الفصل ال36
"...السقوط..."
عيـــد الاضحى...
طالعت بنفسهااا في الجلابية اللي شرتهاا لهاا هيلة....كان لونهاا احمرر شيفووون مغرربية ورايقة..بس ما حست بالراحة وهي تطالع بنفسهاا...تحس كنهاا عـــروس....وشعرهاا متناثر حول وجهها وواصل لاسفل خصرهاا....كانت جميـــلة بطبيعتهاا ولا حاولت تضيف اي الوان وتبهرج نفسهاا خطت كحل ناعمة حول عينهاا....يمكن لأنهاا تبي تشيل هالاحساس من شكلهاا ومن قلبهاا...احساس انهاا بتكون عروس قريــــب...الكل يتهامس واول ما تدخل يسكتوووون...تأكدت من كلام هيلة لكن مووو عارفه وش تسوووي....خـــايفه تعترض ويعرفون انهااا لسه تكن مشااااعر خفية للي قتل معاني الكرامة فيهااا.....والله يذبحووونهاا على غير قبلة!!
"مضاوي"
سمعت اخواني يدقون الباب...
فتحته بضيق
: خيــــــــــر؟؟؟.."
شفتهم يمدووون يدهم لي ومووو بس هم معاااهم عيال جيرانا الصغااار...
اوووووووف...
رحت بسرررعة وطلعت من الدرج ريالات جديدة صرررفهااا صقر مع سعد....
عطيت كل واحد ريال بس عبســـوا بوجيههم...
عطيت كل واحد من جديد ريال ثاااني بس ما عجبهم بعد....
رجعت وعطيتهم مرررتين بعد بس لسه مادين يدينهم...
يا مـــــال الكسررر!!
: اقوووووول مانتم وجه عطايااا...هاتوووو...يا مااال الماااحي.."
وجيت اسحب ريالاتهم على طووول شردوووا من قدااامي...وهم يضحكون...
والله يا ورعااان هالزمن...
وانا ورعة ماكنت اعررف ملمس الرياااال!!
طلعت من غرفتي وانا ماسكة المبخـــرة ...
بخرت غررف اخواني كلهااا....
اليـــوم عيدية ابووووي وسعد...
وبكرة عيدية ذياب اللي جاا من سفره قبل يومين...وبعد عيدية سطام...
اففففف سطااام وسطااام....
مدري وش احس به ناحية هالادمي...
بس الاكيـــد انهاا ميب مشاااعر طيبة..
صحيح انه رجاال مايعيبه شيء...
وصحيح انه كريـــــم...
بس بعـــد اذا سمعت طاريه يعورني قلبي...
مرات اقوووول لو مارد حلال ابوووووي...
يمكن كان سعووود فكر يرده بنفسه!!
بس معرررفتي بسعووود وانا اخبره زين ما تأكد لي هالأفكار...
نزلت الدور اللي تحت....البيت كبيــــر....
غرفنا كلهاا كبيــــرة ولااا بعد ثلاثة ادوااار....
بخرت بااااقي الغررررف...ونزلت تحت عند ميمتي وخالتي وهيلة....
لقيتهم جالسين يتقهووون...
طالعت بهيلة....مدري ليش حسيتهاا متغيـــرة...
كانت لابسه جلابية خضراااء مطرزة بالذهب...
وين راحت صراحتهاا....نقاااوتها....اسلوبهاا القوووي...
ليش تبتسم كذا!! ليش قاصة شعرهاا بهالطريقة...ليش حتى كلماتهاا تغيرت!!
سرحت وانا اشووفها تمسح وجه قمر بحنااان....
معقــــول سعد غيرهاا؟؟؟....
كان العيـــد...بس بالنسبة لهم موووب عيد...كان صياح هيلة يقطع القلب...ما كانت تبي تزوج...ما كانت تبي تودع حلمهاا اللي حسسها انها انثى... ما كانت تبي يصير فيهاا اللي صار بأختهاا....كانت تبي تلعب بفكرهااا...وتوصل لأفكار وآمـــال ثانية....ليش صدموهاا بالواقع؟؟؟....بيزوجونهاا غصب....واحد اصغر منهاا...واحد مايـــع من اهل المدن...بدووووي بالأسم بس....حتى شكله!!...شكله موو مثل اللي بغته...وين الملامح الرجولية الصااارمة...والابتسامة اللي تتناقض مع قسوة الصحراء...هذا تحس انه متقررف من كل شيء حولهااا!! مووو هووو حلمهااا!! هذي هي كل الحكاية يا هيلة...موو حلمك اهووو...!!
لبسوهاا ملابس العرس....فلوا شعرررهااا ولبسوهاا البرقع المتوارث...نفسه...طالعت فيهاا مضاوي وهي تلبسها البرقع اللي تلمع فيه الجنيهات الذهبيـــة...كانت عيونهاا ممتلية بالدموووع....ذايب الكحل في دموعهاا الحارة...بس اهم مايقدرون يسووون لهاا شيء....
دهنووهاا بالعوود...ورافقوهاا للسيـــارة...طالعت حولهاا بأختهاا...بأمهاا...بمرة ابوهاا...يمكن اووول مرة تحس انهاا بتفقدهاا...ضمتهم من جديد وهي قلبهاا يتقطع...كان ودهاا تشـــوفه....عيونهاا تعانق عيووونه...لحظة اخيــــرة...يمكن ماتكرر ابد...بس للأسف ما كان فيه...ما كان واقف بسيجارته يناظرهاا بعيونه الساهية!!
فتح لهاا باب سيارته...كانت عيووونه تآكلهاا وابتسم بسمااحة يوم صدت عنه...ركبت وتعلقت يدينهاا بالشباااك...ما التفتت وطالعت به لين ما غابوا عن عيووونهاا!!
صدت وشافتني واقفة اناظرهاا...
وقفت وجات يمي...
: مشاء الله مشاء الله....عــــروس!!"
رديت واناا اروح المطبخ
: هيلة!! اسكتي الله يعافيــك..."
طالعتني بنظرات قاســـية
: انتي متى بتعلمين!!....انتي عااارفة من زمـــان ان مالنا كلمة...ماتغير شيء بهالدنيا...
صحيح تجوووزتي...وصحيح تطلقتي....صحيح ابووووي انتكس واخوي ماااات ونظر عيني فضة رحلت..
بس الحياااة مستمرررة...وانا وانتي مالناا كلمة فيهااا..."
كملت وهي تبعد شعرهاا عن وجهها
: تحسبيني مبسووووطة!! اناا ادعي السعااادة...ايه نعم سعد طيب وحبيب....بس مووو هوو اللي ابيه...
لكن خلااااص...وش اقدر اقوووول...اعاند القدر؟؟؟...اعاند النصيب؟؟؟...هذا اللي مكتوووب لي....
لازم ارضى فيه..."
تنهدت وهي تحط يدهاا على كتفي وانا معطيتهاا ظهري
:اعررف ان سعوود...كان جوووزك لفترررة...بس بعد خلااااص....
اكيد اهوو التفت لحياااته وانتي بعد لازم تلفتين لحياااتك...
مااااتبين عيـــال؟؟...تبين تضلين مثل الووووقف في هالبيت؟؟؟....كلهم بكررة بيتجوزون ويروحون...
وانــــت؟؟؟...بتضلين عند ابووووي...."
امتلت عيووووني بالدموووع قلت لها وانا التفت
: ابووووي له حق علينااا..."
هيلة وهي تهز راسهاا
: لاااا يا مضااااوي....ابوووووي يبينا نطس عن وجهه...مايبي يشوووفني ويشوووفك يمه....
اهم ماعنده نرووووح ونذلف ونشوووف حياتنااا....
صدقني ان سطاام بيشيلك فووووق راسه...وبيعوووضك عن سعود والضيم اللي شفتيه..."
جيت اعااارض....اتكلم....اطلع صووووتي....بس ماقدرت...
سمعت صوووت سطااام وهو يضحك مع سعد وصقر وذياب....
قربت هيلة من باب المطبخ...
: تعااالي شووووفيـــه...كله هيبة وزين!!"
شفت هيلة تسرررح وهي تطالع لبررره.... تنهدت لثواااني....وتركت المطبخ وطلعت!!
رحت اطالع شفت ذياب واقف ومعه سعد....
غصب علي امتلت عيني بالدمع...ياربي مالنا اعترااااض على المكتوب!!
وقف يطالعهاا وهي تمشي بجلابيتهاا الحمراء وتبخر المكـــان....شعرهاا يهفهف حولهااا...والشيفووون الاحمر يتحرك مع حركتهاا الهادية...سمح لنفسهاا يطالعهاا بدون خجـــل...نسى نفسه وهوو يتأملهاا ويتوووه بأبعاد جمالهااا....شعر اسووود ليلي...عيون واسعه ناعسة...تنهد وهو يلف يطالع يشوووف اذا احد وراه او لا....شافهاا تبعد عن الشبااك وترووح بعيــد...يله يا قلبي هااانت...كلهاا ايــــام...
"سطام"
تنهدت بضيق واناا امشي مبعد قبل لا يجي واحد ويشوفني اقـز...
طلع بوجهي صقر ومعه سعد...
طالعني سعد بنظرات عرفت وش قصده فيهااا....
قمناا نسولف ونضحك وجاا ذياب بعد شوووي وقام يسووولف...
طالعت بسعد بفخر وهوو يسولف مع صقر وذياب...
كبـــــر...كبر حيــل....
معقوووولة الزواج يغير؟؟؟...هالبزر اللي كان في يوووم مااايع نااعم كلمتين مايعرف يقووولهم!!
صحيح ان في نااااس بتشوووفه مثل ماهووو بس بالنسبة لي لااااء...
اشووووفه تغيـــر كثيـــر وكل يوووم يتغير اكثرر...
زواجه من هيلة....يمكن بسبب عمرهاا او تربيتهاا...غيــره....
واليوم بيضحي مع عمـــه...اووول مرررة بيضحي...
مدرري شلون بيتصرررف...بس اشوووفه مرتااح ومريح....
رجعت اطالع في البيت وكتمت تنهيدة بتطلع من صدري....
حلت لحظة سكوووت عليناا كلنا....
كان صقر يطااالع بالسبحة اللي بيده وعيووونه غرقااانة في تفكير عميق...
اماا سعــد كان ماسك جواله يقلبه ويبتسم...
ذياب جالس يدخن براحـــة....وعيووونه تناظر اصص الزرع اللي في كل مكااان....
تذكرت المطـــر وذكريااات المطر....كل موووقف...كل حركة....كل شيء...
شلوون كانت خايفه ومرعوبــــة...
الغابة...والجبل...وعيووونهاا المبتسمة وابتسامتهاا الهاادية....وصوتهاا الناعم...
شلووون كان سعود يقدر يخليهاا تجلس بيننا بدووون مايحس بالغيـــرة...
اناا قلبي يووولع وكنه جمرر يوووم اشوووف احد يطالعهااا....
ما انسى يوووم جلسناا كلنا في صالة وحده...
كيف كانت عيوووني تآكلهااا....غصب علي ما كنت احترم صديقي...
انا قلت لهيلة تجس نبضهااا...بس هيلة ماردت علي...
اناا حاس انهاا بتوافـــــق...مستحيل ترفضني واناا اللي بيعت اللي وراي واللي قدامي لجل ارد حلالهم....
انا اللي كنت اطلع لهاا بكل مووووقف...مفروووض تكون ممنونة لي...
سمعناا اصووات رجـــال...التفتناا كلنا الاربعة جهة البااب...
وشفناا اووول الضيوووف داخلين...وقفناا بسرررعة وسبقوووني كلهم وهم يقلطون الرجال على بيت الشعر...
طالعت في الشباااك .... حسيت روحي مقبوووضة...
بس تحركت مجبـــور...
طالع في الخدم وهم يحطون قدامه كراتين من الملابس.... نقل كل عفشه اللي بايطاليا لهناا....طلب منهم يطلعووون بره...قرب من الكراتين....تردد يفتحهاا او لا....صناديق الذكريات...ماعمررره فكر يرمي كل اغراضهاا...مع انه رمى بعضهااا....بس كل بعد فتررة كان يلاقي شيء سوووواء في غرررفته في القصر او في غرفة احد ثاني....يلاقي شيء يخصهااا ...يذكره فيهاا...وتطلع في ذاكرته مثل الشريط القديـــم...رغم ان الفترة قصيـــرة قصيرة حيل...بس مدري ليش يحسهاا من فترة بعيدة....!!!
"سعود"
فتحت اول كرتون قريب مني....
شفت فستان ابيض فيه ورود خفيفة...
شالات مختلفه ملوووونة....
ورود!!.....ورود!!
رفعت وردة وحدة قدااام عيني...
هذي هي الورود اللي اهديتهاا مررررة....
معقـــول احتفظت فيهااا؟؟؟؟...
انتشررت ريحة ناااعمة في الجووو من الملابس...
