الفصــ4ــل
" افراح الحزن"
مرت الأيام والليالي على ابطالناا بهدوء رتيب....كل واحد فيهم ينتظر مصير شيء معين....هيفاء تترقب بصمت زواج بنت عمهاا اللي خططت فيه اسوأ التخطيطات ...ومضاوي تنتظر بخوف رجعة ابو علي ومعاه 20 من مزايين البل اللي ابوهاا طلبهاا كمهر لهاا...بعد اقناع من امهاا اللي كانت عارفة شلون تبعد ابو علي عن طريق بنتهاا وبدهاء...وبدون ما تحسس رجلهاا ان هالطلب راح يبعده.. البخيل للابد..وهذا اللي كانت تدعيه هي وبناتهاا...
اما..بالنسبة لبطلنا سعود...استسلم لقدره وترك شغلة الالهام على جنب...لكنه كمل اللوحة عشان يستفيد منهاا بمعرض الشباب اللي راح يقام بعد فترة...ومارية...كانت مشغولة بخياطة بعض التصاميم عشان تسلمهاا لبوتيك" لولا"...ولكن سعود ظل في بالهاا...يروح ويرجع ويلمع بفكرهاا خصوصا اذا شافت اي رجال يشبهه...
نجي لنورسنا الناعمه الرقيقة...نورس استغربت ان آخر عدد من المجلة ماعرض لهاا الخاطرة اللي ارسلتهاا...وكمان استغربت من شيء ثاني صاار..ان فيه رساله وصلتهاا من معجب...وكانت تمدح آخر خاطرة نزلتهاا في آخر عدد!!!!! وهالشيء خلااهاا تبدا تفك خيوط لغز رسايل المعجبين...لكن قبل كذا كان لازم تروح للمجله وتشوف وش الساالفه بنفسهاا!!
شجاع...كان يحاول ينقذ مجلتهم اللي سمعتهاا وصلت لحضيض بسبب الرشاوي اللي كان يتقبلهاا رئيس التحرير...
وبدا بتجديد شامل لاقسام المجله...ووجه دعوة لبعض كبار الكتاب...مع ارقام شيكات للتفاوض....
لكنه على صعيد المشاعر يحس بكره فضيع للنورس الغبية اللي كانت تكتب الخواطر التافهه خصوصا لمن عرف شلون نشرتهاا بالمجله وكيف قدرت تضحك على رئيس التحرير الغبي....!!!
في قاعة من افخم قاعات الزواج اللي بالرياض..
المقصــــــــــــــــــــورة
كانت افراح آل....آل ....على آخرها...
والالعاااب النااارية ماليا السمااء...
خصوصا ان الليلة زواج ثنين من اغلى عيالهم
والعايلتين متداخلة النسل....يعني عم اخذ خالة..خال اخذ عمه...وهكذا..
طبعا....الطق والمغنى واصل لآخر الدنيا...
والفخامه والترف في كل ركن من اركان المكان
في قسم الرجال...
كانوا اخوان العروسة...والعريس واقفين والفرحه مرسومة على وجيههم..
ويتبادلون المزح واصوات ضحكهم تتعالى بالمكان...وفيه بعض الناس تحمد ربهاا وهي تطالعهم...^_^وداخل انفسهم يقولون مسكين ماصدق تزوج!!!
كان واحد من اخوان العروسة واسمه" نواف" مو مصدق ان اخته الكبيرة اخيرا وافقت على ولد عمته الغالي..." هيثم"
من سنين وسنين وهو يخطبهاا ومن سنين وهي تصده بدون ما تشاور نفسهاا....وفي آخر خطبة كانوا متأكدين ان الموضوع نفسه راح يتكرر..
لكن الصدمه اسكتتهم...حتى انهم اليوم وهم بعز فرحتهم مو مستوعبين ان اختهم وافقت اخيرا على الرجال اللي صدق شاريهاا ولا فكر يتزوج غيرها...
حتى ان نواف يدعي ربه ان الزواج يتم على خير....ولا يدري ليش قلبه مقبوض...يمكن بسبب هالموافقة المفاجأة...وهو ادرى الناس بأخته ويتمنى ما تفشلهم وترفض العرس فجأة...عااد وقتهاا ماحد يقدر يغصبهاا خصوصا ان كبار العايلة حلفاءهاا....
