بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ما أصعب الأغنية!
من ترى، أرسل الأغنية؟
لا أقول الهواء الذي يتبعثرُ بين الشجر
لا أقولُ القطارات تهدر تحت الغيوم الخفيضة
لا أقول انتهيت من الحب أمس...
أقول: ليَ الصوتُ
تمتمةٌ
وتمائمُ
ترتيل تر، تر، وتر، تر... تراتيل
ترتد
ترتاد
ترتاح
تنداح
ترفض
تنهدُّ
ترتدُّ...
.........
.........
.........
تنويمةٌ، ان نغني، وأن ننتهي
أن نتمتم من منتهى التمتمات
النسيم
النبيذ الذي ظل منتظرا كل تلك السنين
والبساط الذي لم يكن
والنسيج
النسيج الذي لن يُرى
والنشيج المباغت،
.........
.........
ما أجمل الأغنية!
لندن 19/7/2002
شرفة هاملت (1)
...
مرقاك الوحيد الى الحياة، الموت من مرأى أبيك،
القلعة الليلية انطبقت
اقوقعة القيامة تلك؟
أطبقت الظلال على السلالم...
سوف يقول هوراشيو:
تمهل، يا أمير!
الليل أعمق من مخاوفنا،
واخطر من معارك أمس...
أنت عرفت ما لا يعرف القدماء والبحارة الحكماء
أنت عركت نفسك
واستعذت بها
ولكن الدجى أبد...
ويقول مارسيليوس مرتبكا:
تمهل يا أمير...
ألم تقل: سجن هي الدانيمارك؟
ماذا سوف تلقى من متابعة الصعود؟
ومن، ترى، تلقى؟
أباك؟
لقد رأيناه،
وكان مسلحاً...
الليل منتصف
وهذي القلعة البحرية ارتطمت بشاطئها
وهاملت
يصعد المرقى...
لندن 3/7/2002
شرفة هاملت (2)
هنا، كان روزنكرانتس واقفا:
لم تكن شرفة (مثل ما ألف الناس، أو مثل ما جاء في الكتب):
البحر هاويةٌ
وهي كانت مطلا على الهاوية
لكن روزنكرانتس يراها كما قد يرى البرزخ
(النقطة الصِّفر بين الحياة واقنومة الزاوية)
كان روزنكرانتس يراقب ما يقذف البحر
ما يتكسر من سنن أو سفائن
يرقب بحارة
وقباطنة
ينزلون هنا
يرحلون، مع الفجر، أو في ليالي العواصف عاتية، من هنا.
آه روزنكرانتس!
أنت تصنع، من كل ما قد ترى فيه أسئلة، مسرحا
(وليكن مثل ما شئت ان يتبدى، بسيطا)
غير أنك ممتحن، يا صديقي، هذا الصباح:
سفينة هاملت ألقت مراسيها
الآن...
والمسرحية لم تبتدئ، بعد
المسرحية لم تبتدئ، بعد
فلتكشف السر، روزنكرانتس:
أتكون انتهت؟
لندن 3/7/2002
شرفة هاملت (3)
أنا الآن في المرقب:
الريح تدخل في البحر
والبحر يدخل في الريح،
ملح هو الأفق
حتى السفائن، في المرفأ الجهم، تبدو مشوشة،
والصباح الذي أرتجي
ليس في الدانيمارك...
المساء سيأتي
وفي مهبط الليل، ينعب، أوحش من خندق القلعة، البوم
والليلة: الحفلة الملكية...
فلأحتفل:
أن تكونك أو لا تكون
آنها سيجيء الجنون.