الفصــ3ــل
"الآم نساء....وخيبات رجال!!"
الصحراء
في نص الليل....والهواء البارد يلف المكان..وكل شيء ساكن في مكانه..مافيه اي حركة...كل البشر نامين في هالمنطقة...حتى الناس اللي مخيمه قريب..
وعلى راس جبل....كانت هي لوحدهاا....طلعت بدون ما حد يدري عنهاا...وتسللت لهالمكان...دوم تحب تجلس فيه....
تسللت دمعه من بين رموشها الكثيفة..وذاب كحلهاا بسرعه على وجهها....بس ما اهتمت انهاا تمسحه او حتى تمسح دموعهاا...
كانت تبكي بصمت...ما تعودت حد يشوف دمعهاا غير خواتهاا...عمر ابوهاا ما شاف لهاا دمعه...وعمر امهاا ماشافت لهاا دمعه...
بعد ما تعبت من الصياح بحجر خواتهاا...قررت انهاا تختلي بنفسهاا...ما تبي اهلهاا يشوفون دموعهاا...اللي نزلت علشان رجال...خلهم على ظنهم القديم....انهاا مضاوي القوية اللي مايهزهاا ريح...ولا يأثر فيهاا شيء.
دايم يظنون انهااا مختلفه...يحسدونهاا على قوتهاا الظاهرة وبرود اعصااابها...لكن خلاص يا يبه...تمااديت...تمااديت كثير....طعنتني وقلت معليش...لكن انك تزيد طعونك وتفنن بجرحي هذا اللي ما اقدر اتحمله...ياربي وش اسوي بعمري؟؟...اذبح نفسي؟؟ ...بسس...ما اقدر...اخااف على عبدالله يضيع من بعدي...
اول ما تذكرت عبدالله..حطت يدهاا على فمهاا وزادت من صيااحهاا...الا عبدالله...وش بيسوي لا بعدت عنه؟؟؟..راح يهملونه؟؟..وما راح يطعمونه؟؟...يمكن يذبحونه...يا ويلي عليك يا عبيد....راح تضيع من بعد اختك!!
غمضت عيونهاا بألــم وخلت الهواء النقي البعيد عن التلوث ينساب بحرية..على وجهها الجميل...ويحرك بعض خصلات شعرهاا اللي طلعت من تحت الشيلة حقتهاا...
مسكت حصى صغيرة..ورمتهاا بقوة...سمعت صوتهاا وهي تطيح وتتدحرج...حست ان ابوهاا عاملهاا مثل هالحصى...رماهاا بدون رحمه...
رجعت تتساءل بقوة
ليش يا يبه؟؟؟..لييييييش؟؟؟ ليش رميتني لرجال بالسبعين من عمره؟؟؟..ليش رميتني لواحد اكبر عياله اكبر منك يا يبه؟؟؟....
تذكرت يوم دخلت عليهم...وانصدمت بوجود حريم اخو خالتهاا" شعاع"...من زمان مازاروهم...يمكن من عشر سنين...
ضمت نفسهاا بقوة وكأنهاا تحمي نفسهاا من مجهول...وهي تتذكر " ابو علي"... لمن كان يراقبهاا وهي صغيرة..كانت تكرههه...وما زالت تكرهه...ولا تحب تشوف وجهه...ولا تتخيل نفسهاا مرته...
معقول يبه ترميني علشاان مجموعة نياق؟....لها الدرجه اناا رخيصه يبه...
تنفست بصعوبة وهي تغمض عيونهاا...تتذكر وجه "ابو علي" القذر...بلحيته الحمراء الطويلة....ووجهه المتجعد....وحواجبه الكثيفة الحمر...وابتسامته المقززة...
خلاص يا "مضاوي"...انت بتصيرين زوجته...ما عاد تقدرين تهربين من قدرك وحظك ونصيبك.....هذا نصيبك يا مضاوي لازم ترضين فيه....والحياه كلهاا قسمة ونصيب..
سمعت صوت خطوات وسط افكارهاا خلاهاا تلتفت بسرعه..شافت اختهاا وهي تجي مقبلة لهاا...مسحت دموعهاا بسرعه...وابتسمت بوجه " هيلة"
كانت هيلة شايله بيدهاا تمر بلبن وشوية فطير...جلست عند مضاوي وحطته بينهم...
هيلة وهي تنتفس بصعوبة: اعوذ بالله مدري وش صايبني؟؟..ياله اتحرك وازحر( نفس معنى اتحرك) من مكاني.."
مضاوي وهي تشوف جسم اختهاا الرويان: من المتن..."
هيلة وهي تكش بيدهاا على وجه مضاوي:يا هب.. اذكري الله...لا تحسديني على النعمة ..."
مضاوي واللي كان ودهاا تزيد وتسمن مثل اختهاا: تف تف..مشاء الله عليك......"
هيلة: ايه هذا الكلام الصحيح..."
سكتوا شوي وقاموا ياكلون من التمر..رغم ان مضاوي كانت تغصب نفسهاا...لأنهاا جوعانه ولا ذاقت العيشه بالليل...
مضاوي بتردد: هيلوه.."
هيلة وهي تآكل: هممم.."
مضاوي وهي تفكر: شلون حياتي بتصير مع ابو علي وحريمه وعياله؟؟"
هيلة بعد تفكير: قولي جعله يموت قبل يعرس عليك..."
مضاوي غصبن عليهاا ضحكت: ههههههههههه...آآآمين...مانيب كارهه والله..."
هيلة وهي تآخذ لهاا شوية فطير وتعطيه اختهاا: اكلي اكلي...لا تفكرين بهالجواز...وربي بيحلهاا...من عنده..."
