بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دليلة
قصة من الموروث الشعبي العراقي
شذبها واعدها للكتابة يوسف الخواري
الحلقة الاولى
جلس ابي مجلسه كعادته في ليالي الشتاء و كان غالبا ما ينقطع عنا الكهرباء وكان سريره من النحاس له اربع من الاعمدة فبينما تقوم امي باعداد الوجبة للامسية وما يسمى لدى العراقيين التعلولة يبدأ التحايل ليسرد لنا احدى القصص على ضوء اللالة (المصباح النفطي) او الفانوس (القنديل) حتى اذا اقتنع وحضر الطعام و اخذ نفسا عميقا من سكارته ونفث دخانها ليكون هالة في الغرفة تنقلنا الى عالم اخر ثم قال
كان يا ما كان في قديم الزمان و على التكلان و لا يحلو الكلام الا بالصلاة على النبي العدنان
كان هناك منزل بسيط من الطين في قرية بسيطة و كان يعيش فيه اخ و اخت مع والدهما المريض كانت البنت و اسمها دليلة وعمرها تسع سنوات تعيش في بسيط دلال ابوها و اخوها محمد و الذي كان يكبرها بست سنوات و هو يعمل في محل ابيه و في المهنة التي ورثها عنه وهي النحاس (صَفْار) وكان يعود كل يوم من العمل مساء فتستقبله اخته بالترحاب وهي رغم صغر سنها الا انها كانت تدير اعمال المنزل بشكل جيد وما ان يأتي محمد من العمل حتى يرتاح قليلا ثم بعينها على ما يصعب عليها و تمر الايام ويزداد مرض الاب ليغادرهم على عجالة تاركا ايهما يتيمين يتكفل احدهما الاخر
تمر السنين سريعا و الاخوين يعيشان بسعادة و بلغت دليلة الرابعة عشر و كثر خطابها وهي ترفضهم و تعلل ذلك بانها لن تترك اخوها لوحده فبدأ الاقارب و الجيران يلحون على محمد للزواج فطلب محمد من دليلة ان تتعاون مع نساء الجيران لايجاد عروس له وقد وقع الاختيار على فتاة من القرية اسمها ثريا
لقد كانت ثريا عمرها قريب من عمر محمد وكانت هزيلة الجسم نحيفة الوجه على محياها عبوس وتم الزواج وكانت اسعد الناس هي دليلة فقد رأت ان ثريا ستكون اخت لها.
وفي صباح يوم العرس جلس محمد الى اخته و زوجته يوصيهما و يعظهما لكي تكون احداهما اخت الاخرى كان القبول بين على وجه دليلة على عمي ثريا التي تتصنع القبول
لقد كانت ثريا كسولة تحب النوم فما يكاد محمد يخرج لعمله حتى تعود للنوم و تعامل دليلة و كأنها خادمة عندها و قبل موعد قدوم محمد تتظاهر ثريا بالعمل و تدليل دليلة .
و لكن ثريا لم تكن تحفل بتصرفاتها و المهم عندها ان ترى السرور على محيا اخيها .
و لكن ما احدث ان ثريا كانت تسيء لسمعة دليلة و تشيع عنها ما بها هي من كسل و عدم الرتابة حتى تمنع عنها العرسان و ان حضر شاب لخطبتها ترسل اليه من يدفعه لتركها و اذا سألها محمد تقول ان دليلة هي من ترفض ثم اخذت تزرع الشك في قلب محمد ان لاخته علاقات مع شاب من القرية و لكن محمد طالما كان يزجرها و يدافع عن اخته .
بدأ صدر ثريا يوغل بالحقد و تتملكها الغيرة من حب الاخوين و اخذت تفكر في حيلة للخلاص من دليلة .
و كان في القرية عجوز شمطاء تمتهن فتح الفال و الدجل و السحر و الشعوذة فذهبت اليها ثريا و طلبت اليها ان تجد لها حيلة تتخلص فيها من دليلة الى الابد
ففكرت العجوز ثم عقدت حاجبيها و قالت عندي بيوض لنوع نادر من الطيور صغيرة جدا تسمى طيور الحمرات اذا شربتها دليلة نمت في بطنها فتظهر عليها امارات الحمل فتوشين بها الى اخيها
وما كان من ثريا الا ان غمرتها السعادة و هي تتناول البيوض من العجوز و تفكر في طريقة لجعل دليلة تبتلعها
و ادرك ابي تأخر الوقت فامرنا بالنوم و ان للقصة تتمة اذا جاء الغد علمنا ما فعلت ثريا