تحس بخمــول...بتعب...بقرب النهاية....حاولت تتمالك نفسهاا وهي تشوفه نظراته لهااا بس ماقدرت...شفايفهاا قامت ترجف....وعيووونهاا قامت تذرف دمووع غزيــرة...كان منظره يدلل على منظرهاا...كان قالب ثوووبه...وشعررره مشدوود....وحالته حالة!!!! واكيد اهي كانت مثل كذا...لأنه مراااايتهاا بهالظروووف....قرب منهاا بسرررعة وحظنهاا بقووووة....اول مرررة تسمع نبضااات قلبه العاااالية بهالشكل...بكت بدوون ما تخاااف من انه يمسكهااا عليهااا...بكت عشان تحس بنفسهاا نظيفه...بكت لأنه ما عااد بقى لهاا شيء غير البكى...
"هيفاء"
ماقدرت ابعد عنه....ولا هوو بعد عني...
ضلينا ماسكين فبعض بدون مانتحرك لو انش واحد بعيدين عن بعض....
كانت نبضات قلبي تعانق نبضات قلبه...
حسيت اني اندمجت في جسمه...
ما عاد يفصل بيني وبينه ولا شيء....
غمضت عيوووني وحاولت اني ما اشهق...بس غصب علي...
خـــــايفة....
خايفه كثير....مااااابي امووووت....ماااابي ارحل عنه...
تعووودت عليه...ما اقدر افاااارقه...او افاااارق اي شيء يربطني فيه....
حسيت بيده على شعرررري...تلمسني بنعووومة...
مررر ايده على انفي وعيوووني وشفايفي...
قلت وانا ابعد عنه شووووي
: لازم اطلع....ابـــي اعيش.."
وبعدت شعري عن وجهي ومسحت دموووعي وقلت وانا اقااوم شهقاتي
: ابي اشم الهواااااء....ابي احقق احلاااامي......."
غطيت عيوووووني ورجعت ابكي بحرااااارة...
هيثم بهدووء وهو يمسح دمووعي
: راااح تعيشين...بس ما اقدر اطلعك من هنااا...اذا تبين تعيشين لازم تبقين هنااا....
صعععبه تتحركين قلبك مايحتمل..."
طالعته بنظرات غريبة...ورجعت ابكي من جديد وانا احس بألم موو طبيعي
: مبسووووط علي!!صححح؟؟؟....تحقق حلمك...رااح اموووت قريب..."
وهزيت راسي ابعد عن لمساااته
: لا تلمسني....ارجـــوك اطلع....ما احتمل اشوفك هنااا.."
وكملت وانا اشهق
: اكرررررررره لمساتك المشفقة...كل شيء فيك يهتز بالشفقه....بععععععد عني....
اطلللللللللع...."
قمت اصااارخ بوووجهه دخلوا الممرضاااات واطردوووه خارج الغرررفة,,,,
طلعوا الممرضات من بعده...
غمضت عيوووني ادور الراحة...بس من ووووين تجيني الراحة؟؟؟...
شفت نفسي ارقص بفستان ابيض بدلال...
فتحت عيوووني اقاوم النوم...
بس رجعت اشوف نفسي امسك ايد هيثم وادور قدامه بغروووور...
غـــرور....وش فايدة الغرور وانا بين الحيا والموت؟؟؟!!!
فتحت باب الغرفة المشؤومة....خذت نفس عميـــق واهي تدور بعيوونها بين قطع الاثاث اللي شهدت الالاف من اللحظات المبهمة من حياتها....خطت داخل الغرفة...وحست بشعور مخيــف..مجهول...قربت من السرير....طالعت بالشراشف المخملية اللي احتظنتها ليالي كثيــرة لوحدهااا....طالعت في التسريحة الملكية اللي تدللت قدامها لوحدهاا....شافت انطباع لصورتها في المرايا الكثيرة اول ماخطت داخل غرفة الملابس..لأول مرررة تحس انهاا موو من هالعالم فعلا...اهي تنتمي لدنيا ثانية...دنيا غير هالدنيا...