مضاوي بحسرة: وشلون اخلي العيشة تدخل جوفي...واناا افكر بهالنحاسة.."
هيلة وهي تطالع بوجه اختهاا الساحر: ميمتي تقول انه كان حاط عينه عليك من سنين...من يومك صغيرة...وانه خطبك وانت ام سبع...ورجع خطبك وانت تسع...ثمن خطبك على عشر...بس ابوي كان يتعذر له..لكن هالحين ماعاد فيه اي عذر لجلستك معانا..."
مضاوي وهي مصدومة: يعني هالحين اثاري ابوي معطيه كلمته من سنين؟؟.."
وحطت يدينهاا فوق راسهاا وقامت تصيح من جديد...يعني خلاص اذا كان عندهاا امل صغير انه غير كلامه...فهالامل راح من بعد كلام هيلة...
هيلة بجدية: مضاوي....وش هوله هالصياح؟؟؟..اللي يشوفك يقول ميت لك ورع...اكبري ترا مانتيب ورع...والله ان " فطين" اعقل منك..."
فطين هو كلبهم السلوقي ^_^
بس مضاوي ما سكتت...هيلة وفضه هم الوحيدات اللي تقدر تصيح قدامهم...اهي عارفة ان الايام الجايه راح تكتم على انفاسهاا صدق...
تركت هيلة الاكل اللي بيدهاا وهي تشوف وجه اختهاا ممتلي دموع القهر والمرارة...وراحت ضمتهاا بقوة تبي تخفف عليهاا النيران اللي مشتعله بجوفهاا...
في ايطاليا
في شوارع الرومانسية والحب والليالي الغير شكل!!
وصل سعود اخيرا للمكان اللي كان واقف فيه مع البنت....
تطلع يمينه وشماله..ماكان لهاا اي اثر...كان الارض انشقت وابلعتهاا...!!!
دار حول نفسه يدور طيفهاا الاشقر وضحكتهاا المبحوحة...بس للاسف كانت النتيجه وحده...
حس باحاسيس مختلفه من خيبة الامل...والالم اللي استغربه...كان يحس باشياء صغيرة مؤلمه بقلبه....هذا اعجاب؟؟...هز راسه مستنكر على نفسه حركات المراهقين هاذي...كم عمرك يا سعود؟؟؟...33 سنة...ومع هذا قاعد تطامر بالشارع علشان بنت هلفوتة قابلتهاا واعجبتك...
اللي خلقهاا خلق الف غيرهاا...وخلق الف احلى منهاا...والف ارق منهاا..
صرخ فيه صوت صغير...بس هاذي غير...سأل نفسه بحرارة...ليش غير؟؟...
ماسمعت ضحكتها الناعمه..ابتسامتها البريئة...عيونهاا الامعه...هذي هي الانثى...فزمن قلوا فيه الاناث....عشان كذا هي غير يا سعود...
ضرب يدينه ببعض بقهر....وش يفيد هالحكي كله؟؟...
آآآآآآآآآآآآآآه صدق اني غبي...قالهاا وهو مقهور من هبالته...لو انثبرت عندهاا...بس كان لازم اصرفهاا بكل برود...بس هي اللي صرفته...
حتى لووو...لو اني بس طلبت رقمهاا...لو وصلتهاا للبيت مثل اي رجل محترم...لكن ما اقول الا آآآآآآآآآآآآآآه مالت على وجهي....
حط يدينه داخل جيوبه وراح يمشي راجع لشقته...بس ماكان فاقد الامل انه يشوفهاا وهو بطريق الرجعه..
حس بقطرات مطر صغيرة تطيح على خشمه المرتفع....رفع عيونه السود للسما ...وكشر..مطر؟؟...اففف....
رفع ياقة الكوت اللي لابسه...وركض بخطوات كبيرة يقطع الطريق قبل لا يزيد المطر...لكن المطر زاد بثواني وصار قوي مرة...
وصل اخيرا للعماره اللي ساكن فيهاا...دخل بسرعه بعد ما رفع يده يسلم على البواب...اللي هز راسه له باحترام....
راح للمصعد الخاص فيه....وطلع المفتاح من جيبه...واول مادخل المصعد...طالع نفسه بالمراية العريضة اللي داخله...
ومشط شعره باصابعه....وفصخ الكوت المبلول من المطر الغزير...وصل المصعد للدور اللي ساكن فيه...وكانت شقته بالدور الاخير...
خلى المفتاح بالمصعد...ودخل لشقته وابتسم وهو يشم ريحة الازانيا الحاارة الطازجة اللي توها طالعه من الفرن...
يمكن هذا الشيء الوحيد اللي بيهون عليه فقدان ذيك البنت للمرة الثانية...
طلعت خدامته الفليبينية اللي جايه معه من الرياض من المطبخ...واللي امه ارسلتهاا معه من استقر هناا....
قالت ايمي بعربيتها المكسره اللي تحب تستخدمها: تبي ئشا؟؟"
سعود وهو يعطيها معطفه المبلول:yesss..."
وراح دخل غرفة نومه...وتمدد على سريره الابيض العريض بدون مايفصخ حتى جزمته وانتم بكرامه...
غمض عيونه شوي...وشاف وجهها...فتح عيونه وهو منقهر من غباءه...وضرب جبينه شوي عشان يبعدهاا عنه...
قام بسرعه...وراح لغرفه مخليهاا محترف له...وقف عند اللوحه القماشية البيضاء المشدودة على الحامل...