وبعدين هالفرحه طعمها غير عن كل الفرحات....هالفرحه جات بعد حزن عميق....حزن تخللهم سنتين طووويلة اطول من اي حزن ثاني...هالفرحه جات بعد موت اخوه اللي الآن يحاولون يطلعون منه...ويستوعبون ملابساته المفجعه....
صدق انه في حياته ماكان غالي بالنسبة للثانين.....لكنه كان بالنسبة لـ"نواف" اخو غير كل الأخوان...كان يقدره ويفتخر فيه....حتى وهم يعرفون كل المصايب اللي للاسف كان يسويهاا....كان يحب يلبس مثله....ويحب يقلده....رغم فارق السن الكبير اللي بينهم...
تنهد بحزن وهو يحاول يبعد صورة خالد عن راسه...وصورة جثته المتشوهه.....ورجع يمزح مع العريس اللي كان لابس مشلح سكري انيق...
ههه...يحسبون ان زواجهم بيرفكت!!
قالتهاا بتريقة وهي تمر بعيونهاا على كل الورود الطبيعية اللي جابوها من هولندا...وتكدست بشكل مرتب في اماكن متفرقة من القاعة الضخمة....
كانت توزع ابتسامات مدروسة للناس اللي تشوفهم بكل لحظة...وهم مهم مصدقين ان اخيرا هيفاء طلعت من قوقعة الحزن على خالد....ورضت انهاا تحظر الزواج اللي ماتوقعوا ابدا انهاا ممكن تحظره...خصوصا وهم يعرفون مقدار العداوة اللي كانت بين خالد واهله...وكانوا يعرفون ان هيفاء كانت ويا صف خالد وكانت ضد كل شخص في العايله يقولهاا الصدق..او يحاول ينصحهاا...
قالت وهي تبتسم لنورس: احس بمشاعر غريبة وانا اطالع فيهم...."
نورس ردت وهي تمسك يد اختها: هيفاااء...ليش حظرررررتي؟؟...كلناا عارفين ان الوضع صعب عليك..."
هيفاء لمعت عيونهاا بقوة: صععب؟؟.."
قالتهاا بصوت مبحوح ومجروح...
الوضع مو بس صعب...الوضع مؤلم مميت...جاارح قاتل..اهي تبي تألم كل شخص آلمهاا...وتبي تقهر كل شخص يقهرهاا...اهي المهاا تعدى المجرات وتجااوز الحدود البعيدة...
المهاا تجاوز الآف السنين الضوئية....وانغرس في اعماق اعماق قلبهاا...
اهي عارفه ان اللي تسويه غلط....اهي عارفه ان خالد مات وانتهى...لكنهاا مو راضية تصدق...تبي تنتقم منه...وتنتقم له في نفس الوقت...
فيهاا طاقة حزن فضيعه تبي تفرغهاا بالأشخاص اللي حولهاا....الأشخاص اللي قالوا عنهاا كلام كثير مؤلم في الماضي...
وبنت عمهاا...اللي هي اخت" خالد" للاسف اكثر شخص آلمهاا...اساسا اهي سبب موت خالد....اهي اللي بحقدهاا حاولت تبعده عن هيفاء...ما درت انهاا ابعدته عن العالم كله....
حست بيد نورس تمسكهاا بنعومة...فطالعت بأختهاا وهزت راسهاا بلامبالاة يعني انا كويسة.. وقامت من كرسيهاا....
قالت لنورس وامهاا: بروح الحمام...عن اذنكم.."
طالعوهاا بتوتر...خاافوا منهاا...وخاافوا عليهاا...اهم عارفين هيفاء اكثر من اي شخص ثاني....وجلست هناء ان مابنتهاا ماتسوي مصيبة...او على الأقل ماحد يشوفهاا...
راحت هيفاء بسرعه...ووصلت عند بوابة الخروج...لاحظت ان خوات العروس مشغولات جوه...شكل بنت عمهاا وصلت...
دقت على رقم...وهي تلبس عبايتهاا بسرعه وتحاول انها ماتثير الشكوك في الناس اللي يطالعونهاا...