انقبض قلبي...
حسيت كأني قاعد افتش بذكريات شخص ميت....
حسيت بحقـــارة وبخجل!!
هذي اشياءهااا...مفرووووض ما اشوفهاا..
سكرت الكرتووون وفتحت الثاااني...لقيت كتب...
فتحت واحد من الكتب...كتاب الابجدية...
وقلبته بسرررعة...
طاحت عيني على صفحة انكتب فيها اسمي من فوق لأسفل....
سكرت الكتاب ورجعته في الكرتووون....
انفتح الباب بسرررعة....
كانت نورس واقفة...لابسه فستان قصير لتحت الركبة...
اسوود وفيه ورود بنفسجية صغيرة...
شافتني اطالع في الكراتين اللي واقفة قـــدامي...
: لسه مالبست؟؟؟..."
وضحكت ببراءة
: مارااح اقدر اعيد عليك!! يله بسرررعة روووح البس..."
ترددت وانا اشوفهاا تطالع في الكراتين...
بس بسرررعة رحت عشان البس ثوووبي...
بعد شوووي بيجون الضيوووف موو حلوووة يوصلون وانا لسه فوووق....
لبست ثوووبي وحطيت شماغي على كتفي...
تعطرت على السريع.....
ورجعت....شفت نورس تسحب شال لوونه سماوي....
وتطالع فيه بطريقة غريبة...
: كانت مثل....الـ..."
ترددت وهي تدووور على كلمة توصفهاا فيهااا واستدركت نفسهاا
: كانت غبيـــة...وطفلة....احسهاا اصغر مني بكثيـــر..."
وكملت وهي تطالعني
: لووو كان عقلهاا اكبـــر....كان لا يمكن تخوونك مع سطااام....
بــــس..."
سكتت وهي تعض على شفايفهاا وترمي الشااال وهزت كتوفهااا
: وش اللي كان فيه مميـــز؟؟؟؟...."
سكتناا....وفكرناا بنفس الوقت فيه...مميــز؟؟؟....
ماقدرت القى الجواب ووقفت ذكرياااتي يوم كملت نورس بسخط
: الله يقطعهاا من سيــــرة..."
وقالت وهي كنهاا تتذكر
:اووووه العيد بيخلص ولسه ماعيدت عليــك!!...
يله يله... خلني اعيـــد عليك....
اموووواه...من العايدين يا اغلى اخ..."
اشرت للخدم اللي دخلوووا انهم يشيلون الكراتين ويرمونهااا....
يقطعووونها او حتى يآخــــذونهاا!!
طلع السلالم وهو تعبــــان....اليوووم عيد...ومن الصبح وهو كل ساعة في بيت واااحد من قرايبه...يحس انه طفح ليماا قال بس...بالموووت يتحرك....استغرب ان انوار القصر كلهاا مفتوحة..يعرف ان امه طالعه تعيد بعد...وابوووه نفس الشيء....بس زوجته ما يدري عنهااا...طلع الصبح قبل لا يعيد عليهااا...اصلا ما تذكر انه ماعيـــد عليهاا الا وهو راجع!!
"هيثم"
دخلت غرفة النوووم وانا حاس بالحرب اللي بتقوم علي...
بس استغربت لمن شفت الانوار مشغلة...
الستاير مفتوحة...والهواء يهبب...وكأن فيه احد لسه موجود...بس ماشفت احد......
شميت ريحة عطر فواااحة...كانت الريحة قوووية حيــل...
استغربت قارورة العطر المكسووورة...
نزلت ملابسي بملل وكنت بدخل الحمام...
مريت من جنب السرير وانتبهت لجسم طااايح...
التفت بسرررعة...وصررخت وانا انزل امسك هيفاء
: هيفااااااء!!...هيفااااء قوووومي...قوووومي..."
كانت طايحة ممددة على الارض...
حاولت اجس نبضهاا بس ماقدرت...
من الربكة والمشاااعر اللي فيني ماقدرت اتماالك نفسي...
لبست ثووووبي بسرررعة وهو مقلوووب...
و شلتهاا....
وركضت طاالع من البيت مثل المجنووون حطيتهاا بالسيااارة...
وشغلت السيااارة وسقتهاا زي المجنوووون...
شكلهاا....شكلهااا...
قطعت كذا اشاااارة وحسيت اني مضيع الطريق...
طالعت وراااي كانت ممددة مثل الجثة....