مسك اللون الأصفر وامزجه مع شوية ابيض ولون غريب كأنه نحاسي وبني فاتح... وخربش خربشات صغيرة...كان يبي يرسم شعرهاا الجميل الانسيابي...شعرهاا اللي مثل سنابل القمح في احلى المواسم...
دخلت عليه ايمي: الئشا جاهز..."
مارد عليها...وهي تعودت على وضعه هذا خصوصا لمن يكون واقف عند لوحة من لوحاته...
وحست بسعاده وهي تشوفه يرسم...اهي تعتبره مثل ولدهاا من كان صغير وهي تشوفه يكبر قدامهاا...وله فترة مارسم...فاليوم يعتبر عيد بالنسبة لهاا...
تركته وراحت المطبخ...حطت عشاه في صحن بالمايكرويف..لأنهاا عرفت انه ماراح يآكله خلال الساعات الجاايه...اهو يحب يرسم ويرسم لمدة ساعات لين يهده التعب...
وسعود هالحين مشغول برسم ام الشعر الذهبي...يبي يوثق صورتهاا براسه مايبي ينساهاا...لأنه يعتبرهاا الهاام...والفنان مفروض يستغل الالهام الموجود بحياته...او المتواجد للحظات بحياته...مثلهاا...هي بنت الصوت المبحوح!!
كانت واقفه قبال البيت اللي اهي ساكنه فيه...كانت تمشي وفي عيونهاا نظرة غريبة ...تحس باشياء غريبة بقلبهاا...اكيد اعجاب ايه...اعجاب...كله بسبة هذاك الرجال...كان وسيم..مو بس وسيم...غريب...عجيب..فنان..خطير...ماتدري بايش توصفه؟؟؟..
صدق اني مخفه والله!!...فيه وحده تعجب بواحد ماشافته غير مرتين ومدة ثواني او دقيقة ....اكيد هذي المشااعر بسبب الغربة لا اكثر او اقل...
رجعت تتذكر..صوته البارد...عيونه الواسعه الحاده...حواجبه العريضة المستقيمه...خشمه المرتفع واللي كأن فيه كسر طفيف بالنص...سمرته الحلوة...الشعر الخفيف اللي على ذقنه ...
دارت حول نفسهاا بحالمية...يا رب ارزقني بزوج يكون مثله...مو بس مثله...يكون اهو نفسه...يحق لي اتشرط..دام الموضوع كله حلم...قالتهاا بسعاده لنفسهاا...يا حلو الاحلااام يا "مارية" حاكت نفسهاا من جديد...وبصوت عالي...
عضت شفتهاا بخجل لمن شافت واحد من الجيران يطالعهاا وكأنهاا مجنونة...وهي تدور وتكلم نفسهاا...ابتسمت بنعومة للرجال الكبير بالسن...وراقبته وهو يهز راسه ويروح لبيته...هزت راسهاا تضحك على عمرهاا...وركضت لبيت "ادلينا" بخطوات راقصه سعيده...
طقت الباب ثلاث طقات اول ماوصلت عنده...وانتظرت شوي...كانت مبتسمة بس لمن انفتح الباب كشرت بقرف...بوجه" ايمانويل" اللي كان يعلج السيجارة القذرة بفمه...
كان واقف بوجهها...ما تحرك ولا اي مسافة عشان يسمح لهاا بالمرور...كانت نظراته تجول على جسمهاا بحرية...
حست باشمئزاز كبير يملا كيانهاا...وصرخت بوجهه عشان يبعد عنهاا...وفعلاا بعد عن طريقهاا اول ماسمعهاا تنادي مرته....بس تكرم ورسم ابتسامة متهكمة على وجهه...
دخلت البيت...وهي تحس انهاا استهلكت مقدار السعاده المخصص لهاا كل يوم...اول ماتدخل هالبيت تحس بالكآبة...لو اهي اغنى شوي بس...كان قدرت تسكن بشقة لوحدهاا...لكنهاا للاسف مو اغنى...اهي على قد حالهاا عشان كذا مضطرة تحمل هالبشر المقززين اللي اهي ساكنه معهم...
سلمت على الشباب والبنات الجالسين بالصالة بعضهم يذاكر...وبعضهم يقرا مجلات..
...وطلعت الدرج لغرفتهاا...
ابتسمت لـ " كلاريسا" اللي كانت تلعب بالالعاب التركيب عند باب غرفتهاا...ووجهها مليان شوكولاته...وملابسهاا حقت النوم قذرة...بسبب الأكل...
دخلت غرفتهاا الصغيرة مرة...وقفلت الباب...وارجعت تبتسم من جديد بحرية...بدون ماتضايقهاا نظرات" ادلينا" وزوجهاا...
هزت كتوفهاا وهي تحس بطاقة غير طبيعية...وراحت للمراية حقتهاا...طالعت بشعرهاا الناعم القليل..وبوجهها اللي دايم اعتبرته عادي او اقل من عادي..
ياما قالت لهاا جدتهاا انهاا جميلة...بسبب براءتهاا اللي تطفو على وجهها...بسبب انوثتهاا اللي كانت سبب تهكم قريباتها منهاا..بسبب حبهاا للحياة ونعومتهاا بالتعامل مع اي موقف....بسبب غمازاتهاا الحلوين...
مسكت المشط وجلست قدام التسريحه...وقامت تمشط شعرهاا وهي تحلم بالرجال الغريب...وبصوت الرجال الغريب...وبنظرات الرجال الغريب...!!
ونست النوم ذيك الليلة وطعم النوم...!!
...في اليوم الثاني...
...في العصر تقريبا....
في مملكة المرأة
وفي محل فساتين جاهزة...لمصممين عالميين...
كانت "هيفاء" واقفة تدور حول نفسهاا قدام المرايات اللي بالمحل...وهي لابسه فستان من تصميم روبرتو كفالي ب25الف ريال....لونه احمر وناعم جدا وبسيط...صدره فيه شك ناعم...وهو من تحت طبقات..
قالت وهي ترفع ذيل الفستان الحريري بغرور وترجع ترميه باهمال:
وش رايك نورس؟؟"
نورس وهي مشغولة تقرا رسالة على جوالها
: روعه..."
سحبت هيفاء منها الجوال ورمته على الأرض وصرخت فيهاا بتوتر
: طااالعيني لمن احاكيك.."
انفجعت واستغربت نورس من سر اهتمام هيفاء بالزواج لهالدرجه....حتى انهاا من اليوم تصرخ على الموظفات عشان يطلعون لهاا الفساتين الخاصه بــالــVIP...
نورس وهي تلمس خشمهاا بنعومة:
...جدا ناعم.."
هيفاء وهي ترجع تأمل الفستان
: بس كيف طالع علي؟؟؟...شلون مخلي جسمي..؟؟"
نورس وهي تبتسم برقة
: هيفاء انت اكثر الناس معرفة بجسمك...لو تلبسين خيشة بتطلع عليك فتنة...مشاء الله جسمك مافيه اي عيوب...وهذا ضابط عليك مرة.."
ارتاحت هيفاء لكلام اختهاا مرة...وعضت على شفتهاا بخبث وهي تعيد كل خطوة حتسويهاا من اول ما تدخل الفرح لين ماتطلع منه...
وبعد ما عادت كل الخطوات...رجعت تلمس قماش فستانهاا الحريري...وهزت راسهاا وهي متأكده انهاا بتجيب الهدف المطلوب وببساطة...
دخلت غرفة القياس من جديد...وفصخت فستانهاا بحذر...ولبست ملابسهاا اللي اول..وهي بنطلون جينز ضيق...وبدي ناعم حريري لونه بيج...
طلعت من غرفة القياس واعطته للموظفة...وراحت تشوف الفستان اللي اختارته " نورس" لنفسهاا....
ابتسمت وهي تشوف نورس واقفة عند اللون المفضل عندها دائما وابدا الـPink...نورس التفتت اول ماسمعت صوت كعب هيفاء...
ورفعت لهاا الفستان: وش رايك؟؟.."
هيفاء وهي تقلد صوت نورس الناعم
: روووعه!!..."
نورس بضيق
: هيفااااااااء...لا تطنزين علي!!"
هيفاء وهي تمسك الفستان وتقلبه بايدهاا
: ابي اعرف وش سر هالوردي معك؟؟..اوكي لون بناتي وحلوو...بس مو بكل وقت...جربي تغيرين..انت مشاء الله بيضااا..ويناسبك اي لون..."
نورس وهي تضم الفستان لصدرهاا وتحس ببرودة القماش
: لااااء...اناا امووت بالوردي...كله انوثة..وبعدين واذا كنت بيضا مو معناته اني البس كل الالوان..."
هيفاء وفيهاا ضحكة
: ههه...طيب يا انوثة...جربي الفستان...وبدور فاطمه عشان تشتري لناا كوفي..."
طلعت من المحل ووقفت تدور بعيونهاا شغالتهم اللي دايم يجيبونهاا معهم للسوق تقدرون تقولون مثل الديكور الاساسي...
شافتهاا فاطمه الحبشية وتركت الشغالات اللي كانت تسولف معاهم وجات بسرعه لـ هيفاء...
اعطتهاا هيفاء فلوس وطلبت منهاا تشتري لهم كوفي...ووقفت تنتظرهاا على باب المحل...وهي مطلعه الجوال من شنطتهاا عشان تتصل على السواق يقرب من البوابة..
سمعت صوت ضحك...لكن هالضحكات اختفت فجأة...فرفعت راسهاا بتلقائية...وابتسمت بخبث واضح وهي تشوف بنات عمهاا يطالعون ببعض...
اجل العروس هنا!!...قالتهاا هيفاء بانتصار...
ابتسموا بوجهها بنات عمهاا بعد ماسمعوا جملتهاا بتوتر شديد..
قالت وحده فيهم: هلاابك هيفاء...وش هالمفاجأة الحلوة؟؟"
هيفاء ردت بنفاق واضح
: وااااو والله مو بس حلوة لكم..حتى لي اناا...الصدق الفرحه صارت فرحتين.."
تكلمت الثانية بتردد
: مشاء الله...شكلك بتحظريــ.....ن العرس؟؟..هه..."
هيفاء وهي تبتسم بحلاوة
: ولووو...عرس بنت عمي...اللي انتظرناه سنين وسنين...وسنين...وسنين...لابد احظره...."
وركزت على كلمة السنين اللي اعادت تكرارهاا كذا مرة ورى بعض...
لاحظت ان وجيههم سودت من شماتتها الواضحه وضوح الشمس من عمر عروسهم....
كملت هيفاء وكأنهاا ما تدري وش قالت قبل شوي: وووين عروستناا؟؟؟...لالالا...لازم اشوفهااا قبل العرس..."
اسكتوا يطالعون بعض...فكملت هيفاء بخبث
: لا تقولين مخبينهاا علشان نور العروس!!...ههههههه...."
قالت وحده فيهم
: العروس ميب هنا....اهي بصالون التجميل...عشان تستعد ليوم العمــ...ر"
هزت هيفاء كتوفهاا بحسرة مصطنعه
: اممم....يا حسااافه كان بودي اشوفهاا...المهم...سلمولي عليهااا...ترى لهااا من الوحشه الكثييييييير..."
البنات بصوت واحد: يوصـــ..ل ان شاء...الله.."
هيفاء وهي ترفع يدها بنعومة: اوكي...باي.."
واعطتهم قفاهاا واخذت الكوفي من فاطمه اللي كانت واقفة وراها بصمت...ورجعت تشوف نورس...اللي كانت واقفه على اعصابهاا بغرفة الملابس...
دخلت هيفاء عليهاا ولقتهاا متوهقة بالفستان ما تدري شلون تسكر السحاب اللي على جنب...
ساعدتهاا هيفاء وبعد تقرير الاكسسوارات المناسبة....طلعوا الثنتين من المحل...لبسوا عباياتهم قبال البوابة...
واول ما ركبوا السيارة الفخمة...تكلمت هيفاء بشماته
: مادريتي شفت بنات عمناا...هههه...مخبين عروسهم خايفين عليهاا من العين..."
نورس بضيق
: هيفاء بلييز...لا تتشمتين بالبشر...وبعدين وش فيهاا بنت عمنا...تراها حلوة.."
هيفاء وهي ترفع حواجبها مصدومة من ذوق اختهاا
: ذيك حلووووة؟؟؟..وععععع...ما اقول غير مالت عليك.."
نورس بحساسية وهي شوي وتصيح
: مووو...كل البشر....كاملين مثلك يا هيفاء...فيه ناس كثير جمالـ...هم متواضع..."
هيفاء وهي تربت على كتف اختهاا وفيهاا ضحكة
: اناا عارفه ان محد مثلي...بس لا تصيحين الله يخليك...اشربي اشربي قهوتك.."
سفهتهاا نورس اللي تجمعت الدموع بعيونهاا...ما تحب الشمااته وتكره اللي تسويه اختهاا بالبشر لكن مابيدهاا اي حيلة...
في الصحراء
وبين الاغنام الكثيرة اللي يمتكلهاا" بنيان"
كانت جالسه تحلب الغنم...وبنتهااا" مضاوي" جالسه عندهااا ساكته...كانت عارفه نفسية بنتهاا بسبب صدمة الزواج اللي جات بدون اي مقدمات...وكانت معزمة تكلم زوجهاا وتقنعه....مع شكهاا بقدراتهاا...لكنهاا بتحاول تضرب على الاوتار الحساسة..وان شاء الله يفيد معه...
اهي ماتمانع ان بناتها يآخذون رجال كبار بالسن...لأن هذي ميب مشكله بنظرهاا...لكن ابو علي...انسان جشع مافيه اي صفه ممكن تنبلع...مافيه لا كرم ولا شجاعه ولا نخوة...مافيه غير البخل والجبن....واذا راحت بنتهاا عنده...
فبتعرف انهاا موب آخذ لهاا حقهاا من حريمه....وبنتهاا صحيح قوية لكن قدام العدد المهول اللي راح تواجهه وهي لوحدهاا فاكيد بتفشل بأخذ شوي من حقوقهاا...
ياما قالت لمضاوي تسفه مرت ابوهاا ولا تراددها....لأنهاا عارفه ان شعاع اذا حطتهاا براسهاا بتقدر توديهاا بمصيبة...
وهذا هي المصيبة...اختارت مضاوي من بين بناتهاا عشان تزوجهاا لاخوهاا اللي اهو اخس منهاا مية مرة...
اختارت اجمل بنااتهاا واصغرهن واذكاهن واقواهن عشان تزوجهااا لاخوها اللي مافيه ذرة خير..او رجولة...
طالعت ببنتهاا اللي تلاعب الجفار الصغيرة....مضاوي لسه صغيرة...والجانب الطفوولي فيهاا كبير...والحنان اللي فيهاا يشيل العالم كله ويعيشه بسلام...
حسبي الله عليك ياا" بنيان"...قالتهاا ام عبدالله بمرارة...
وهي تحاول ان عبرتهاا ماتنزل...بس غصب عليهاا نزلت عبرتهاا...وانتبهت لهاا مضاوي فقامت بسرعه وهي شايلة جفرة صغيرة بايديها...من مكاانهاا وابعدت عن امهاا عشان ماتزيد جروحهاا والآمهاا...
امس سافروا اهل ابو علي....ووبيرجع لهم لوحده بعد يومين عشان يملك عليهااا ويآخذهاا وياه....
راقبت حريمه وعياله الكثيرين وهم يركبون الددسن اللي جا به...وهم يتزاحمون بالحوض...وحتى موب كافيهم...!!
دعت من كل قلبهااا انهم مايرجعون ابد لهناا...لكنهاا كانت عارفه ان دعوتهاا ذي ماراح تتحقق...لأن ابو علي على قول خواتهاا هو نصيبهاا..
تذكرت شكل ابو علي وهو يناظرهاا بعد ماخلص الغدا وطلع يغسل يدينه...
ويمسح وجهه القذر بظاهر يده....تمنت لو تقدر تقطع وجهه وتذبحه وتدفنه ولا احد يدري عنه....
تذكرت حريمه وهم يعاينونها كأنهاا بضاعه معروضة للبيع...ويسألون "شعاع" عن نحفهاا اللي موب عاجبهم...وعن سكوتهاا ونظراتهاا الحاده لهم...وهي تطالع بيديهم المتجعده اللي مليانه ذهب...وفضه...لكن هالشيء ما يهمهاا...عمر هالاشياء ماهمتهاا...وعمرهاا مافكرت فيهاا...يمكن هم يحبون هالاشياء عشان كذا وافقوا يخطبون لـ" ابو علي"!!...ولااا مافيه مره تخطب لرجلهاا الا اذا كانت تبي الفكه منه!!
دخلت شقهم...وجلست على الأرض جنب فضة اللي كانت تزيت شعرهااا الطويل...من لية الغنم( شحم الغنم)....
قالت فضة وهي تشوف مضاوي تجلس قبالهاا: زيتي شعرك..."
هزت مضاوي راسهاا رافضه: لااا...حاطه حناا...."
فضة وهي تمشط شعرهاا وتشوف سكوت اختهاا اللي موب طبيعي: مضيوي...وش بلاك؟؟.."
ما ردت مضاوي...على اختهاا...وتركت الجفرة اللي بيدهاا تروح...ومسكت المراية الصغيرة المكسورة...وحاولت تشوف عيونهاا الواسعه...ومسكت المكحلة وقامت تكحلهم...لا ابو علي ولا عشرة من امثاله يخلونهاا تنسى كحلهاا....اللي متعودة تحطه باليوم اكثر من مرة...
سمعت صوت صرخات عبدالله اخوهاا الغالي...وهي تتردد بسرعه والم...وكأنه خايف من شيء!!
تركت المكلحه بسرعه والمرايه حقتهاا على الارض باهمال...
وراحت جري طالعه من بيت الشعر تبي تعرف وش صار له؟؟؟....
في القرية الايطالية
وفي الصباح الباكر
في المخبز
ورائحه الخبز الشهية باشكاله وانواعه المختلفه منتشرة بالمكان..
كانت " مارية" قاعده تنتظر دورهاا وهي شايلة بعض اغراض البقاله اللي اشترتهاا قبل شوي...
اليوم الدور عليهاا...اهي اللي راح تروح وتشتري اغراض البيت...الحمدالله طلعت بدري قبل الزحمه...مع انها لقت زحاام خفيف بسبب كثرة السيااح....
كانت قاعده تعلك وتنفخ بالونات من العلك...وهي تبتسم كل شوي لـ" كلاريسا" اللي طلعت وياااهااا....
كانت تشوف بـ" كلاريسا" نفسهااا...طفولتهااا...اهمال اهلهاا لهاا....هي نفسها" كلاريسا" مع اب مشغول بملاحقه الحريم...وام مشغولة بمراقبة ابوهاا...
ما تذكر بيوم انهم انتبهوا لوجودهاا..او التفتوا لهاا...كان جل اهتمامهم انهم يبعدونهاا عن حياتهم...ولو كاانت عندهم المااده الكافيه كان مليون بالمية حطوهاا بمدرسة داخلية..
حست بيد كلاريسا تشدهاا...انتهت انهاا واقفة بمكانها...وشافت ان كل اللي قبلوهاا تحركوا...فمشت بسرعه...واخذت الخبز اللي جات علشاانه...
طلعت من المخبز...وهي ماسكه الأغراض بأيد وايد " كلاريسا" بأيدها الثانية...كان اللي يشوفهم يقول هذي ام وبنتهاا...بسبب حذر مارية الشديد عليهاا...وابتسامتهاا والتفاتاهاا الرقيقة لهاا...
ووقفت شوي بالشارع...وقامت تسوي ملابس كلاريسا المهملة وتحااول تنسقهاا شوي....قبل لا تروح عشان تكمل باقي المقاضي..
في نفس الوقت...كان بطلنا " سعود" يركض بسرعه...على الجانب الثااني من الشارع. .يحس بنشاط مو طبيعي اليوم..
يبي يفرغه بأي شيء...ومافيه مثل الرياضة لتفريغ الطاقات الكامنة....وخاصة رياضة الركض والجري بالهواء الطلق...فيهاا تجديد ممتاز للدورة الدموية...وبعد عن الكآبة اللي ممكن تصيبك بسبب رتابة الحياه...
خلص لوحه للبنت اللي صوتهاا مبحوح...
لوحة جميلة جدا...صحيح ان لسه تنقصهاا بعض اللمسات النهائية...اللي تميز رسمه عن رسم الباقيين...
تنقصهاا التداخلات العجيبة في خلفية اللوحة....والبريق المميز اللي لسه ما اضافه لعيونهاا...اكتفى انهاا رسمهاا ببساطة...بس لازم يضيف لهاا شوية سحر...عشان تطلع اللوحة تحفه فنية مالهاا مثيل...
كانت اللوحه عبارة عن بنت تمشي وسط حقل قمح....وهي لابسه فستان ابيض واسع طويل...والشمس تشرق من وراء الحقول وتعطي اضاءة عجيبه...
من زمان ماخلص لوحه بالسرعه الفضيعه هذي...كان جالس عليهااا فوق العشر ساعات متواصلة...واكواب القهوة متراكمة جنب علب الالوان...وبعض الخبز الاسمر القاسي متناثر هناا وهناك....
حتى ايمي من كثر فرحتهاا كانت تراقبه وهي مسحورة...واهو ماكان يمانع تواجدهاا فوق راسه وهي تطالع برائعته اللي لسه ما اكتملت...
ايمي مربيته من كان صغير...ولو يتخلى عن اشياء كثيرة بحياته هي بالذات مايتخلى عنهاا...
ايام ماكانت امه تندب حظهاا وتبكي...كانت ايمي تضمه لصدرهاا وتنومه عندهااا...اهي اللي علمته كل شيء...علمته كيف يآكل؟؟..كيف يلبس؟؟...كيف يتكلم؟؟؟...
