بعدي
وفاته
وعمرسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- كثيرا وأفاء الله عليهمن المال الخير الكثير لكنه حين أدركته الوفاة دعا بجبة منصوف بالية وقال : ( كفنوني بها فاني لقيت بها المشركين يومبدر واني أريد أن ألقى بها الله عز وجل أيضا وكان رأسه بحجرابنه الباكي فقال له ما يبكيك يا بني ؟ إن الله لا يعذبني أبدا،وإني من أهل الجنة ) فقد كان إيمانه بصدق بشارةرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبيرا وكانت وفاته سنة خمس وخمسين من الهجرة النبوية وكان آخر المهاجرين وفاة ،
ودفن في البقيع
مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي