بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الشيخ عماد الدين نصر بن الشيخ عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الكيلاني
وهو حفيد الصوفي الكبير القطب الاعظم الشيخ عبد القادر الكيلاني وقد تولى قاضي القضاة في العهد العباسي ودفن ببغداد.. ذكر في قلائد الجوهر: هو الشيخ القدوة بن الشيخ عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلي الفاضل البغدادي المولد، ابو صالح، تفقه على والده وغيره، وسمع من والده وعمه عبد الوهاب، ومن ابي هاشم الروشاني وغيرهم، ودرّس وحدّث، واملى واعطى وافتى وناظر، وتولى قضاء القضاة في مدينة السلام، وكان على مذهب الامام احمد بن حنبل (رضي الله عنه)، وهو اول من دعي بقاضي القضاة، سنة (622هـ/1225م)، من قبل الامام الظاهر بامر الله العباسي، وخلع عليه السواد وقرئ عهده في جوامع مدينة السلام الثلاثة فسار السيرة الحميدة الحسنة، وسلك الطريق المستقيمة، وكان يملي الحديث في مجلسه، ويكتب الناس عنه، واذا خرج يوم الجمعة الى الجامع يخرج ماشيا، وكانت الشهود تكتب في مجلسه حكمه من دواته باذنه ولم تغيره ولاية من اخلاقه وتواضعه وسيرته التي عرفت منه قبل الولاية واستمر قاضيا مدة ولاية الظاهر، فلما افضت الخلافة الى ولده الامام المستنصر بالله العباسي اقره اربعة اشهر واياما ثم عزله في الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة (623هـ/1226م). وكان والده اسمعه الكثير من صباه، وكان ثقة نبيلا متحريا محققا لما يرويه، ذات معرفة بالحديث، وله اليد الطولى في المذهب، مليح الكلام في مسائل الخلاف، حلو العبارة، حسن الايراد، متواضعا، لطيف الطبع، ظريف المعاشرة، مزاحا كيسا مقدما، رجلا من الرجال، لا يهاب امرا، قال (رحمه الله تعالى): كنت في دار الوزير العتمي اكتب خطي على الاجازات الناصرية فبينما انا في الدار وهناك محمد بن منتجب الرزاز المحدث، وابن زهير العدل، وابن المروزي، بسبب شيخ الشيوخ، اذ دخل عليه رجل عليه ثياب حسنة وله هيبة، فلما سلم وثب الجماعة وخدموه، فوافقتهم وظننت انه من بعض الفقهاء، فسألت عنه، فقالوا: هو ابن كرم اليهودي عامل دار الضرب وكانت له منزلة وحرمة، وكان قد مضى وقعد في صفة مقابلنا، فقلت له: قم الى هنا!! فجاء ووقف بين يدي، فقلت له: ويلك حين دخلت توهمت انك فقيه من فقهاء الاسلام فقمت لك اكراما لذلك ولست ويلك عندي بهذه الصفة، ثم كررت ذلك عليه مرارا وهو قائم يقول: الله يحفظك الله يبقيك.. ثم قلت له: اخسأ فاذهب هناك بعيدا عنا!! فذهب وقال: كان لي رسم في رجب من الصدقة الناصرية آخذه من البدرية فاتفق في بعض السنين في يوم الاربعاء وكنت قد مضيت الى زيارة قبر الامام احمد بن حنبل فلما عدت من الزيارة وجدت الناس اخذوا رسومهم وانفصلوا، وقيل ان رسمك عند ابن توما النصراني قد رفع اليه فامض اليه وخذه منه، فقلت والله لا امضي اليه ولا اطلب رزقي من كافر وعدت الى بيتي متوكلا على الله سبحانه وتعالى وانشدت لنفسي هذه الابيات:
نفسي ما عن ديننا من بـــدل
ودع الدنيا وجـــلِّ جدلـــي
ما يساوي اننا نمضي الــــى
مشرك اذ ذاك عين الزلــــل
ان يكن ديننا عينا فلنــــــــا
خالق يقضيه هذا املــــــــــــي
ولم يزل ذلك الرسم عند النصراني لا اتعرض لطلبه ولا ينفذه اليَّ الى ان قتل في جمادي الاولى من السنة الاخرى واخذ الذهب من داره اليّ. الكاتب جميل ابراهيم حبيب
تقديم ناطق ابراهيم العبيدي