لا يمكن ينكر فضلهاا عليه...ويشكر امه انهاا ارسلتهاا له...
وقف بتعب...بنهااية الشارع..ومسح جبينه...وشرب من الموية المثلجة اللي معه...شاف الاشارة وهي خضراء...وبعض السيارات تنطلق تمشي بسرعه....
دارت عيونه بين النااس بشكل طبيعي...
ولمح شيء خلاه يغمض عيونه بسرعه ويرجع يفتحهاا...شاف شعر اشقر قمحي..قدام عيونه...بالشارع الثااني...
طالع فيهاا...اهي نفسهاا...ايـــه ملهمته....اهي اللي محتاجهاا عشان يكمل لوحته...صاحبة اللوحه...!!
رفع يدينه يأشر لهاا بس ما كانت تطالع فيهاا...كانت تكلم بنت صغيرة معاهاا...وكان واضح انهاا مو منتبه لأي شيء ثاني...
طالع بالسيارات وهو مغتااض...كان يبي يقطع الخط...بس مافيه اي مجال يقطعه مع السرعة المجنونة لبعض السائقين...
طالع بالاشارة...يا ربي ليش علقت على اللون الأخضر؟؟؟..افففف...
رفع صوته: هااااااااااااااااااااااااااي....هنااااا...."
لاحظ ان ناس كثير تلفتت وهي تسمع صوته القوي ...وطالعوا فيه باستهجان...الشارع مو ملك ابوه عشان يصرخ فيه بهالطريقة....!!!
بس هو ما اهتم بهالشكليات...بالطقاق بالناس وبالشاارع..المهم هي تلتفت له....
ضرب جبينه بقهرر...وقام يدعي على مخترع الاشارات وساعة الاشارات....وسنين المرور وتنظيم الطرق...وهو يشوفهاا ما تسمع اي اثر لصوته وهذا باين على حركااتها اللي ماتغيرت..وهذا بسبب السيارات المزعجه اللي تقطع الطريق...
قرر انه يقطع ولا همه بالسيارات...بسس..اول ما حط رجله عشان يقطع الشاارع...سمع صوت صفارة شرطي المرور..
التفتت ببطء...وشافه وهو يأشر له انه ما يمر....فزاد قهرره على هالحظ اللي مو موافقه ابد..
التفتت من جديد يبي يملي عينه منهاا ويدعي رب العاالمين انهاا ماتروح لين تقفل الاشارة ...
بس لمن التفت لقااهاا بكل بساطة راحت واختفت....طالع زي المجنون بالشاارع اللي كانت واقفه فيه...لالالا...مو معقول انهاا اختفت بهالسرعه؟؟..استحااله اساسا..اكيد دخلت واحد من هالمحلات...
قطع الشارع وهو مو مهتم لا بصفارة الشرطي ولا بواري السيارات اللي ارتفعت اصواتهاا وهو يقطع الخط بجنون...
حتى ان كذا سيارة جات تصدمه بس ربي ستر عليه
دخل المحلات اللي بالشارع واحد ورى الثاني...بس للاسف اختفت...ما عاد بقى لهاا اي اثر...
حس باحباط فضيع....وهو يضرب قزاز آخر محل دخله وسأل عنهاا فيه...يعني معقول الفرص تجي وتروح مني بهالسهولة...
ثلاث مرات شفتهاا هالاسبوع...ثلاث مرات...وضاعت مني كل هالفرص بسهوولة....آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حظي!!!
في الريـــاض
في القصر الخرافي لعايلة سعود
في الغرفة الحمراء
وطبعا الغرف مسمية بالوانهاا بسبب كثرتهاا...فيميزونها بهالطريقة...
قفلت باب غرفتهاا بحذر....وبعد ما تأكدت انه انقفل زين....راحت ببطء وقلبهاا ينبض بشدة...للدولاب اللي بركن الغرفة...من زمان ماراحت له....لهاا فترة طويلة...قلبهاا يعورهاا ما تحب تشوفه...بس هي اشتاقت له كثيير...كثييير...
جلست على ركبهاا...وفتحت الدرج بتردد....بعد مادخلت مفاتيحهاا الذهبية داخله...بلعت ريقهاا كذا مرة وهي تشوف صندوق الموسيقى البني حقهاا قدام عيونهاا..
فتحت الصندوق...فتصااعد صوت الموسيقى الكلاسيكية...وبدوا التماثيل الصغيرة الموجوده داخله بالرقص بشكل دائري....
تجمعت الدموع بعيون" هيفاء" الواسعه الجميلة....وهي تشوف التماثيل اللي على شكل عرسان وعرايس تتراقص قدام عيونهاا بتناغم...
تركت الصندوق يشتغل على جنب..وطلعت الأوراق والصور الموجوده بالدرج...وعلبة العطر الفرنسية....والحلاوة البلجيكية اللذيذة...المحببه عنده...
وآخر شيء...تي شيرت...ابيض..مقاس L..مرسوم عليه صورة نخيل وشاطىء..
تأملت التي شيرت وحست بغصة قوية بحلقهاا ...
ضمت التي شيرت وهي ترتجف بقوة....مو قاادرة تستوعب غياابه...له سنتين غايب...بس مع هذا ما زالت تنتظر قدومه...وتنتظر اسفه...وتنتظر شوفته...
صحيح انه كان قاسي..بس مافيه اي مقاارنه بين نار قربه وناار بعده!!
نار بعده الحارقة...اللي احرقت كل مافيهاا...اللي احرقت ايامهاا الحلوة وسنينها الحلوة...اللي احرقت" هيفاء" القديمه وبدلتهاا بوحده نجسه شريرة..قااسية جاحده...