سمعت صوت ناعم
: هلااا والله بالقمر.."
هذا كان واحد من اخوياهاا...
قالت وهي تبتسم بخبث
: هلااا حياااتي....هاا....مستعد للي قلت لك؟؟"
رد عليهاا بلهفة
: طبعاا عمري....ولوو...دام الشغلة فيهاا رضا قلبي...فأنا مستعد..."
تنهدت هيفاء وهي تضحك
: كذااااب...ههههه...والله عشاان الفلوس اللي وصلت لك...مااعليناا حلال عليك...شوفني بطلع وبحاول اخذ لك الرقم...."
خويهاا بلهفة للشر
: يله عجلي...نبي نضرب ضربتناا بدري..واعرفي ان العيار اللي مايصيب يدوش!!..."
هيفاء بشراسه
: لااااء....ابيه يصيب ويذبح!!...مفهوم؟؟.."
رد بصوت متردد
: ان شااا...ء الله..."
هيفاء وهي تهز راسهاا
: ...يله باااي.."
قالتهاا وهي تلف الشيلة على راسهاا...شافت وحده من بنات عمهاا تطالعهاا..وقربت منهاا بنت عمهاا..
: هيفاااء...وين بترووووحين؟؟"
ردت هيفاء ببساطة
: ولاا شيء حبيبتي...بس نسيت غرض بالسيارة...وابي اجيبه..."
وكملت وهي تكذب ببراعه وتتمسكن
: حبوبي...متعوودة احطهاا بالسيارة...عشان اذا احتجتهاا..."
وضحكت داخلهاا شلون قالت هالكذبة الغبييييييييه...
هزت بنت عمهاا راسهاا بأسى واضح على وجهها الطيب
:يا حياتي..حبوب الصدااع؟؟.....اوكيه..لا تأخرين...عشان الزفة... مع انك لو تخليني ارسل واحد من هالبزران"
ردت هيفاء وهي تهز راسهاا
: لا يا شيخه...السواق اهبل..ما يدري وين ربي حاطه...اروح اجيبهاا وارجع...انت بس قولي للبواب يدخلني..."
وطلعت بسرعه من الباب....واول ماطلعت..تلفتت يمين...وشماال..شافت عيال عمهاا والمعرس..واقفين في جهة بعيدة شوي...
عضت شفتهاا...يعني لازم تضرب مشواار...قفلت جوالهاا...وراحت تمشي...ليماا قربت منهم...ووقفت كأنها بتدق من جوالهاا...
ههههههههههههههههه
ضحك نواف على هبالة ولد عمته.....وكمل:
ياااخي فششلتنااا...اعقققل...اللي يشوفك يقول اول واحد يعرس!!"
" هيثم" بحرارة
: مبسوووووووووط. يا نواف...مبسووووط...يا شيخ عمرك ماراح تفهم اللي احس فيه...انتظر لين تتزوج وتشوف اذا مسكتك تريقة...وتعليقات...."
نواف وهو يتريق وعيونه تقز البنت اللي واقفة بعيد عنهم شوي
: مخلي الفهم لك يااا حسااااس...بعدين مين قالك اني بعرس؟؟..الله لا يقوله...."
سكت نواف شوي..والتفت لاخوه الصغير وبعد عن هيثم والباقيين وقاله
: تعرف البنت اللي واقفة هنااك؟؟؟..."
ابتسم اخوه الصغير وقال بأعلى صوت
: الحلوووة؟؟؟.."
طق نواف اخوه على كتفه
: اقصر صوتك...فضحتنااا..."
قال اخوه وهو يحك كتفه
: ايييييييي....ايه اعرفهاا...هذي هيفاء..بنت عمي عبدالعزيز..."
سرح نواف وهو يسمع اسم هيفاء......يااااااااه من متى ماشاف هيفاء....هيفاء مرت خالد...وش الطااري؟؟..وغريبة انهاا حاظرة....
طالع بتوترهاا وهي تلفتت وكأنهاا تدور على احد...وقرر يروح يشوف وش تبي؟؟..خصوصا انه يشوف انظار الرجال وهم يقزونهاا...
وصل عندهاا وتنحنح....
التفتت بسرعه وكأنهاا مفزوعه...
قال نواف باعتذار:
آسف اذا افجعتك...وش تدورين يا هيفاء؟؟؟.."
هيفاء استغربت انه عررفهاا...وتساءلت اذا لسه يذكر شكلهاا...اكيد ان غطاها خفيف...حست بدقات قلبهاا تتسارع...
قالت بنعومة
هلااا....نواف...كيفك؟؟.."
رد نواف بخجل غريب عليه...بس لأنه ما سألهاا وهي سألته
: بخير...وانتي؟؟.."
هزت راسهاا يعني واناا بعد وسكتت....
نواف رجع يتكلم
: وش تدورين؟؟"
هيفاء وهي تبتسم براحه وهو يشوف اسنانهاا الحلوة من تحت الغطا الشفاف
: الصرااحه جوالي طفاا...واناا...انااا...ادور عن السواق..."
نواف تلفت حوله
: ما اعرف سواقكم...بس وش سيارتكم؟؟؟.."
اسكتت هيفاء تفكر بجواب وقالت بكذب خبيث
: هه...لا تحرجني يا نوااف!!...ما افهم بانواع السيارات...بس لونهاا اسود.."
نواف قال جواته مالت عليكم يالبنات فالحين تبون آخر موديل وانتم ماتعرفون اسمه...طلع جواله واعطاها اياه...
ووقف قدامهاا...لاحظ انهاا ما تكلمت...فنسى انه حاط قفل...اخذ الجوال من يدهاا من جديد...فتلامست ايدينهم...جزعت هيفاء...وسحبت يدهاا بسرعه..وبعدت عن نواف بتلقائية...ما عمر اي رجال لمسهاا...الا خالد...خالد وبس...
بلعت ريقهاا وهي تشوف وجه نواف يتوتر...وعطاها الجوال وابعد عنهاا...سوت بحث سريع للارقام....وابتسمت براحه وهي تشوف الرقم...وحفظته بسرعه...ودقت على سواقهاا عشان يجي قريب...عشان ماتطلع كذابة...
طالعهاا نواف لمن اعطت الجوال لواحد من الصغار....من اليوم ماشال عينه عنهاا...جميله...وهو اللي يذكرهااا زين...اهو اللي انصدم بخبر خطوبتهاا لخالد...اهو اللي كان ينتظر لحظة تخرجه من الكلية الحربية...عشان يتقدم لعمه عبدالعزيز....لكن الصدمه هزته....اخوه ومو اي اخو اغلى اخوانه على قلبه...وهيفاء...الحبيبة المستحيله ....تزوجوا...وش كان يقدر يقول؟؟..كان اناني وحسدهم كثير...وكانت نيران بقلبه مجنونة تشتعل لمن يشوفهاا تبتسم لخالد...او اي حركه حميمة طبيعية تسويهااا له...آآآآآآآآه ياا الزمن...هذا هو خالد ماات...لكن حتى بموته كان لسه مآخذ هيفاء منه..!!
والدليل انه لماا فكر يخطبهاا قبل فترة كل الناس عارضوه وقالوا له ان هيفاء صارت اشلاء بعد وفاة رجلهاا...وانهاا ماراح تكون ابد معه جسم وروح....
شاف الولد وهو يمد يده للجوال...وحس انه بعالم ثاني...
اخذ الجوال...وقام يطالع فيه...ويحس فيه شيء تغير...وكانت ريحة هيفاء مالية جواله الملبس بالقطيفه.....
حس بيد ثقيلة على كتفه....فانتبه لهيثم...اللي كان يطالعه...وكأنه عارف وش يفكر...
هيثم ببساطة: هذي هيفاء بنت عمي عبدالعزيز...صح؟؟"
بلع نواف ريقه: وشووو؟؟...ايـــه...مشاء الله كيف عررفتها؟؟"
هيثم بكل برود: اعررفهااا زين..من زود الغطاا..اللي اهي حاطته؟؟.."
نواف استغرب برودة لهجة هيثم...وحس برغبة في الدفاع عن هيفاء...مسكينة كلن جااي ضدهاا..حتى خواته يكرهون سيرتهاا...
نواف بتوتر: مااعليناا منهاا....ما قالوا لك متى بتدخل على العروس...؟؟؟"
هيثم وجواله يدق ومو راضي يسكت: لاااء....ياربي هالرقم ذبحني...خلني برد عليه...وارجع لك...وانت دق على خواتك واسأل.."
هز نواف راسه...ودق على خواته...وهو يسولف ويمزح معاهم...سمع صوت صرخة من هيثم...والتفت بسرعه....لاحظ ان المعازيم كلهم يطالعون جهة هيثم...اللي كان شاد على الجوال بقوة...ووجهه سود...استغرب نواف من التغير اللي صار فجأة عليه...
وراح يمه بسرعه....بس هيثم ما اعطاه مجال...ركض قبل لا يوصله وركب سيارته ورااح....
وقف نواف مفجوع يراقب سيارة هيثم اللي راحت...وش يسوي ذااا؟؟؟
في الصحراء
والليل يغطي المكان
والأجواء مخيفه نوعا ما للناس اللي ماتعودت على الصحراء
لأن الظلام دامس...ويهيء للناس اشياء كثيرة
بس الجو كان رووعه....خصوصا انه نزل شوية مطر من سااعات...
فطلعت ريحة الأرض والاعشاب البرية القليلة
كانت جالسه هي وخواتهاا.....واصوات ضحكهم وسواليفهم مالية الجوو...وعبدالله نايم بحظنهاا....من زمان ماحسوا بهالراحه....ابوهم رايح يبيع بعض من غنمه..وهذا تعتبر احلى فترة عندهم...لأن مافيه احد يضايقهم ويزن فوق روسهم....واذا على " شعاع" فهم معطينهاا الخصران اللي بيقطع مصرانها
قالت مضاوي وهي تضم عبدالله اقوى لصدره وهو متضايق
: اذا تجوزت ان شاااء الله...بآخذ معي عبيد...."
هيلة وهي تشرب شاهي
:من صدقك؟؟؟.. ابوي بيعيي.."
فضة وهي تآكل فطير وتغمسه بلبن
: لاااا....موو معيي...اهو يبي الفكه مناا واحد ورى الثااني.."
مضاوي وهي تبتسم بوجيههم ووجهها منور
: ومن قال انه بيفتك مني؟؟...بجيبه هنيا وبنسكن يمكم..."
فضة تتريق
: ههههههههه...ايه مرررة بيطيعك ابو علي..."
مضاوي بغرور
: يا شيخه....ابو علي مو بس بيطيعني...الااا بحركه كأنه خويتم في اصباعي الصغير.."
واشرت لهم على اصباعها الصغير وهي جاده بكلامهاا
هيلة وهي مقهورة من غرور اختهاا
اسكتي اسكتي بسس....لا تسمعك شعاعوه الحين وتبلشناا..."
سكتت مضاوي وهي تطالع حولهاا...صح اذا سمعتهاا شعاع بتسود عيشتهااا صح...وموو بعيد تقول لبوهاا عن الحكي ذا...يااااويلي وش بيسوي ابوها اذا درى انهاا تكلم عن الزواج بالشكل ذااا؟؟؟*_*
ابتسمت فضة فجأة
: يااااااااااااااه...مين يصدق ان مضيوي تجوز قبلناا؟؟؟..."
وكملت
: اذكر يومنك صغير....كان حمدان يشيلك ويرفعك...كنك بنته...ويطير بك في السمااا...ويدور بك...كنت احسدك..."
هيلة وهي تغمض عيونهاا بقوة عشان ماتبكي
: ومن زين جوازة مضيوي..؟؟؟...كل اللي صار لناا بسبب حمدان...و...و"
ولا قدرت تنطق الأسم....وبلعت ريقهاا بتوتر
مضاوي وهي تصب شاهي لخواتها
: اذكرن الله..وانسن هالسيرة...واذا على الجواز...نصيبك يجيك لو انك في آخر هالأرض..."
هيلة والعبرة خانقتهاا
: من بيتجوزناا وعيال عمنا هجوا عنا واتركوناااا؟؟؟....تكلمي....كلن يظن ان العيبة فيناا...مضااوي انت صغير...ما تعرفين النيران اللي بصدورناا..."
فضة وهي تحاول انهاا تكون متماسكه لأنها الكبيرة
هيلوووه...خلاص عااد...من باعنا بعنااه لو كان غالي...."
هيلة بحرقة وغيرة من مضاوي
: ليش ابوووي يجوز مضاوي قبلنااا؟؟؟....اناا احق...واكبر.."
حست مضاوي بنيران تغلي بصدرهااا....
وقالت ببرود
: اذا بتحسديني على ابو علي....فعز الله انك ماتعرفين الحق..!!"
هيلة وهي تنفخ بوجه مضاوي بعصبية
: من يومني صغير...وكل شيء لمضااوي...حتى شعاع اول ماتجوزهاا ابوي...كانت تحبك..تذكرين يا فضة يومهاا تخبي العيشة لمضاوي..وتطردناا.."
فضة بصعوبة
: خلاص يا هيلة....هذااك اول....بس الحين....تبدلت الاحوااال..."
مضاوي حست بغيرة خواتهااا منهاا....وتجمعت الدموع بعيونهاا....بس ما بكت...اناا ماراح ابكي...وليش ابكي؟؟؟...والله اني قايله ان ابو علي خيرة....
وطالعت بعبدالله وكلمته جوات نفسهاا
: شفت شلون اناا وياك؟؟؟..كلن ضدناا...محد وياناا..."
اذا هيلة اللي مضاوي تبديهاا على نفسهاا طلعت تغاار منهاا وتحسدهاا على شيء تاافه ماله اي قيمه بذكرى مضااوي...
تحسدهاا على محبة العقرب شعاع....محد فااهم ان شعاع ماكانت تحبهاا...كانت تمثل قدام ابوهاا...لأن ابوهم كان يغلي مضااوي على الباقييات...ويحبهاا زود عنهم...
طلعت شعاع من بيت الشعر
وصرخت عليهم بأعلى صوت ودعت
: ناامن جعل التربان تنام عليكن...اصواتكن تصحي الورعاان..."
ردت مضاوي بحرة
: وانت معاناا...آآآمين..."
ردن البنات بصوت واحد ورى مضاوي
: آآآآآآآآآآآآآآآآمين..."
شعاع وهي تحط يدهاا على خصرهاا وتهز
: اييييييييييييه الحين طلعت حسوسكن...ويوم ابوكن فيه...ما تقدرن علي...ما كون شعاع اذا ماخليته يربيكن من جديد...."
مضاوي بغضب وكره دفين
: خليه يربيك اول..."
شعاع وهي تخبط صدرهاا
: الله يا مضيوي...وووين ذاك كله امس وقبله؟؟؟.."
مضاوي ببرود
: ترى موو بس انتي اللي تمسكينين...حتى اناا صرنا نتمسكن..."
سكت شعاع وهي طالع فيهم مقهووورة...وكانت تبي تكلم زود...بس سمعت صوت واحد من اطفالهاا يصيح...
قالت بأعلى صوتهاا وهي ترفع يدينهاا لسماا وكنها مظلومة
: حسبي الله عليكن....حسيبن كافي..."
تنهدت فضة وهي تشوف شعاع ترجع تدخل بيت الشعر...ووقفت
: اناا بنام....لا تاخرن بالسهر...."
هيلة بعد وقفت
: واناا بروح معك...."
مضاوي ما ردت على خوااتهاا..وجلست مكانهاا تراقب خطواتهم بصمت وهم يروحون لبيت الشعر..
ضمت عبدالله بقوة وهي تزيد النيران اللي قداامهاا...وتغطيه بالبطانية حقتهاا لأن ماعنده وحده....
سمعت صوت ذيب يخترق الأجواء من حولهاا...بس كانت متعودة على مثل هالأصوات...وما تأثر فيهاا لأن اولا... قلبهاا قوي بالأيمان...وثانيا....عيشة الصحارى زادتها قوة...مشطت شعر عبدالله باصابعهاا...كانت تطالع الجروح اللي على وجهه من اثار العقال حق ابوهاا....ضربه قبل كم يوم وبدون سبب واضح..كان عبدالله يلعب مع الصغاار...وطيح واحد بدون مايدري...وشافه ابوهاا...فمسكه وضربه ضربه...وجلده بكل قسوووة...وخلاه بالشمس حاافي....ومضاوي تتوسل ابوهاا وترجااه يخليهاا تدخله...بس ابوهاا عيى ولا لان قلبه وهو يسمع صياح ام عبدالله....وهي تدعي ان ولدهاا يموت ولا يغربلونه بهالطريقة...
مضاوي بحسرة
: شلووون يدعون عليك بالموت وانت ولدي؟؟؟..ما يعرفون غلاة الضناا؟؟.."
وضمته بقوة وهي تحاول انها ماتصيح اذا تزوجت ابو علي راح تآخذ عبدالله...ماراح تتركه ابد...وهي متأكده ان ابو علي ماراح يعيي عليهاا...
ايطاليا
قريةCourmayeur
في الصباح الحلو.....مع زخات المطر الخفيفة النقية...
ومع رائحة القهوة الأمريكية المحببه عندها...
كانت" مارية" تشتغل بحماس....في بوتيك مدام" لولا" وهي ترتب قطع الفستان الأحمر الساحر اللي يصلح لمرافقات العروس...على المليكان( عرايس العرض)...
وطبعا كانت تشتغل في واجهة المحل...وحاسه بحماس حلو...خصوصا وهي تشوف اعجاب المارة بالقطع اللي ركبتهاا...كانت تشوف تعابير وجههم...وحست ان هذي بداية الالف ميل للوصول لحلمهاا....
بداية حلمهاا...وهي عارفة ان حلمهاا كبير...واكبر من انهاا تتخيله...لكن وش العيب في الاحلام...غير انهاا احلام؟؟....
خلونا نترك "مارية" تشتغل شوي على قطعها...وتعالوا ندردش عنهاا...." مارية" بنت سعودية من ام اسبانية لها اصل مغربي....
التقى ابوهاا المتوسط الحال بأمهاا في " ماربية" في اسبانيا...وانهبل بجمالهاا اللي يمزج بين الغرب والشرق في أحلى صوره....
اعجبته كثير....وكان يبي يكون معهاا علاقة ويروح...لكنهاا كانت قوية...ورفضت كل محاولات استمالته...
كان ابوهاا اساسا مرافق لأحد الشخصيات الهامه...ومثل مانعرف المرافقين وضعهم المادي جدا عادي....صحيح انهم يعيشون برفاهية في السفرات...لكن وضعهم المادي في البنوك جدا عادي....
قرر انه يستشير الرجال اللي يشتغل عنده وهو الخبير بعلاقات الحريم...فقاله هالخبير بكل بساطة...تزوجهاا...ايه نعم...تزوجهاا...عيش معهاا فترة وبعدهاا طلقهاا...وكل واحد فيكم يرجع لديرته....!!!
اخيرا وقع اتفاق مع راعي معرض الفنانين الشباب في ميلانو...بعد ماوراه اللوحة اللي رسمهاا مؤخرا...وهي اللوحة اللي تتوسطهاا مارية بكل حلاوة...
اعجب الفنان الكبير بالسن باللوحة ومدح سعود كثير...وطلب منه يرسم اكبر عدد من اللوحات اللي فيهاا مثل هالأحساس الحلوو اللي ينبض في الوان اللوحة الذهبية....
وافق سعود على الموضوع ببساطة وبدون نقاش....حاليا ماعنده اي موضوع يشغله غير هالبنت...وصراحه له فترة ماشاف وحده تلفت نظره بنفس الطريقة....
كان يمشي وهو يطالع حوله بملل...مشتاق للسعودية كثير...له فترة ماراح لهاا...يبي يجلس مع امه وخواته....يبي يسولف مع ابوه عن شركات العيلة....
يبي يحس ببرد الرياض الجاف والقارس.....يبي يمشي بزحمة شوارعهاا...ويقابل اصحابه ويحظن عيال عمه الصغار ويلعب معهم....
الصراحه طفش من هالغربة....كم له وهو في ايطاليا؟؟؟..سنين وسنين....وحقق حلمه؟؟؟..لااااء...شكل حلمه عمره ماراح يتحقق...
" مشكله الفنان ماتنعرف قيمته الا اذا مات"
قالهاا بسخرية وهو يحك شعره الناعم..
وكمل وهو مقهور
: يله وقتهاا بيكون في زوجة وعيال يستفيدون من موتي"
مر بمحل يبيع القهوة بأشكالها وانواعها المختلفه....والروائح الشهية منتشرة بالجهة هذي من الشااارع...
دخل المحل اللي كان مزحوم...وقعد ينتظر دوره ويتسلى بقراية المنيو اللي على الجدران..
شاف اطفال صغار قدامه....يتهواشون على الدور....ضحك على شقاوتهم وحلاوة روحهم وبراءتهم الواضحه من تصرفاتهم العفوية...
ابتسم الطفل الأشقر لمن ابوه شاله...وبانت له غمازات حلوين وواضحين بخدوده....غمض سعود عيونه ثواني وهو يبتسم للطفل....سبحان الله يشبهااا كثير...كأني اشوفه فيهاا...اللي ضحك انه لمن علم صديقه عن هالبنت...صديقه صفق وهو مبسووط...يقوله والله وعرفت تختار وتحب يا سعوود...
صدق ان خويه مخرف...شلون يحب؟؟؟...يحب وحده مالمحهاا غير كذا مرة...هذاا موب حب..الحب عشرة ومواقف....عمر الحب مايتكون بهالطريقة.....الحب بعد الزواج...في معظم الأحيان...وهذا اللي شافه بأصحابه...معظمهم كانوا كارهين الزواج وطاريه... وهالحين مرابطين ببيوتهم اربع وعشرين ساعه....
طاحت منهاا الدبابيس الصغيرة اللي كانت تشتغل فيهاا على الفستان...كانت مو مصدقة نفسهاا...لزقت وجهها بالشباك...هذا هوو...نفسه ايه...الرجال ابو شعر اسود..الحلووو...آآآآآآآآآآآآآه...تنهدت مارية وهي تغمض عيونهاا وتفتحهاا من جديد...
طقت على القزاز بعجز وهي تكور يدينهاا...وتطالعه ينتظر دوره في المقهى القريب مررة...واللي قدام المحل ومايفصل بينهم غير مسافة قصيرة تسمح بمرور سيارة وبس....تحس بخدر بجمسهاا مو قادرة تتحرك وتروح للباب وتطلع منه وتركض له...وتقوله" اخيرا شفتك"
سمعت صوت العامله من وراهاا وهي مستغربة وقوف مارية كذا....التفتت لهاا مارية...وسألتهاا بحالمية: كيف شكلي؟؟.."
ولمن تذكرت كالعاده انهاا بايطاليا مو بمكان ثاني...طالعت بقزاز لواجهة اللي واقفة وراهاا...ورتبت شعرهاا الناعم القليل المبعثر...
مشطته باصابعهاا...وطلعت منديل ومسحت وجهها المعرق...وابتسمت براحه وهي تقفل الأزارير العلوية للقميص الحريري الأبيض اللي لابسته...عشان يترتب شكلهاا...وشدت تنورتهاا القصيرة الفوشيا...
وحاولت تتحرك عشان تنزل...بس حست بشعور غريب ثاني...وماقدرت تحرك رجوولهاا اللي كأنهاا انصبت في قالب اسمنت...
طالعت فيه وهو أخيرا...يآخذ كوب القهوة بأناقة...ويسلم العاملة الفلوس وهو يبتسم ....كان مذهل...بقميصه السماوي...وبنطلونه الرماادي الحلو...والجاكيت اللي شكله مفصل خصيصا لجسمه باللون الأسود الفخم....
تعلقت عيونهاا فيه تحاول تشبع عيونهاا من هالجمال...من هالسحر...من هالكاريزما..من هالجاذبية اللي نادرا ماتشوفهاا...
وغمضت عيونهاا بقوة وهي تشوفه يقرب من المحل اللي اهي فيه...اكيد تحلم...اكيد تحلم...اكيييييييييييييييد حلم!!
كان نازل من المبنى الأنيق اللي يحاول ينقذ سمعته...اليوم متعب....والموظفين مو قادرين يتأقلمون مع سرعته....صدق تعودوا على الكسل....
" لو اجيب عماله صينية اوفر"
قالهاا بتريقة وهو يشوف سيارته الفخمة واقفه على بعد مسافة قليلة منه...حس بوجود شخص وراه...
فالتفتت ببطء...وشااف!!!