ما كان فيه شيء واحد يدل على انهاا حيـــة....
وقفت عند الطوارىء.....
وقمت اركض مثل المجنووون
: زوووووجتي...زوجتي طاااحت..."
ركضوا معي الممرضين ومعهم السرير المتحرك...
شالوهااا وحطوهاا على السريـــر...
ركضت معهم بدوون ما اقفل باب السيــارة...
حسيت بالدموووع تملي عيني....
انا ابكـــــي!!!
حاولت اتمااالك نفسي بس كنت بحالة غررريبة...
انا طلعت اليوووم بدون ما اهتم فيهااا...
وامس؟؟؟...امس وش سووويت...ما طالعت في وجهها قبل لا انااام...
ما اهتميت اعيد عليهاا قبل النااااس...
ما اهتميت انهاا طلبت مني اسهرر معهاا لأن هذا آخر عيــد لهااا....
مسكت راسي بقوووة ابي ابعد شكلهاا وهي تبكي عن وجهي...
كانت لابسه احلى فساتينهااا...فستــان طويل مثل مايحب...وتنتظره وهي حاطة الطاولة بررره على الشرررفه ومخليه المكان كله شموووع ناعمه تتراقص مع النسمات الخفيفة بدون ماتطفيهااا...جهزت السفرة والعصيــرات...بكرره عيـــد....يمكن يكون آخر عيد لهااا....واهوو عارف هالشيء...وعــارف انهاا جايبة له هدية بعد....بس كان طفشـــان...عنده مشاااكل عدد شعر راسه...وهيفاء آخر اهتماماته...ماله خلق يقابلهاا ويشوووف فضاوتهااا....كل كم يوووم واهي محتلفه معه بمناسبة وبدووون مناسبة وكأن اهم مافي الحياه هي الونــاسة...موو قادر يتفاهم معهاا لا بلغة العاقلين ولا بلغة المجانين لأن هيفاء المزيج العجيب بين العقل والجنون لهاا لغة خاصة فيهاا وبــس...شافهاا جالسة تأشر له من البلكووونة...طلع بعد مارمى شماغه على الارض وفتح اول ازرارين...سحب الكرسي بدفاشه وجلس عليه: هلاااا هيفاء...وش المنااااسبة؟؟؟..."قالهاا وهوو يناظر في الطاولة المزينة بأبـــداع...واكوام الورد الجوري المتنااااثرة....كان شكلهاا حلووو موو بس حلوووة كانت ترد الروووح... بس مله...ما عاد يشوووفه حلووو...ما عاد تفرررق عنده....سحبت علبة الهدية المغلفة وقالت وهي تمدهاا له: كل عام وانت بخيـــر....بكرررة آخر عيــد لنااا..."وبلعت ريقهااا وهي تبتسم له: كان ودي اعيش معك فتررة اطووول....بس موو بكيفي...موو مهم الفترة اللي عشناهاا...المهم ان هذي كانت اكثرر سنة مثيرررة في حياتي..." ولمعت عيووونهاا...زادتهاا جمااال...حركت مشاااعره بس تظاهر بالجمووود وهو يبتسم بدون نفس، كملت وهي تلمس ايده الكبيررة وتقرب منه: تعررف...مراات الانسان يضيع حياااته ورى وهم...يبكي...ويضيع ساعات...ثميـــنة من عمررره...ينسى ان بكررره ممكن الموت يآخذه بأي لحظة وهالحياه قصيــرة..."اخذت نفس وعيووونها تلمع اكثرر والدمووع شوي وتطيح: بحياااتي ماتوووقعت اموووت بدري....صغيرة....بعمر الزهور مثل مايقولون...بس عـــادي...خالد مات وهو صغير....وكثيــر غيرنا ماتوا حتى قبل مايعيشون اي شيء حلووو..."حاولت تتماسك بس دموعهاا خانتهاا...نزلت دمعه ورى دمعه...عيت توووقف...: هيثـــم...ساااامحني..." كان بيقولهاا سامحتك بس الكلمة عيت تطلع وبدالهاا قال وهو يوقف: اساامحك؟؟؟...حتى لووو حاولت...صعب انسى..." طالعته وهو يناظر فيهاا باحتقااار، تنهدت : آه..." وغصب عليهاا بكت...بكت بدون ماتوقف...بس اهوو ما اهتم او تظاهر انه موووب مهتم وهو يدخل تحت افراشه..