قالت بصوت متقطع خافت وهي تكلم التي شيرت: اشتقت لك كثيييييييييييييير....اهىء اهىء...حرااام عليك....ليش رحت؟؟...ليييش؟؟...قتلتني ويااك....قتلتني.."
رجعت تبكي بحرارة وهي اللي كانت تحااول تماسك...وطالعت بعلبة العطر الغالية على قلبهاا..عطر مصمم لهاا خصيصا اهي...اهو اللي كان طالبه لهاا...
رشت منه على معصمهاا...وشمته وهي تحااول تمااسك....كان العطر بريحة الورد واريج الازهار المختلفه...كان يقول لهاا انه يشبه لهاا...بس اهو.. كذاااااااب....كذااااااااااااااااااب...خاااين....بس ليته مامات...اناا راضية انه يخووني...ويعذبني ويخليني شماااته بين البشر....بس ما ارضى انه يروح ويرحل بكل هالبساااطة...
طالعت بأغراضه اللي تناثرت من الدرج المزدحم بالذكرياات....وزادت حدة صيااحهاا ودموعهاا اللي انكبتت فترة طويلة!!
وهي تشوف صوره اللي متناثرة حولهاا...وابتسامته المرسومة براحه على وجهه...تذكرت صوته الجميل...وهو يغني لهاا...ويدق لهاا عود...
تذكرت ليالهم الحلوة سوا....تذكرت اشياء كثيرة تجمعهم....نست في ذيك اللحظة الاشياء السيئة اللي سواهاا فيهاا...نست كل شيء سيء...وتذكرت احلى واحلى الليالي ويااه...يامام حطت راسهااا على كتفه ولعبت بشعره....ياما شالهاا ودار فيهاا بالحديقة...حتى لمن كانت تتعب من المشي...كان يشيلهاا على ظهره ويمشي بهاا...
ليش خرب كل شيء؟؟...ليش راح لذيك الحفله؟؟؟...ليييش يا " خالد" حطمت كل شيء بيني وبينك؟؟...وما اكتفيت بكذا...مت!!....ببساطه مت!!
في الريـــاض
في مبنى انيق جدا
مجلة " اضواء"
طالع بالأوراق اللي قدامه...وهز راسه بغضب وهو يطالع برئيس التحرير اللي كان جالس وهو ينتفض قبااله...مو معقول الشيء اللي قاعد يقراه...اكيد انه بكابوس...ومو اي كابوس...اسوأ كابوس ممكن يعيش فيه اي واحد يشوف اللي بناه بسنين قاعد ينهد قبال عيونه...
: وش ذييي؟؟.."
صرخ" شجاع" في هالكلمه وهو يطالع بأرقام الديون الخيالية اللي عليهم....معظم الصحفيين ما استملوا شيكات رواتبهم...وبعضهم رافعين دعاوى يطالبون بحقوقهم كااملة...وارقام المبيعات جدا منخفض....وقاعد ينزل الرقم اكثر واكثر كل شهر....
شلون صارت هالأمور كلهاا؟؟..اهو بس سافر سنة...وترك المجله وهي على افضل حال..شلون فجأة لمن يرجع يلقى الدنيا سايبه والاوضاع مقلوبة..
لازم اهو يتصرف...ايــــه...لازم يتصرف ويجدد الادارة كامله...ويرجع سمعة المجله مثل اول....وجديد..
سمع ثرثرة رئيس التحرير...وهو يبرر اخطاءه...بس مالقى لهاا اي بال..وهو يطالع بالخاطرة اللي مكتوبة قدامه...كانت خاطرة غبية جدا من وجهة نظرة المكتبرة والرافضة لأي شيء جديد...
"عاشقة واهية"
بحبك ملأت فراغ وجودي
وبدفء حنانك الودود
اذبت حرماني
واينعت انوثتي بعد صدودي
على نسائم همسك وعطره
وعلى غيث من رقيق الوعود
وفي ظل غزلك وسحره
ترعرعت فرحة صباي..وهل نجم سعودي
*******
والآن صار حبك هاجسا يؤرقني
حين عيي قلبي عن الجواب
صارت هماستك تهددني
بالتحول والانقلاب
وصار غزلك يذرني
بلومك والعتاب
حين يأتي يوم وتسألني
اين انا من الحب والاحباب
*******
وتسألني عن حبي وتنتظر جوابي
وامام خوفي وحيرتي وارتيابي
قلت اذهب بعيدا دون ايابي!!
*******
لست كما تظنني قاسية...
ولكني ماعرفت لشعوري ماهية
فلا تعتبرني انسانة عادية
ولكن اعتبرني عاشقة واهية!!
بقلم" النورس"
اول شيء لازم يبدا فيه....هالصفحه الغبية في آخر المجله.....اللي تضم اتفه خواطر قراهاا في حياته كلهاا...لازم يلغيهاا من الوجود...مثل هالخواطر البشعه مصيرهاا الزبالة..مو مجلة محترمه مثل مجلته...واكيد اهي بداية سبب الخساير اللي لحقت فمجلتهم من كل جهة...
"مضاوي" و"عبدالله"...والله اعلم وش صار له!!
"هيفاء" ودموعهاا وجزء من ماضية القاسي!!
"نورس" واحلامهاا اللي راح تتحطم قريب...وقريب مرة...على يد " شجاع" و"شجاع" بس هو القادر على تحطيم ارق مخلوقة بالوجود...
وأخيرا...سعود وتحطمه بسبب ضياع الفرصة الثالثة ويمكن الأخيرة....