"هناء"
جالت دمعه غريبة في عيني...
حسيت بهواء بـــارد يدخل في صدري...
اخيــرا...صرت فعلا غريبة...
اول كنت نصف غريبة...كانت الغربة تخنقني وانا من اهل هالبيت...
بس هالحين...!!!
ابتسمت ابتسامة صغيرة...توسعت بقووووة...
فيه فرصة اعيــش...اكفر عن اخطائي...امارس امالي واحلامي...
غرقت عيوني بالدموووع...اللي نزلت من الفرح..
ايـــه هذي دموع الفرح!!
لمحت صورة مرمية على طرف السرير....
رحت وقلبتها...شفت نفسي فيها ابتسم ببلاهة وانا لابسة معطف ابيض...
كنت صغيرة...صغيرة مررررة...
ترددت اخذ الصورة او اتركها...بس بالأخير حسمت امري وشققتها...
رميتها مكانها وطلعت من الغرفة بسرعة...
سكرت باب الزمن...اسفه اقصد باب الغرفة وراي...
اغلقت فصل كامل من قصتي...فصل كامل طوته الايام والسنين اخيرا...
شفت من بعيد ذكرياتي تمشي في الممر...
شفت نفسي بكل موقف....
مكسوورة...
واقفة خلف جبروته وسلطته....
عيوني دامعة ونفسي مقهورة...
نزلت الدرج...
ووقفت مصدومة...لمن شفته واقف قدامي...
طالعني بغروره اللي الزمن ماقدر يمحيه
: الضيوف غرفهم بالطرف الثاني.."
بلعت ريقي طول عمره يرهبني....بس لاااااء مووو هالمرة
هزيت راسي هزة خفيفة
: كل عام وانت بخير.."
ونزلت من جنبه وانا رافعه راسي...قلبي ما كان يرتعد كان بيتفجر بس من مريت جنبه
خفت نبضات قلبي...وصلت عند الباب الرئيسي
فتحته ومرت نسمة هواء قويــة...
حسستني بالانتعاش...سكرت الباب وراي ولا التفت وانا اركب السيارة...
هذي آخــر مرة ادخل فيها هالقصر المهجور......
الفصل السابع والثلاثون والأخيــــــر
"ربما خسرنا شيء...لكننا كسبنا اشياء!!"
بعد مرور ثلاث سنوات
جلست بفخر قدام الصحفية اللي كانت تسألها...كان شكلها مرتب بحجابها وبالسعادة اللي ظاهرة ع وجهها...معاها روايتها اللي حارت وحارت بتسميتها وبالأخير قررت تسميها"الحب أكبر خطيئة"...كانت الصحافية توجه لها الأسئلة بلهفة...روايتها فازت بجائزتين...وفوق هذا انتشرت بشكل كبيـــر...وسببت جدل حلووو في السعودية ودول الخليج..عن الطبقية....وعن البداوة والحضارة بمفهومها الشاسع....فتحت عيون الناس على أشياء كثيرة...وكانت تناقش قضايا سامية....
"نورس"
ابتسمت للصحفية وهي تسألني آخر سؤال
: واقعية؟؟؟..."
وسرحت أتذكر بطلة روايتي...معقولة كانت بينا بيوم؟؟؟...فترة قصيرة مرت بلمح البصر...
بس لسه اذكرها...وكأنها كانت امس..هزيت راسي وتفلسفت على الصحافية
المتلهفة لأجابتي
:واقعية؟؟؟....نعم...واقعية..لكن...وشهو الواقع؟؟؟....هو جزء من الخيال...
والخيال بعد جزء من الواقع....لا يمكن نتخيل ونكتب الاشياء...إذا ما كان واقعنا
يغذي هالخواطر....وحتى لو كانت "ضاوية" مو موجودة بحياتي...أنا اكيدة...أنها مرت
بحياة احد ثاني!!!"
ضاوية...هي بطلة روايتي...
اخترتها تكون....بطلة روايتي....لأنها...
ببساطة....مميـــزة....
وما اتوقع اقابل شخصية بتكون بمثل كل شيء فيها....
طالعت بكتابي....كان الغلاف يحكي....حطيت عليه عيون مضاوي....
وقفت بسرعة لمن سمعت صوت"هيفاء"....
كانت تركض وهي رافعة يدينها لي....
رفعتها وضميتها بقوة...وشميت ريحتها العطرة...
آه يا قلبي أنت....وبوست خدودها الحلوة....
كان شكلها يجنن...كانت تشبه هيفاء كثيـــر....
جاا هيثم وراها....كان ماسك العاب كثيــــر بيدينه.....لأنهم مسوين اليوم احتفال بنجاح
هيفوفة من الروضة....
حسيت بقلبي يدق بسرعة بسرعة وكنه يركض...
ماكنت اتوقع بيوم...القدر يجمع بيني وبينه...
بس الدنيا علمتني...أن فيه اشياء كثيــــر...
تصير مانكون متوقعينها تصير....وفيه اشياء كثيــــر....
نكره أنها تصير...ومع هذا تصير....
بس كل شيء....يصير...وكل خطوة نخطيها....لابد نآخذ منها عبرة...
الناس كلهم....قالوا أني اخذته عشان هيفاء الصغيرة...
بس لا......مووو عشان هيفاء الصغيرة....
عشان أنا....استاهل انسان مثل هيثم....
أميــــر..بأخلاقه وافكاره....
ترك الالعاب على الأرض وقرب مني...
صديت عنه بخجل....استحي منه كثيـــر...
حتى لووو هو زوجي....
على سنة الله ورسوله...دوبنا مملكين....يعني احس اني استحي لسه...
قرب مني....حيــل...صديت عنه بسرعة وأنا احط هيفاء حاجز بيني وبينه...
وهي تضحك موو دارية وش السالفة
"بابا....بابا.."
شال بنته مني...وسرق مني بوسة بسرعة....
حطيت خدودي على يديني...وذبت خجل بمكاني...
يا ربي على خجلها...يذوبــــه....موو معقولة بنت خاله....فيها خجل الدنيا كله....اهووو مرات من شدة خجلها يحس بالخجل!!!....كانت علاقته معها غريبة....مبنية على اشياء كثيـــرة....على احترام...اعجاب...مع شوية بهارات شوق ووله...صحيح الحب ما دخلها...بس اهوو بنظره ما يحتاج يحب...لأنه حب مرة وحدة وبس....والمرة الثانية كان على وشك يحب...بس اهو واثق أنه راح يحب نورس....راح يحبها....فيه أحد مايقدر يحبها؟؟؟؟
"هيثم"
تركت "هيفاء"على الأرض...
وبعدت شوي عن نورس اللي طلعت من الغرفة...
تابعتها وهي تمشي...كانت...أختها...
ومين يصدق أني اتزوج أختها؟؟؟...
كانت تختلف عنها اختلاف الليل عن النهار...
الليل بسحره وألهامه...والنهار باشراقته وحلاوته....
كنت اعتقد أني بعد ما ماتت هيفاء لا يمكن اتزوج....
موو حب أو وفاء....شعور ما ينوصف!!!
بس قدرت اتزوج....وقدرت اعيش لحظات حلوة...
وقدرت انسى....أو اقنعت نفسي أني اقدر انسى....
مع أن آخر لحظات بحياتها....ما تنسى!!
انتهت من تسجيل الفيديو...وابتسمت وهي تتأمل بطنها...كانت فيه هالات سوداء كبيرة تحت عيونها....وكانت شفايفها مشققة....وشعرها يفتقد للمعته الحلوة...بس كانت جميلة....ما زادها المرض إلا جمال....التفتت لهيثم اللي كان يقرا بجريدة....وقالت وهي تبتسم ابتسامة صغيرة: تتوقع راح تكون سعيدة؟؟؟..." طوى الجريدة وقال وهو يهز كتوفه: مدري....محد يدري عن بكرة.." لمعت في عيونها دمعات غريبة....وقالت وهي تتمدد على المخدات اللي وراها:ودي اشوفها لو لحظات....ما ودي اموت قبل لا المسها...قبل لا اعانقها...قبل لا ابوس خدودها..." غمضت عيونها بنعومة...قرب منها بسرعة...:هيفاء؟؟؟..هيفاء؟؟؟..."
كشرت بحواجبها:خااايـ....ـف اموت؟؟؟....راح تبكي علي؟؟؟...راضي علي؟؟.."ترددت شفاته ماقدر يقولها....قال وهو يضحك وعيونه تحاول تغلبه وتبكي:راضي؟؟؟...أكيــد راضي...انت لا تموتين...بس لا تموتين...وشوفي وش راح يصير؟؟؟.."بكت...وتجمعت دموعها بعيونها...كانت بتصيح...بس اسكتت...ضمها بقوة...كانت صغيرة حيل بين يدينه...مثل الطفل...نقص وزنها كثيـــر...مابقى منها شيء...إلا روح باهتة بترحل بأي لحظة...قالت وهي تحط يدها على عيونه:ماااابي....مابي ارووح عنك..." لوضمته أقوى..:أنا...اتمنى....لو أني عرفتكـ...قبل..."لمست خشمه وحواجبه برقة:"هيثم..."وغمضت عيونها بتعب...رد عليها وهو يمسك يدينها ويجلس على سريرها:نعم؟؟.." فتحت عيونها وقالت:أنا....أنا..."وماقدرت تكلم...كانت الدموع أقوى منها..بكى...ماقدر يسكت اكثر...بكى بقوة....وبوس يدينها...وراسها....:لا تروووحين...أنا كنت اتظاهر طووول الوقت اللي فات...أنا موو قوي....انت زوجتي....زوجتي... لا تروووحين...أرجووك..."مسحت على شعره: لا تبكي.....أنا اللي ارجووك...لا تبكي..."وسكتت فترة وهي مغمضة عيونها، ثم فتحت عيونها بابتسامة ناعمة فجأة: بنوووم شووي...لا تخاااف...شوي بس...خمس دقايق بس...وصحيني...لا تخليني...ارجو...ك" هز راسه بتعب:"شوووي بس...شوي...خمس دقايق...موو اكثر.."همست:أحبك..." مادرى يبكي ولا يضحك...اهي جزء من حياته...مايقدر ينكره..وأنا...اهتم لأمرك...أحس بوجودك.....الطبيب يقول السعادة ممكن تقتلها بوقت اسرع من اللي يتصورونه...قلبها مايتحمل السعادة...باس جبينهاا بوسة طويلة تحمل اسف...شفقة...مشاعر ملونة بالأسود والأبيض...ما كان يبيها تفارقه...بس للأسف...هذا حال الدنيا....حس بدموعه تجمع....ونزلت على عيونها ببساطة... قال بصوت متقطع:هيفاء...لا تناااامين...." بس نامت....ماقدر يقومها....ماقدر....هزهاا بقوة...قال وهو موو مصدق اللي يشوفه:هيفاء؟؟...اصحي...قلتي بتنامين شووي....هذا موو شوي...موو وقت مزحك... قومي... اصحي..." بس ماردت عليه....ركض بسرعة ينادي الدكاترة....والممرضين....دخلوا الغرفة وفحصوها بسرعة....وخذوها لغرفة الولادة!!!
حسيت بلمسة على ايدي...
طالعت بهيفاء اللي كانت تسولف لي على شيء...
شعرها المجعد وعيونها الملونة...نسخة طبق الأصل من أمها!!!
وش راح تحمل الأيام لهيفائي؟؟؟...اتمنى مايكون مصير مشابه لأمها....